الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1136 - 11 جمادى الأولى 1436هـ الموافق 01 آذار 2015م
الاختلاط المقنَّع "ووسائل التواصل الحديثة"

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

الاختلاط المقنَّع "ووسائل التواصل الحديثة"

محاور الموضوع
خطر الاختلاط وسبل الوقاية منه.
الاختلاط ووسائل التواصل الاجتماعي.
حدود الاختلاط(1) وضوابطه.

الهدف:
التعرف على مخاطر الاختلاط الظاهر والمقنّع بواسطة وسائل التواصل الحديثة.

تصدير الموضوع:
روي عن الإمام علي عليه السلام لولده الإمام الحسن عليه السلام في وصيته إليه: "واكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَاهُنَّ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ خَيْرٌ لَكَ ولَهُنَّ مِنَ الِارْتِيَابِ ولَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مِنْ دُخُولِ مَنْ لَا تَثِقُ بِه عَلَيْهِنَّ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ مِنَ الرِّجَالِ فَافْعَلْ"(2).

مقدمة
إن الاختلاط بشكل عام هو أرض خصبة صالحة للوقوع في الكثير من الانحرافات السلوكية والنفسية، التي قد تستدرج الإنسان على هذين المستويين ليجد نفسه في لحظة ما قد فقد كل الدفاعات النفسية التي تقف في وجه وسوسات الشيطان والنفس الأمارة بالسوء, وأصبح صريعاً تحت سلطة إبليس اللعين بعيداً عن الرحمة الإلهية.

خطر الاختلاط وسبل الوقاية منه

قال العلامة المطهري (رض): "الإسلام يعارض الاختلاط، ولا يعارض مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية مع التحفّظ على الستر. والإسلام يقول: لا للحبس، ولا للاختلاط، بل للحد. إنّ سيرة المسلمين العملية منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائمة على عدم منع النساء من المشاركة في الفعاليات العامّة، ولكن مع رعاية الحدود الشرعية ".(1)

فيما يلي، بعضٌ من الضوابط التي تساعد على التخفيف من حالات الاختلاط:

ضرورة غض النظر عما لا يحلّ النظر إليه: قال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(2).

مراعاة الحجاب والستر: كما في الآية ﴿وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمً (3)، بمعنى أن يلبسن الثياب الفضفاضة الواسعة التي تستر البدن(4).

عدم إظهار المرأة زينتها أمام الأجانب: تقول الآية الكريمة: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (5).

تجنب الإغراء في لهجة المرأة: أو ما عبّر عنه الخضوع في القول: بمعنى الميوعة في طريقة الكلام، فعلى المرأة المسلمة أن تتحدث بأسلوب متزن بعيداً عن الأساليب التي تتسبب بفتنة المستمع من الرجال، خصوصاً الذين في قلوبهم مرض قال تعالى: ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفً (6).

تقوية عنصر الحياء والعفة: روي عن الإمام علي عليه السلام: "الحياء يصد عن الفعل القبيح"(7).

عدم الخلوة: عن الإمام الصادق عليه السلام : "إن الرجل والمرأة إذا خليا في بيت كان ثالثهما الشيطان".(8)

الاختلاط ووسائل التواصل الاجتماعي:

ونحن نعيش في عصر الحضارة الحديثة؛ حيث احتلت التكنولوجيا والصناعات الحديثة في عالم الاتصال والتواصل وغيره موقعاً أساسياً في حياة الناس الفردية والاجتماعية والعملية، ولم يعد بالإمكان أن نُبعِد هذه الوسائل أو آثارها (الإيجابية أو السلبية) عن بيئتنا وحياتنا، أو أن ندّعي إمكانية البعد عنها وعدم التأثّر بها.

لهذا ينبغي النظر بموضوعية - على المستويين التربوي والاجتماعي - إلى هذا التطوّر التكنولوجي الهادر والسريع، والتفكير الجدّي بالاستفادة الإيجابية الفاعلة من مختلف وسائل الاتصال والتواصل، وغيرها من التقنيات في خدمة الناس، ورعاية لمجتمعنا وأهلنا جميعاً، إذ لا بدّ من اقتحام هذا العالم، بدل أن نتفرّغ لمعالجة آثاره ومواجهتها أو توجيهها، أو الضغط على الناس والمجتمع.

وإلى جانب أهمية الاستفادة من هذه الوسائل وضرورتها يجب اعتبار التوجيه الديني والتحصين الأخلاقي والتربوي، إلى جانب التفقّه في أحكام التواصل الاجتماعي من الثوابت بل الواجبات الهامة والضرورية التي يجب أن يثقّف المجتمع عليهتا.

والواضح من الفتاوى الشرعية المتعلّقة بالتواصل الاجتماعي في وسائله المختلفة، وجود شروط وضوابط يؤدي مخالفتها إلى الوقوع في الحرمة، أهمها: لا تجوز المحادثة بين المرأة والرجل الأجنبيّ، سواء أكانت مباشرة أو عبر الهاتف أو عبر الإنترنت أو بالمراسلة (كالواتس آب) وما شابه ذلك فيما إذا كانت مثيرة للشهوة أو كانت بقصد التلذّذ والريبة، أو مع خوف الافتتان، أو استلزمت الوقوع في الحرام أو المفسدة.

