الذين يتذكّرون بدايات الثورة، يعلمون أنّ بعضاً من أنصار الإمام والمقرّبين إليه، وصل بهم الأمر في العقد الأوّل للثورة، وفي زمان حياة الإمام، إلى الوقوف بوجه الإمام ومعارضته، وأصرّوا على إركاع الإمام، وإثبات خطأ حركته وهزيمته، وإثبات خطأ حركة الإمام (رضوان الله تعالى عليه)، ذلك الرجل الإلهيّ الكبير؛ لكنّهم انحرفوا بعد ذلك، وطردتهم الثورة. بعض الّذين كانوا من المقرّبين للإمام، ومن أنصاره، وصل بهم الأمر إمّا إلى اللجوء للعدوّ، أو مجابهة الثورة، أو توجيه الضربات للثورة. هذه يجب أن تصبح عِبَراً لنا جميعاً، يجب أن تصبح عِبَراً يجب أن نفهمها.
إنّني لا أؤمن أبداً بالإقصاء [والدفع]، وقد قلتُ هذا في صلاة الجمعة. أعتقد بالحدّ الأقصى من الجذب، والحدّ الأدنى من الدفع. ولكن كأنّ بعضهم يصرّون هم أنفسهم، على الابتعاد عن النظام. حوّل بعضهم اختلافاً داخل العائلة وداخل النظام -تمثّل في التنافس الانتخابيّ- إلى حربٍ ضدّ النظام -وهؤلاء طبعاً، أقليّة صغيرة، وهم صفر مقابل عظمة الشعب الإيرانيّ، لكنّهم يهتفون باسم هؤلاء، وهؤلاء يفرحون لذلك- هذا شيء يجب أن نعتبر منه. يجب أن تتمكّن عمليّة التبليغ من توضيح هذه الحقائق للشعب ولهم؛ ليفهموا أنّهم على خطأ.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 13/12/2009م.)