الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1129 - 20 ربيع الأول 1436هـ الموافق 12 كانون الثاني2015م
مظاهر تأديب الأئمة عليهم السلام لشيعتهم

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

مظاهر تأديب الأئمة عليهم السلام لشيعتهم الإمام الصادق عليه السلام نموذجاً

محاور الموضوع

- الأصول الرئيسة في تربية الشيعة.
- الجانب العقائدي السياسي
- التوجيه الروحي والأخلاقي.
- الإمام الصادق عليه السلام يربي شيعته على مكارم الأخلاق.

الهدف:
التعرف على ملامح منهج الإمام الصادق عليه السلام في تربيته لشيعته.

تصدير:
ورد عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلى‏ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ، وَالْبَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، فِيهِ الْخُرَاسَانِيُّ وَالشَّامِيُّ وَمِنْ أَهْلِ الْآفَاقِ، فَلَمْ أَجِدْ مَوْضِعاً أَقْعُدُ فِيهِ، فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَكَانَ مُتَّكِئاً، ثُمَّ قَالَ: "يَا شِيعَةَ آلِ‏ مُحَمَّدٍ، اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ عِنْدَ غَضَبِهِ، وَمَنْ لَمْ يُحْسِنْ صُحْبَةَ مَنْ صَحِبَهُ، وَمُخَالَقَةَ مَنْ خَالَقَهُ‏، وَمُرَافَقَةَ مَنْ رَافَقَهُ، وَمُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَهُ، وَمُمَالَحَةَ، مَنْ مَالَحَهُ؛ يَا شِيعَةَ آلِ‏ مُحَمَّدٍ، اتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَلَا حَوْلَ ولاقوه إِلَّا بِاللَّهِ‏"*.

الأصول الرئيسة في تربية الشيعة

1- الجانب العقائدي السياسي:
التثقيف على عدم شرعيّة الحكومات الجائرة ورتّب على ذلك تحريم الرجوع إليها لحل النزاع والخصومات كما ورد عنه: "إيّاكم أن يحاكم بعضكم بعضاً إلى أهل الجور، ولكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئاً من قضايانا فاجعلوه بينكم فإنّي قد جعلته قاضياً فتحاكموا إليه"(1).

وعن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبدالله عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاء أيحل ذلك ؟ فقال: "من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنّما تحاكم الى طاغوت وما يحكم له فإنما يأخذ سحتاً وأن كان حقه ثابتاً، لأنه أخذه بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ (2)"(3).

2- التوجيه الروحي والأخلاقي:
لاحظ الإمام الصادق عليه السلام تأثير موجات الإنحراف الفكري والسياسي على الأمة ومدى إفسادها لعقول الناس، وحَرْفِ الأصول الأخلاقية والقيم التي أرساها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. من هنا كان دور الإمام عليه السلام وتوجّهه الروحي والأخلاقي مع الأمة في عدّة أبعاد:

البعد الأوّل: كونه عليه السلام القدوة الصالحة والمثال الواقعي الذي تتجسّد في شخصه أخلاق الرسالة; مما يكون موقعاً لإشعاع الفضيلة ونموّها، فكان عليه السلام يدعو الناس إلى الفضيلة برفق ولين ويجادلهم بالتي هي أحسن، وكان يسمح للسائلين بطرح أسئلتهم مهما كانت، وكان يوضّح لهم ما كان غامضاً عليهم.

البعد الثاني: تقديم مجموعة من الوصايا والرسائل والتوجيهات التربويّة والأخلاقية التي عالج من خلالها الخواء الروحي والانحراف الأخلاقي الذي نما في سنوات الانحراف. فقد خاطب عليه السلام شيعته وأصحابه قائلاً: "فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق الحديث، وأدّى الأمانة وحسن خلقه مع الناس، قيل: هذا جعفري، فيسرّني ذلك، ويدخل عليّ منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دخل عليَّ بلاؤه، وعاره وقيل: هذا أدب جعفر...".(4)

البعد الثالث: وكان يحرص على شدّ أواصر المجتمع الإسلامي وإشاعة الفضيلة بين الناس ليقضي على العداوة والبغضاء، فكان عليه السلام يدفع إلى بعض أصحابه من ماله ليصلح بين المتخاصمين على شيء من حطام الدنيا من أجل القضاء على المقاطعة والهجران لئلاّ يدفعهم التخاصم إلى الترافع لحكّام الجور والذي كان قد نهى عليه السلام عنه. قال سعيد بن بيان: مرّ بنا المفضّل بن عمر وأنا وختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل ، فأتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها إلينا من عنده حتّى إذا استوثق كل واحد منّا من صاحبه قال المفضّل: أما إنها ليست من مالي، ولكنّ أبا عبدالله عليه السلام أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شيء أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله، فهذا من مال أبي عبدالله عليه السلام (5).

البعد الرابع: ومن الأمور التربوية التي أكّدها الإمام عليه السلام في نفوس أصحابه ـ ليكونوا بالمستوى المطلوب من النضج والسلامة في التفكير ولئلاّ تكون مشاريعهم وتخطيطاتهم عرضة للفسادـ هي الدعوة إلى التثبّت في الأمور. قال عليه السلام: " مع التثبّت تكون السلامة ومع العجلة تكون الندامة، ومن ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه"(6).

