الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

روضة المبلغين
ثلاث خطوات مهمَّة في التبليغ المؤثّر - عليّ اقليدي نجاد
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

قد يواجه المبلّغ في حياته التبليغيّة السؤال الآتي: كيف يمكنني أن أشجّع الآخرين على القيام بأعمال متنوّعة أمثال دفع تكاليف المناسبات الدينيّة والمسجد أو القيام بأعمال أخلاقيّة كمساعدة المحتاجين، واحترام الوالدين والابتعاد عن الربا، وكيف يمكنني أن أدفعهم إلى هذه الأعمال؟

عمل الكثير من المبلّغين للحصول على جواب عن السؤال، لذلك حاول البعض منهم الابداع في العمل فقلّلوا من مشاكلهم إلّا أنّهم لم يقدموا طريق حلّ عامّ، قصير، بسيط وفعّال. أمّا هذا المقال فيعمل على تقديم طريق حلّ مستفيداً من الخطط الموجودة، ويمتاز بأنّ ما يقدّمه يمكن اجراؤه في مدّة قصيرة وكذلك في مدّة طويلة بعد إجراء تعديلات عليه. البديهيُّ أنَّ مقالنا سيتمحور حول كيفيّة إعداد النصّ والخطاب المؤثّر والمحرّك ولن يجعل المبلّغين في غنىً عن مسائل أخرى كإيجاد الحرارة لدى المخاطب، والإيمان بما يقولون، والاهتمام بالمخاطبين، والتحدّث بأمور تتناسب ومستواهم، والاطّلاع على الموقع الذي هم فيه، ورعاية الاعتدال. وذلك لأنّ كلّ واحدٍ من الأمور المذكورة من جملة المتغيّرات التي تتركها آثارها الإيجابيّة أو السلبيّة على مستوى تحريك الناس والتأثير فيهم.

ممّا لا شكّ فيه أنّ الإيمان بالهدف يؤدّي إلى إيجاد حرارة خاصّة في الكلام، بينما عدم الإيمان بالهدف لن يؤدّي سوى إلى ضجر المخاطبين وسَأَمهم.

إنّ عدم الاهتمام بالمخاطّبين وعدم مراعاة مستواهم في الخطاب يعتبر من جملة النواقص التي تصيبه، وقد أشار خطاب الوحي إلى هذه المسألة عندما قال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ1. إنّ الاهتمام بالمخاطبين والالتفات إلى مستواهم من الأمور التي تؤدّي إلى تحريك وتشجيع المخاطبين. من جهة أخرى فإنّ إدراك الموقع والظروف الزمانيّة والمكانيّة، من جملة الأمور المؤثّرة في الإدراك المقابل، بشرط مراعاة الاعتدال. ممّا لا شكَّ فيه أنّ الخطاب المؤثّر يكون أكثر فائدة إذا كان مرافقاً للاعتدال. من هنا نجد أنّ الله تعالى يذكر في كتابه العزيز العذاب والعقاب إلى جانب ثمرة الطريق الصحيح والسليم. جاء في القرآن الكريم على سبيل المثال: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ2.

وقد استعمل هذا الأسلوب أيضاً في الحديث العلويّ حيث حدّد أمير المؤمنين عليه السلام وظيفة العقلاء: "الفقيه كل الفقيه من لم يُقَنِّط الناس من رحمة الله ولم يؤيِّسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله"3.

يتحدث أحد الأساقفة الإنجليز المشهورين في مرحلة الحرب العالمية الأولى مع مجموعة من الجنود في معسكر ابثون. كان من المقرّر أن يذهب الجنود إلى خندق الاجتماعات، وكان هناك القليل منهم ممّن يدرك سبب الاجتماع... تحدّث الأسقف مع الجنود حول العلاقات الدولية وحقّ حاكميّة الصرب على أراضيهم، مع العلم أن نصف الجنود كانوا لا يعرفون هل أن الصرب اسم مدينة أم اسم مرض. وكان عند الباب حارس يمنع الخروج أثناء الخطاب. فلو تحدث الأسقف حول المجرّات والفرضيّات السماويّة، فسيكون كلامه فاقداً للمعنى كما الحديث السابق4.

