الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب:السنة العشرون العدد 1050-30 شعبان 1434 هـ- - 9 تموز 2013 م
الصومُ الصحيح، وأصنافُ الصائمين

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
1.مقدمة
2. الصوم الصحيح
3.صوم الجوارح والجوانح
4. صوم النفس والقلب
5. أصناف الصائمين

الهدف
بيان صحة الصوم وليعلم كل صائم أنه من أي الأصناف.

تصدير الموضوع:
لما حضر شهر رمضان قال صلى الله عليه واله: سبحان الله ماذا تستقبلون! وما يستقبلكم؟! قالها ثلاث: "لو يعلم العبد ما في رمضان لود أن يكون رمضان السنة".

من مهمات الأعمال في هذا الشهر القراءة والدعاء والذكر، فليقدّر العامل لنفسه من كل واحد منها ورداً، ويرجّح ما يزيد في نشاطه في العبادة، ويؤثّر في قلبه فكراً ونوراً، وليرجح ما يكون فيه ترجيح في الزيادة والاكثار، وليكن مما يختاره من الدعوات في أول الليل ما ورد بعد الصلوات وأوله "يا علي يا عظيم" ودعاء الافتتاح، وفي الأسحار أوله "اللهم إني أسألك من بهائك بآبهاه" ولا يترك دعاء أبي حمزة الثمالي وليقرأه بقدر نشاطه في جميع الليالي أو بعضاً.

ومن أدعية النهار يقرأ في كل يوم بعضها، ولا يترك في الجُمعات الصلوات المروية، ويكثر في دعواته دعاء توفيق ليلة القدر وليلة الفطر...

ومن مهمات الدعوات لولي أمره، وخليفة ربه، بقية الله في أرضه وحجته على بريّته، إمام زمانه ـ أرواحنا وأرواح العالمين فداه ـ خلال ليله ونهاره، وليقل في دعائه "اللهم أرنا فيه وفي أهل بيته، وشيعته ورعيّته، وعافيته وخاصّته ما يأمل، وفي أعدائهما يحذرونه، ومُنَّ علينا بطاعته ورضاه، وألحقنا بشيعته المقرّبين، وأوليائه السابقين، وصلَّ عليه وعلى آبائه الطاهرين بجميع صلواتك يا أرحم الراحمين"1.

الصوم الصحيح:

من الضروري جداً أن يراقب الإنسان نفسه جيداً وليقف متأملاً حينما يستقبل شهر رمضان وليعلم أنه ليس كباقي الشهور، ولياليه ليست كباقي الليالي، وأيامه ليست كباقي الأيام، وكذلك حال العبد فيه ليست كحاله في بقية الشهور، فهو ضيف الله سبحانه وتعالى وينبغي على الضيف أن يراعي آداب الاستضافة فلا يصدر منه ما لا يليق بشأن الضيف ولا يجوز له هتك حرمة الضيافة، يقول الشيخ المفيد أعلى الله مقامه الشريف: "ومن سنن الصيام غضُّ الطرف عن محارم الله تعالى، وشُغْل اللسان بتلاوة القرآن وتمجيد الله والثناء عليه، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه واله ، واجتناب سماع اللهو وجميع المقال الذي لا يرضاه الله تعالى، وهجر المجالس التي يُصنع فيها ما يُسخط الله عزَّ وجلَّ، وترك الحركة في غير طاعة الله عزَّ وجلَّ،والاكثار من أفعال الخير التي يُرجى بها ثواب الله تعالى"، وقد روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لمحمد بن مسلم: "يا محمد، إذا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سمعُك وبصرُك، ولِسانُك ولحمُك ودمُك وجلدُك وشعرُك وبشرُك، ولايكون يوم صومك كيوم فطرك"2.

والسّر في تشريع الصوم قهر عدو الله، وكسر الشهوة والهوى لتتقوّى النّفس على التقوى، وترتقي من حضيض وحظوظ النفس البهيمية إلى ذروة التشبّه بالملائكة الروحانية3.

