الخطاب الثقافي التبليغي رقم (6): الأنس بالله عز وجل
الإمام علي (عليه السلام): اللهم إنك آنس المؤانسين لأوليائك...إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك، وإن صبت عليهم المصائب، لجأوا إلى الاستجارة بك).
ان درجة ارتباط العبد بالله عز وجل تكون على درجة حبه له، والانسان اذا علم إنعام الله عز وجل عليه وما اعطاه من تعلق به، وكلما ازداد علما بفضل الله عليه ازداد تعلقا، وكلما ازداد تعلقا ازدادا بعد عن غيره.
ومن مظاهر المحبة وآثارها وتجلياتها، الإنس بالله عز وجل، وذلك لأن للانسان حالات يستوحش فيها اي يضطرب ويقلق ويعيش الخوف او يُبتلى بالمصائب والشدائد، وفي تلك اللحظات اذا ارتبط بالله عز وجل بالمحبة كان الأنس بالله تسلية له وطمأنينة وسكنا.
والايمان بالله اي الاعتقاد بأن مقاليد السموات والأرض بيده يمسك بقلب المؤمن وينقله من الوحشة إلى الإنس فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من مؤمن إلا وقد جعل الله له من إيمانه أُنسا يسكن إليه، حتى لو كان على قلة جبل لم يستوحش).
وفي أحاديث أهل البيت عليهم السلام ثلاثة إرشادات مهمّة للأُنس باللّه والتعلّق به :
1- ذكر اللّه ، عن الإمام علي عليه السلام: الذِّكرُ مِفتاحُ الاُنسِ.وكلّما استخدم الإنسان هذا المفتاح للتعلّق باللّه أكثر، كلّما زاد أُنسه باللّه - تعالى - وحقّق اطمئنانا أكثر ، قال تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَ-ئِنُّ الْقُلُوبُ).
2- اجتناب صحبة أهل الغفلة، لأنّها آفة الذكر والأُنس باللّه، عن الإمام علي عليه السلام: (كَيفَ يَأنَسُ بِاللّه ِ مَن لا يَستَوحِشُ مِنَ الخَلقِ). ولاشكّ في أنّ المراد من « الخلق » في هذا الحديث والأحاديث المشابهة ليس هو الذاكرين.
3- الاستمداد من اللّه - تعالى - ، حيث إنّ أهل البيت أنفسهم كانوا يطلبون ذلك من اللّه كرارا : (اللّهمّ اجعلنا ...آنسين بك) أو (آنسني بك ياكريم)، أو (واجعل أُنسي بك)
ومن أهمها تلاوة آيات كتاب الله عز وجل لأنها حديث الله مع العبد فعلينا جميعا ان نردد ايات كتاب الله ونتلوه اناء الليل واطراف النهار.