الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 801- 28 شهر رمضان 1429 هـ الموافق 29أيلول2008 م
الأبعاد والمظاهر الاجتماعية للعيد

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
قيمة يوم العيد.
العيد يوم المصالحة الاجتماعية.
إحياء روح التكافل الاجتماعي في العيد.
مستحبات يوم العيد وسننه.

الهدف:
 إبراز أهمية يوم العيد في الإسلام وبيان أبعاده الاجتماعية

تصدير الموضوع:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قال. "اللَّهُمَّ أَنْتَ أَهْلُ الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ وَ أَهْلُ الْجُودِ وَ الْجَبَرُوتِ وَ الْقُدْرَةِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْعِزَّةِ أَسْأَلُكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيداً وَ لِمُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ذُخْراً وَمَزِيداً أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مَلَائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنَا وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ بِهِ عِبَادُكَ الْمُرْسَلُونَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عِبَادُكَ الْمُخْلَصُونَ..."1

مناسبة العيد فرصة ثمينة ومناسبة غالية كريمة لتنمية بذرة الحب والعطف والمعروف والإحسان، في وقت يشكو الناس فيه مر الشكوى من الجفاء وعدم الصفاء، من جفاف الأخلاق وقسوة الطباع. والعيد مصدر النبل والفضل والتراحم والتسامح. و الحث على التزاور والتهادي، والصفح عن الجم الغفير والسمو بأخلاقنا إلى الآفاق الرحبة التي أرادها لنا ديننا مشبعين بروح السماحة واليسر، والعطف على الجميع، والإقبال عليهم بروح الرغبة الحقيقية في التصافي والتواد والتراحم. والعيد في معناه الزمني: قطعةٌ من الزمن، خُصِّصَت لنسيانِ الهموم. وهو في معناه الاجتماعي: يومُ الأطفالِ يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراءِ يلقاهم باليسر والسعة، ويومُ الأرحامِ يجمعها على البر والصلة، ويومُ المسلمينَ يجمعهم على تجديد أواصر الحب، ودواعي القرب، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "لا يؤمن عبد حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير".

قيمة يوم العيد
يدلّ على عظم شأن العيد أن الإسلام قرن كل واحد من العيدين العظيمين بشعيرة من شعائره الهامة التي لها أثرها العميق في التربية الفردية والاجتماعية فضلاً عن الروحانية. هاتان الشعيرتان هما شهر رمضان الذي جاء عيد الفطر مسك ختامه، والحج الذي كان عيد الأضحى بعض أيامه، فهذا الربط الإلهي بين العيدين، وبين هاتين الشعيرتين كاشف عن وجه الحقيقة فيهما، وأنهما عيدان دينيان بكل ما شرّع فيهما من سنن، بل حتى ما ندب إليه فيهما من أمور ظاهرها أنها دنيوية كالتجمّل، والتحلي، والتطيب، والتوسعة على العيال، وإلطاف الضيوف، والمرح واختيار الأطايب، واللهو مما لا يخرج إلى حد الإسراف. فهذه الأمور المباحة داخلة في الطاعات إذا حسنت النية. فمن محاسن الإسلام أن المباحات إذا حسنت فيها النية وكانت لشكر نعمة الله انقلبت قربات يثاب المؤمن عليها. ومن القيم العميقة التي يحملها العيد أنه يعبّر عن تحقّق العودة إلى الله تعالى والرجوع إليه. فالحاج والصائم اللذان يؤديان فروض الطاعة من الإحرام والطواف والصوم... يمارسان نوعاً من العودة إلى الله تعالى، ليمنّ الله عليهما بالرحمة والمغفرة, وبهذا يتحقّق فرح وسرور المؤمنين. ولهذا اعتبر أمير المؤمنين عليه السلام أن بإمكان المؤمن أن يحوّل كل أيّامه إلى أعياد، فقال عليه السلام: "كل يوم لا نعصي الله فيه فهو عيد"2

وهذا له صلة بالمعنى اللغوي للعيد، فهو كل يوم فيه جمع، واشتقاقه من: عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، ويقال: عيَّد المسلمون: شهدوا عيدهم، قال ابن الأعرابي: سُمِّيَ العيد عيدًا لأنه يعود كل سنة بفرحٍ مجدد.3

العيد يوم المصالحة الاجتماعية
في العيد تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب، والوفاء، والإخاء. وفيه أروعُ ما يُضْفي على القلوب من الأنس، وعلى النفوس من البهجة، وعلى الأجسام من الراحة. وفيه من المغزى الاجتماعي أيضاً تذكيرٌ لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين، حتى تشملَ الفرحةُ بالعيد كلَّ بيتٍ، وتعمَّ النعمةُ كلَّ أسرة. وإلى هذا المعنى الاجتماعي يرمُزُ تشريعُ صدقةِ الفِطْر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى، والتوسعة على العيال يوم الجمعة، فإن في تقديم ذلك قبل العيد، أو في أيامه, إطلاقاً للأيدي الخيّرة في مجال الخير؛ فلا تشرق شمسُ العيدِ إلا والبسمةُ تعلو كلَّ شفةٍ، والبهجةُ تَغْمُرُ كلَّ قلبٍ. ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: "تزاوروا في بيوتكم فإن ذلك حياة لأمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا".

