محاور الموضوع:
- شخصية الحاكم بنظر أمير المؤمنين عليه السلام
- مبادئ الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام
- أركان الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام
الهدف:
- بيان أسس وقواعد الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام
تصدير:
"ملاك السياسة العدل". الإمام علي عليه السلام
شخصية الحاكم بنظر أمير المؤمنين عليه السلام:
المستوى الأول: القلبي.
الانقياد للحق وعدم إتباع الهوى: من الواضح ان
الحاكم المنقاد للحق سوف يتبوأ مقام التقدير والإجلال من جهة، ومن جهة أخرى يتخذه
الناس إماماً، ويدل عليهما قوله عليه السلام: "من اتخذ الحق لجاماً اتخذه الناس
إماماً"1.
حُسن النية: من أجمل صفات الحاكم عدم اختلاف
نيته عن سريرته، وسريرته عن ظاهره، وحسب أفعاله، إذ آثاره الغيبية عظيمة ويستحق
التوفيق والتسديد من الله تعالى، واليه أشار عليه السلام بقوله: "أصلح سريرتك
يصلح الله علانيتك"2
العلم والحلم: يواجه الحاكم في كل لحظة ما
يستفزه ويثير حفيظته، ولذا فعليه ان يواجه ذلك بصدر رحب وأسلوب هادئ، فان معالجة
الأمور حال الرضا تختلف عنها حال الغضب،ففي الرضا ربما يعفو، وأما في الغضب فقد
يقوده إلى الانتقام، والنتيجةواضحة بين عفو الحاكم وانتقامه، وقد أشار إليه بقوله
عليه السلام: "آلة الرئاسة سعة الصدر"3.
النزاهة وعفة النفس: نزاهة الحاكم وعفته
صفتان تعززان الثقة به ويسقط عنه الاعتذار إلى الناس فضلاً عن كونهما فضيلتين في
شخصيته، وهنا يقول عليه السلام: "أفضل الملوك أعفّهم نفساً "4
المستوى الثاني: العملي والسلوكي
الاقتصاد والتدبير: إن السياسة الاقتصادية
للحاكم التي تقوم على التخطيط والتوازن في الإنفاق، بحيث يملك الرؤية الواضحة في
انجاز المشاريع – لتلافي التبذير والإسراف – التي تؤدي إلى قوة الدولة وتقدم الرفاه
للرعية وهما الضمانة لاستدامة الحكومة،فيقول عليه السلام: "لن يهلك من اقتصد"5، وأيضاً يقول عليه السلام: "حسن التدبير وتجنب التبذير من حسن السياسة"6، ويقول عليه
السلام: "حسن السياسة يستديم الرياسة"7
العدل والإنصاف: مما لا شك فيه ولا شبهة
تعتريه ان العدل هو الأساس لاستظهار الرحمة الإلهية واستدرار رضا الرعية، وانه
الحصن المنيع للسلطة فضلاً عن الموقع الذي يتبوّأه الوالي ومن جميل الأحدوثة التي
يكتسبها ولو مع مرور الأيام والليالي، وهنا أطال الكلام فيه، كقوله عليه السلام: "ملاك
السياسة العدل"8، وقوله عليه السلام: "من عمل بالعدل حصن الله مُلكَه"9،
وقوله: "أفضل الملوك سجية من عمّ الناس بعدله"10، وأيضاً قوله عليه السلام: "من كثر
عدله حمدت أيامه"11.
الإحسان للرعية: يجب ان يكون الإحسان للرعية
على قاعدة تأدية الحقوق الواجبة على الدولة اتجاههم وليس على أساس إغرائهم ليستمر
هو في تسلطه عليهم . وأما منعهم من حقوقهم فسوف يؤدي إلى ظلمهم ويكون سبباً
لخذلانهم له بما يؤول إلى الفشلوسقوط الحكومة، وأشار إلى ذلك عليه السلام بقوله:
"من أحسن إلى رعيته نشر الله عليه جناح رحمته وادخله جنته"12.
