«إنّ العاملَ الأساس للنصر هو حضور الشعب في الساحة، والعاملَ الذي يحقّق حضورهم في الساحة هو الأمل والاطمئنان، فيجب تقويته فيهم، ولا ينبغي أن يخاف الناس ويسيئوا الظنّ ويفقدوا الثقة. أنتم تشاهدون في القرآن الكريم: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ﴾[1]، هذا من جانب العدوّ، أي خافوا ﴿قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ﴾. الآية الأخرى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءه﴾[2]، ﴿لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾[3]؛ أي إنّ تخويفَ الناس مذموم وكذلك إحباطهم وإقلاقهم. وفي المقابل: ﴿وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾[4]، إذ ينبغي أن نوصي بعضنا بعضاً بالصبر والثبات واتّباع الحقّ والمحافظة على بعضنا بعضاً. ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ﴾[5] الأولياء هم المرتبطون ببعضهم بعضاً. هذه هي مسؤوليّتنا؛ لهذا ينبغي التوجّه إلى هذه النقطة المرتبطة بالأمل والطمأنينة».
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 16/09/2010م)
[1] سورة آل عمران، الآية 173.
[2] سورة آل عمران، الآية 175.
[3] سورة الأحزاب، الآية 60.
[4] سورة العصر.
[5] سورة التوبة، الآية 70.