الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 811- 10 ذي الحجة 1429 هـ الموافق9 كانون الأول 2008 م
الغدير (يوم عيد وعبادة ومسؤولية)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- الغدير يوم عيد
-الغدير يوم عبادة
-الغدير يوم معاهدة ومسؤولية

الهدف:
 
التعرّف الى معاني عيد الغدير، ودلالات تتويج علي في منصب خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

تصدير الموضوع:
روي عن الإمام الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :"يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي, وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لأمتي يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا".

1- الغدير يوم عيد وعبادة
يقول الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان : يوم عيد الغدير وهو عيد الله الاكبر وعيد آل محمّد ، وهو أعظم الاعياد. ما بعث الله تعالى نبيّاً الّا وهو يعيد هذا اليوم ويحفظ حُرمته، واسم هذا اليوم في السّماء يوم العهد المعهود، واسمه في الارض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود. قال الراوي: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال: الصّيام والعبادة والذّكر لمحمّد وآل محمّد والصّلاة عليهم. وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امير المؤمنين عليه السلام أن يتّخذ ذلك اليوم عيداً وكذلك كانت الانبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتّخذونه عيداً، وفي حديث أبي نصر البزنطي عن الرّضا عليه السلام أنّه قال: يا إبن أبي نصر، أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام ، فإنّ الله تبارك وتعالى يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومُسلمة ذنوبَ ستّين سنة، ويعتق من النّار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر، والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، وأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسُرّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة. والله، لو عرف النّاس فضل هذا اليوم بحقيقته، لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات. والخلاصة أنّ تعظيم هذا اليوم الشّريف لازم, وأعماله عديدة: أفضل الأعياد وأشرفها.

وأورد الكليني في الكافي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قلت : جعلت فداك، للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال : نعم يا حسن ، أعظمهما وأشرفهما. قلت : وأي يوم هو ؟ قال : يوم نصب أمير المؤمنين عليه السلام علماً للناس ، قلت : جعلت فداك ، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه ؟ قال : تصوم يا حسن ، وتكثر الصلاة على محمد وآله ، وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم ، فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيداً. قال : قلت : فما لمن صامه ؟ قال صيام ستين شهرا.
وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لمن حضره من مواليه وشيعته : أتعرفون يوماً شيّد الله به الإسلام ، وأظهر به منار الدين، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا ؟ فقالوا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم ، أيوم الفطر هو يا سيدنا ؟ قال : لا. قالوا : أفيوم الأضحى هو ؟ قال : لا ، وهذان يومان جليلان شريفان ، ويوم منار الدين أشرف منهما ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم.

2- العبادات المستحبة في ليلة الغدير ويومه
- ليلة عيد الغدير: هي ليلة شريفة، روى السّيد في الاقبال لهذه اللّيلة صلاة ذات صفة خاصّة ودعاء وهي اثني عشرة ركعة بسلام واحد. وأما يوم العيد فأعماله عديدة منها:

الاوّل: الصوم وهو كفّارة ذنوب ستّين سنة، وقد روي انّ صيامه يعدل صيام الدّهر ويعدل مائة حجّة وعمرة. ومِن خطبة أمير المؤمنين عليه السلام في يَوم الغَدير (ومن فطّر مؤمناً في ليلته فكأنّما فطّر فئاماً وفئاماً يعدها بيده عشراً، فنهض ناهِض فقال: يا أمير المؤمنين وما الفئام؟ قال: مائتا ألف نبيّ وصدّيق وشهيد، فكيف بمن يكفل عدداً من المؤمنين والمؤمنات فأنا ضمينه على الله تعالى الامان من الكفر والفقر).
الثّاني: الغُسل.
الثّالث: زيارة امير المؤمنين عليه السلام وينبغي أن يجتهد المرء أينما كان فيحضر عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام . وقد حكيت له عليه السلام زيارات ثلاث في هذا اليوم، أولها زيارة امين الله المعروفة ويزار بها في القرب والبُعد وهي من الزّيارات الجامعة المطلقة ايضاً.
الرّابع: أن يتعوّذ بما رواه السّيد في الإقبال عن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الخامس: أن يصلّي ركعتين ثمّ يسجد ويشكر الله عز وجل مائة مرّة ثمّ يرفع رأسه من السّجود ويقول ويدعو بالدعاء الوارد.
السّادس: أن يغتسل ويُصلي ركعتين من قبل أن تزول الشّمس بنصف ساعة.
السّابع: أن يدعو بدعاء النّدبة.
الثّامن: أن يدعو بالدّعاء الذي رواه السّيد ابن طاووس عن الشّيخ المفيد.
التّاسع: أن يهنّىء من لاقاهُ من اخوانه المؤمنين بقوله: اَلْحَمْدُ للهِ الّذى جَعَلَنا مِنَ الْمُتَمَسِّكينَ بِوِلايَةِ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالاَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ ويقول أيضاً: اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى اَكْرَمَنا بِهذَا الْيَوْمِ وَجَعَلَنا مِنَ الْمُوقنينَ، بِعَهْدِهِ اِلَيْنا وَميثاقِهِ الّذى واثَقَنا بِهِ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ اَمْرِهِ وَالْقَوّامِ بِقِسْطِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الْجاحِدينَ وَالْمُكَذِّبينَ بِيَوْمِ الدِّينَ.
العاشر
: أن يقول مائة مرّة: اَلْحَمْدُ للهِ الّذى جَعَلَ كَمالَ دينِهِ وَتَمامَ نِعْمَتِهِ بِوِلايَةِ اَميرِ الْمُؤمِنينَ عَليّ بْنِ اَبى طالِب عَلَيْهِ السَّلامُ.1

