الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب-العدد 1025-3ربيع الأول 1434 هـ-15كانون الثاني2013م
سيرة الامام العسكري(ع)واقوال الاعلام فيه

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

محاور الموضوع

1-اعتراف خصماء الإمام العسكري عليه السلام بفضله
2-نبذة من بعض أخلاقه
3- احترامه وهيبته

الهدف
إظهار فضل الإمام العسكري عليه السلام

تصدير الموضوع
عن الصقر بن أبي دلف قال: "سمعت علي بن محمد بن علي الرضا عليه السلام يقول: إنّ الإمام بعدي الحسن ابني، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً".

مقدّمة:
الإمام العسكري عليه السلام، هو الحادي عشر من الأئمة الاثني عشر، الذين نص عليهم النبي صلى الله عليه واله وقد أشاد الإمام الهادي عليه السلام - في كثير من الروايات- بولده الإمام العسكري ابي محمد، وأوصى بإمامته بعده، منها ما عن أبي بكر الفهفكي قال: "كتب إليّ أبو الحسن: أبو محمد ابني انصح آل محمد غريزة، وأوثقهم حجة، وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف، وإليه تنتهي عُرى الإمامة وأحكامها، فما كنت سائلي فسله عنه، فعنده ما يحتاج إليه"1.

مكارم أخلاقه
لقد كانت روح الإمام العسكري عليه السلام ملتقى للفضيلة بجميع أبعادها وصورها، فقد وهبه الله كما وهب آباءه العظام كل مكرمة، وحباه بكل شرف وجعله علماً لأمة جده صلى الله عليه واله.

1 ـ علمه:
كان الإمام العسكري عليه السلام أعلم أهل زمانه، وقد بدت عليه مظاهر العلم والمعرفة منذ حداثة سنه، فقد روى المؤرخون "أنه رآه أحد العلماء وهو صبي يبكي والصبيان يلعبون، فظنّ أنه يتحسّر على ما في أيديهم، فقال: اشتري لك ما تلعب به؟ فقال: ما للعب خُلِقنا. فقال له: فلماذا خلقنا؟ قال: للعلم والعبادة. فقال له: من أين لك هذا ؟ قال: من قوله تعالى: ﴿فَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون2.

قلت له: أي بني إني أراك حكيماً فعظني وأوجز، فأنشأ يقول:
أرى الدنيا تجهز بانطلاق
    مشمرة على قدم وساقِ
فلا الدنيا بباقية لحي ٍّ
    ولا حيّ على الدنيا بباقِ
كأن الموت والحدثان فيها
   إلى نفس الفتى فرقا سباقِ
فيا مغرور بالدنيا رويداً
  ومنها خذ لنفسك بالوثاقِ


قال بهلول: "ثم رمق السماء بعينيه وأشار إليها بكفيه ودموعه تنحدر على خديه، وأنشأ يقول: يا من إليه المبتهل يا من عليه المتكل يا من إذا ما آمل يرجوه لم يخط الأمل قال: فلما أتم كلامه خرّ مغشيّاً عليه، فرفعت رأسه إلى حجري ونفضت التراب عن وجهه بكمي، فلما أفاق قلت أي بني ما نزل بك وأنت صبي صغير لم يكتب عليك ذنب. قال: إليك عني يا بهلول، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا يتقد لها إلا بالصغار، وأنا أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم..."3.

واستطاع الإمام عليه السلام بعلمه الذي لا يجارى وفكره الثاقب ونظره الصائب أن يكشف الحقائق ويظهر الدقائق، ومن ذلك أن السلطة أخرجته من السجن بعد أن شكّ الناس في دينهم وصبوا إلى دين النصرانية، لأن أحد الرهبان كان يستسقي فيهطل المطر، بينما يستسقي المسلمون فلم يسقوا، فكشف الإمام عليه السلام عن حيلة الراهب الذي كان يُخفي عظماً لأحد الأنبياء: بين أصابعه، فأزال الشك عن قلوب الناس وهدأت الفتنة.
وللإمام عليه السلام رصيد علمي وعطاء معرفي على صعيد ترسيخ أصول الاعتقاد والأحكام والشرائع، والتصدي لبعض الدعوات المنحرفة والشبهات الباطلة، لا يسمح المجال بذكر تفاصيل ذلك.

2 ـ عبادته
كان دأب الإمام العسكري عليه السلام التوجّه إلى الله تعالى والانقطاع إليه في أحلك الظروف وأشدّها، فقد كان يحيي الأيام التي أمضاها في السجن بالصيام والصلاة وتلاوة القرآن على رغم التضييق عليه.
قال الموكلون به في سجن صالح بن وصيف: "أنه يصوم النهار ويقوم الليل كلّه لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة"4.

3 ـ زهده
كان الإمام العسكري عليه السلام مثالاً للزهد والاعراض عن زخارف الدنيا وحطامها، والرغبة فيما أعدّه الله له في دار الخلود من النعيم والكرامة.قال كامل بن إبراهيم المدني، وهو أحد أصحابه عليه السلام: "لما دخلت على سيّدي أبي محمد عليه السلام نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: وليّ الله وحجّته يلبس الناعم من الثياب، ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان وينهانا عن لبس مثله ؟ فقال: متبسماً: يا كامل ـ وحسّر عن ذراعية، فإذا مسح أسود خشن على جلده ـ فقال: هذا لله وهذا لكم..."5.

4 ـ كرمه وسماحته
كان الإمام العسكري عليه السلام معروفاً بالسماحة والبذل، وهي خصلة بارزة في سيرته وسيرة آبائه المعصومين:. قال خادمه محمد الشاكري: "ما رأيت قطّ أسدىمنه". وقال الشيخ الطوسي: "كان عليه السلام مع إمامته من أكرم الناس وأجودهم"6.

