الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

٭ منبر المحراب: السنة العشرون / العدد 1074-20 صفر 1435 هـ-24/كانون الأول/2013 م
فجيعة الإنسانية برحيل النور الأعظم صلى الله عليه واله وسلم

 

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
• توطئة
• حال البشرية قبل بعثته
• وأشرقت الأرض بنور ربها
• أنا رحمة مهداة
• مجمع الخصال وأساس الوصال.
• تغيب مع الشمس آثارها.

الهدف:
بيان أن إرتحال النبي صلى الله عليه واله وسلم أشد رزية على البشرية وأعظم مصيبة.

تصدير:
"يا رسول الله لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة وأخبار السماء".
الإمام علي عليه السلام

توطئة:
الموت سنّة كونية يصيب كل حي, وكل شيء في هذا الوجود أقامته الحياة فسيكون محلاً لحلول الموت, إذ لا تبديل لسّنة الله ولا تحويلاً, والموت يحمل معه الراحة والإستراحة كما جاء في الرواية عن النبي صلى الله عليه واله وسلم: الناس إثنان "واحد أراح, وآخر استراح فأما الذي استراح, فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها وأما الذي أراح فالكافر إذا مات أراح الشجر والدواب وكثيراً من الناس"1.

ويقول الإمام الصادق عليه السلام: "لم يخلق الله عزوجل يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت"2.
والموت ألزم للإنسان من ظله, فالموت معقود بنواصي أبناء آدم وهو أملك لهم من أنفسهم، إذ كل معدود منقَّص وكل متوقع آت, هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الفراغ الذي يحدثه موت المؤمن بمقدار المحل الذي كان يشغله حال حياته والحزن على فراق المتوفى يوازي الحاجة إليه وهو على قيد الحياة, والوحشة التي تصيب العباد بسبب الفقدان تعادل الأُنس الذي كان يظلّهم بسبب الوجدان, وهكذا فإن الفجيعة بحجم المصيبة, فكيف إذا كانت المصيبة بارتحال نبي الرحمة ورسول الهدى صلى الله عليه واله وسلم , والتعبير الحقيقي عن عظمة هذه الرزية انعكس في مواقف وكلمات أمير المؤمنين عليه السلام وما جرى على أحبالخلق إليه ألا وهي إبنته سيدة نساء العالمين عليه السلام .

نهاية الرحلة:
سأل كعب الأحبار عمر بن الخطاب بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله وسلم وفي أيام خلافة عمر، ما كان آخر ما تكلّم به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، فقال عمر: سَل علياً، فسأل علياً عليه السلام ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: "أسندته إلى صدري، فوضع رأسه على منكبي، فقال: الصلاة، الصلاة. فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء، وبه أُمروا، وعليه يبعثون"..

وقد توفي صلى الله عليه واله وسلم على ما اتفقت عليه كلمة محدثي الشيعة ومؤرخيهم في منتصف يوم الإثنين، الثامن والعشرين من شهر صفر في السنة الحادية عشرة للهجرة.
ثم غسّله علي عليه السلام ، ولما فرغ من تكفينه فكّ الإزار عن وجهه، وقال والدموع تنهمر من عينيه الشريفتين:"بأبي أنت وأمي طبت حياً وطبت ميتاً، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممن سواك من النبوة والأنباء. ولولا أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع، لأنفذنا عليك ماء الشؤون، ولكان الداء مماطلاً، والكمد محالفاً وقلاً لك، ولكنه ما لا يملك ردُّه ولا يستطاع دفعه. بأبي أنت وأمي، أذكرنا عند ربك، واجعلنا من بالك".

ثم صلّى عليه أمير المؤمنين عليه السلام أولاً، وبعد ذلك صلى عليه المسلمون جماعة جماعة. ثم دفنه عليه السلام في قبر حفره في حجرته أبو عبيدة بن الجراح وزيد بن سهل، وعاونه في دفنه الفضل والعباس. فسلام الله عليه وعلى آله يوم ولد ويوم عُرج بروحه ويوم يُبعث حياً.

فتعالوا معنا نعرف ماذا خسر المسلمون برحيله صلى الله عليه واله وسلم إذ كان:
رحمة مهداة:
لقد تبين مما أسلفناه وكذلك بالاستناد الى الآيات القرآنية والنصوص الروائية والذي يحكيه الواقع لحركة النبي صلى الله عليه واله وسلم أن الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم من تجليات الرحمة الإلهية المفاضة على عباده, فالآية القرآنية صريحة حيث قال تعالى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ3.

