الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
النماذج السلبية-الحلقة السابعة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

باسمه تعالى


تحدثنا في المقال السابق وقلنا أن القرآن الكريم بيّن معايير الإيمان والكفر والحق والباطل وقدم لنا أشخاصاً باعتبارهم نماذج لأشخاص مؤمنين وكافرين. لقد كانت حركة الإمام الحسين عليه السلام بحيث أنها بينت المعايير الواقعية للتمييز بين الحق والباطل، فالذي يتحرك في إطار حركة الإمام عليه السلام فهو معه في جبهة الحق وإلا فإنه سيكون في جبهة الباطل. فيما يلي نقدم بعض النماذج السلبية التي كان لها تواجد بنحو ما في كربلاء.

*يزيد بن معاوية: قدوة الأمراء الفاسدين‏

جلس يزيد على مسند الخلافة بعد أن مهد له والده الأمر. أضفى معاوية على الإمامة والخلافة لوناً سلطوياً. وثبت بين المسلمين بعد تنصيب ابنه يزيد ثقافة خطيرة وسنّة سيئة. كان معاوية يجمع البيعة ليزيد سراً في أيام الإمام الحسن عليه السلام وأعلن عن هذا الأمر بعد شهادة الإمام عليه السلام.

كان معاوية شديد الاضطراب من المستقبل لأنه كان يعلم بمخالفة البعض ومن جملتهم الإمام الحسين عليه السلام لخلافة يزيد. مارس معاوية الترغيب والترهيب لتشجيع الناس على بيعة يزيد، إلا أنه كان يداري بني هاشم. حاول استمالة الإمام الحسين عليه السلام للقبول بالأمر، إلا أن الإمام عليه السلام كان قاطعاً في القضية.

أوضح الإمام عليه السلام في إحدى رسائله ما يقوم به معاوية من خلال تنصيب يزيد للخلافة: "ثم وليت ابنك وهو غلام يشرب الشراب ويله بالكلاب، فخنت أمانتك وأخربت رعيتك، ولم تؤدِ نصيحة ربك فكيف تولي على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من يشرب المسكر، وشارب المسكر من الفاسقين، وشارب المسكر من الأشرار! وليس شارب المسكر بأمين على درهم فكيف على الأمة؟"1.

وكان معاوية لا يستعمل الشدة مع الإمام عليه السلام في أخذ البيعة ليزيد، وكان يزيد على العكس من ذلك حيث أصرّ على أخذ البيعة بالقوة من الإمام عليه السلام، فإن جلّ ما كان يفكر به يزيد هو الخلافة، فكان مستعداً للقيام بأي عمل في هذا المضمار. لذلك كتب رسالة إلى والي المدينة قال فيها: "خذ الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير... بالبيعة أخذاً شديداً ومن أبى فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه"2.

فإن الإمام الحسين عليه السلام هو الشخص الأكثر أهمية من بين هؤلاء، لذلك كانت الأولوية لأخذ البيعة منه. ومن هنا أعلن الإمام عن رأيه بصراحة فقال: "أيها الأمير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد رجل شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة معلق بالفسق ومثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أيّنا أحق بالخلافة والبيعة"3.

كان الإمام عليه السلام ينظر نظرة دقيقة إلى كافة حركات الأعداء وإلى مستقبل المجتمع الإسلامي. وقد أوضح عمق الفاجعة من خلافة يزيد، يقول الإمام عليه السلام: "إنا لله وإنا إليه راجعون على الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد ولقد سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الخلافة محرمة على آل أبي سفيان".

امتنع الإمام عليه السلام عن بيعة يزيد وخرج من مدينة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم ليبلغ وينشر دعوته. وعندما لم يتمكن يزيد من أخذ البيعة منه، بدأ التفكير جدياً بقتله. لذلك أرسل يزيد فرقة بقيادة عمر بن سعد في أيام الحج لاغتيال الإمام. إلا أن الإمام عرّف ما يدبر، فترك مكة حتى لا يراق الدم في مكة.

عمل يزيد بشكل دءوب للوقوف في وجه الإمام عليه السلام وتمكن من قتله مع أصحابه وأهل بيته في اليوم العاشر من المحرم. من جهة أخرى كان يستشم من يزيد ريح الإلحاد، وكان منكراً للمبدأ والمعاد والنبوة.

*عبيد الله ابن الحر الجعفي وعمر ابن قيس المشرقي: قدوة المتذرعين

سار الحسين عليه السلام حتى نزل في قصر بني مقاتل فإذا بفسطاط مضروب... فقال الحسين عليه السلام: لمن هذا الفسطاط.

فقيل: لرجل يقال له عبيد الله بن الحر الجعفي.

فأرسل الحسين عليه السلام برجل من أصحابه يقال له الحجاج بن مسروق الجعفي فأقبل حتى دخل عليه الفسطاط فسلم عليه.. وقال له: هذا الحسين يدعوك إلى نصرته. فإن قاتلت بين يديه أجرت وإن مت فإنك استشهدت. فقال له عبيد الله: والله ما خرجت من الكوفة إلا مخافة أن يدخلها الحسين بن علي عليه السلام وأنا فيها فلا أنصره...

وقد خاطبه الإمام قائلاً: وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبة تغسل بها ما عليك من الذنوب وأدعوك إلى نصرتنا أهل البيت(عليهم السلام)4.

فقال عبيد الله: يا ابن بنت رسول الله، لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنت أشدهم على عدوك، ولكني رأيت شيعتك بالكوفة وقد لزموا منازلهم خوفاً من بني أمية ومن سيوفهم. وأنا أواسيك بكل ما أقدر عليه وهو فرسي ملجمة...

فقال له الحسين عليه السلام: ما جئناك لفرسك وسيفك إنما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شي‏ء من مالك.. قيل أنه ندم بعد حادثة عاشوراء عن عدم نصرته الإمام عليه السلام5.

أما عمر بن قيس المشرقي فكان حاضراً في قصر بني مقاتل مع ابن عمه. يقول عمر بن قيس... دخلت على الحسين بن علي عليه السلام... فسلمت عليه ثم أقبل علينا وقال: جئتما لنصرتي، فقلت له أنا رجل كبير السن كثير العيال وفي يدي بضائع للناس ولا أدري ما يكون فاكره أن تضيع أمانتي.

فقال لهما الإمام عليه السلام: أما فانطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سواداً فإنه من سمع واعيتنا أو رأى سوادنا فلم يجب واعيتنا كان حقاً على الله أن يكبه على منخريه في نار جهنم6.


1- موسوعة كلمات الإمام الحسين(ع)، ص‏258.
2- المقرم، مقتل الحسين(ع)، ص‏129.
3- موسوعة كلمات  الإمام الحسين(ع)، ص‏283.
4- المصدر نفسه، ص‏365.
5- المقرم، مقتل الحسين(ع)، ص‏189.
6- موسوعة كلمات الإمام الحسين(ع)، ص‏369.

14-12-2010 | 08-23 د | 2856 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net