الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
شيخ حسن بن الشيخ زين الدين بن علي بن أحمد (صاحب المعالم)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

هو جمال الدين أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني بن علي بن أحمد العاملي الجبعي، قدس الله روحه، واشتهر بصاحب المعالم، نسبة إلى كتابه الذي ألفه في الفقه مع مقدمة في اصول الفقه وسماه معالم الدين وملاذ المجتهدين.

كان من فطاحل العلم وعشاق المعرفة، وقد سما إلى المقام الاسنى في مختلف العلوم، حيث أنه دخل ميادين العلم دخول المحترف القدير، فكان يدأب في أخذ العلم ونشره طيلة عمره ليله ونهاره، وكان علمه يتقاطر من أنامله، ومعالمه هذه رشحة من بحار فضائله، فكان لسان الثناء بذكر نطوق في الاصول والفروع، فقد كان محققا عالما درس المعقول والمنقول والفروع والاصول والمنطق والبلاغة والرياضيات.اما الادب فهو روضة الاريض ومالك زمام السجع منه والقريض، والناظم لقلائده وعقوده، والمميز عروضه من نقوده 1 فهو النجم الزاهر في سماء العلم والمعرفة.وقد ولد في اسرة ساهمت مساهمة فعالة في تقدم العلوم الاسلامية حيث تقلدت شرف المرجعية والزعامة الدينية، وعلى رأسها الشهيد الثاني، قدس سره، وكانت ولادته لعشرة أيام بقين من شهر رمضان المبارك، عام 959 ه‍، في قرية جبع من قرى جبل عامل بلبنان.وكان عمره حين استشهاد والده سبع سنين اشتغل في تلك النواحي المقدسة وأخذ بتحصيل العلوم على د جملة من فضلائها البارعين وطلبة والده الشهيد.

دراسته
تتلمذ ودرس على السيد علي الصائغ وعلى السيد علي بن أبي الحسن والشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي وعلى السيد عبد الله اليزدي صاحب الحاشية في المنطق، كما درس في النجف الأشرف عند المقدس الأردبيلي؛ وفي ذلك يقول حفيده الشيخ علي في "الدر المنثور": كان هو والسيد محمد صاحب المدارك كفَرَسَي رهان ورضيعَي لِبان وكانا شريكين في الدرس متناسقين، وكان يقتدي كلٌ منهما بالآخر في الصلاة، ويحضر درس صاحبه، بل كان كلٌ منهما إذا صنّف شيئاً عرضه على الآخر ليراجعه، وإذا رجّح

أحدهما مسألة وسُئل عنها الآخر يقول ارجعوا إليه فقد كفاني مؤونتها.وكانا متقاربين في السنّ والسيد محمد أكبر، فبقي الشيخ حسن بعده بقدر تفاوت ما بينهما في السنّ تقريباً، وكتب على قبر السيد محمد:‏"من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً".

ونقل عنهما أنهما كانا يقرآن في اليوم الواحد ما يقرأه سواهما في أيام، فسخِر منهما بعضُ الطلبة فقال لهم المقدس الأردبيلي:قريباً يذهبان إلى بلادهما و يؤلّفان من الكتب ما تقرأون فيه، فكان كذلك؛ فإنهما لمّا رجعا إلى بلادهما ألّف الشيخ حسن كتاب المعالم، والسيّد محمّد كتاب المدارك، ووصلت نسختاهما إلى العراق قبل وفاة الأردبيلي، وصار الكتابان من الكتب الدراسية في الحوزة العلمية.ولمّا عزم الشيخ حسن على الرجوع إلى بلاده طلب من المقدس الأردبيلي شيئاً يكون له تذكرة ونصيحة، فكتب له بعض الأحاديث وكتب في آخرها: كتبه العبد أحمد لمولاه امتثالاً لأمره ورضاه.‏

وبعدما أكمل دراسته الابتدائية والمقدمات اللازمة في بلاده ومسقط رأسه توجه الى العراق وأقام في النجف الاشرف واشتغل هناك في دراسة الفقه والاصول والعلوم الاخرى، فحضر درس المقدس الاردبيلي والمولى عبد الله اليزدي مع ابن اخته السيد محمد صاحب المدارك وكانا يتسابقان في الفضل والعلم والاحترام، نقل عن استاذهما المحقق الاردبيلي أنه كان عند قرائتهما عليه مشغولا بتأليف، وشرح ارشاد الاذهان، فكان يعطيهما أجزاء منه ويقول لهما: انظرا في عبارته وأصلحنا منه ما شئتما فإني أعلم أن بعض عباراته غير فصيحة 2 وكان صاحب المعالم حسن الخط جيد الضبط عجيب الا ستحضار حافظا للرجال والاصول والاخبار.

