محاور الموضوع ألرئيسة:
1ـ خصائص شهر رجب في الروايات، الأشهر الحرم.
2ـ خصائص شهر رجب في كلمات علماء الأخلاق.
3ـ بعض أعمال شهر رجب.
الهدف:
بيان خصوصيات شهر رجب، وبيان قصة بعض الأعمال المستحبة، وضرورة التوسل بالله عز وجل.
تصدير الموضوع:
عن الامام الصادق عليه السلام : "إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين الرجبيون فيقوم أناس يُضئ وجوههم لأهل الجمع على رؤسهم تيجان الملك, مكلّلة بالدّر والياقوت مع كلّ واحد منهم ألف ملك عن يمينه, وألف ملك عن يساره, يقولون هنيئاً لك كرامة الله عز وجل يا عبد الله".
مقدمة
ـ في كل الأديان والمذاهب والأمم أوقات مقدسة، وقداسة الزمان أو المكان تعود إلى خصوصيات مرافقة تصبّ في الهدف الذي لأجله كان الدين وكان المذهب، وهذه الأوقات تشكل محطات لتجديد العهد ومحاسبة النفس لاستدراك أيّ تقصير.
وفي الإسلام جعل الله عز وجل أياماً ينهض فيها الإنسان من غفلته، ويعود إلى الله بعد أن يذهب به الشيطان مذاهب شتىّ.
شهر رجب وخصائصه في الروايات
شهر رجب هو من الأشهر الحرم والأشهر الحرم أربعة وردت في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾.و قد سُمِّيَ رجب الأصمّ، لأنّ الناس كانت تَصمّ فيه عن سمع قرقعة السلاح, ولأن الناس لا تقاتل فيه ولأنه من الأشهر الحرم، كما يُسمّى الأصبّ لأنّ الرحمة تُصبُّ فيه صبّاً. عنه صلى الله عليه واله وسلم : "سُمّي شهر رجب شهر الله الأصبّ لأنّ الرحمة على أمتي تُصبّ صبّاً فيه"، ويُقال الأصمّ لأنه نهى فيه عن قتال المشركين, وهو من الشهور الحرم.
ومن أهمّ الاحكام الفقهية المرتبطة بهذه الأشهر تغليظ الديّة فإنها تتضاعف إلى دية ونصف في هذه الأشهر.
وقد ورد في الروايات بيان فضيلة هذا الشهر، ومدى عظمة من يقدم على العمل بالمستحبات الواردة في أيامه ولياليه:
عن أبي رمحة الحضرمي قال: سمعت جعفر بن محمد بن علي عليه السلام يقول: "إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين الرجبيون فيقوم أناس يضئ وجوههم لأهل الجمع على رؤسهم تيجان الملك مكلّلة بالدّر والياقوت مع كلّ واحد منهم ألف ملك عن يمينه, وألف ملك عن يساره, يقولون هنيئاً لك كرامة الله عز وجل يا عبد الله، فيأتي النداء من عند الله جل جلاله: عبادي وإمائي وعزتي وجلالي لأكرمنّ مثواكم ولأجزلنّ عطاءَكم (عطاياكم) ولأوتينّكم من الجنة غُرفاً تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين, أنكم تطوّعتم بالصوم لي في شهر عَظَّمتُ حُرمَتَه, وأوجَبْتُ حقّه, ملائكتي أدخلوا عبادي وإمائي الجنة ثم قال جعفر بن محمد عليه السلام : هذا لمن صام من رجب شيئاً ولو يوماً واحداً في (من) أوله أو وسطه أو آخره".
شهر رجب وخصائصه في كلمات علماء الأخلاق
يتحدث علماء الأخلاق والربانيّون عن أهمية هذا الشهر في تزكية النفس وتربيتها، لأن تزكية النفس تتوقف على وضع برنامج عملي ينطلق من خلاله الإنسان تدريجياً في مدراج الكمال المعنوي، ويُعدّون شهر رجب بداية الانطلاق لشهر رمضان المبارك لأنّ شهر رجب هو شهر التخلية ففي هذا الشهر يسعى الإنسان للتخلي عن الأخلاق السيئة، وعن أي عادة سيئة أخلاقية كانت أو معصية وإثمٍ.
