الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلاد

العدد 1660 17 شهر رمضان 1446 هـ - الموافق 18 آذار 2025م

أمير المؤمنين سراج العابدين في ليالي القدر ومحراب الاعتكاف

أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) طالبٌ وَجَدَالاستفادة من شهر رمضان المباركمراقباتالوحدة تعني التأكيد على المشتركاتوَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَمراقبات

العدد 1636 28 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 02 تشرين الأول 2024 م

والْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلَامِ

من نحن

 
 

 

التصنيفات
خيرُ الدنيا والآخرةِ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عَنِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى نَصَبَ فِي اَلسَّمَاءِ اَلسَّابِعَةِ مَلَكاً، يُقَالُ لَهُ: اَلدَّاعِي، فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ، يُنَادِي ذَلِكَ اَلْمَلَكُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْهُ إِلَى اَلصَّبَاحِ: طُوبَى لِلذَّاكِرِينَ، طُوبَى لِلطَّائِعِينَ، وَيَقُولُ اَللَّهُ تَعَالَى: أَنَا جَلِيسُ مَنْ جَالَسَنِي، وَمُطِيعُ مَنْ أَطَاعَنِي، وَغَافِرُ مَنِ اِسْتَغْفَرَنِي، اَلشَّهْرُ شَهْرِي، وَاَلْعَبْدُ عَبْدِي، وَاَلرَّحْمَةُ رَحْمَتِي، فَمَنْ دَعَانِي فِي هَذَا اَلشَّهْرِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَمَنِ اِسْتَهْدَانِي هَدَيْتُهُ، وَجَعَلْتُ هَذَا اَلشَّهْرَ حَبْلاً بَيْنِي وَبَيْنَ عِبَادِي فَمَنِ اِعْتَصَمَ بِهِ وَصَلَ إِلَيَّ»[1].

إنَّ فريضةَ شهرِ رجبٍ هوَ الدعاءُ؛ لكونِهِ شهرَ اللهِ، فهوَ شهرُ ذكرِ اللهِ ودعائِهِ، وشهرُ قراءةِ الزياراتِ، كما أنَّ فيهِ أعمالاً كثيرةً، فدعاءُ «يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ»[2] منَ الأدعيةِ التي تُستحَبُّ قراءتُها بعدَ كلِّ صلاةٍ واجبةٍ في هذا الشهرِ، وقراءتُهُ لا بدَّ من أن تكونَ معَ التوجُّهِ للمفاهيمِ العظيمةِ المهمّةِ التي يحتويها، وفي كلِّ مرّةٍ يقرؤهُ الإنسانُ بهذهِ الطريقةِ يزدادُ قرباً منَ اللهِ تعالى.

«يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ‏ سَخَطَهُ‏ عِنْدَ كُلِ‏ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ‏ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الاخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الاخِرَةِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ».

يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دام ظلّه)، شارحاً فقراتِ هذا الدعاءِ:

«يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ»؛ أي إنَّنا نأملُ الثوابَ من كلِّ خيرٍ عمِلناهُ، فالحراسةُ في سبيلِ اللهِ، والصلاةُ، وقولُ الصدقِ، وكلُّ عملٍ إلهيٍّ، فإنَّنا نرجو الثوابَ منَ اللهِ على عملِهِ.

«وَآمَنُ‏ سَخَطَهُ‏ عِنْدَ كُلِ‏ شَرٍّ»؛ أي إنَّنا نلجأُ إلى اللهِ مِن سخطِهِ عندما نقومُ بعملٍ سيِّئ... حقّاً إنَّ هاتينِ الكلمتَينِ مناجاةٌ كاملةٌ، إنَّكَ حليمٌ، إنَّكَ صبورٌ علينا، لا تَعْجَلُ بعذابِكِ، إنَّها تُبيِّنُ العظمةَ الإلهيّةَ وخصائصَ العبدِ.

«يا مَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ»؛ أي إنَّ جهادَ هذا الشعبِ، ومظلوميّةَ الإمامِ (قُدِّس سرُّه)، ودماءَ الشهداءِ، وإيثارَ المجاهدينَ، والصبرَ والاستقامةَ في مقابلِ الشدائدِ، كلُّ ذلكَ يُعَدُّ قليلاً إذا ما قيسَ بثوابِ اللهِ تعالى وأجرِهِ.

«يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ»؛ أي إنَّ اللهَ تعالى يُعطي العبدَ ما سألَهُ إنْ كانَ صالحاً، فسُنّةُ عالمِ الخلقِ قائمةٌ على ذلكَ، حتّى لو لم يتذكّرْهُ العبدُ، ومنَ الممكنِ أن تتأخّرَ الإجابةُ، إلّا أنّها تحدثُ. لقد كانَ بعضُهُم يقولُ: لقدْ أكثرْنا منَ الدعاءِ من أجلِ سقوطِ النظامِ البهلويِّ، إلّا أنَّهُ لم يسقطْ! فكنتُ أجيبُهُم بأنَّ الإجابةَ لها وقتٌ خاصٌّ، فعليكُم بالصبرِ حتّى ترَونَ ذلكَ في وقتِهِ، وفعلاً شاهدتُمُ الإجابةَ.

«يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ»، عندما أتيْنا إلى هذهِ الدنيا، هل طلبْنا منَ اللهِ أن يُعطيَنا حليباً؟! إلّا أنَّ اللهَ تعالى أعطانا إيّاهُ. نعم، إنَّهُ يُنعِمُ على مَن لم يسألْ، ومَن لم يطلبْ، «وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ»، كالكفّارِ والملحدينَ، «تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً»؛ أي إنَّكَ تُعطي برحمتِكَ ومحبّتِكَ.

«أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ‏ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخِرَةِ»؛ إنَّكُم تتصوّرونَ الخيرَ في الكثيرِ منَ الأمورِ، إلّا أنَّ اللهَ يمنعُها عنكُم، إنَّ بعضَ النعَمِ والثروةِ والمالِ والمنصبِ مضرٌّ بالشخصِ، والباري هوَ الذي يعلمُ ما يفيدُكُم، فاسألوا اللهَ تعالى أن يعطيَكُم الخيرَ الذي يعلمُهُ هوَ.

«وَاصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخِرَةِ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ»، هنا يأخذُ (سلامُ اللهِ عليه) بلحيتِهِ، والدموعُ تجري من عينَيهِ، فيقولُ: «يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ، يا ذَا النَّعْماءِ وَالْجُودِ، يا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلَى النّارِ». لو أعطانا اللهُ جميعَ النعَمِ، فلا فائدةَ منها ما لم يُحرِّم أجسادَنا على النارِ.

إذا قرأتُم هذا الدعاءَ خمسَ مرّاتٍ يوميّاً، فستكونونَ أكثرَ قرباً منَ اللهِ تعالى.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] السيّد ابن طاووس، الإقبال بالأعمال الحسنة، ج‏3، ص174.
[2] المصدر نفسه، ج3، ص211. وراجع: الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏2، ص584 - 585.

31-12-2024 | 21-17 د | 207 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net