خصاله ومزاياه
عُرف الشيخ حسن بالدقة والتحقيق، ومؤلفاته مشحونة بالفوائد مع عبارات وجيزة.وكان أديباً لامعاً وشاعراً مبدعاً حسن الخط جيد الضبط عجيب الاستحضار حافظاً للرجال والأخبار، وشعره يمتاز بالرقة والسلاسة، وأكثره في الوجدانيات.

وكان له مبنى خاص في علم الرجال، فهولا يعمل إلاّ بالخبر الحسن والصحيح الذي قامت البينة على توثيق جميع رواته وتعديلهم، لذا يوصف الخبر الذي يصحّحه الشيخ حسن بالصحيح الأعلائي عند علماء الرجال، وقد بلغ الشيخ من التقوى والورع أقصاهما ومن الزهد والعبادة منتهاهما ومن الفضل والكمال ذروتهما وأسناهما، وكان لا يحوز أكثر من قوت أسبوع لأجل القرب إلى مساواة الفقراء والبعد عن التشبّه بالأغنياء.‏

وقد استمرت الحاجة إلى علم الاصول تتسع وتشتد بقدر الابتعاد عن عصر النصوص، فبدأ الفقهاء يصنفون رسائل وكتبا في الاصول. فكان من بين الرواد النوابغ من فقهائنا الذين أقبلوا على دراسة العناصر المشتركة في عمليات استنباط الاحكام الشرعية الحسن بن علي بن ابي عقيل، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الاسكافي في القرن الرابع، ثم ألف بعد ذلك الشيخ المفيد المتوفى سنة 413 ه‍ كتابا في الاصول وتبعه تلميذه السيد المرتضى فأفرد كتابا موسعا في الاصول سماه الذريعة وكذلك ألف سلار كتابا باسم التقريب في اصول الفقه ثم جاء دور الشيخ الفقيه المجدد محمد بن الحسن الطوسى المتوفى سنة 460 ه‍ حيث ألف كتاب عدة الاصول وانتقل علم الاصول على يده إلى دور جديد من النضج الفكري. ولكن هذا التراث الضخم الشيخ الطوسى توقف عن النمو بعد وفاته طيلة قرن كامل لاسباب لا مجال لذكرها هنا، وكانت بداية خروج الفكر العلمي عن دور التوقف النسبي على يد الفقيه محمد بن أحمد بن إدريس المتوفى سنة 598 ه‍ حيث صنف المحقق الحلي كتبا في الاصول منها كتاب نهج الوصول إلى معرفة الاصول ومعارج الاصول، وألف العلامة الحسن بن يوسف بن مطهر الحلي كتبا عديدة من قبيل تهذيب الوصول إلى علم الاصول، ومبادي الوصول إلى علم الاصول وغيرهما. وقد ظل النمو العلمي في مجالات البحث الاصولي آخر القرن العاشر وكان الممثل الاساسي له في أواخر القرن هو الحسن بن زين الدين المتوفى سنة 1011 ه‍ حيث ألف كتابه المشهور في الاصول معالم الدين وملاذ المجتهدين مثل فيه المستوى العالي لعلم الاصول في عصره بتعبير سهل وتنظيم جديد 3 ودقة في التعبير والاستدلال، والامر الذي جعل لهذا الكتاب شأنا كبيرا في عالم البحوث الاصولية حتى أصبح كتابا دراسيا في هذا العلم وتناوله العلماء بالتعليق والتوضيح والنقد 4.

ويعتبر هذا الكتاب من أشهر مصنفاته حتى أنه عرف وخلد به على أنه لم يتمه كله، فلم يخرج منه سوى مقدمته في الاصول وبعض كتاب الطهارة في الفقه وقد صار عليه المعول في التدريس من عصره إلى اليوم. وقد فرغ من تأليفه في ربيع الثاني عام 994 ه‍ وعلقت عليه حواش وشروح كثيرة عربية وفارسية، مفصلة ومختصرة، مستقلة وهامشية، لفظية واستدلالية، فيها المخطوط ومنها المطبوع، ومن جمله هذه الحواشي والشروح حاشية لولده الشيخ محمد، ولسلطان العلماء، وللمولى صالح المازندراني، وللشيخ المدقق الشيرواني، وللشيخ محمد تقي الاصفهاني، وللشيخ محمد طه نجف، وللسيد بحر العلوم، وللشيخ مصطفى اعتمادي، وغيرهم 5. ومما يزيد هذا الكتاب افتخارا وسموا أنه لا زال شامخا وعلما للسابقين واللاحقين حيث أنه يدرس في الحوزات العلمية إلى جانب الكتب الاصولية الثلاثة وهي القوانين والرسائل والكفاية واصول الفقه للمظفر (حديثا)، فهو مدخل المبتدئين وملاذ المجتهدين.

