الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 824 - 12 ربيع الاول 1430هـ الموافق 10 آذار 2009م
إرهاصات النبوة الخاتمة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسيّة:
- أحوال الجزيرة العربية قبل الإسلام.
- الحالة الاجتماعية والدينية والسياسيّة عند العرب.
- الحالة الاجتماعية والدينية والسياسيّة عند الفرس والرومان.

الهدف:
التعرف إلى الحالة الاجتماعيّة والسياسيّة والدينية عند العرب والروم والفرس قبيل بعثة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تصدير الموضوع:
قال الإمام علي في تصوير حال العرب: "فالأحوال مضطربة، والأيدي مختلفة، والكثرة متفرّقة، في بلاء أزْل، وإطباق جهْل، من بنات موءودة، وأصنام معبودة، وأرحام مقطوعة".

الحديث عن إرهاصات النبوة الخاتمة يقتضي التوقّف عند البيئة المباشرة التي بعث فيها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم "الجزيرة العربية" من النواحي الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية، والإطلالة بإيجاز على ما كانت عليه الأمم المجاورة لها في تلك الحقبة الزمنية، حيث كان يتصدّر العالم قبل ظهور الإسلام دولتان، تتقاسمان العالم , هما: الامبراطورية الفارسية، والامبراطورية الرومانية، ومن ورائهما اليونان والهند.

1- نظرة في أحوال الجزيرة العربية وأصول العرب:
أطلق على حالة العرب قبل الإسلام "الجاهلية"، والجاهلية هي: الاسم الذي يطلق على ما كانت عليه جزيرة العرب قبل ظهور الإسلام، أو بعبارة أخصّ الاسم الذي يطلق على الفترة التي خلت من الرسل بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم 1.

ولم يطلق الإسلام هذا المصطلح على حياة العرب قبل الإسلام نتيجة لجهلهم بالعلوم والمعارف، فهو لم يسمهم جاهلين لأنّهم كانوا أميّين لا يعرفون القراءة والكتابة، ويجهلون شتى أنواع العلوم والحياة المدنية.

وللاطلاع على هذا الواقع عند العرب ولمعرفة خصائصهم قبل الإسلام، ينبغي دراسة هذه البيئة من النواحي الاجتماعية، والفكرية، والدينية والسياسيّة.

2- أصول العرب:
قبل دراسة البيئة لأي شعب ينبغي التعرّف إليه أولاً، للارتباط الموضوعي القائم بين أصول الشعوب وحالتها الفكرية والثقافية. بالنسبة لأصول العرب يمكن القول باختصار: ينقسم جميع العرب إلى قسمين: قحطانية وعدنانية، والقحطانية شعبان: سبأ، وحضرموت. والعدنانية شعبان أيضاً: ربيعة ومضر، ابنا نزار بن معد بن عدنان، واختلف حول قضاعة فقيل أنهم عدنانيون، وقيل إنهم من قحطان2. وقسّم المؤرخون العرب إلى ثلاثة أقسام: بائدة، وعاربة، ومستعربة، أما البائدة فهم العرب الأول، والعاربة فهم بنو سبأ، وقيل لهم "عاربة" لنزولهم في بادية العرب.

3- الحالة الاجتماعية عند العرب قبل الإسلام:
تعني الحالة الاجتماعية، علاقة العربي بأسرته، وأولاده وعلاقة القبائل بعضها مع البعض، ونوع الروابط الاجتماعية بينهم. وعندما نقرأ حياة العرب الاجتماعية نتوقّف مع الأمور الآتية:

* القبيلة: تشكّل نظام حياتهم الذي يتعصّبون له، ويفتخرون به ويسيرون على منهجه، أصاب أم أخطأ.
* الظلم: الظلم سمة بارزة في المجتمع الجاهلي، وله مصاديق عدة مثل: ظلم القوي للضعيف، والقادر للعاجز، السلب والنهب، هذا إضافة لشيوع ظواهر كالقتال والحروب لأبسط الأسباب.
* الانثى: كانت الأنثى عندهم مجلبة الحزن ومظنّة العار، ولهذا كانوا يحزنون عند ولادة الأنثى3، وبعضهم كان يئد البنات وهن أحياء مخافة العار والفقر4.
* الكرم والصدق: إلى جانب ما ذكرنا لا يمكن إغفال بعض القيم مثل: حسن الضيافة والكرم، والشجاعة، والصدق، النجدة والإقدام...

4- الحالة الفكرية عند العرب:
شكّل الجهل والأميّة حالة عامّة عند العرب، فلم يكن التعليم والتربية منتشرين عندهم، ولم يكن للعرب بالعلوم عهد، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أول من عنى بتعليم العرب الكتابة والقراءة.

وما يذكر لنا التاريخ من علومهم – إن صحّ أنها علوم بالمصطلح الحديث للعلم فهو:
علم الأنواء لمعرفة أوقات نزول الغيث، وعلم الأثر، وعلم الأنساب.
ومن الناحية الأدبية اشتهروا بالشعر، والقصص والأمثال التي ما زالت حاضرة حتى عصرنا، وتعبر عن تطورٍ هام في هذا المجال.

5- الحالة الدينية:
الدين الذي كان سائداً عندهم هو "الوثنية" فعبدوا الأصنام، وعظمّوا الأوثان، ونصبوها في الكعبة، وقرّبوا لها القرابين. وأخذت الأصنام عندهم شكل بيوت وأشجار، وحجارة منقوشة، حتى قيل إنه كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً، وكان من أسماء بعضها: اللات والعزّى، وسواع، ويغوث ويعوق، وودا. وانتشرت إلى جانب الوثنية في الجزيرة العربية اليهودية والنصرانية في بعض بقاعها وجوانبها، إضافة إلى نحل وديانات كالزرادشتية والصابئة،...