فالضيافة والتلاقي والتزاور وغيرها من المظاهر في العيد تحقّق حالة إنسانية تزيد من التواصل والترابط الحميم بين أفراد المجتمع. وورد الحث الشديد على التزاور في الله ولقاء الإخوان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا حاجة منه إليه كتب من زوار الله، وكان حقيقاً على الله أن يكرم زائره"4. فهذا نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "كلّ بيت لا يدخل فيه الضيف لا تدخله الملائكة"5، ويقول نبيّنا محمّد صلى الله عليه وآله وسلم عن الضيف: "الضيف ينزل برزقه ويرتحل بذنوب أهل البيت"6

ويقول الإمام علي عليه السلام: "من آتاه الله مالاً فليصل به القرابة وليحسن منه الضيافة"7.

وحث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على التجمّل للزوار فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله يحب إذا خرج عبده المؤمن إلى أخيه أن يتهيّأ له وأن يتجمّل"8، وقد ورد التأكيد في النصوص على أن "خير لباس كل زمان لباس أهله"9. ومما قاله الإمام الصادق عليه السلام لعبيد بن زياد:" إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها، فإيّاك أن تتزيّن إلا في أحسن زيّ قومك.."10

إحياء روح التكافل الاجتماعي في العيد
كما ينبغي إحياء روح الإيثار و التكافل الاجتماعي في العيد، بالسعي الجدي للمشاركة في تحمّل المسؤولية تجاه الفقراء والمستضعفين لنشعرهم جميعاً بفرحة العيد. وليكن شعارنا العمل ليفرح الناس كل الناس بالعيد، وذلك من خلال التعاون والتكافل والإيثار. فقد ورد أن علياً اشترى ثوباً فأعجبه فتصدّق به، وقال سمعت رسول الله يقول: "من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة الجنة"11. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "لا يؤمن عبد حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير"12.

وإلى هذا المعنى الاجتماعي يرمز تشريع صدقة الفطر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى ؛ فإن في تقديم ذلك قبل العيد أو في أيامه إطلاقا للأيدي الخيرة في مجال الخير.

ولهذا ينبغي أن تتذكر أخي المسلم في صبيحة العيد, وأنت تقبل على والديك، وتأنس بزوجك، وإخوانك وأولادك، وأحبابك، وأقربائك، وأنت تأوي إلى ظلك الظليل، ومنزلك الواسع، تذكر إخواناً لك يفترشون الغبراء، ويلتحفون الخضراء، ويتضورون في العراء. واستحضر أنك حين تأسو جراحهم, وتسعى لسد حاجتهم أنك إنما تسد حاجتك، وتأسو جراحك "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"، "وما تنفقوا من خير فلأنفسكم"، و"من عمل صالحاً فلنفسه" و"من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفسن الله عنه كربة من كرب يوم القيامة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، و"من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم" و"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.

مستحبات يوم العيد وسننه : للعيد باعتباره شعيرة إسلامية لجميع المسلمين العديد من الأعمال والسنن منها:

- أن تكبّر بعد صلاة الصّبح وبعد صلاة العيد. فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "زيّنوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس"
- أن تدعو بعد فريضة الصّبح بدعاء اَللّـهُمَّ إني تَوَجَّهْتُ إليك بِمُحَمَّد إمامي الخ وقد أورد الشّيخ هذا الدّعاء بعد صلاة العيد.
- الغسل ,ووقت الغسل من الفجر إلى حين أداء صلاة العيد.
- تحسين الثّياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكّة للصّلاة تحت السّماء.فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "إن الله يحب إذا خرج عبده المؤمن إلى أخيه أن يتهيّأ له وأن يتجمّل"13، وقد ورد التأكيد في النصوص على أن خير لباس كل زمان لباس أهله14.
ومما قاله الإمام الصادق عليه السلام لعبيد بن زياد "إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها، فإيّاك أن تتزيّن إلا في أحسن زيّ قومك.."15
- أن لا تخرج لصلاة العيد الّا بعد طلوع الشّمس، وأن تدعو بما ورد من الأدعية الخاصة في العيدين
- زيارة الإمام الحسين عليه السلام، قال الإمام الصادق عليه السلام: من زار قبر الحسين عليه السلام ليلة من ثلاث ليالٍ غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النّصف من شعبان.


1- من لا يحضره الفقيه ج1.
2- شرح النهج، 20/73.
3- لسان العرب 3-319.
4- بحار الأنوار77.
5- المصدرنفسه، ج75، ب93
6- بحار الأنوار، ج75، ب93، ح14..
7- المصدر نفسه، ج74، ب30، ح35
8- بحار الأنوار، 79
9- راجع فروع الكافي، ج6
10- مكارم الأخلاق، 1/248/ 736
11- نور الثقلين 5/ 47
12- كنز العمال، 95
13- بحار الأنوار، 79
14- راجع فروع الكافي، ج6
15- مكارم الأخلاق، 1/248/ 736.

18-03-2010 | 00-02 د | 3992 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net