3-طلبته ومشايخه
وقد رجع صاحب المعالم بعد ما أكمل دروسه لدى علماء النجف الاشرف إلى بلدة جبع واستقر بها واشتغل بالتدريس والتصنيف، وقرأ على يده وروى عنه جملة من الفضلاء منهم:
1-الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي.
2-الشيخ أبو جعفر محمد ابنه والد الشيخ علي.
3-الشيخ أبو الحسن على ابنه الاخر.
4-الشيخ حسين بن الحسن الظهيري.
5-السيد نجم الدين بن السيد محمد الحسيني.
6-الشيخ عبد السلام بن محمد الحر عم صاحب الوسائل.

واما أساتذته ومشايخه
1 -المقدس الاردبيلي
2 -الشيخ عبد الله اليزدي.
3 -السيد على بن أبي الحسن صهر الشهيد الثاني والد صحاب المدارك
4 -الشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد والد الشيخ بهاء الدين العاملي
5 -السيد علي بن الحسين الصائغ الحسيني العاملي الجزيني وكان نقش خاتمه الشريف على ما نقله صاحب الروضات. بمحمد والال معتصم * حسن بن زيد الدين عبدهم 6.والجدير بالذكر أن مؤلفات المترجم ووالده الشهيد تحتل اليوم ومسبقا مكان الصدارة بين مؤلفات الامامية، وتراها قد عكف عليها الطلاب والعلماء للافادة والاستفادة في المدارس وجامعات الامامية عامة. هكذا كانت حياة شيخنا الاجل حافلة بالعلم والتقوى والاجتهاد والتدريس والتصنيف وقد أمد وأتحف مسيرة اصول الفقه منذ القديم وإلى الان بمعالمه الشريفة واوفاه أجله في عام 1011 ه‍ برحلة أبدية يلقى فيها الجزاء الاوفى على ما قدمه من خدمات جليلة للشريعة المقدسة، فجزاه الله خير الجزاء واوفاء، وقدس روحه ومثواه.

4-مؤلفاته 7
للمؤلف مصنفات كثيرة إلا أن اكثرها غير تامة لانه كان يشتغل في زمان واحد بتصنيفات متعددة، كما هو دأب العلامة، والشهيدين في الاغلب، ومن مؤلفاته:
1-منتقى الجمان في الاحاديث الصحاح والحسان:حيث اقتصر فيه على ايراد هذين الصنفين من الاخبار على طريقة كتاب الدرر والمرجان الذي ألفه العلامة في ذلك المعنى من قبل ولم يخرج من أبوابه الفقهية غير العبادات.
2-التحرير الطاووسي: تهذيب كتاب حل الاشكال في معرفة الرجال.
3-شرح على ألفية الشهيد: كما نسبه الفاضل الهندي - رحمه الله -.
4-مناسك الحج.
5-الرسالة الاثنا عشرية في الطهارة والصلاة.
6-رسالة في عدم جواز تقليد الميت.
7-مشكاة القول السديد في تحقيق معنى الاجتهاد والتقليد.
8-ديوان شعر.
9-تعاليقه على مختلف العلامة وعلى شرح اللمعة.
10-تعاليقه على الكتب الاربعة: الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار.
11-ترتيب مشيخة من لا يحضره الفقيه.
12-جوابات المسائل المدنيات الاولى والثانية والثالثة.
13-رسالة في عدم قبول تزكية الواحد.
14-الفصول الانيفة.
15-الفوائد الرجالية.
16-النفحة القدسية لايقاظ البرية.
17-معالم الدين وملاذ المجتهدين ويعتبر هذا الكتاب من أشهر تصانيفه، وفي مقدمته خطبة نفيسة في فضل العلم والعلماء. وهذا الكتاب الجليل صار عليه المعول في التدريس من زمن تأليفه إلى هذا العصر، بعد ماكان تدريس اصول الفقه على الشرح العميدي على تهذيب الاصول للعلامة الحلي وغيره من الكتب الاصولية. وعلى هذا الكتاب شروح وحواش كثيرة عربية، مبسوطة ومختصرة، منها حاشية لسلطان العلماء وحاشية للمولى صالح المازندراني وللمحقق الملا ميرزا الشيرواني وللشيخ محمد تقي الاصفهاني صاحب هداية المسترشدين.

توفّي (ره) في شهر المحرم سنة 1011 هـ ودفن في جبع، وقبره بها في مقبرة البلدة معروف ومشهور.‏


1-سلافة العصر ص 305.
2-منتقى الجمال في الاحاديث الصحاح والحسان: ص 7 و 8 من المقدمة.
3-راجع ص 54 وما بعدها من المعالم الجديدة للاصول: للشهيد الصدر قدس سره.
4-المعالم الجديدة للاصول، للسيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس: ص 76. (*)
5-مقدمة معالم الدين وملاذ المجتهدين (المقدمة بتعليق عبد الحسين البقال): ص 68.
6-منتقى الجمان في الاحاديث الصحاح والحسان: ص 14 - ص 15 من المقدمة.
7-معجم مؤلفي الشيعة ص: 274، ومنتقى الجمان في الاحاديث الصحاح والحسان: ص 12 من المقدمة.

 

07-01-2011 | 05-47 د | 2707 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net