الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1092 - 29 جمادى الآخرة1435هـ الموافق 29نيسان2014م
أنماط القيادة عند الإمام الهادي عليه السلام ومواجهة المتوكل العباسي

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل 


محاور الموضوع
قيادة قبل سن البلوغ
القيادة العلمية
قيادة في حفظ الشريعة
القيادة التربوية
قيادته بواسطة الوكلاء
مواجهة المتوكل العباسي

الهدف:
بيان نماذج من إدارته لشؤون الناس في ظل الظروف الصعبة التي كان يعيش فيها

تصدير:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "وان الله ركب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية،بارّة مباركة،طيبة طاهرة،سماها عنده علي بن محمد الجواد"

توطئة:
إثنان وأربعون عاماً هي القطعة الزمانية التي تشرفت بمعاصرة الإمام العاشر من أئمة الهدى ألا وهو علي الهادي عليه السلام ويمكن تقسيمها الى مرحلتين، فالأولى هي المرحلة التي أقام فيها في ظل أبيه الإمام محمد الجواد عليه السلام والبالغة ثماني سنوات، وقد عاصر فيها كلًّا من المأمون والمعتصم العباسي1.

وأما المرحلة الثانية لقد تمثلت في الفترة الزمنية التي تولَّى فيها منصب الإمامة إلى حين شهادته المباركة، والبالغة أربعة وثلاثين سنة وقد عاصر فيها ستة من ملوك بني العباس وهم على الترتيب التالي:
المعتصم ثم الواثق فالمتوكل ثم المنتصر ومن المستعين إلى المعتز.

القيادة العلمية:
من الشروط الواجب توفرها فيمن يشغل منصب القيادة والإمامة، العلم، بحيث يكون اعلم أهل زمانه، وبغض النظر عن عمره سواء كان صغيراً أم كبيراً وهذا ما نقرؤه في شخصية كل نبي وأمام، ومن الشواهد التأريخية في هذا الحقل بما يتعلق بالإمام الهادي عليه السلام رُوي انه بعد شهادة أبيه الجواد عليه السلام عَمَدَ المعتصم العباسي إلى عمر بن الفرج أن يشخص بنفسه إلى المدينة ليختار معلماً لأبي الحسن الهادي عليه السلام البالغ من العمر ست سنوات وأشهراً، وقد عهد إليه أن يكون المعلم معروفاً بالنصب والانحراف عن أهل البيت عليهم السلام ليغذيه ببغضهم، ولما انتهى عمر إلى يثرب التقى بالوالي وعرّفه بمهمته فأرشده الوالي وغيره إلى الجنيدي الذي كان شديد البغض للعلويين، بادر الجنيدي إلى ما كان أمر به من مهمة تعليم الإمام عليه السلام إلا انه قد ذهل لِمَا كان يراه من حدّة ذكائه، وقد سأله أحدهم فقال له "ما حال هذا الصبي الذي تؤدبه؟ فأنكر الجنيدي ذلك وقال له: أتقول هذا الصبي؟ ولا تقول هذا الشيخ؟ أنشدك بالله هل تعرف بالمدينة من هو أعرف مني بالأدب والعلم؟ قال: لا، فقال الجنيدي:إني والله لأذكر الحرف في الأدب، وأظن أني قد بالغت، ثم انه يملي أبواباً استفيد منه،فيظن الناس أني أعلمه وأنا والله أتعلم، وبعد فترة من الزمن التقى به السائل نفسه ثم كرر عليه السؤال عن حال الصبي؟ فأنكر عليه الجنيدي ذلك وقال:دع عنك هذا القول والله تعالى لهو خير أهل الأرض، وأفضل من برأه الله تعالى، وإنه لربما هّمَّ بدخول الحجرة فأقول له: حتى تقرأ سورة، فيقول: أي سورة تريد أن أقراها؟ فاذكر له السور الطوال مالم يبلغ إليها فيسرع بقراءتها بما لم أسمع أصحّ منها، وكان يقرأها بصوت أطيب من مزامير داوود،انه حافظ القراّن من أوله إلى آخره ويعلم تأويله وتنزيله، وأضاف الجنيدي قائلاَ، هذا الصبي صغير نشأ بالمدينة بين الجدران السود فمن أين علم هذا العلم الكبير؟ يا سبحان الله؟ثم نزع عن نفسه النصب لأهل البيت ودان بالولاء واعتقد بالإمامة"2

قيادته في حفظ الشيعة:
لقد تحمل الأئمة عليهم السلام المعاناة الكثيرة في سبيل حفظ الشيعة من أن تأخذهم المذاهب في سبل شتى، ونورد هنا موقفين للإمام الهادي عليه السلام

أما الأول: تحذير الشيعة من مجالسة الصوفيين، وقد روى الحسين بن أبي الخطاب قال:كنت مع أبي الحسن الهادي عليه السلام في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتاه جماعة من أصحابه منهم أبو هاشم الجعفري، وكان بليغاً وله منزلة مرموقة عند الأمام عليه السلام وبينما نحن وقوف إذ دخل جماعة من الصوفية المسجد فجلسوا في جانب منه، وأخذوا بالتهليل، فالتفت الإمام إلى أصحابه فقال لهم: "لا تلتفتوا إلى هؤلاء الخداّعين فإنهم حلفاء الشياطين،ومخربّوا قواعد الدين يتزهّدون لإراحة الأجسام، ويتهجّدون لصيد الأنعام، يتجرّعون عمراَ حتى يديخوا للايكاف حمراً فلا يتبعهم إلا السفهاء ولا يعتقد بهم إلا الحمقاء، فمن ذهب إلى زيارة أحدهم حياً أو ميتاً، فكأنما ذهب إلى زيارة الشيطان وعبادة الأوثان"3