وكان عليه السلام يحثّ أصحابه على المعروف، فقد روى أبو هاشم الجعفري عنه أنه قال: "إن في الجنّة باباً يقال له المعروف، لا يدخله إلا أهل المعروف، قال: فحمدت الله تعالى في نفسي وفرحت بما أتكلّف به من حوائج الناس، فنظر إليّ أبو محمد عليه السلام فقال: نعم فَدُم على ما أنت عليه، فإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك" 7.

احترامه وهيبته عليه السلام
قال القطب الراوندي في صفة الإمام العسكري عليه السلام: "... له بسالة تذلّ لها الملوك، وله هيبة تسخّر له الحيوانات كما سخّرت لآبائه: بتسخير الله لهم إياها، دلالة وعلامة على حجج الله، وله هيئة حسنة، تعظّمه الخاصة والعامة اضطراراً، ويبجّلونه ويقدّرونه لفضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وصلاحه وإصلاحه..."8.

من هنا فقد وصف أحد خَدَم الإمام عليه السلام في حديث له، حضور الناس يوم ركوبه عليه السلام إلى دار الخلافة في كلّ اثنين وخميس، بأن الشارع كان يغصّ بالدواب والبغال والحمير، بحيث لا يكون لأحد موضع قدم،ولا يستطيع أحد أن يدخل بينهم، فإذا جاء الإمام عليه السلام هدأت الأصوات وسكنت الضجّة وتفرّقت البهائم وتوسّع له الطريق حين دخوله وخروجه.

وقد هابه حتى سجانوه، فكانوا يرتعدون خوفاً وفزعاً بمجرد أن ينظر إليهم، حيث قال بعض الأتراك الموكلون به في سجن صالح ابن وصيف: "ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله، ولا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا" 9.

قالوا في الإمام العسكري عليه السلام
وشخصية الإمام أبي محمد العسكري عليه السلام ملء فم الدنيا في فضائلها، ومواهبها،وأخلاقها، وقد احتلت عواطف العلماء والمؤلفين والمؤرخين والشعراء في كل جيل وعصر، فأدلوا بجمل من الثناء والتعظيم على شخصيته.

وذكر ابن أبي الحديد عن أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في تعداد صفاته وصفات آبائه المعصومين: قوله: "من الذي يعدّ من قريش أو من غيرهم ما يعدّه الطالبيون عشرة في نسق ؛كل واحد منهم عالم زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ ؟ فمنهم خلفاء، ومنهم مرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي:، وهذا لم يتّفق لبيتٍ من بيوت العرب ولا من بيوت العجم"10.

وقال قطب الدين الراوندي: "أما الحسن بن علي العسكري، فقد كانت خلائقه كأخلاق رسول الله... وكان جليلاً نبيلاً فاضلاً كريماً، يحتمل الأثقال ولا يتضعضع للنوائب... أخلاقة على طريقة واحدة".

وقد أشاد بشخصيته حتى أخصامه،فهذا المعتمد العباسي الذي قصده جعفر الكذاب بعد وفاة أبيه ملتمساً دعم السلطة له في دعواه الإمامة، فقال له المعتمد: "إن منزلة أخيك لم تكن بنا، إنّما كانت بالله، ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه، وكان الله يأبى إلا أن يزيده كلّ يوم رفعة لما كان فيه من الصيانة، وحسن السمت، والعلم والعبادة، فان كنت عند شيعة أخيك بمنزلته، فلا حاجة بك إلينا، وإن لم تكن عندهم بمنزلته، ولم يكن فيك ما كان في أخيك، لم نغن عنك في ذلك شيئاً"11.

ومن رجال البلاط عبيد الله بن يحيى بن خاقان، الذي كان للإمام العسكري عليه السلام مجلس معه، فتعجب ابنه أحمد بن عبيد الله لمظاهر الحفاوة والإكرام والتبجيل التي حظي بها الإمام عند أبيه عبيد الله فقال له: "يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال والكرامة والتبجيل وفديته بنفسك وأبيك ؟ فقال عبيد الله ابن خاقان: يا بني ذاك إمام الرافضة، ذاك الحسن ابن علي المعروف بابن الرضا. فسكت ساعة، ثم قال: يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا، وإن هذا ليستحقّها في فضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه ولو رأيت أباه رأيت رجلاً جزلاً نبيلاً فاضلاً".

خاتمة
لقد استودعنا أمامنا عليه السلام الله تعالى وترك لنا بقية الله في أرضه إمامنا المهدي المخلص الموعود|، ففي حديثه: "يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه، ما عرضت عليك ابني هذا إنّه سمي رسول الله وكنيّه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً".إلى أن قال: "يا أحمد بن إسحاق هذا أمر من أمرالله، وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، فخذ ما آتيتك واكتمه، وكن من الشاكرين تكن معنا في علّيين"12.


1- أصول الكافي 1: 327 / 11
2- المؤمنون: 115.
3- إحقاق الحق 12: 473 و 19: 620 و 29: 65 عن عدة مصادر منها: الصواعق المحرقة، ونور الأبصار، ووسيلة المآل، وروض الرياحين وغيرها.
4-أصول الكافي 1: 512 / 23 ـ الإرشاد 2: 334.
5- الغيبة / الشيخ الطوسي: 247 / 216.
6- الغيبة / الشيخ الطوسي: 217.
7- المناقب / لابن شهر آشوب 4: 464، الفصول المهمة 2: 1082.
8- الخرائج والجرائح 2: 901.
9- أصول الكافي 1، الإرشاد 2: 334.
10- شرح نهج البلاغة 15: 278.
11- إكمال الدين: 479 ـ آخر باب 43.
12- إكمال الدين: 384.

18-01-2013 | 03-36 د | 3417 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net