3- الزينة والهدايا والتوسعة على العيال
ورد في هذا اليوم فضيلة عظيمة لكلّ من اعمال تحسين الثّياب، والتزيّن، واستعمال الطّيب، والسّرور، والابتهاج، وافراح شيعة امير المؤمنين عليه السلام ، والعفو عنهم، وقضاء حوائجهم، وصلة الارحام، والتّوسّع على العيال، واطعام المؤمنين، وتفطير الصّائمين، ومصافحة المؤمنين، وزيارتهم، والتّبسّم في وجوههم، وارسال الهدايا اليهم، وشكر الله تعالى على نعمته العظمى نعمة الولاية، والاكثار من الصّلاة على محمّد وآل محمّد عليه السلام ومن العبادة والطّاعة، ودرهم يعطي فيه المؤمن أخاه يعدل مائة ألف درهم في غيره من الايّام، واطعام المؤمن فيه كإطعام جميع الانبياء والصّديقين. 2

4- الغدير يوم الولاية والمسؤولية
لا شك بأن المعنى الحقيقي للولاية يتجلى بالطاعة والعمل والالتزام بالتكليف، فلا مكان لمن عصى الله تعالى وخالف أحكامه بين الموالين لعلي عليه السلام ، وإن تظاهروا بذلك أو ردّدوه.

قال الراغب ‌في‌ " المفردات‌" ‌في‌مادّة‌وَلْي‌ّ : اَلْوَلاَءُ والتَّوالي ‌أَنْ يَحْصُلَ شَيئانِ فَصَاعِداً حُصُولاً لَيْسَ بَيْنَهُمَا مَا لَيْسَ مِنْهُمَا. أي‌: لا حجاب‌، ولا مانع‌، ولا فصل‌، ولا افتراق‌، ولا غيريّة‌، ولا بينونة‌بينهما بحيث‌لو فرضنا وجود شي‌ء بينهما فهو منهما؛ لا من‌غيرهما مثلاً، يسمّون‌ مقام‌ الوحدانيّة ‌بين‌ العبد وربّه ‌حيث‌لا حجاب ‌في‌أي‌ّ مرحلة‌ من‌ مراحل‌ الطبع‌، والمثال‌، والنفس‌، والروح‌، والسرّ: ولايةً. ويسمّون‌مقام‌الوحدة‌بين‌الحبيب‌والمحبوب‌، والعاشق‌والمعشوق‌، والذاكر والمذكور، والطالب‌والمطلوب‌حين‌ينعدم‌أيّ انفصال‌بينهما بأيّ وجه‌ من‌ الوجوه‌: ولاية‌ وقال العلاّمة ‌الطباطبائي‌ّ حول‌معنى الولاية ‌في ‌رسالة‌ "اَلوِلاَيَة‌" وفي ‌تفسير " الميزان‌": الْوَلاَية‌ هِيَ الْكَمالُ الاْخيرُ الْحَقِيقِي‌ُّ لِلإنْسَانِ وَإنَّهَا الْغَرَضُ الاْخِيرُ مِنْ تَشْرِيعِ الشَّرِيعَةِ الْحَقَّةِ الإلَهيَّةِ.