لماذا كان حديث الأسقف باعثاً على الملل عند الجنود، فلم يتمكّن من تشجيعهم على البسالة في الحرب، لا بل أدّى نتيجة عكسية؟ السرّ في ذلك يكمن في عدم المعرفة بأصول التشجيع والارتباط. بناءً على القاعدة فإن الحديث العام، عدم الاهتمام بمستوى المخاطبين، وعدم الالتفات إلى روحياتهم وعدم وجود خطاب يحرّك أرواحهم، كلّ ذلك يؤدّي إلى زوال ارتباط الأفراد، ويبعث على اختلال مضمون البيان. ولكن ما هو طريق الحلّ؟ في الجواب يجب القول: الحلّ يتعلّق بالزمان والمكان والمخاطّب. ما يمكن الحديث به على شكل أصل عامّ ومع الأخذ بعين الاعتبار زمان ومكان الارتباط، هو التشجيع. يمكن تحسين الارتباط بالناس وجعله مفيداً وعمليّاً من خلال هذا الأصل ومراعاة الهدوء والجاذبيّة والفعاليّة في الارتباط التبليغيّ. صحيح أنّ هذا الأصل الخاصّ يؤدّي إلى إيجاد ارتباط عاطفيّ، إلّا أنّه يمكن الاستعانة ببعض أجزاء تلك الأصول في العلاقات والارتباطات الأخرى.

قاعدة التحريك والتشجيع

تتألّف هذه القاعدة من ثلاثة أجزاء نوضحها بداية بشكل مختصر، وبعد ذلك نفصل الحديث فيها.
الأوّل: بداية الخطاب بتجربة ذات مغزى، يمكن أن يحتلّ هذا القسم الجزء الأكبر من الخطاب وينبغي أن يحمل الخطاب التجربيّ في هذه المرحلة، الأصول العشرة المشتركة5.
الثاني: بعد مرحلة التجربة ينبغي تقديم رؤيتنا وقضيتنا بشكل واضح قابل للفهم.
الثالث: توضيح أسباب عرض رؤيتنا، وتبيين ما ينفع وما يضرّ المخاطب وشرح المخاطر التي تترتّب على عدم العمل بما ينبغي فعله.

وعلى هذا الأساس فالخطوة الأولى أي التجربة، هي أهمّ الأقسام بينما تحتاج الخطوتان التاليتان إلى وقت أقلّ.
اسمحوا لنا أن نبدأ هذا القسم بتجربة لأحد المبلّغين: "ما جرّبته بنفسي وعملت به هو أنّ: الناس لا يعجبون بالكلام العامّ والكليّ، وكلّما كان الخطاب جزئيّاً ذا ارتباط بحياتهم، يكون مقبولاً لديهم. لقد شاهدت بعض المنابر التي كانت مملوءةً بالآيات والروايات إلّا أنّ الكلام فيها كان كلّيّاً، لذلك لم تكن مؤثّرة. أمّا ما يمكن أن يكون عذباً، فهو سرد حكاية أو قصّة حيث تكون هذه الأمور عادة جذّابة، مع العلم أنّ الرواية العلميّة البحتة هي متعبة"6.

أشار المبلّغ إلى أنّ الابتعاد عن الكسل والخمول عند المستمع يمكن أن يكون من خلال الشروع بتجربة أو قصّة شخصيّة أو جزئيّة. قد تسألون: ما هو سبب هذا الأمر؟ لماذا يجب الشروع بتجربة أو قصّة بدل المقدّمة العلميّة أو الرواية الجميلة؟ ويتلخّص الجواب في عدد من النقاط:
1- التجربة هي أعظم أستاذ في الحياة وهي تلقي علينا أموراً قد لا ننساها طوال الحياة. ممّا لا شكّ فيه أنّ المهتمّين والسابقين في التبليغ الدينيّ يرغبون وبشكل جديّ، الانتصار في هذه الحرب التبليغيّة، يرغبون أن تؤتي جهودهم ثمارها وأن تكون أفعالهم موفّقة. فإذا رغبتم في ذلك، فعليكم أن تجعلوه ضمن برامجكم وستحصلون عليه في التجربة.

يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "الظفر بالحزم والحزم بالتجارب"7. التجارب هي معلّم كبير يأخذ بيد العواطف ويحرّك اللسان المشتاق، لذلك عندما ننقل تجربة إلى الآخرين فنحن ننقلها مترافقة مع عواطف خاصة تؤدي إلى ارتباط قريب بيننا وبين مخاطبنا. الشرط الأساس هنا هو عرض التجربة بشكل جميل وبأسلوب فنيّ حيث يمكن هنا الاستعانة بأسلوب المراسلين الصحفيين8. وقد يسأل البعض أننا لا نمتلك تجارب شخصيّة في كافّة الأمور، فكيف يمكننا الشروع بارتباط يحمل معه الترغيب؟ والجواب واضح. ليس من الضرورة أن يكون للمبلّغ تجربة شخصيّة في كافّة الأمور، بل يمكنه الاستعانة بالأحداث التي تقع حوله حيث يمكنه الاطّلاع عليها. إلّا أنّه لا يجب الغفلة عن مسألة أساسيّة وهي أنّ عليكم سرد التجارب التي تركت فيكم آثاراً خاصّة أو التي تفاعلتم معها، فلو أردتم على سبيل المثال الحديث عن مخاطر الإدمان فعليكم الاستعانة بالإحصاءات والأحداث التي تأثّرتم بها. في هذه الحالة يشعر المخاطب بما كنتم تشعرون به.

2- السبب الثاني الذي يدعو للشروع بالتجربة أنّ هذا الأسلوب يؤدّي إلى الابتعاد عن الملل والقوالب المزعجة. والمخاطب يهرب في العادة من العبارات المقولبة والجامدة ويعشق القوالب الحديثة. يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الخصوص: "إنّ هذه القلوب تَمَلُّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم"9.

لذلك ينبغي في بداية الارتباط بالمخاطب الاستعانة بعبارات جذّابة لديه. فإذا أردنا على سبيل المثال تكريس الإحساس بالاحترام للكبار في السنّ وتعليم الوضوء للأطفال، يمكن اللجوء إلى قصّة الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام مع الشيخ الكبير الجاهل بالوضوء10، ويمكن التأثير في الكبار من خلال الاستعانة بالعبارات العاطفية. وتشكّل الآيات الآتية أحد النماذج التي تشجع المستمع وتجذبه وذلك في قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا11. لقد بلغت هذه الآية من الجمال والسحر بحيث جعلت المذنب والعاصي يتحرّك داخليّاً نحو التوبة والعمل بالأمور الحسنة. إنّ عبارة ﴿يَا عِبَادِيَ تحمل ثقلاً عاطفياً كبيراً يدلّ القلوب.

وفي هذا الإطار أيضاً يمكن الرجوع إلى كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام العميق والجميل حيث يشجع العاصين على التوبة: "ما أهمّني ذنب أمهلت بعده حتى أصلي ركعتين وأسأل الله العافية"12. قدّم الإمام عليّ عليه السلام طريقاً للتوبة في قالب من التجربة، وعمل على عواطف ومشاعر المخاطب وأرشده إلى طريق العودة. لذلك يجب الاقتناع أنّ إيجاد الارتباط في قالب التجربة، حسّاس وفعّال.

تجدر الإشارة إلى أنّ أسلوب الترغيب القائم على أساس التجربة، لم يغب عن القرآن الكريم. ذكرت العديد من الآيات الإلهيّة، مجموعة من الشواهد التاريخيّة والتجريبيّة البشريّة، وذلك في سبيل ترغيب المخاطبين بالأمور الحسنة وإبعادهم عن القبائح، ولعلّ النموذج الأبرز ما جاء في سورة إبراهيم: ﴿الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ13 وقد مزج بحث الخروج من الظلمة إلى النور بتجربة تاريخية، ليستقرّ المطلوب في روح المخاطب فيكون ذلك أكثر أهمية على مستوى التأثير فيه.

جاء في الآية الشريفة المتقدمة إكمال للأمر: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ14 ثم ذكرت الآيات أجزاء من قصة موسى عليه السلام. لذلك يجب عدم الغفلة عن التجارب الملموسة.

تحذيرات

1- صحيح أنّ ذكر التجارب يجب أن يكون بأسلوب فنيّ جذّاب مترافق مع التأكيد على الجزئيّات إلّا أنّه ينبغي الاشارة إلى أنّ الاستغراق في الجزئيّات الخارجة عن الحدود، هو أمر غير مقبول، لأنّ ذلك يؤدّي إلى الابتعاد عن المطلوب الأساس ولا يسمح للمتحدّث الوصول إلى أهدافه. فلو أردنا الحديث عن النتائج السلبيّة للسفور أو الحجاب السيِّئ، فينبغي الحديث عن حادثة شاهدتموها أو قرأتموها أو سمعتموها وحسب الأولويّات عند المخاطب ويمكن الاشارة إلى ما يهدّد الفتاة التي لا تهتمّ بالحجاب فتقع في شرك الأفراد الفاسدين... ولكن إذا عمدتم هنا إلى نقل ما تقوم القوى الأمنية في مواجهة السفور والحجاب السيِّئ، فقد يؤدّي الأمر إلى نتيجة عكسيّة، لذلك ينبغي أن تكون التجربة المذكورة تتمحور حول الهدف وبالتالي ذكر ما يدور حوله.