مبادئ الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام:
أولا: مبدأ العدالة في القضاء: يقول الإمام
علي عليه السلام: "الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ
الحق منه "13.
ثانيا: مبدأ المساواة في العطاء: لقد واجه
أمير المؤمنين عليه السلام تحديات صعبة بسبب الثقافة الموروثة عند الناس من العهود
البائدة، فمن جهة يهدف إلى تربية الناس على ثقافة المساواة، ومن جهة أخرى عمل على
إلغاء الفوارق الاجتماعية وإزالة التمايزالعنصري، والتساوي في العطاء بين الشريف
والوضيع .
ثالثا: مبدأ الحفاظ على المال العام: الحق لا
يبطله مُضيّ الزمان، والعدل أوسع من الجور، قاعدتان كأمثالها من القواعد التي لا
نقراها إلا في قاموس علي عليه السلام ، وتعتبران من المبادئ التي طبقها أمير
المؤمنين عليه السلام في المال العام حيث يقول: "وكل مال أعطي من مالالله فهو
مردود في بيت المال، فان الحق القديم لا يبطله شيء ولو وجدته قد تزوج به النساء،
وملك به الإماء، وفُرق في البلدان لرددته، فان في العدل سعة، ومن ضاق عليه الحق،
فالجور عليه أضيق"14.
رابعا: الكفاءة الإدارية: من جملة مبادئ الحكم
عند علي عليه السلام على مستوى الإدارة أمران:
تعيين الكفاءات في أعمال محددة .
مواكبة الإداريين في أعمالهم.
والى ذلك يشير في قوله عليه السلام: "اجعل لكل إنسان من خدمتك عملاً تأخذه به
فان ذلك أحرى ان لا يتواكلوا في خدمتك"15، وقال: "من أحسن الكفاية استحق الولاية"16.
أركان الحكم عند أمير المؤمنين عليه السلام:
الأول: لابدّ من وجود نظام عام، ومن آلية
للحفاظ عليه اصطلح عليه أمير المؤمنين بالإمامة فقال عليه السلام "الإمامة نظام
الأمة"17.
الثاني: لابد من وجود ميزان لهذا النظام لضمان
قيامة الرعية وهو العدل واليه أشار بقوله عليه السلام: "العدل قوام الرعية"18.
الثالث: إخراج الأمة من الجهل إلى العلم وظيفة
الحكومة، ليمنح المجتمع رؤية واضحة تحصنه من الاستغلال أو الاستعمار وهنا يقول عليه
السلام: "وتعليمكم كيلا تجهلوا وتأديبكم كيما تعلموا"19.
الرابع: توفير الأمن للناس والدفاع عن استقلال
أرضهم ووطنهم واليه يشير بقوله: "وتعاهد ثغورهم وأطراف بلادهم"20.
الخامس: ان يسخّر الحاكم كل إمكانياته لحماية
الدين وخدمته، فيقول عليه السلام: "من جعل ملكه خادماً لدينه انقاد له كل شيء"21،
وقال عليه السلام: "الملوك حماة الدين"22.
1- م.ن- ص33 .
2- م.ن-ص75
3- نهج البلاغة، ج4،ص42، حكمة 176.
4- عيون الحكم والمواعظ، ص 111 .
5- م.ن، ص408 .
6- م.ن،ص229 .
7- م.ن ن، ص468 .
8- ميزان الحكمة، ج2، ص 937
9- عيون الحكم والمواعظ،ص120
10- م.ن،ص455.
11- م.ن ، ص439.
12- م.ن، ص 411 .
13- م.ن،خطبة 37،ص89 .
14- شرح نهج البلاغة،ابن ابي الحديد، ج1، ص269
15- نهج البلاغة، ج3 ن ص57.
16- م.ن، ص 438 .
17- عيون الحكم والمواعظ، الليثي الواسعي، ص44 .
18- م.ن، ص30 .
19- نهج البلاغة، خطبة 34، ص 84.
20- عيون الحكم والمواعظ،ص 24 .
21- م.ن، ص427
22- م.ن ن، ص24 .