- شيعتنا من أطاع الله: ومن الثابت عندنا أنّ ولاية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته فريضـة ثابتة من الله تعالى على عباده؛ بمعنى متابعتهم والائتمام بهم، وأنّها شرط في صحّة الأعمال وقبولها فلا يصحّ عمل أحد من المكلّفين، ولا يقبله الله إلاّ بها،. وتصرّح النصوص بأنّ ولاية أهل البيت عليهم السلام لا تتحقّق إلاّ بطاعة الله، ولا تُنال إلاّ بالورع عن محارم الله، وإنّ المطيع لله هو الوليّ لهم، والعاصي لله ليس لهم بوليّ.ورد عن أبي جعفر عليه السلام ، قال: "لا تذهب بكم المذاهب، فوالله ما شيعتنا إلاّ من أطاع الله عزّ وجلّ ". وعنه في حديث طويل، قال فيه: "يا جابر! والله ما نتقرّب إلى الله تبارك وتعالى إلاّ بالطاعة، وما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجّة، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ، وما تُنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع".وقال: "يا معشر الشيعة، شيعة آل محمّـد عليهم السلام ! كونوا النمرقة الوسطى".

إلى أن قال: ثمّ أقبل علينا فقال: "والله ما معنا من الله براءة، ولا بيننا وبين الله قرابة، ولا لنا على الله حجّة، ولا نتقرّب إلى الله إلاّ بالطاعة، فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولايتنا، ومن كان منكم عاصياً لله لم تنفعه ولايتنا، وَيْحَكم لا تغترّوا! وَيحكم لا تغترّوا!" 3

ويؤيّد معناها قوله تعالى: ﴿قُلْ إن كُنتُم تُحِبُّونَ اللهَ فاتّبِعوني يُحبِبْـكُـمُ اللهُ ويَغْفِرْ لَكُـم وغيرها مـن الآيات، ويرشد إليه معنى الولايـة؛ لأنّها بمعنى المتابعة في الأقوال والأفعال، والعاصي لله ليس بتابع أهل البيت عليهم السلام ، بل هو مخالف لهم؛ لأنّهم لا يعصون الله تعالى.

الغدير في كلمات الامام الخميني والامام القائد: أشار الامام الخميني الى أن الغدير لا يمكن ان يحصر فى زمان خاص بل يجب ان يستمر الغدير فى جميع العصور والازمان.4 وفي هذا اشارة واضحة الى الجانب العملي الملازم لولاية أمير المؤمنين والذي لا يتحقق الا بطاعة الله تعالى ، فان احياء عيد الغدير لايتم عن طريق اقامة الاحتفالات وإلقاء القصائد والمدح والثناء على على عليه السلام فقط، ان هذه الامور حسنة وجيدة و لكنها ليست هى اساس المسألة ان المهم فى إحياء عيد الغدير هو ان نعرف كيفية الاقتداء بأمير المؤمنين عليه السلام .5

وإن الولاية فى حديث الغدير تعني الحكومة، و ليس معناها بيان المقامات المعنوية لأمير المؤمنين عليه السلام 6 .وقد أكّد الامام الخامنئي على هذه الجنبة العملية في كلامه حول عيد الغدير في العديد من المناسبات منها : (ان الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد نصب فى واقعة الغدير و على مرآى و مسمع من المسلمين و امام عدسة التاريخ الشخص الذي تتوفر فيه جميع القيم والكمالات الاسلامية والخصال الحميدة ليكون اماما للمسلمين من بعده صلى الله عليه وآله وسلم ).

ويمكننا ان ندرك من خلال واقعة الغدير، و سني حكومة امير المؤمنين عليه السلام أن المهمة الاولى و الغاية القصوى التى يسعى امير المؤمنين عليه السلام لتحقيقها هي تحكيم الاسلام واقامة حكومة العدل الالهي. وان اهمية عيد الغدير، في كونه من اكبر الاعياد الاسلامية تكمن في تعيين الولاية الالهية و انتخاب الشخصية المثلى و الوجود المقدس و الاسوة الكاملة والممتازة المتمثلة في أمير المؤمنين عليه السلام ليكون خليفة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم واماما للمجتمع الانسانى وقدوة و مثالا يحتذى به 7 .

خاتمة: بعد مراسم يوم الغدير قال حسان بن ثابت الأنصاري: ائذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتاً فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(قل على بركة الله): فقام حسان منشداً:
يناديهم يوم الغدير نبيهــم         بخمٍ وأسمع بالرسول مناديـــــا
فقال: فمن مولاكم ونبيـكم        فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميــا
إلهك مولانا وأنت نبينـــــا        ولم تلق منا في الولاية عاصيـا
فقال له: قم يا علي فإنني        رضيتك من بعدي إماماً وهاديـا
فمن كنت مولاه فهذا وليه        فكونوا له أتباع صدقٍ مواليــــا


1-يراجع: مفاتيح الجنان.
2-يراجع: مفاتيح الجنان.
3-اليقين لابن طاووس: ص 50 و 55 و 88.
4-صحيفة النور ج 20، ص 27 و.28
5- نفس المصدر
6-نفس المصدر، ص:28
7-صحيفة جمهورى العدد 3775 تاريخ 31/3/.1371.

17-03-2010 | 23-55 د | 3921 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net