فإذا لم يدرك المرء هذه الحقيقة للصوم، يتلهى بالقشور وينسلخ عنه شهر رمضان كما دخل فيه.
الحاصل: الصوم بمعنى الامساك عن الطعام والشراب نهاراً فهو وإن كان واجباً مطلوباً في الشريعة إلا أنه ليس هو كل الصوم، وهكذا بالنسبة لكل المفطرات التي ذكرها الفقهاء في رسائلهم العملية ويجمعها عنوان صوم البطن والفرج، وأما الصوم الصحيح الكامل إنما يتم بصوم الجوارح والجوانح، فأما صوم الجوارح بمعنى:
أولاً: الامساك عن المفطرات.
ثانياً: كفّ البصر عن كل ما يحرم النظر إليه.
ثالثاً: كفّ اللسان عن زلاّته.
رابعاً: كفّ السمع عن آفاته.

وبعبارة جامعة: كفّ حواسه عن كل ما هو محرم عليها، وقد دلّ عليه ما روي عن رسول الله صلى الله عليه واله لجابر بن عبد الله فقال صلى الله عليه واله: "يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله، وعفّ بطنه وفرجه وكفّ لسانه خرج من ذنوبه كخروجه منالشهر"4.

وكذلك من دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان: "وأعنّا على صيامه بكفّ الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك حتى لا نصغى بأسماعنا إلى لغو، ولا نُسرع بأبصارنا إلى لهوٍ وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور، ولانخطو بأقدامنا إلى محجوز"5.

وأما صوم الجوانح بمعنى:

أولاً: صوم النفس لتذليلها ولكسر شهواتها.
ويدل عليه ما ورد عنه عليه السلام: "صوم النفس عن لذات الدنيا أنفع الصيام"6 وكذلك جاء في كلام لأمير المؤمنين عليه السلام: "ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات، تسكيناً لأطرافهم، وتخشيعاً لأبصارهم وتذليلاً لنفوسهم"7.

ثانياً: صوم القلب: وأما صوم القلب فهو أفضل الصيام ويتم تنزيه القلب عن التفكير في الآثام ومن جميع أسباب الشر فكما جاء في الحديث: "صيام القلب عن الفكر في الآثام"8.

أصناف الصائمين:
ـ الصنف الأول: صوم العوام: ولا يتعدى صومهم الكف عن الطعام والشراب والفرج، وبذلك يسقط عنهم الواجب من دون ازدياد.

ـ الصنف الثاني: صوم الخواص:
ويتحقق بصوم الجوارح كلها وصوم هذا الصنف أكمل من صوم الصنف الأول لأنه يوم صومه ليس كيوم فطره ويخرج من حدّ الجوع والعطش إلى حد الصوّامين كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه واله: "إن الصوم ليس من الطعاموالشراب وإنما جعل الله ذلك حجاباً عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم، ما أقلّ الصوّام وأكثر الجواع"9.

ـ الصنف الثالث: صوم خواص الخواص: ويتجلى بكسر الشهوات، وهؤلاء لا يمسكون عن الطعام والشراب في النهار ثم يجمعونها على مائدة واحدة حين الافطار ليملأوا بطونهم مما اجتنبوه نهاراً، فالصوم واعظ لهم في العاجل وواعظ لهم على أداء ما كلّفهم، ودليل في الأجل وليعرفوا سُدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا.

ـ الصنف الرابع، صوم الصدّيقين والمقرّبين:
هؤلاء يضيفون إلى ما تقدّم صوم القلب، هؤلاء يصلون بصيامهم هذا إلى التخلق بخلق من أخلاق الله أعني الصمدية والاقتداء بالملائكة في الكف عن الشهوات بقدر الإمكان، وهؤلاء حقاً يحصلون على ميراث الصوم كما في حديث المعراج حيث قال صلى الله عليه واله: "الصوم يورث الحكمة والحكمة تورث المعرفة والمعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح بعسر أم بيسر"10.


1-المراقبات، الملكي التبريزي.
2-المقنعة، المفيد، ص
3-جامع السعادات، محمد مهدي النراقي، ج ، ص
4-بحار الأنوار، ج16، ص371.
5-الصحيفة، دعاء 44.
6-ميزان الحكمة، ج5، ص471.
7- نهج البلاغة، خطبة 192.
8- ميزان الحكمة، ج5، ص470.
9- المصدر السابق، ج5، ص472.
10-بحار الأنوار، ج77، ص27.

18-07-2013 | 11-42 د | 3074 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net