الخطاب الثقافي التبليغي رقم (٢): كن من اهل قضاء الحوائج
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "...من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن سرّ مسلما ستره الله يوم القيامة".
لقد حثت الروايات كثيرة على قضاء حاجة الناس، ويؤكد الامام الصادق (ع) على ان يسعى العبد ليكون منهم: وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله تعالى خلق خلقاً من خلقه، انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا، ليثيبهم على ذلك الجنّة.فإنْ استطعت أن تكون منهم فكن"
وعند اشتداد الازمات وفي ظل ما يعاني منه الناس في مجتمع المقاومة من الاذى وتعميقا لصمودهم لا بد من التأكيد على ان يكون كل واحد منهم في عون من معه من الناس فبخدمة كل واحد لأخيه تتم قضاء حوائج الناس وقد ورد عن الامام الصادق (ع): "...إذا بعث الله المؤمن من قبره، خرج معه مثال يقدمه أمامه، فكلّما رأى المؤمن هولاً من أهوال يوم القيامة، قال له المثال: لا تجزع ولا تحزن، وأبشر بالسرور والكرامة من الله عزّ وجل، فما يزال يبشّره بالسرور والكرامة من الله سبحانه حتى يقف بين يدي الله عزّ وجلّ، ويحاسبه حساباً يسيراً، ويأمر به إلى الجنّة، والمثال أمامه، فيقول له المؤمن: رحمك الله! نِعَم الخارج معي من قبري، ما زلت تبشّرني بالسرور والكرامة من الله عزّ وجلّ حتى كان ما كان، فمن أنت؟ فيقول له المثال: أنا السرور الذي أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله لأبشرك"
ومن اهم آداب قضاء الحوائج ان يكتمها الانسان فلا يعلن للناس انه قام بذلك، بل يجعل النية في ذلك التقرب الى الله عز وجل، وليعلم ان صاحب الحاجة بحسب ما ورد في الروايات هو باب من ابواب رحمة الله، فعن الامام الصادق (ع): (أيّما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنّما ذلك رحمة من الله، ساقها إليه وسبّبها له، فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها، وإن ردّه عن حاجته، وهو يقدر على قضائها، فإنّما ردّ عن نفسه رحمة من الله عزّ وجلّ ساقها إليه وسبّبها له...)
يقول الامام الخميني: (علينا أن لا نرى أنفسنا أبداً دائنين لخلق الله عندما نخدمهم، بل هم الذين يمنّون علينا حقّاً، لكونهم وسيلة لخدمة الله جلّ وعلا).