2- عند الحديث عن تجربة ينبغي ذكر الحادثة بحركات تتناسب معها. فلو أردنا على سبيل المثال الاشارة إلى صعود وهبوط الطائرة، من المناسب الإشارة بالأيدي إلى هذا الأمر.
وتستعمل هذه الطريقة في المسائل التعليميّة كالأحكام مثلاً. وفي غير هذه الحالة لن نتوقّع تفاعلاً مقبولاً من الطرف الآخر. ويشير إلى هذا الأمر التجربة الآتية: "ذهبت إلى أحد الأماكن حيث قام أحد الإخوة خطيباً، جلست لأستفيد من كلامه الذي كان كلاماً جميلاً وذا مضمون مفيد، إلّا أنّه من البداية وحتى النهاية لم تصدر عنه أدنى حركة. مع العلم أنّ بإمكانه رفع يديه إلى الأعلى عند الاشارة إلى السماء، وتحريكها إلى الأسفل عند الحديث عن الأرض، ووضع اليد على الصدر عند الحديث عن القلب، كان بإمكانه تحرير منبره من حالة الكسل والملل التي سيطرت عليه"15.

3- صحيح أنّ الأمر يحتاج إلى عمل وجهد، إلّا أنّ ما يذكر ينبغي أن يكون مناسباً لأجواء الارتباط وللهدف وإلّا فستكون نتيجته عكسيّة.

الخطوة الثانية: عرض الرؤية بشكل شفّاف

بعد الانتهاء من مرحلة عرض التجربة والاستفادة الصحيحة من أسلوب الصحفيّين، نصل إلى الخطوة الثانية. في هذه المرحلة لا بدّ من رعاية بعض الأصول الأساسيّة ليترك الخطاب أثره ويشاهد المخاطب الهدف بوضوح. إنّ هذه الخطوة شديدة الأهميّة على مستوى تقديم الخطاب المشجّع.

الأصل الأوّل: أعرضوا رؤيتكم بشكل عمليّ. المخاطبون يتعلّقون بالخطاب الذي يظهر فيه جوانب عمليّة، والذي يفهمون منه بوضوح المطلوب منهم. وبما أنّ هذه الخطوة هي خطوة تُدْخل المخاطب إلى المطلوب، لذلك من الأفضل أن تكون العبارات بعيدة عن العموميّة التي لا تنسجم مع العمل. وفي هذه الحالة يمكننا أن نتوقّع صدور عمل ما منهم. وبدل أن نخاطبهم قائلين: "الوالدان شخصان محترمان، حاولوا أن يكونا راضيَيْن عنكم" يمكننا أن نقول: "سنسعى جميعنا يوم الجمعة وبالإتكال على الله تعالى أن نذهب للقاء والدَيْنا، وسنحمل لهما ما يحبان ويتمنَّيان...".

اسمحوا لنا أن ننقل البحث إلى كتاب الله العزيز حيث أكّد في الآيات الشريفة على هذه الطريقة التي أشرنا إليها. تارة يتحدّث القرآن الكريم ضمن إرشاد كلّيّ وعامّ حول احترام الوالدين ويقول: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا16. وفي هذه العبارة نقاط عميقة من جملتها أنّ كلمة الإحسان عندما تأتي مع حرف "إلى" فيكون المراد الإحسان بشكل غير مباشر، ولكن عندما تأتي كلمة الإحسان مع حرف "الباء" فيكون المراد الإحسان بشكل مباشر ومن دون وساطة. وكأنّ الآية الشريفة تؤكّد على أنّ الإحسان للوالدين مهمّ إلى درجة أنّ الشخص يجب أن يباشره بنفسه وليس من خلال الوساطة17. ثمّ إنّ الآيات الشريفة تشير إلى الموضوع عينه بشكل واضح.

﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا18.

قدَّمت لنا الآيتان الشريفتان موضوع ضرورة احترام الوالدين وتكريمهما ضمن ستة أوامر عمليّة:
الأول: ضرورة الإحسان إلى الوالدين من دون وساطة ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.

الثاني: عدم توجيه أصغر أذى لهما: ﴿فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ. عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "لو علم الله شيئاً أدنى من أفٍّ لنهى عنه وهو أدنى العقوق ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحدّ النظر إليهما"19.