وإلى جانب ذلك كلّه وجدت بعض آثار ديانة إبراهيم عليه السلام، كتعظيم البيت، والطواف به، والوقوف على عرفة، والإهلال بالحج والعمرة....5

6- الحالة السياسية:
لم تشهد الجزيرة العربية نظاماً سياسياً ينظّم شؤون البلاد والعباد، فلا سلطات ولا قضاء ولا أنظمة مالية ولا تشريعات، فكان لكل قبيلة رئيس، هو سيدها وهو مرجع الأفراد في شؤونهم المختلفة، فهو القاضي، والحاكم بينهم، ويحل خصوماتهم، وهو المرجع المناسب لهم في مختلف قضاياهم، ولم تكن علاقة القبيلة بغيرها من القبائل أفضل حالاً، فغالباً ما كانت حالة العداء هي السائدة، وكان التقاتل والحرب ينشآن لأتفه الأسباب.

7- أحوال الأمبراطورية بين الفارسية والرومانية:
* سياسياً: تعاقب على حكم بلاد فارس مجموعة من الأسر الحاكمة وطبقات الملوك، وصادف ظهور الإسلام وبعثة النبى صلى الله عليه وآله وسلم في عهد السلطان الساساني "خسرو برويز". وقد ميّز هذه الفترة عدم الاستقرار، والصراع الدائم على مناطق النفوذ في العالم، والسعي للسيطرة على الأمم والشعوب. وأما إمبراطورية الروم المعروفة بـ "البيزنطية"، فتعاقبت على السلطة فيها مجموعة من الملوك، عرف الواحد منهم باسم "قيصر"، وكانت تسيطر على دول اليونان والبلقان، وآسيا الصغرى، وسوريا وفلسطين، وحوض البحر المتوسط...
وكان وضعها مضطرباً قلقاً بالظلم والاضطهاد إلى حدّ أن فضّل أهل البلاد على حكومتهم كل حكومة أجنبية.

* دينياً: كانت الزرادشتية هي الديانة السائدة في فارس، التي تنسب إلى زرادشت - المختلف على أصل وجوده -، وله كتاب مقّدس يسمّى: "أتيسا" وظلّت الزرادشتية هي الديانة الرسمية للفرس إلى الفتح الإسلامي.
* وأمّا ديانة الروم فتراوحت بين الصابئة والنصرانية، وكان لهم أصنام يعبدونها على عادة الصابئين، واشتهر عنهم تبدّل الديانة بحسب ديانة الملوك الذين تعاقبوا على الحكم.

* اجتماعيّاً: عاشت الأمة الفارسية أسوء حالات التفاوت والاختلاف الطبقي والاجتماعي، حيث امتازت طبقات المجتمع عن بعضها بقوانين خاصّة , وأهمّ الطبقات هي: الأساورة من أبناء الملوك، والنسّاك، وسدنة بيوت النار، والأطباء، والكتّاب، والمنجّمون، والزرّاع وأصحاب المهن. وانعكست الطبقية على الحياة الاجتماعية والثقافية فشاع القهر والتمايز في تلك المجتمعات...
وأمّا عند الروم: فانعكس الاضطراب السياسي، والاضطهاد الديني، وكثرة التبدّل في المعتقدات الدينية على الواقع الاجتماعي، فكان واقعاً متناقضاً يميل الفرد فيه تارة إلى الرهبنة وفي الوقت نفسه يقوم بكل أنواع اللعب واللهو والترف والطرب.

الخاتمة:
هذا هو الواقع الاجتماعي والديني السياسي والفكري الذي سبق بعثة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الجزيرة العربية، وفي الدول المحيطة بها، فبعث نبي الرحمة برسالة سماوية تحرص على الإيمان والعقيدة التي عملت على صقل الشخصيّة الموحّدة، ووضعت نظاماً اجتماعياً وسياسياً يحفظ الحقوق على مبدأ العدل، ويعطي الواجبات على مبدأ التكامل، ويضمن للبشر سعادة الدنيا والآخرة وفق أنظمة الإسلام وتعاليمه...

ولذلك في هذا الجو المملوء بالظلم السياسي والاجتماعي والجاهلية الثقافيّة كان الواقع يضج بضرورة تحرك يد العناية الإلهية لتمتد إلى البشرية بنذير استثنائي لإنقاذها من ما هي فيه من جهل وظلم وانحراف حتى عن التعاليم السماويّة عند من يفترض أن يكونوا هداة البشريّة على خطى الأنبياء السابقين, ولأن البشريّة قد درجت على بلوغ مستوى من القابليات لتحمل أكمل الرسالات فكانت خاتمة الرسالات وكان خاتم الأنبياء وكان آخر الكتب وأكمل الشرائع من مكان هو آخرما يمكن أن يتوقع أن يشرق منه فجر الخلاص والعلم والعدالة وهذا أحد المعجزات الكبرى كان فوران ماء الطوفان من التنور"بيت النار" ليكون المرسل رحمة للعالمين.


1- دائرة المعارف الإسلامية، 6/26.
2- ابن الأثير، البداية والنهاية، 2/145.
3- تراجع سورة النحل، 58/59.
4- ترجع سورة التكوير/ 8-9.
5- ابن هشام، السيرة النبوية، 1/80.

12-03-2010 | 17-11 د | 3922 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net