وفي الإجابة على سؤال: ما هو حكم التعارف والتسلية بالكلام المكتوب أو المسجّل بين الجنسين على وسائل التواصل الاجتماعي؟ يفتي الإمام الخامنئي: لا يجوز ذلك إذا كان فيه خوف الفتنة والريبة أو مع ترتّب المفسدة، أو كان يستلزم الوقوع في الحرام.

أحكام الاختلاط(9) وشروطه:

يجب على كل مكلّف أن يحافظ على ضوابط الاختلاط مع الجنس الآخر من حيث الكلام والجلوس والنظر.كما يجب على المرأة والرجل ترك مجالس الاختلاط المحرّمة، لأنها من المجالس التي لا يجوز الجلوس فيها.

الانفراد: لا يجوز في مورد الاختلاط أن تكون المرأة منفردة مع الرجل مما يصدق عليه الخلوة بالأجنبي.

المزاح: لا يجوز في الاختلاط المزاح الذي يؤدي إلى فعل محرّم أو يشتمل على نظر أو لمس محرّم أو يكون نفس المزاح محرّم كان يشتمل على كلام فاحش أو كلام فسق، بل من الواجب على المؤمنين أن تكون مجالسهم مجالس ذكر الله سبحانه وتعالى

آداب الحديث: يجب على المرأة أن تلتزم بآداب الحديث، ويجب عليها الالتزام بالتالي:

أن لا يكون صوتها عالياً بحيث يؤدي إلى إثارة الشهوة أو التلذذ عند الآخرين.

أن لا تتلون بصوتها بحيث يؤدي صوتها إلى إثارة الشهوة والتلذذ وللفتِ النظر من قبل الأجنبي.

ضوابط الستر: يجب على المرأة أن يكون لباسها شرعياً في مجالس الاختلاط لكي لا يؤدي ذلك إلى ارتكابها المحرّم، ويؤدي إلى إثارة الشهوات والفتنة والفساد.

ضوابط الزينة: يحرم على المرأة أن تظهر زينتها أمام الناظر الأجنبي في مجالس الاختلاط. وأن يكون لباسها شرعياً كما تقدم.

النظر واللمس: يجب في حال الاختلاط أن لا يكون هناك نظر ولمس محرّمين أو أي قول أو فعل يثير الشهوة أو خوف الوقوع في الحرام أو المفسدة.

الممازحة والمفاكهة: لا يجوز الممازحة والمفاكهة مع الرجل الأجنبي مما يؤدي إلى إثارة الشهوة أو التلذذ والريبة. ويجب أن لا تكون تلك الطرائف من الطرائف التي تذكر فيها العورات أو يكون للكلام فيها معناً آخر(معنى العورات مثلاً) مما يؤدي إلى أن يكون المجلس من مجالس العصاة لله تعالى.

التعبير عن العاطفة: لا يجوز للمرأة مغازلة الرجل الأجنبي بالكلمات الرقيقة والجميلة ما يؤدي إلى إثارة الشهوة والتلذذ والريبة.

إلقاء السلام أو رده:
يكره للرجل أن يبتدئ المرأة الشابة بالسلام.
يكره للمرأة الشابة أن تبتدئ الرجل بالسلام.
يجوز للمرأة أن تسلم على الأجنبي وأن ترد سلامه إذا لم يكن هناك تلذذ وريبة أو خوف الفتنة.

يجب أن يكون رد السلام بعيداً عن النظر واللمس المحرّمين، بالإضافة إلى أن تلتزم المرأة بعدم تليين صوتها أو ترقيقة مما يوجب التلذذ والريبة.

احتضان الرجل الأجنبي: لا يجوز للمرأة أن تحتضن الرجل الأجنبي كما في حالات الوداع أو الاستقبال من السفر ولو مع المحافظة على كافة الضوابط، لأن ذلك لا ينفك عن المفسدة.

مشي المرأة وصوتها:
يجب أن يكون مشي المرأة وصوتها بما يتناسب مع كيانها وأنوثتها.
يجب أن تحافظ المرأة على مظاهر الاحتشام والضوابط الشرعيّة في مشيها وصوتها.
لا يجوز للمرأة أن تختال أو تتمايل في مشيتها مما يؤدي إلى لفت نظر الأجنبي وإثارة الشهوة والفتنة والفساد.
يجوز للمرأة أن تسمع صوتها للأجنبي ولكن بدون تلذذ وريبة، ولذلك يجوز لها أن تقرأ القرآن (تجويد أو ترتيل) أو الدعاء أو مجالس العزاء ولكن كله بدون ترقيق أو تليين للصوت مما يؤدي إلى إثارة الشهوة أو التلذذ أو الفتنة والفساد.


(1) ـ هذه الحدود والضوابط في فرض حصول الاختلاط بين الجنسين.
(2) وسائل الشيعة، ج20، ص65.
(1) مسألة الحجاب، ص157.
(2) النور، 30.
(3) الأحزاب، 59.
(4) تفسير الأمثل، ج13، ص350.
(5) النور، 31.
(6) الأحزاب، 32.
(7) ميزان الحكمة، ج1، ص717.
(8) وسائل الشيعة، ج19، ص154.
(9) ـ هذه الحدود والضوابط في فرض حصول الاختلاط بين الجنسين.

06-03-2015 | 16-26 د | 3884 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net