الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
اجتناب المعاصي أفضل الأعمال في شهر رمضان
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

في الروایة الواردة حول خطبة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، یسأل الإمام عليُّ بن أبي طالب (علیه السلام) الرسولَ الأعظم (صلوات الله وسلامه علیه وآله): أيّ الأعمال أفضل في هذا الشهر؟ فیجیبه (صلّى اله عليه وآله): «الورعُ عن محارمِ الله»[1].

اجتناب الذنوب وما حرّمه الله مقدَّمٌ علی الأعمال الإیجابّیة. ترك المعاصي حیلولة دون تلوّث الروح والقلب... إذاً، فهناك الصیام، وهناك تلاوة القرآن، وهناك الدعاء وذکر الله، وهناك البُعد عن المعاصي. هذه المنظومة تُقرِّبُ الإنسان أخلاقيّاً وسلوكيّاً من الحالة التي یریدها الإسلام. حین تحصل هذه المجموعة من الأعمال، یخلو قلب الإنسان من الأحقاد، وتُبعث فیه روحُ التضحیة والإیثار، وتصبح مساعدة المحرومین والفقراء سهلةً علیه، ویسهل علیه أیضاً الصفح والتجاوز لصالح الآخرین، وبما یضرّه في الأمور المادّیّة. لذلك تلاحظون أنّ الجرائم تقلّ في شهر رمضان، وتکثر فیه الخیرات، وتزداد فیه المحبّة بین الناس، وهذه کلّها ببرکة هذه الضیافة الإلهیّة.

بعض الناس ینتفع هکذا من شهر رمضان المبارك، وبعضهم لا ینتفع بهذا الشکل، فقد ینتفعون من شيء ویحرمون أنفسهم من شيء آخر. یجب أن ینصبّ جهد الإنسان المسلم في هذا الشهر علی الانتفاع إلی أقصی حدّ من هذه الضیافة الإلهیّة، وینال الرحمة والمغفرة الإلهیّة، وأنا أؤکّد على الاستغفار، الاستغفار من الذنوب والخطایا والمزالق، ومن المعاصي، سواء کانت صغیرة أو کبیرة. من المهمّ جدّاً أن نطهّر قلوبنا في هذا الشهر من الأدران والأقذار، وننقّي أنفسنا ونغسلها من الشوائب والتلوّث، وهذا ممکن بالاستغفار. لذا، ورد في الکثیر من الروایات أنّ أفضل الأدعیة، أو علی رأس الأدعیة، الاستغفار، أي طلب المغفرة من الله. وثمّة استغفار لجمیع البشر؛ حتّی الرسول الأکرم (صلّى الله عليه وآله)، وهو أرقی البشر، کان یستغفر. واستغفارنا -نحن وأمثالنا- استغفار من نوعٍ من الذنوب، هي هذه الذنوب العادیّة الدارجة، والمیول الحیوانیّة في أعماقنا، وهذه المعاصي الظاهریّة الواضحة. لکنّ استغفار البعض لیس من مثل هذه الذنوب، فالبعض لا یقترفون حتّی «ترك الأولی»، لکنّهم مع ذلك یستغفرون، وهذا استغفار من القصور الذاتيّ والطبیعيّ للإنسان حیال عظمة الذات الإلهیّة المقدَّسة، وهو استغفار من عدم المعرفة الکاملة، وهو استغفار الأولیاء والعظماء.

علینا الاستغفار من ذنوبنا. الفائدة الکبری للاستغفار هي أنّه ينتشلنا من الغفلة عن أنفسنا. أحیاناً نقع في أخطاء بخصوص أنفسنا. وحین نفکّر بالاستغفار تتجسّد أمامنا ذنوبنا وخطایانا ولامبالاتنا واتّباعنا لأهوائنا النفسیّة، وتجاوزنا للحدود، وظلمنا لأنفسنا، وظلمنا للآخرین، ونتذکّر ما فعلنا، وعندئذٍ لا نُصاب بالغرور والنخوة والغفلة عن أنفسنا. هذه هي فائدة الاستغفار. ثمّ إنّ الله تعالی وعد الإنسان الذي یستغفر، أي الذی یطلب المغفرة والصفح من الله سبحانه طلباً حقیقیّاً، ویکون نادماً علی ذنبه، بالقول: ﴿لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾[2]، الله سبحانه ﴿يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾[3]، هذا الاستغفار عودة إلی الله، وإعراض عن الذنوب والخطایا، والله تعالی یقبله إن کان استغفاراً حقیقیّاً.

تنبّهوا إلی أنّه لا فائدة من أن یقول الإنسان بلسانه: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، ویکون باله وذهنه في مکان آخر. فهذا لیس باستغفار. الاستغفار دعاء وطلب. یجب أن یطلب الإنسان من الله حقّاً أن یغفر له ویصفح عنه: ارتکبت هذا الذنب فارحمني، واصفح عن ذنبي، یا ربّ. مثل هذا الاستغفار عن کلّ واحد من الذنوب یستجلب -بلا ریب- غفران الله، وقد فتح الله تعالی هذا الباب.

(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 14/09/2007م)


[1] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص95.
[2] سورة النساء، الآية 64.
[3] سورة التوبة، الآية 104، سورة الشورى، الآية 25.

30-03-2023 | 12-28 د | 495 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net