الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الشيخ محمد علي كمونة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الشيخ محمد علي كمونة مفخرة الامجاد وسلالة الاسخياء الاجواد نشأ في بيت الزعامة والرئاسة والوجاهة كان ولم يزل هذا البيت محط رحال الوفاد ومنتدى العلم والادب وله الشرف والرفعة والمكانة السامية لدى أهالي كربلاء وكانت بيدهم سدانة الحرم المطهر الحسيني من ذي قبل. نشأ شاعرنا نشأة علمية دينية أدبية، نظم فأجاد وبرع حتى فاق أقرانه ولانه يتحدر من الاسرة العربية الشهيرة وهم بنو أسد الذين نالوا الشرف بمواراة جسد الحسين عليه السلام فهو لازال يفتخر بهم ولأن عددا غير قليل منهم نالوا السعادة وحصلوا الشهادة يوم عاشوراء بين يدي أبي عبدالله الحسين سيد شباب أهل الجنة فهو يتمنى أن يكون معهم ويغبطهم على هذه المنزلة فيقول:
 

فواحزني ان لم أكن يوم كربلا قتيلا ولم أبلغ هناك مأربي
فان غبت عن يوم الحسين فلم تغب بنو أسد أسد الهياج أقاربي 1


وقد جمع بعض أحفاده شعره في مجموعة سماها (اللئاليء المكنونة في منظومات ابن كمونة) ويقع في خمسة آلاف بيت.

جاء في (الحصون المنيعة) للشيخ علي كاشف الغطاء ما نصه: الحاج محمد علي الشهير بكمونة كان شاعرا بليغا أديبا لبيبا فصيحا آنست الناس أشعاره الرائقة وأسكرتهم بمعانيها ومبانيها الفائقة، درة صدف الادب والمعالي والعاقمة عن مثله أمهات الليالي، قد شاهدته أيام صباي في كربلاء زمن توقفي فيها واجتمعت معه كثيرا واقتطفت من ثمار افاداته يسيرا وقد ناهز عمره الثمانين من السنين، وعرضت أول نظمي عليه، وكان رجلا طوالا ذا شيبة بيضاء مهيبا شهما غيورا وكان قليل النظم وأكثر شعره في مدح الامام أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان معاونا لأخويه الحاج مهدي والشيخ محمد حسن في تولية خدمة مرقد أبي عبدالله الحسين وسدانة هذه العتبة المقدسة.

توفي في شهر جمادي الاخرة ليلة الاحد سنة 1282 بمرض الوباء في كربلاء ودفن مع أخيه الحاج مهدي في مقبرتهم المعدة لهم في الحائر الحسيني تجاه قبور الشهداء. أقول وفي سنة 1367هـ 1948م قام الاديب المعاصر محمد كاظم الطريحي بجمع ديوانه والتعليق عليه ونشره بمطبع دار النشر والتأليف بالنجف الاشرف.

 

جاء في احدى قصائده الحسينية

 

مـتى فلك الحادثات استدارا فـغادر كل حشى مستطارا
كـيوم الحسين ونار الوغى  تـصعد لـلفرقدين الشرارا
فـلم تـر الا شـهابا ورى وشهما بفيض النجيع توارى
فعاد ابن أزكى الورى محتدا وأمـنع كـل البرايا جوارا
تجول على جسمه الصافنات وتكسوه من نقعها ما استثارا

 

وقال رحمه الله في رأس الامام الحسين يوم طيف به على رمح

 

رأس وقد بان عن جسم وطاف على رمـح وتـرتيله الـقرآن مـا بانا
رأس تـرى طلعة الهادي البشير به كـأنـما رفـعـوه عـنه عـنوانا
تـنـبي الـبرية سـيماه وبـهجته بـأن خـير الـبرايا هـكذا كـانا
يـسري ومـن خلفه الاقتاب موقرة أسـرى يـجاب بها سهلا وأحزانا

 

وله رائعة غراء في سيدنا أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أولها

 

نبت بالذي رام المعالي صوارمه اذا ما حكتها بالفضاء عزائمه


 

وله القصيدة الشهيرة التي يصف فيها بطولة شهداء كربلاء منها

 