الثالث: عدم نهرهما ﴿وَلاَ تَنْهَرْهُمَا.
الرابع: التحدّث إليهما بلطف وبشكل كريم ﴿وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا.

الخامس: التواضع لهما ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ. واللّافت أنّ القرآن الكريم عندما يطلب من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم احترام المؤمنين، يقول له: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ20، وعندما يحدّثه عن احترام الوالدين يستعمل كلمة خفض الجناح التي هي كناية عن الاحترام الشديد ويذكر معها كلمة "الذل": ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ.

السادس: طلب الرحمة لهما عند المناجاة ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا نشاهد أنّ الوصايا القرآنيّة تقوم على أساس البعد العمليّ في الحياة. لذلك ينبغي للمبلِّغ الالتفات لتكون وصاياه عمليّة ومفيدة.

يجب الابتعاد عن العبارات المبهمة والعامّة، لأنّ هذا النوع من العبارات لا يتضمّن شيئاً يُطْلب من المخاطبين. ويكون طلب الشخص من الآخر صريحاً وشفّافاً إذا تضمّن معياري العمل المحدّد والزمان المعيّن، وهذا يجعل العمل قابلاً للقياس. أي أنّ المبلّغ يمكنه حساب مقدار التأثير الذي تركه العمل بعد مدّة زمنيّة محدّدة. وبدل أن نخاطب مجموعة ونقول لها: "الحجاب غير الكامل سيِّئ ويحمل عواقب اجتماعيّة وخيمة"، من الأفضل أن نخاطبهم: "الأخوات العزيزات بالالتفات إلى التجربة التي أشرت إليها، أليس من الأفضل لكنّ من هذه اللحظة ومن هذه الجلسة، الاهتمام أكثر بالحجاب وأن تُفكِّرْن في ذلك قبل أيّ شيء آخر؟".

اسمحوا لنا أن نضفي نوعاً من العمق على كلامنا من خلال عبارات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الذي يقول: "لا يكون الصديق صديقاً حتّى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته وغيبته ووفاته"21.

الأصل الثاني: الشفافية والإتقان

من جملة الأصول المعتبرة في الخطوة الثانية أن يكون الخطاب شفّافاً، بسيطاً ومتقناً. يجب الالتفات إلى أنّ ما يتمّ إنتاجه في هذه الخطوة هو الذي ينفذ إلى أعماق أرواح المخاطبين. وهذا يعني أنّ الجهود المبذولة في الخطوة الأولى والثالثة هو لأجل الخطوة الثانية، أي لنجعل المخاطب يقتنع بما نريده منه. فإذا عجز الخطيب عن جعل ما يطلبه من المخاطب شفّافاً فهذا يعني أنّه عاجز عن توضيح هدفه وبالتالي إيجاد اختلال على مستوى ترغيبه بالمطلوب. من المناسب تقديم هذه الخطوة من خلال الأمثلة ممّا يجعل المطلوب عينيّاً للمخاطب. وقد استعمل القرآن الكريم هذا الأسلوب، فاستعان بالأمثلة والحكايات والشواهد التاريخيّة: ﴿وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ22.

فإذا أردتم تشجيع مجموعة على حفظ آيات القرآن الكريم يمكننا أن نخاطبهم: "من أراد أن يرفع من مستوى حافظته يمكنه أن يردّد آية أو رواية خمس مرّات يوميّاً يفصل بين المرة والأخرى دقيقة واحدة، عند ذلك يتمكّن من حفظ الآية أو الرواية" وهذا أفضل من مخاطبتهم بقولنا: "من أراد تقوية حافظته فعليه حفظ القرآن". لذلك ينبغي أن لا ننسى الوصيّة القرآنيّة في هذا الخصوص: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ23.

القرآن الكريم أوّل من رفع لواء الشفافية في القول وتقديم خطابه وما يطلبه بشكل واضح. وقد مهّد لذلك بذكر العديد من الأمثلة والحكايات ثمّ أشار إلى هدفه بشكل واضح. خاطب القرآن الكريم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ببيان متين فحدّد الهدف من البعثة: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ... وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ24.

وفي آية أخرى حدّد الهدف من نزول القرآن الكريم، وقد عرض ذلك ببيان ممزوج بالكناية والتشبيه: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِم.

الأصل الثالث: الإيمان والشوق

الأصل الثالث في الخطوة الثانية من أهمّ الطرق وأكثرها حساسية على مستوى الوصول إلى الموفّقية في مسألة الترغيب والتشجيع. يجب أن يكون الخطاب بشكل شيِّق بحيث يظهر الإيمان والشوق في ثنايا العبارات والكلمات. في هذا الحال فقط يمكنه محاكاة أرواح المخاطبين وإلّا فلن يتجاوب المخاطب معه.

