تحميل

محاور الموضوع
1- مقدمة.
2- الأعمال الخاصة في الليلة الأولى وباليوم الأول واليوم الثالث.
3- الليالي البيض.
4- ليلة النصف من الشعبان ويومه.
5- آخر جمعة من شعبان كمقدمة للدخول في شهر رمضان.
6- الأعمال العامة.

الهدف:
بيان الأعمال التي يُستحب المواظبة عليها في هذا الشهر.

تصدير:
"وهذا شهر نبيك سيد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان"¹

مقدمة:
شهر شعبان شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سُميَّ شعبان لتشعب الخيرات فيه، وباعتبار انه بوابة العبور إلى شهر رمضان المبارك فقد ورد فيه من الأعمال والأوراد حتى يخال المرء أنها أعمال عبادية لــشــهـر اللــه. وهو الشهر الذي دأب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه على صيامه وقيامه إلى محل حِمامه، وهو أيضاً الشهر الذي عكف أمير المؤمنين عليه السلام على صيامه مذ سمع المنادي ينادي في المدينة هذا شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على الاستنان بسنته ونيل الشفاعة فيه .وسأصرف الكلام بحول الله وقوته حول أهم الأعمال العبادية التي ينبغي الإتيان بها في هذا الشهر المبارك، ولقد دأب علماؤنا الأبرار الذين اهتموا بهذا الشأن إلى تقسيم الأعمال إلى قسمين:
 
الأولى: الأعمال العامة التي يؤتى بها في كل يوم.

والثانية: خاصة بكل وقت محدد في لياليه وأيامه على طبق ما ورد فيه من أخبار مأثورة حاكية للسنتين القولية والفعلية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل بيته الأطهار عليهم السلام .

الأعمال الخاصة:

وهي موزعة على بعض الليالي والأيام منه وهي على النحو التالي:

أولاً: الليلة الأولى واليوم الأول:
لقد ورد في خصوص الليلة الأولى استحباب الصلاة وبعدة كيفيات أقصاها مائة ركعة وأدناها ركعتان على أن يأتي بهما في الثلاث الأوائل بفاتحة الكتاب مرة والتوحيد إحدى عشرة مرة، ومن فعل ذلك فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي بعثني بالحق نبياً انه يغفر الله سبعين ألف ذنب من الكبائر في ما بينه وبين الله سبحانه وتعالى ويدفع عنه عذاب القبر ونزعه وشدائده". وأما بالنسبة لليوم الأول فيستحب صومه فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من صام أول يوم من شعبان، كتب الله عز وجل له سبعين حسنة، الحسنة تعدل عبادة سنة"².

ثانياً: اليوم الثالث فيه ميلاد الإمام الحسين عليه السلام
وفيه مجموعة من الأعمال لاسيما بعض الأدعية والزيارات المأثورة عنهم عليهم السلام لاسيما مولانا الإمام الحسن العسكري عليه السلام .

ثالثاً: ليالي البيض وأيامها: يستحب فيها:
أ- الصلاة في لياليها الثلاث ولها كيفية خاصة لكل ليله، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام أن هذه الصلاة خاصة بالليالي البيض من أشهر النور الثلاث، وقال: "من صلاها يحوز فضل هذه الأشهر الثلاثة، ويغفر الله تعالى له كل ذنب سوى الشرك"³.
ب- صوم الأيام الثلاث، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: "من صام الأيام البيض .... كتب الله له بصوم أول يوم عشرة ألاف حسنة وبثاني صوم ثلاثين ألف حسنة وبثالث يوم صوم مائة ألف حسنة ثم قال: هذا لك ولمن عمل ذلك"⁴

