محاور الموضوع:
تعريف الحب
مقدمة
حب اهل البيت عليهم السلام أساس الإسلام
حبنا إيمان وبغضنا كفر
حبنا اهل البيت افضل عبادة
حبنا حسنة وبغضنا سيئة
حبنا ميثاق مأخوذ في صلب آدم
ثمرة حبهم
خاتمة
المناسبة:
ذكرى شهادة الإمام الصادق عليه السلام
الهدف
بيان أهمية حب أهل البيت عليهم السلام في إيمان العبد
تصدير الموضوع:
إن حبنا أهل البيت تساقط عن العبد الذنوب كما تساقط الريح الورق من
الشجر
تعريـــــفـه:
الحب نقيض البغض والحب مراتب سنامه وذروته الودّ.
الودّ: مصدر المودّة عن ابن سيده: الودّ الحب يكون في جميع مداخل الخير ويقال ودِدت
الرجل أودّه ودّاً إذا أحببته الوُدٌّ والوَدُّ والوِدُّ: المودة 1
مقدمــة:
روى الخطيب الخوارزمي في مناقبه بسند ينتهي إلى أبي برزة وقد توسط السند الحاكم ابو
عبد الله الحافظ عن أبي بكر بن أبي دارم الحافظ الكوفي عن القابوسي عن أبيه: إلى
آخر السند فال أبو برزة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن جلوس ذات يوم:
والذي نفسي بيده، لا تزول قدم عبد يوم القيامة، حتى يسأله الله تبارك وتعالى عن
أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله مما كسبه وفيما أنفقه،
وعن حبنا أهل البيت فقال له عمر، فما آية حبكم من بعدكم؟ قال صلى الله عليه وآله
وسلم فوضع يده على رأس علي عليه السلام وهو إلى جانبه وقال: إن آية حبي من بعدي حب
هذا، وطاعته طاعتي، ومخالفته مخالفتي.2
وقد روى الصدوق من قوله لا تزول قدما عبد الى حبنا أهل البيت عليهم السلام بطريق
إلى الإمام موسى بن جعفر عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم.3
حب اهل البيت أساس الإسلام:
لا قيمة لأي بناء من دون اساس متين ولا يمكننا استخلاص نظريات علمية من دون قواعد
واسس ينطلق منها، وكل شيء لا اساس له فلا ثبات له وبناء عليه فثبات الإسلام بأسسه
الذي هو حب أهل البيت عليهم السلام وهنا لا بد من بيان أمرين مهمين:
الاول: كبروياً وهو إثبات هذه القاعدة.
ثانياً: صغروياً بمعنى بيان معنى أن حبهم عليهم السلام أساس الإسلام.
الاول: روى ثقة الاسلام الكليني عن العدة بسند ينتهي الى ابي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاسلام عريان، فلباسه الحياء وزينته
الوقار ومروءته العمل الصالح وعماده الورع ولكل شيئ أساس وأساس الإسلام حبنا أهل
البيت عليهم السلام.4
وقد رواه شيخ الطائفة في الأمالي بسند ينتهي إلى أبي ذر الغفاري وقد سأل النبي صلى
الله عليه وآله وسلم عن الإسلام فجاء الجواب قريباً من مضمون الخبر السابق. 5
الثاني: دور الاساس في كل شيء هو ثباته وعدم زواله وهكذا فحب أهل البيت عليهم
السلام يثبت الإيمان في القلوب ويدل عليه ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام وهو
يقول لأصحابه يا معشر الصحابة، والله ما تقدمت على أمر إلا ما عهد إليّ فيه رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فطوبى لمن رسخ حبنا أهل البيت عليهم السلام في قلبه،
ليكون الإيمان أثبت في قلبه من جبل أحد في مكانه، ومن لم تصر مودتنا في قلبه إنماث6
الإيمان في قلبه كانمياث الملح في الماء. 7
حبنا إيمان وبغضنا كفر:
كلمة التوحيد هي المائز بين المسلم والشرك وحب أهل البيت عليهم السلام هو الفيصل
بين الإيمان والكفر والنفاق، قد يكون المرء مسلماً ولكن ليس بمؤمن والمسلم قد يكون
منافقاً وأما المؤمن لا يمكن أن يكون منافقاً فضلاً عن أن يكون كافراً او مشركاً،
ولذا فمن نطق بكلمة التوحيد فيصبح مسلماً ولكن لا يكون مؤمناً حتي يحب أهل البيت
عليهم السلام لأن الإسلام يثبت باللسان وأما الإيمان فلا يثبت إلا في الجنان وهو
مركز الحب والمودة ويدل عليه ما رواه البرقي في محاسنه عن أبيه عن محمد بن علي عن
الفضيل قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام أي شيء أفضل ما يتقرب به العباد الى الله
فيما افترض عليهم؟ فقال "أفضل ما يتقرب به العباد الى الله طاعة الله وطاعة رسوله،
وحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأولي الأمر" وكان أبو جعفر عليه
السلام يقول "حبنا إيمان وبغضنا كفر" 8
حبنا اهل البيت افضل عبادة:
الامر العبادي هو ما يشرعه الله لعباده من قوانين وتشريعات ثم يطلب من عبده إما
بعثاً وتحريكاً وإما زجراً وردعاً عنها لزوماً أو دونه وقد يكون متعلق طلبه فعلاً
خارجياً كالصلاة وعدم تناول المسكر وقد يكون معتقداً كالإيمان بوحدانية الله والكفر
بالشرك وقد يكون أمراً محله القلب والباطن كحب الله ورسوله وأهل بيته، فكما أنه لا
يمكن للعبد أن يختار واحدة ليعبد الله ويرفض البقية، فلكي يكون عبداً مطيعاً لمولاه
ومخالفاً لهواه عليه أن يلتزم بكل شيء شرعه الله سبحانه وتعالى وإلا فكان كإبليس
الذي طلب من الله سبحانه وتعالى أن يعفيه من السجود لآدم ويطيعه أفضل طاعة فأجابه
الله تعالى أحب أن أعبد كما أريد لا كما تريد.
