الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1125 - 23صفر 1436هـ الموافق 16 كانون الأول2014م
وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسبطه الإمام الحسن عليه السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
طهارة مولده واسمه صلى الله عليه وآله وسلم
قبس من سيرته وكلام الله في وصفه صلى الله عليه وآله وسلم
قبس من سلوكه وصفاته الشخصية
وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجر علي عليه السلام
صلح الإمام الحسن عليه السلام سياسة الحكمة والضرورة

الهدف:
التعرّف على جوانب من سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وظروف توقيع صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية.

تصدير:
عن أبي جعفر عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مقامي بين أظهركم خيرٌ لكم، فإن الله يقول: ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ومفارقتي إياكم خيرٌ لكم. فقالوا يا رسول الله، مقامك بين أظهرنا خيرٌ لنا، فكيف تكون مفارقتك خيراً لنا؟ قال: أمّا أن مفارقتي إيّاكم خيرٌ لكم، فإن أعمالكم تُعرض عليّ كل خميس وإثنين، فما كان من حسنة حمدتُ الله عليها، وما كان من سيئةٍ استغفرت الله لكم"*.

1- طهارة مولده واسمه صلى الله عليه وآله وسلم:

قال الطبرسي في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ : ومعناه وتقلّبك في أصلاب الموحّدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبياً... وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام قالا: في أصلاب النبيين، نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم عليه السلام. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إن الله خلقني وعليّاً من نور واحد، وشقّ لنا إسمين من أسمائه، فذو العرش محمود وأنا محمد، والله الأعلى وهذا علي"(1)..

2- قبس من كلام الله في وصفه صلى الله عليه وآله وسلم:

قال الله تعالى: ﴿ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ (2)، ﴿ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (3)، ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (5).

3- علاقته بالله تعالى:

عبادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عن أبي جعفر عليه السلام قال: "وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم على أطراف أصابع رجله فأنزل الله سبحانه وتعالى ﴿ طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (6)". وقد تجلّت عبوديته في قوله وسلوكه حتى قال: "قرّة عيني في الصلاة"(7)، وكان ينتظر وقت الصلاة ويشتدُّ شوقه للوقوف بين يدي الله تعالى.

خوفه من الله تعالى: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ما كان شيء أحب إلى رسول الله من أن يظلّ خائفاً جائعاً في الله عزّ وجلّ"(8).

قربه من الله تعالى: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "لما عُرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انتهى به جبرائيل إلى مكان فخلى عنه، فقال له: يا جبرائيل تخلّيني على هذه الحالة؟ فقال: امض، فوالله لقد وطئت مكاناً ما وطئه بشرٌ، وما مشى فيه بشر قبلك"(9).

4- قبس من سلوكه وصفاته الشخصية:

- علاقته بأصحابه: قال تعالى: ﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقسّم لحظاته بين أصحابه، فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية؛ وقال: ولم يبسط رسول الله رجليه بين أصحابه قط، وإن كان ليصافحه الرّجل فما يترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده من يده حتى يكون هو التارك"(10).

- الجود والحلم: قال تعالى ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (التوبة 128). وقد روي أنه ما سُئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً قط فقال لا، وأنه عفا عن قريش التي عتت أمر ربها وحاربته بكل ما لديها، وهو في ذروة القدرة قائلاً لهم: "اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون... إذهبوا فأنتم الطلقاء"(11).

- تواضعه وشكره: قال الإمام علي عليه السلام: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سُئل شيئاً فأراد أن يفعله قال: نعم، وإذا أراد أن لا يفعل سكت، وكان لا يقول لشيء لا"(12).

- زهده: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عرض عليّ ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً، قلت: لا يا ربّ ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً، فإذا جعت تضرّعت إليك وذكرتك وإذا شبعت شكرتك وحمدتك"(13).

5- وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجر علي عليه السلام


عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة عليها السلام أرسلي إلى بعلك فادعيه لي. فقالت فاطمة للحسين عليه السلام: إنطلق إلى أبيك فقل: يدعوك جدي. فانطلق إليه الحسين عليه السلام فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة عليه السلام عنده وهي تقول: "واكرباه لكربك يا أبتاه".

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة، إن النبي لا يشق عليه الجيب، ولا يخمش عليه الوجه، ولا يدعى عليه بالويل ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم: تدمع العينان وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ولو عاش إبراهيم لكان نبياً".

ثم قال: "يا علي أدن مني".

فدنا منه فقال: "أدخل أذنك في فيّ. ففعل".

فقال: يا أخي ألم تسمع قول الله تعالى في كتابه ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ؟ قال: بلى يا رسول الله.

قال: "هم أنت وشيعتك يجيئون غراً محجلين، شباعاً مرويين…"

ولما حضره الموت كان أمير المؤمنين عليه السلام حاضراً عنده فلما قرب خروج نفسه صلى الله عليه وآله وسلم قال له: "ضع يا علي رأسي في حجرك فقد جاء أمر الله تعالى" فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثم وجّهني إلى القبلة وتول أمري وصل علي أوّل الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمسي، واستعن بالله تعالى. فأخذ علي عليه السلام رأسه فوضعه في حجره فأغمي عليه فأكبت فاطمة عليها السلام تنظر في وجهه وتندبه وتبكي... ففتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عينه،... وأومأ إليها بالدنو منه فدنت منه فأسرّ إليها شيئاً تهلل وجهها له.