الإمام الصادق يربي شيعته على مكارم الأخلاق:

علينا أن نضع نصب أعييننا أن الإمام الصادق عليه السلام قد اهتم بتربية الأمة الإسلامية عامة وشيعته والموالين له ولآبائه بصورة خاصة على مكارم الأخلاق من خلال الرسالة المفصلة القيمة التي وجهها لشيعته: فعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَنَّهُ كَتَبَ بِهذِهِ الرِّسَالَةِ إِلى‏ أَصْحَابِهِ، وَأَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا وَالنَّظَرِ فِيهَا، وَتَعَاهُدِهَا، وَالْعَمَلِ بِهَا، فَكَانُوا، يَضَعُونَهَا فِي مَسَاجِدِ بُيُوتِهِمْ‏، فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ نَظَرُوا فِيهَا:
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أَمَّا بَعْدُ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ، وَعَلَيْكُمْ بِالدَّعَةِ وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْحَيَاءِ وَالتَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِمُجَامَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ، تَحَمَّلُوا الضَّيْمَ‏ مِنْهُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَمُمَاظَّتَهُمْ‏ دِينُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَخَالَطْتُمُوهُمْ وَنَازَعْتُمُوهُمُ الْكَلَامَ؛ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَمُخَالَطَتِهِمْ وَمُنَازَعَتِهِمُ الْكَلَامَ‏ بِالتَّقِيَّةِ الَّتِي أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ، فَإِذَا ابْتُلِيتُمْ بِذلِكَ مِنْهُمْ‏ فَإِنَّهُمْ سَيُؤْذُونَكُمْ وَتَعْرِفُونَ فِي وُجُوهِهِمُ‏ الْمُنْكَرَ، وَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ يَدْفَعُهُمْ عَنْكُمْ‏ لَسَطَوْا بِكُمْ، وَمَا فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ أَكْثَرُ مِمَّا يُبْدُونَ لَكُمْ. مَجَالِسُكُمْ وَمَجَالِسُهُمْ وَاحِدَةٌ، وَأَرْوَاحُكُمْ وَأَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لَا تَأْتَلِفُ، لَاتُحِبُّونَهُمْ أَبَداً وَلَا يُحِبُّونَكُمْ، غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالى‏ أَكْرَمَكُمْ بِالْحَقِّ وَبَصَّرَكُمُوهُ، وَلَمْ يَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ، فَتُجَامِلُونَهُمْ وَتَصْبِرُونَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ لَامُجَامَلَةَ لَهُمْ، وَلَا صَبْرَ لَهُمْ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ وَحِيَلُهُمْ وَسْوَاسُ‏ بَعْضِهِمْ إِلى‏ بَعْضٍ؛ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوكُمْ عَنِ الْحَقِّ، يَعْصِمُكُمْ‏ اللَّهُ مِنْ ذلِكَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ"(7).

مما جاء في هذه الرسالة باختصار:

- الاهتمام بهذه الرسالة ومدارستها ووضعها في محل صلواتهم ليتباحثوا فيها ويقرؤونها.

- الدعاء بالعافية: فإن العافية عافية الدين والدنيا والآخرة مطلوبة.

- أمر شيعته بالدعة: وهي الاهتمام بالتكسب وتحصيل ما يحتاجونه حتى تكون عيشتهم فيها دعة وراحة ولا يكونون كلا على غيرهم.

- أمرهم بالوقار والسكينة: وهي الرزانة وعلو الهمة والطمأنينة.

- وأمرهم بالحياء والتنزه عن الصغائر: وما يتنزه عنه الصالحون.

- مداراة أهل الباطل: والمحادثة معهم بالأخلاق الحسنة وليس ذلك معاونة لهم تأييداً لباطلهم بل إظهار محاسن الأخلاق مع البر والفاجر. وفي المواقف الحاسمة لا يجوز تأييدهم في باطلهم.

- تحمل المصائب والويلات من أهل الباطل وعدم الدخول معهم في المنازعات التي لا تثمر.

- لا بد من التعايش مع الآخرين فإذا كنتم معهم في بلد أو سفر أو عمل فلا بد من المجاملة والمداراة.

- التعايش أمر حاصل شئتم أم أبيتم ويخاطب الإمام شيعته أنه عليكم بالقيام بواجباتكم سواء قام الطرف بها أم لم يقم.

- أمر الإمام شيعته بمجاملة المخالفين لهم والتخلق معهم بمنتهى مكارم الأخلاق مهما بدت منهم حركات سلبية منفرة.


* الكافي (ط - دارالحديث) ؛ ج‏4 ؛ ص682 ح 3604.
(1) وسائل الشيعة 18: 4
(2) النساء: 4/60
(3) وسائل الشيعة: 18/3.
(4) الكافي (ط – دار الحديث)، ج‏15، ص: 8 – 10.
(5) أصول الكافي: 8/146 ح 121.
(6) أصول الكافي: 2 / 209
(7) الحكم الجعفرية: 60

15-01-2015 | 09-20 د | 3102 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net