وبناءاً عليه فأفضل العبادة هي محبة أهل البيت عليهم السلام ويدل عليه ما قاله
الإمام الصادق عليه السلام إن فوق كل عبادة عبادة، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة
9
حبنا حسنة وبغضنا سيئة:
حب أهل البيت حسنة ولكن يا ترى أيَّة حسنة؟ وبغضهم سيئة وأيَّة سيئة؟ حسنة تستبطن
الأمن والأمان يوم الفزع وسيئة تكبُّ الوجوه في النار هكذا جاء تأويل الآيتين
المباركتين التاسعة والثمانين والتسعين من سورة النمل المباركة حيث جاء فيهما:
﴿مَنْ
جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ.
وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ
إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾10
فعن محمد بن زيد بن علي عن ابيه قال سمعت أخي محمد الباقر عليه السلام يقول: دخل
أبو عبد الله الجدلي على امير المؤمنين عليه السلام فقال له يا ابا عبد الله ألا
أخبرك قوله عزوجل: من جاء بالحسنة إلى قوله: ما كنتم تعملون قال بلى جعلت فداك قال
عليه السلام الحسنة حبنا أهل البيت عليهم السلام والسيئة بغضنا أهل البيت عليهم
السلام 11
حبنا ميثاق مأخوذ في صلب آدم:
عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا من
صلب آدم فنحن نعرف بذلك حب المحب وأن أظهر خلاف ذلك بلسانه ونعرف بغض المبغض وإن
أظهر حبنا أهل البيت عليهم السلام 12
إن أخذ الله سبحانه وتعالى ميثاق محبة أهل البيت عليهم السلام ومن الناس وهم في صلب
آدم يذكرنا بأخذ ميثاق الربوبية منهم لذاته المقدسة وهم في عالم الذر كما تشير إليه
الآية الكريمة: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا
بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا
غَافِلِينَ﴾13
فلأهمية الربوبية وخطر أمرها ما كان ميثاقاً وهذا الميثاق أخذ في عالم الاصلاب
لكيلا يكون حجة العباد على الله أبداً وعندما نقرأ في هذه الرواية بأن حب أهل البيت
ميثاق وأخذ هذا الميثاق في صلب آدم فحب أهل البيت يأتي في أهميته بعد الربوبية
والألوهية.
ثمرة حبهم:
عن أبي سعيد التميمي قال: سمعت الحسين بن علي عليه السلام يقول: من أحبنا لله، نفعه
الله بحبنا، ومن أحبنا لغير الله، فإن الله لنا، إن حبنا أهل البيت تساقط عن العبد
الذنوب كما تساقط الريح الورق من الشجر 14
هذه ثمرة دنيوية وأما الأخروية فعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة، ولو أتوا بذنوب أهل، الأرض
الضارب بسيفه أمام ذريتي والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم في حوائجهم عندما اضطروا
إليه والمحب لهم بقلبه ولسانه 15
خاتمـــة:
عن أبي عبد الله عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً في
ملأ من أصحابه إذ قام فزعاً فاستقبل جنازة على أربعة رجال من الحبش فقال ضعوه ثم
كشف عن وجهه فقال: أيكم يعرف هذا؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام أنا يا رسول
الله، هذا عبد بني رياح ما استقبلني قط إلا قال: أنا والله أحبك، قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ما يحبك إلا مؤمن وما يبغضك إلا كافر وأنه قد شيعه سبعون ألف
قبيل من الملائكة، كل قبيل على سبعين ألف قبيل... وقال: إن الملائكة تضايق به
الطريق وإنما فعل به هذا لحبه إياك يا علي16
1- لسان العرب – ابن منظور ج15-ص 247.
2- المناقب – الخوارزمي – ص 45- ط. تبريز / وشرح احقاق الحق – السيد المرعشي –ج 7- ص 234و235.
3- الامالي – الصدوق – ص 96.
4- الكافي ج 2- ص 38 – وجامع احاديث الشيعة –ج 14-ص 232- وقد أخرج في الكتب الروائية.
5- الامالي – الطوسي- ص 84.
6- ذاب
7- كتاب سليم بن قيس – تحقيق محمد باقر الانصاري –ص 357.
8- المحاسن: أحمد بن محمد بن خالد البرقي ج1- ص 150.
9- المحاسن – البرقي –ج1- ص 150
10- النمل: ٨٩ - ٩٠
11- ينابيع المودة – القندوزي-ج1-ص 292.
12- الإختصاص- المفيد- ص 278.
13- قران كريم – س الاعراف آية 172.
14- كتاب الاربعين-محمد طاهر القمي الشيرازي ص 472
15- المصدر السابق.
16- المحاسن –البرقي ج1-ص 150.