 وكذلك جاء النص على أصدق لسان حيث قال صلى الله عليه واله وسلم: "أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة"4. وكذلك عبر عن هذه الحقيقة أقرب الناس منه وأكثرهم معرفة فيه ألا وهو وصيه وخليفته من بعده علي عليه السلام حيث قال: "حتى أورى قبساً لقابس, وأنار علماً لحابس, فهو أمينك المأمون, وشهيدك يوم الدين, وبعيثك نعمة, ورسولك بالحق رحمة"5.

مجمع الخصال وأساس الوصال:
لقد تحلّى النبي صلى الله عليه واله وسلم بمحامد الصفات ومكارم الاخلاق حتى غدا مجمعاً لصفات الجمال والكمال بل ليس من المبالغة إن قلنا إن الصفات أضحت صفات جمال وأمست صفات كمال لأن حاملها هو خير البشرية محمد صلى الله عليه واله وسلم وكل واحدة من هذه الصفات لو انفرد واحد بأحدها لدلّ على جلاله فكيف من اجتمعت فيه, ويدل عليه ما اورده العلامة المجلسي رحمه الله حيث قال كان النبي صلى الله عليه واله وسلم قبل المبعث موصوفاً بعشرين خصلة من خصال الأنبياء, لو انفرد واحد بأحدها لدلّ على جلاله, فكيف من اجتمعت فيه: "كان نبياً أميناً, صادقاً حاذقاً, أصيلاً نبيلاً, مكيناً مضحياً, نصيحاً, عاقلاً, فاضلاً, عابداً,زاهداً, سخياً مكينا, قانعاً, متواضعاً, حليماً, رحيماً, غيوراً, صبوراً, موافقاً مرافقاً, لم يخالط منجّماً ولا كاهناً ولا عيافّاً6 وبحق هو مجمع الخصال ويكفيه في ذلك قول خالقه وبارئه وأخبر الوجود به وهو الله سبحانه وتعالى حيث قال ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ"7.
إنعكست هذه الصفات الحميدة على الناس أجمعين ممن عاصره أو جاء بعده وعلى كل من وجد في خاتم الأنبياء قدوته وممن اعتصم به وأخذ بحجزته.

تغيب مع الشمس آثارها:
حينما تغرب الشمس يلج الليل وتزول الحمرة من الأفق ليسود الظلام, وهكذا يفتقد الناس الضوء ويتحسسون البرد لعدم الشعور بالدفء وكذلك فإن أفول شمس الإنسانية يتبعها عدم الاستفادة من ضوء الهدى وعدم الشعور بدفء الرحمة هما يثير الوحشة, وهذه هي حال البشرية التي كانت تنعم ببركات وجود نبيها صلى الله عليه واله وسلم وتسعد فيها حال حياته, فإنها تتألم لفقدانه وتفجع بارتحاله لأنه رسول البشرية ونبي الإنسانية. وعن أنس بن مالك قال:لما فرغنا من دفن النبي صلى الله عليه واله وسلم أتت فاطمة عليها السلام فقالت: "كيف طاوعتكم أنفسكم على أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله,ثم بكت وقالت:يا أبتاه أجاب ربّاً دعاه, يا أبتاه من ربِّه ما أدناه..." وعلى رواية معتبرة أنها أخذت كفاً من تراب القبر الطاهر فوضعته على عينيها وقالت:

ماذا على الُمشتَمِّ تُربةَ أحمدَ
أن لا يَشُمَّ مَدى الزَّمانِ غواليا
صُبَّتْ عليَّ مصائبٌ لو أنَّها
صُبَّتْ على الأيام صِرْنَ لياليا


وفي هذا اليوم أيضاً كانت شهادة الإمام أبي محمد الحسن عليه السلام على رواية فينبغي للموالي أن يتذكر في ذلك اليوم مظلوميته المقرّحة للقلوب,والمهيّجة للأحزان, ويصلي عليه كما ورد في مفاتيح الجنان في الصلاة عليه عليه السلام: "... أللَّهم صلِّ على الحسن ابن سيّد النبيين, ووصيِّ أمير المؤمنين, السّلام عليك يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم السّلام عليك يا ابن سيّد الوصيين, أشهد أنك يا ابن أمير المؤمنين أمينُ الله وابنُ أمينه,عشتَ مظلوماً ومضيتَ شهيداً,وأشهد أنك الإمام الزكي الهادي المهديّ, أللَّهمّ صلِّ عليه وبلّغ روحَه وجسَده عنّي في هذه الساعة أفضل التحية والسلام".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


1- بحار الانوار – ج6-ص 151
2- بحار ج 6- ص 127/ ومن لا يحضره الفقيه: ج1-ص 124.
3-  الانبياء 107
4- الطبقات الكبرى ج 1- ص 192.
5- نهج البلاغة خطبة 106
6- العيان: المتكهف, الذي يعمل العيافة اي زجر الطير.... / بحار الانوار ج16/ص175
7-  القلم 4

08-01-2014 | 14-39 د | 3512 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net