أما الموقف الثاني: بسبب ما عرف بفتنة خَلْق القرآن حينما كتب الواثق العباسي إلى القضاة أن يمتحنوا الناس في ذالك في سائر البلدان وكذالك بعث بآخر إلى أمير البصرة يأمره بامتحان الأئمة والمؤذنين بخلق القرآن، وبسبب ذلك قد قتل ناس كثيرون وسجن آخرون وهكذا، وقد رسم الإمام الهادي عليه السلام الطريق الذي يجب أن يسلكه الشيعة،فقد روى محمد بن عيسى بن اليقطيني فقال كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى بعض شيعته ببغداد: "بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة فإن يفعل فأعظم بها نعمة وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب فتعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله لا تجعل له اسماً من عندك فتكون من الضالين".

القيادة التربوية:
بالرغم من كل الظروف التي فرضت على الإمام الهادي عليه السلام لحجبه عن الشيعة، فإنا نجد الإمام يمارس قيادته التربوية بكل وسيلة تؤدي الى تربيتهم، تارة يدعو لبعضهم لقضاء حوائجهم، واخرى يمدهم بالأمور المالية، وثالثة يزرع في نفوسهم الثقة بالله والتوكل عليه في المهمات والملمات، منها ما عن ابي محمد الفحام عن بعضهم قال: حدّثني من قصد الإمام الهادي عليه السلام يوماً فقلت إنّ المتوكل قطع رزقي وما اتهم في ذلك إلا علمه بملازمتي لك، فينبغي ان تتفضل عليّ بمسألته: فقال: تكفي إن شاء الله فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل رسولاً يتلو رسولاً، فجئت إليه فوجدته في فراشه فقال: يا ابا موسى اي شيء لك عندي؟ فذكرت أشياءً فأمر لي بها وبضعفها، وبعد ذلك دخلت على الإمام فقال: لي يا ابا موسى هذا وجه الرضا، قلت: يا سيدي ولكن قالوا: إنك ما مضيت إليه ولا سألت قال: "إن الله تعالى علم منا انّ لا نلجا في المهمات إلا اليه ولا نتوكل في الملمات إلا عليه، وعوّدنا إذا سألناه الإجابة ونخاف أن نعدل فيعدل".4

قيادته بواسطة الوكلاء:
الدور القيادي للأئمة عليهم السلام يستدعي التواصل مع كامل قاعدتهم الشعبية وبما أنّ إنتشارهم في جميع الأمصار والأوطان مانع من التواصل المباشر معهم عليه السلام أوجب عليهم أن يكون التواصل عبر الوكلاء هذا من جهة ومن جهة اخرى باعتبار ضمان مستقبل الأمة، عمد الأئمة ولا سيما المتأخرين منهم تثقيف الأمة على نظام الوكلاء وتمهيداً لتربيتهم على ثقافة الغيبة وإرتباطهم بالإمام المهدي| عبر النواب والوكلاء وقد أُحصي للإمام الهادي عليه السلام ما يزيد على الثلاثة عشر وكيلاً، ويعتبر جهاز الوكلاء أحد العوامل الاساسية لتحصين الأمة أمنياً وإقتصادياً وقضائياً وسياسياً.

مواجهة المتوكل العباسي:
عرف المتوكل ببغضه لأمير المؤمنين عليه السلام ولشيعته وأمر بهدم قبر الإمام الحسين عليه السلام ومنع الناس من زيارته، وقد قتل معلّم أولاده وهو إبن السكّيت وبعد إغتصابه الخلافة بسنتين أمر إبن هرثمة بالذهاب الى المدينة لإشخاص الإمام الى سامراء، ولم يدع فرصة إلا وعمل على تحقير الإمام وإذلاله او إسقاطه من نفوس الناس، ولم يكتف بذلك حتى دبّر مؤامرة لقتله، ولقد ضاقت صدور الشيعة من ظلم المتوكل حتى قال احدهم للإمام عليه السلام يا سيدنا لا يوجد في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه ويكفينا الله به من تعزّر هذا؟قال لهم الإمام عليه السلام : "في هذا العالم من قلامة ظفره أكرم على الله من ناقة ثمود، لما عقرت الناقة صاح الفصيل الى الله تعالى فقال الله سبحانه وتعالى: ﴿وتمتّعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب﴾5 وقد واجههم الإمام بالإلتجاء الى الله تعالى وإنقطع إليه ودعاه بالدعاء المعروف بدعاء المظلوم على الظالم6، فلم يلبث المتوكل بعده ثلاثة أيام حتى هلك.

والحمد لله رب العالمين


1- عيون أخبار الرضا:ج1-ص62-ح29
2- حديقة الشيعة للاردبيلي ص602-وروضات الجنان ص 134
3- آمالي الشيخ الصدوق: ص489
4- راجع مسند الإمام الهادي عليه السلام ص:112
5- بحار الانوار ج50-ص:209.
6- مهج الدعوات ص:209.

15-05-2014 | 16-16 د | 4207 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net