الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1142 - 24جمادى الثانية1436هـ الموافق 13نيسان 2015م
الإمام الباقر عليه السلام حارسُ علوم النبوَّة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق


الهدف:
 التعرّف على الشخصية العلمية للإمام الباقر عليه السلام
 
محاور الموضوع
الشخصية العلمية للإمام الباقر عليه السلام
نماذج من المجالات التي فجَّر فيها الإمام عليه السلام علمَ النبوة
 
تصدير
 رُوي عن الصادق عليه السلام بسند صحيح قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم لجابر بن عبد الله الأنصاري: يا جابر إنّك ستبقى حتى تلقى وَلَدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، المعروف في التوراة بالباقر، فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام، فدخل جابر إلى علي بن الحسين عليه السلام فوجد محمد بن علي عنده غلاماً فقال له: يا غلام أقبل فأقبل، ثم قال: أدبر فأدبر، فقال جابر: شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وربّ الكعبة، ثم أقبل علي بن الحسين عليه السلام فقال له: من هذا ؟ قال: هذا ابني وصاحب الأمر بعدي محمد الباقر عليه السلام، فقام جابر فوقع على قدميه يقبّلهما ويقول: نفسي لنفسك الفداء يا ابن رسول الله، إِقْبَلْ سلامَ أبيك. إنّ رسول الله يقرأ عليك السلام. قال: فدمعت عينا أبي جعفر ثم قال: يا جابر على أبي رسول الله السلام ما دامت السماوات والأرض، وعليك السلام يا جابر بما بلّغت[1].
 
الشخصية العلمية للإمام الباقر عليه السلام

قال ابن حجر في ترجمة الإمام محمد الباقر عليه السلام: سُمي بذلك لأنّه من بقرَ الأرض، أي شقّها، وإثارة مخبآتها ومكامنها، فكذلك هو أظهرَ من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام، والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطويّة والسريرة، ومن ثم قيل هو باقر العلم وجامعه وشاهر علم ورافعه([2])، وعن ابن خلكان قوله: كان الباقر عليه السلام عالماً سيّداً كبيراً، وإنما قيل له الباقر لأنه تبقّر في العلم أي توسَّع([3]).

والذي يدلّ على سعة علومه أنّه مع كثرة ما انتهل العلماء من نمير علومه، فإنه كان يجد في نفسه ضيقاً وحرجاً لكثرة ما عنده من العلوم التي لم يجد لبثها ونشرها سبيلاً، فكان عليه السلام يقول: لو وجدت حمَلَة لعلمي الذي أتاني الله عز وجلّ، لنشرت التوحيد والإسلام والدين والشرايع..، وكيف لي بذلك، ولم يجد جدّي أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه حتى كان يتنفَّس الصعداء ويقول على المنبر: (سَلوني قبل أن تفقدوني فإن بين الجوانح علماً جمّاً...)([4]). وكان الإمام محمد الباقر عليه السلام مقصدَ العلماء من كل البلاد الإسلامية، وما زار أحدٌ المدينة إلا عرّج على بيت محمد الباقر عليه السلام يأخذ منه..، وكان يقصده من أئمة الفقه كثيرون([5]).

فلقد حاز الإمام عليه السلام على شهرة علمية عالمية في زمانه، فكان مجلسه يغصُّ دوماً بالوافدين من مختلف أرجاء وأصقاع الأرض الإسلامية، وكانت مكانته العلمية تستهوي الكثيرين للاستعانة به لحلّ المعضلات العلمية والفقهية التي تواجههم، وقد فُتن بشخصيته في ذلك الوقت أهل العراق..، وكان الوافدون عليه عليه السلام يبدون خضوعاً وأملاً كبيرين بشخصيته العلمية بحيث كان عبد الله بن عطاء المكّي يقول: (ما رأيت العلماء عند أحدٍ قط أصغر منهم عند أبي جعفر، ولقد رأيت الحَكَمَ بن عُيينة مع جلالته في القوم بين يديه كأنّه صبيٌّ بين يدي معلّمه)([6])".

وذكر ابن شهر آشوب في المناقب: "إنّ أبا جعفر أكبر العلماء"([7])، وقد أخذ عنه أهل الفقه ظاهر الحلال والحرام([8]).

وكان عليه السلام أحد من جَمَعَ بين العلم والعمل والسؤدد والشرف([9])، واسع العلم ووافر الحلم([10])، حتى وصفه هشام بن عبد الملك بأنه: "نبيّ الكوفة" حين سأله الأبرش الكلبي: >من هذا الذي احتوشته أهل العراق يسألونه؟ قال: هذا نبيّ الكوفة وهو يزعم أنّه ابن رسول الله’ وباقر العلم ومفسِّر القرآن)([11]).
 