ثم قبض صلى الله عليه وآله وسلم ويد أمير المؤمنين عليه السلام تحت حنكه ففاضت نفسه صلى الله عليه وآله وسلم فيها فرفعها إلى وجهه فمسحه بها، ثم وجهّه وغمّضه ومد عليه إزاره واشتغل بالنظر في أمره.

صلح الإمام الحسن عليه السلام سياسة الحكمة والضرورة:

إن ما قام به الإمام الحسن عليه السلام ثورة عاصفة في سلم لم يكن منه بدّ، أملاه ظرف الإمام الحسن عليه السلام، إذ التبس الحقّ بالباطل، وتسنّى للطغيان فيه سيطرة مسلّحة ضارية، ما كان الحسن عليه السلام ببادئ هذه الخطة ولا بخاتمها، بل أخذها فيما أخذه من إرثه، وتركها مع ما تركه من ميراثه، فهو كغيره من أئمة هذا البيت عليهم السلام يسترشد الرسالة في إقدامه وإحجامه، امتحن بهذه الخطّة فخرج منها ظافراً طاهراً.

ولم يطل الوقت حتى انقلب معاوية على الناس والإمام، إذ انضمّ جيش العراق إلى لوائه في النخيلة، فقال: " يا أهل العراق! إنّي والله لم أقاتلكم لتصلّوا ولا لتصوموا ولا لتزكّوا، ولا لتحجّوا، وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون، ألا وأنّ كلّ شيء أعطيته للحسن ابن علي جعلته تحت قدميّ هاتين".

ومهما يكن من أمر فالمهمّ أنّ الحوادث جاءت تفسّر خطّة الإمام الحسن وتجلوها، وكان أهمّ ما يرمي إليه أن يرفع اللثام عن هؤلاء الطغاة، ليحول بينهم وبين ما يبيّتون لرسالة جدّه من الكيد، وقد تمّ له كلّ ما أراد، حتى برح الخفاء وآذن أمر الأموية بالجلاء،. وبهذا استتبّ لصنوه سيد الشهداء عليه السلام أن يثور ثورته التي أوضح الله بها الكتاب، وجعله فيها عبرة لأولي الألباب.

خلاصة أسباب الصلح:

1 ـ ضعف أنصار الإمام وتخاذلهم وعدم انصياعهم لأوامره بعد تأثير دسائس معاوية فيهم، وبهذا سوف لا تجدي المقاومة بل سوف تتحتّم الانتكاسة للخط الرسالي أمام مكر معاوية، وعلى الإمام أن يحافظ على بقاء هذا الخط وتناميه في مجتمع يسوده مكر معاوية وخدائعه.

2 ـ صيانة الثلّة المؤمنة بحقّانية أهل البيت عليهم السلام وحفظهم من التصفية والإبادة الأموية الشاملة بعد إحراز بقاء الحقد الأموي لبني هاشم ومن يحذو حذوهم، كما أثبتته حوادث التاريخ الإسلامي الدامي.

3 ـ حقن دماء المسلمين حيث لا تجدي الحرب مع الفئة الباغية.

4 ـ كشف واقع المخطّط الأموي الجاهلي وتحصين الأمة الإسلامية ضدّه بعد أن مهّدت الخلافة لسيطرة صبيان بني أمية على زمام قيادة الأمة المسلمة والتلاعب بمصير الكيان الإسلامي ومصادرة الثورة النبويّة المباركة.

5 ـ ضرورة تهيئة الظروف الملائمة لمقارعة الكفر والنفاق المستتر من موقع القوّة.

القبول بالصلح:

لم يبق أمام الإمام الحسن عليه السلام سبيلٌ غير القبول بالصلح، وترك أمر الحكم لمعاوية فترةً من الزمن، ويتبيّن من خلال التمعّن في بنود معاهدة الصلح أنّ الإمام عليه السلام لم يقدّم أيّ امتياز لمعاوية، وأنّه عليه السلام لم يعترف به رسمياً باعتباره خليفةً وحاكماً للمسلمين، بل إنّما اعتبر الحكم والقيادة حقّه الشرعي، مثبتاً بطلان ادعاءات معاوية بهذا الصدد.


* تفسير القمي، ج1، ص276.
(1) بحار الأنوار، ج16.
(2) الفتح، 29.
(3) يس، 3-4.
(4) القلم، 4.
(5) الأنبياء، 107.
(6) طه، 1-2) / (أصول الكافي، ج2، ح6).
(7) أمالي الطوسي، 2/ 141
(8) روضة الكافي، ح171.
(9) أصول الكافي، ج1، ح12
(10) أصول الكافي، ج2، ح1
(11) محمد في القرآن، 60-65
(12) مجمع الزوائد، 9/ 13
(13) سنن الترمذي، 4/ 518، حديث 2377

17-12-2014 | 15-29 د | 3580 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net