رابعاً: ليلة النصف من شعبان
وهي الليلة التي ولد فيها الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وهي الليلة التي تقسم فيها الأرزاق وتكتب الآجال والليلة التي ينزل الله تعالى ملائكته من السماء إلى الأرض، وفيها يغفر الله لعباده الكثير، وهي التي آلى الله عزوجل أن لايردّ سائلاً، فالدعاء فيها مستجاب، وهي تتلو ليلة القدر شرفاً وعظمةً وقد ورد فيها الأعمال التالية:
أ- الغسل: فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "اغتسلوا ليلة النصف منه ذلك تخفيف من ربكم"
ب- الصلاة: فقد تواترعن الصادقين عليهما السلام قالا: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات بالحمد مرة والتوحيد مائة مرة ثم يعقب بدعاء مأثور"⁵
ج- زيارة الإمام الحسين عليه السلام: من بعيد أو التشرف بزيارة قبره الشريف، فعن الصادق عليه السلام: "ففي ليلة النصف من شعبان نادي منادٍ من الأفق الأعلى: ألا زائري الحسين ارجعوا مغفوراً لكم، ثوابكم على ربكم ومحمد نبيكم"⁶
ويضاف إلى ما ذكر الكثير من الأذكار والأوراد والأدعية والمناجاة. وأما يومه، فيستحب صومه وزيارة الإمام الحسين عليه السلام .
خامساً: من فاته شهر شعبان فليتدارك آخر جمعة منه ربما عوّض التقصير الحاصل فيه وليكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القران والتوبة من الذنوب فقد أوصى الإمام الرضا عليه السلام أبا الصلت بمجموعة من الوصايا تعويضاً عما فاته وتمهيدا للدخول إلى شهر رمضان.

وأما الأعمال العامة فهي:

أولا: الصلاة، يستحب في كل ليلة من ليالي شعبان صلاة خاصة،وللتعرف عليها يمكن مراجعة كتاب اقبال الأعمال⁷ .

ثانياً: الصوم، عن صفوان الجمال قال: قال لي الإمام الصادق عليه السلام: "حث من في ناحيتك على صوم شعبان فقلت: جُعلت فداك ترى فيها شيئاً؟ فقال: نعم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رأى هلال شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة يا أهل يثرب إني رسول رسول الله إليكم ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري" ثم قال إن أمير المؤمنين عليه السلام: "كان يقول ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينادي في شعبان، ولن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إنشاء الله تعالى"⁸ .

ثالثاً: الصدقة، فعن الإمام الرضا عليه السلام قال: "ومن تصدق في شعبان بصدقة ولو بشق تمرة،حرَّم الله جَسده على النار⁹ حيث سئل الإمام الصادق عليه السلام عن أفضل الأعمال فيه فقال: الصدقة".

رابعاً: الأذكار الشعبانية وهي متنوعة:
أ-المناجاة الشعبانية: وهي مناجاة مروية عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وهي الوحيدة التي كان أهل البيت عليهم السلام يناجون بها ربَّهم سبحانه وتعالى، ويقول في حقها الإمام المقدس الإمام الخميني العظيم  هي مناجاة قلّ نظيرها، وقد تم التأكيد عليها في أي وقت من السَنة عند حضور القلب.
ب- الصلوات المروية: عن مولانا الإمام السجاد عليه السلام عند كل زوال والتي مطلعها: "اللهم صلّ على محمد وآل محمد شجرة النبوة" وهي موجودة في كتب الأدعية.¹⁰
ج- التهليل: أن يقول المتعبد في هذا الشهر كله ألف مرة: "لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون". فمن أتى بهذا الذكر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ومحا عنه ذنب ألف سنة ... وكتب عند الله صديقاً"¹¹.
د- الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "وأكثروا في شعبان من الصلاة على نبيكم وأهله"¹².
هـ- الاستغفار: روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "من قال في كل يوم من شعبان سبعين مره استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم الرحمن الرحيم وأتوب إليه يكتب في الأفق المبين؟ قيل وما الأفق المبين؟ قال عليه السلام: قاع بين يدي العرش،فيها انهار تطّرد فيه القِدحان عدد النجوم"¹³

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

^{1- فقرة من الصلاة التي كان يذكرها الإمام السجاد عليه السلام عند زوال كل يوم من شعبان
2- إقبال الأعمال.
3- إقبال الأعمال، ج3، ص 230.
4- كشف الغطاء، ج 2، ص 322 كل فقرة هي مضمون رواية أرجز.
5- مفاتيح الجنان، ص205.
6- الكافي، ج4، ص587.
7- إقبال الأعمال، كتاب السيد ابن طاووس الجزء الثامن.
8- مصباح المتهجد، ص825 ومفاتيح الجنان ص206.
9- جامع أحاديث الشيعة،ج8، ص404 .
10- مفاتيح الجنان، ص 207.
11- إقبال الأعمال، ج3، ص295.
12- وسائل الشيعة، ج10، ص165.
13- ثواب الأعمال، ص165.}