وبهذا تكون أهمية شهر رجب في أنه الخطوة الأولى التي على السالك إلى الله عز وجل أن يسير عليها، من خلال الالتزام بآداب هذا الشهر.
فما لم تحصل التخلية لم تحصل التحلية ولم تستعد النفس للفيوضات القدسية، ويشبه علماء الأخلاق هذه النفس بالمرآة فإنها ما لم تذهب الكدورات عنها لم تستعد لارتسام الصور فيها، ولا لتعكس ما يقف في مقابلها.
المبعث النبوي الشريف
وهو السابع والعشرون من رجب: والأهمّ معرفة حقّ نعمة وجود رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , ونعمة بعثته,فإنه لا مرتقى على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في الشرف, فانّه سيّد خلق الله أجمعين, وأشرفهم وأقربهم وأحبهم الى الله, وهو النور الاول, والحجاب الأقرب, والعقل الأول, والاسم الأعظم, ولا مطمع لأحد في هذه الصفات, من نبيّ مرسل, وملك مقرب, وهو رحمة للعالمين, فبقدر شرف وجوده الأشرف وخيرات مبعثه الشريف، يعظم شرف هذا اليوم ونوره وخيره وبركاته, وبقدر ذلك يعظم عند العقول حقّ شكره على أمّتِه وشيعتِه.
الميرزا التبريزي
ويقول الامام الخميني المقدّس: "ليست قضية البعثة من القضايا التي يتسنّى لنا التحدّث حولها, كل ما نعلمه أن ثورات وتحولات حدثت ببعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم ما كانت لتبصر النور لولا ذلك, أرى من المتعذر على البشرية أن تدرك مقدار المعارف التي فاح أريجها في أرجاء العالم ببركة بعثة المبعث النبوي الشريف".
استدرك فيما بقي من هذا الشهرلا شك أنه قد مضى الكثير من شهر رجب، ومضى بما فيه من خير، وقد اغتنم فرصته، من اغتنم، وحرمَ نفسه من حرم، إلا أنّ على الإنسان المؤمن أن يعلم أنه قد بقي من رجب أيام يمكن للإنسان أن يستغلها ويتدارك شيئاً مما فرّط فيه، وعلى المؤمن أن لا يحرم نفسه من الفضل الباقي؛ فإنّ الله لم يرفع جوائزه ومأدبته في هذا الشهر حتى آخره.
فلنشمّر عن ساعد الجدّ ونلقي عن كواهلنا أثقال التواني وأغلال التسويف فهي أدوات عدّو الله والإنسان في حربه المُعلنة ضدّ بني آدم.
في كتاب فضائل الأشهر الثلاثة 1
حدثنا محمد بن أحمد السناني قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد في رجب وقد بقيت أيام فلما نظر إليّ قال لي يا سالم هل صمت في هذا الشهر شيئاً قلت لا والله يا بن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لي: لقد فاتك من الثواب ما لا يعلم مبلغه إلا الله عزَّ وجلَّ إن هذا الشهر قد فضله الله وعظم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته قال: قلت له يا بن رسول الله فإن صمت مما بقي شيئاً هل أنال فوزاً ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فقال يا سالم: من صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً له من شدة سكرات الموت وأماناً له من هول المطلع وعذاب القبر ومن صام يومين من آخر الشهر كان له بذلك جواز على الصراط ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده وأعطى براءة من النار.
إلفاتة أخي المبلغ، لا تنس تذكير المصلين بمشروع إحياء صلاة الصبح... الموافق 11 حزيران 2012م.
1- الشيخ الصدوق ـ ص18 ـ 19