أراه وأمــواج الـهـياج تـلاطمت يـعوم بـها مـستأنسا بـاسما ثـغرا
ولـو لـم يـكفكفه عـن الفتك حلمه  لـعفى ديـار الشرك واستأصل الكفرا
ولـمـا تـجـلى الله جــل جـلاله لـه خـر تـعظيما لـه ساجدا شكرا
هـوى وهـو طـود والمواضي كأنها نـسـور أبــت الا مـناكبه وكـرا
هـوى هـيكل الـتوحيد فالشرك بعده طـغى غمره والناس في غمرة سكرى
وأعظم بخطب زعزع العرش وانحنى لـه الـفلك الـدوار مـحدودبا ظهرا
غـداة أراق الـشمر مـن نـحره دما لـه انـبجست عين السما أدمعا جمرا
وان أنـس لا أنـسى العوادي عواديا ترض القرى من مصدر العلم والصدرا
ولـم أنـس فـتيانا تـنادوا لـنصره ولـلذب عـنه عانقوا البيض والسمرا
رجـال تواصوا حيث طابت أصولهم وأنـفسهم بـالصبر حتى قضوا صبرا
ومـا كـنت أدري قبل حمل رؤوسهم بـأن الـعوالي تـحمل الانجم الزهرا
حـماة حـموا خـدرا أبـى الله هتكه فـعـظمه شـأنـا وشـرفـه قـدرا
فـأصـبح نـهبا لـلمغاوير بـعدهم ومـنه بنات المصطفى أبرزت حسرا
يـقنعها بـالسوط شـمر فـان شـك يـؤنـبها زجـر ويـوسعها زجـرا
نــوائـح الا أنــهـن ثـواكـل عـواطـش الا أن أعـينها عـبرى
يـصون بـيمناها الـحيا ماء وجهها ويـسترها ان أعـوز الستر باليسرى

 

وله من القصائد الحسينية المنشورة في ديوانه ما هذه أوائله

 

ما بال عينك بعد كشف غطائها قذف الاسى انسانها في مائها


44 بيتا
 

باتت تلوم على الهوى وتؤنب وحمى شجوني بالغرام محجب


29 بيتا

  أعدها أخا المسرى لقطع  السباسب مهجنة من يعملات نجائب


57 بيتا.

أصبحت آل علي في السبا  أين عنها اليوم ارباب الابا


31 بيتا.

ماذا على النوائب لو جانبت جوانبي


50 بيتا.

نوى ظعنا يبغي منى فالمحصبا فأدنى اليه اليعملات وقربا


88 بيتا.

 دع المطايا تجوب البيد في السحر وعج بربع أبي الضيم من مضر


48 بيتا.

من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا وسام أقمارها خسفا ونقصانا


23 بيتا.

والشاعر كمونة لم تقتصر براعته وشاعريته على الرثاء فقط وانما طرق أبواب الشعر من غزل ونسيب وفخر وحماسة فكم له من روائع عرفانية ووجدانية تنم عن ملكة أدبية ونوادر شعرية فمن ظرفه قوله في قصيدة:

 

نـسيم الـصبا هيجت لاعج أشواقي وألـحقت بالماضي من الرمق الباقي
فيا صاحبي نجواي عوجا على الحمى لـعل بـه رقـيا لـما أعجز الراقي
فـكم لـي عـهدا بـالحمى متقادما ذوى غـصن جسمي هو ينمو بايراق
ويـا عاذلي في حب ليلى وما عسى  تـروم ومـيثاقي على الحب ميثاقي

 

وله بمدح الامام أبي السبطين الحسن والحسين

 

ألام على من خصه الله في العلى وصيره في شرب كوثره الساقي
وزيـن فيه العرش فانتقش اسمه على جبهة العرش المعظم والساق
وأودع مـن عـاداه نـار جهنم فـخلد فـي كـفار قـوم وفساق
لـهم مـن ضريع مطعم وموارد  اذا وردوهـا مـن حميم وغساق
أمـا انـني أكـثرت ذنـبا وانه سـيبدل أحـمالي بعفو وأوساق
غداة أرى صحفي بكفيه في الولا يـنسق مـنها زلـتي أي نساق
وأنـظر لـوامي تـدع الى لظى فـيسقط منساق على اثر منساق
تقصدت لفظ الساق في ذكر نعته لأنجو اذا ما التفت الساق بالساق

 

ومن نوادره قوله

 

عصيت هوى نفسي صغير افعند ما دهتني الليالـي بالمشيب وبالكبر
أطعت الهـوى عكس القضية ليتني خلقت كبيرا ثم عدت الى الصغر

 

وقال في التوكل

 

الهي ما ادخرت غني لنفسي وولدي مـن حطـام الدهر مالا
لعلمـي أنـك الكـافي وأني وكلت علـى خـزائـنك العيالا


*ادب الطف ـ الجزء السابع156_ 161



1والقصيدة تناهز الستين بيتا وأولها:
أعدها أخا المسرى لقطع السباسب مهجنة من يعملات نجائب

14-03-2011 | 03-22 د | 1548 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net