أهم المجالات التي فجَّر فيها الإمام عليه السلام علم النبوة للأمة

في علم التوحيد:
قال عليه السلام لجابر بن يزيد الجعفي: "يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله عز وجل! يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس! ولقد وضع عبدٌ من عباد الله قدمه على حجرٍ فأمرنا الله تبارك وتعالى أن نتخذه مصلى. يا جابر، إن الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه، تعالى عن صفة الواصفين وجلّ عن أوهام المتوهّمين، واحتجب عن أعين الناظرين، لا يزول مع الزائلين ولا يأفل مع الآفلين. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"[12]. ويقصد عليه السلام بأهل الشام السلطة الأموية وعلماءها الذين ينشرون عقيدة كعب الأحبار في التشبيه والتجسيم!
 
النهي عن تفسير القرآن بالرأي:
فقد دخل عليه الفقيه المعروف قتادة فقال له الإمام عليه السلام:أنت فقيه أهل البصرة؟فقال:"نعم هكذا يزعمون"، قال له:بلغني أنك تفسّر القرآن. قال: (نعم).فأنكر الإمام عليه ذلك وقال له:" يا قتادة إن كنت قد فسَّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكتَ وأهلكت، وإن كنت قد فسّرته من الرجال فقد هلكتَ وأهلكت، يا قتادة: ويحك إنّما يعرف القرآن من خُوطب به" ([13]).
وقد ذمَّ الإمام الباقر عليه السلام المحرِّفين لكتاب الله، وهم الذين يؤوِّلون آياته حسب أهوائهم، فقد كتب عليه السلام في رسالته إلى سعد الخير:"وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه، وحرّفوا حدوده، فهم يرونه ولا يرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية" ([14]).
 
الإخبار بالمغيّبات:
 إخباره عليه السلام بمغيبات مما عَلَّمَهُ جدُّه صلى الله عليه وآله وسلم وربُّه سبحانه وتعالى: نقلها المخالف والمؤالف، وشاع إخباره بأنّ أخاه زيداً (ره) سيخرج على الأمويين ويستشهد ويُصلب، وأنّ الحسنيين سيثورون على العباسيين ولا ينجحون، وأنّ العباسيين سيقتلونهم ويحكمون، وذلك قبل هذه الأحداث بسنين طويلة.
 ومنها، قول الإمام الباقر عليه السلام للعباسيين:"نعم يا داود، والله لا يملك بنو أمية يوماً إلا ملكتم مثليه، ولا سنةً إلا ملكتم مثليها، وليتلقفها الصبيان منكم كما تلقف الصبيانُ الكرة".. هذا ما عهده إليّ أبي! فلما ملك الدوانيقي تعجّب من قول الباقر عليه السلام [15].
 ولذا كان المنصور يعتقد بالإمام الباقر عليه السلام ويحدّث عن حتمية النداء السماوي باسم المهدي عليه السلام ويقول: لولا أنّي سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقوله ثم حدّثني به أهل الأرض ما قبلته منهم، ولكنّه محمد بن علي[16].
 
مرجعية الكتاب والسنة:
 عن الإمام الباقر عليه السلام: "قرأت في كتاب لعلي عليه السلام أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إنّه سيكذب عليَّ كاذب كما كُذِّبَ على من كان قبلي، فما جاءكم عنّي من حديث وافق كتاب الله فهو حديثي، وما خالف كتاب الله فليس من حديثي"[17].

 عن زرارة بن أعين قال: سألت الباقر عليه السلام فقلت: جعلت فداك يأتي عنكم الخبران والحديثان المتعارضان فبأيهما آخذ؟ فقال: يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر. فقلت يا سيدي إنّهما معا مشهوران مروّيان مأثوران عنكم؟ فقال عليه السلام: خذ بما يقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك...[18]
 
قاعدة كل شئٍ حلال حتى تعلم أنه حرام:
 روي عن أبي جعفر عليه السلام قال:... كل ما يكون فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه"[19].


[1]- الكافي:1/469.
[2]- ابن حجر، الصواعق المحرقة، 201.
[3]- وفيات الأعيان، 4، 174.
[4]- سفينة البحار، ج2.
[5]- أبو زهرة، الإمام الصادق، ص22.
[6]- الشيخ المفيد / الإرشاد ص280- 282.
[7]- مناقب آل أبي طالب، ج3.
[8]- حياة الإمام الباقر ج1، ص139.
[9]- الذهبي/ سير أعلام النبلاء.
[10]- عمدة الطلب، ص195، ج4، ص402.
[11]- بحار الأنوار ج46 ص 350.
[12] توحيد الصدوق/179
[13]- البيان في تفسير القرآن ص267.
[14]- الوافي ص274 آخر كتاب الصلاة.
[15] الكافي:8/210
[16]- الكافي:8/209
[17] قرب الإسناد/92
[18] الحدائق الناضرة، 1/93
[19]- المحاسن:2/495

14-04-2015 | 13-48 د | 2616 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net