لعلّ النموذج الأبرز لهذا الأمر، هو قضيّة المباهلة. والحقيقة أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قدّم خطابه بإيمان وثبات وشوق حيث يمكن مشاهدة الإيمان بالهدف من خلال هذه الطريقة التي قدم بها خطابه. وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا الشكل هو الذي ينفذ إلى أرواح المخاطبين. ﴿تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ25.

إن هذا النوع من الخطاب الذي يصدر من أعماق الإيمان والاعتقاد، سيشغل قلب المخاطب ويدعوه إلى تجديد النظر في أموره. هنا لا بدّ من ذكر الخاطرة الآتية: "أقوم بالتبليغ منذ 15 عاماً في أحد المساجد وفي زمان الحرب كنت أدعو الناس في المسجد إلى جمع المال والتبرّع للحرب ولكنّي كنت أقدّم المال بشكل مخفيّ وذلك بهدف الاخلاص في العمل. في يوم من الأيّام وبينما كنت أدعو الناس إلى التبرّع نهض شخص وخاطبني قائلاً: أنت تدعونا إلى التبرّع والمساعدة ولم تبادر ولو لمرّة واحدة إلى ذلك. ومنذ ذلك الحين أصبحت كلّما طلبت من الناس المساعدة كنت أوّل من يخرج الأموال من جيبه ويقدمها"26 إنّ الإيمان بما نقول يترك آثاراً خارجيّة سواء في العمل أو في الخطاب، والأهمّ من ذلك كلّه أنّ الإيمان والاعتقاد اللذين هما روح خطابنا هما اللّذان يصلان إلى المخاطب.

لعلّ القصّة التالية توضح البعد الإيمانيّ في الخطاب:

"صادفت في أحد الأيّام شعراً جميلاً، لذلك سجّلته وقلت لنفسي إنّ بإمكاني الاستفادة منه استفادة حسنة بالأخصّ وأنّ بإمكاني الاستعانة به في مجالس العزاء. قرأت الشعر في أحد المجالس التي قرأتها ولكن لم يكن له ذاك الأثر الذي كنت أتوقّعه، بعد ذلك أدركت أنّ المجلس الموفّق هو الذي يصدر عن قلب مشتاق وفي هذه الحالة يمكن التأثير في الآخرين. يضاف إلى ذلك أنّ قارئ العزاء يجب أن يكون معتقداً بما يقرأ. عند ذلك يمكننا توقّع الأثر المطلوب. قد نشاهد شعراً جميلاً وصوتاً عذباً إلّا أنّ القارئ، لا يقرأ انطلاقاً من الإيمان والاعتقاد، لذلك لن تكون قراءته جذّابة"27.

قد يسأل البعض: كيف يمكننا الوصول إلى مرحلة الشوق والإيمان؟ والجواب أنّ السرّ في ذلك يكمن في ترك ما نهينا عنه والعمل بما أُمرنا به. جاء في القرآن الكريم على لسان شعيب عليه السلام: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ28.

الخطوة الثالثة: الاستماع إلى ما يفيد وما يضرّ المخاطبين

بعد المرحلتين الأوليين، يسأل المخاطب نفسه: ما هي منافع ومضار هذا العمل بالنسبة إليَّ وإلى المجتمع؟ ماذا سيحصل لو لم أعمل هذا الأمر؟ وأمّا الجواب عن مثل هذه الأسئلة فهو الخطوة الثالثة. هنا ينبغي أن يبادر المبلّغ بشكل واضح وصريح وبعيداً عن الكلام العبثيّ والطويل، إلى ذكر الأدلّة التي تؤيّد القيام بالعمل أو عدم القيام به، طبعاً هنا تجب الإشارة إلى أنّ المخاطب قد وصل إلى مرحلة من التعب بحيث لا يمكن التركيز على المطلوب، فينبغي تقديم هذه الخطوة بأسلوب يجعله يرغب بما يقال له ويتشوّق للقيام بما يُطلب منه. يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ القلب إذا أُكره عمي"29. لذلك ينبغي هنا الاهتمام بالنقطتين الآتيتين:
ـ النقطة الأولى: التناسب
أن تكون الأدلة المذكورة متناسبة مع الأمثال أو التجربة التي ذكرت في البداية، وينبغي أن يكون الدليل قد تمّ التمهيد له في الخطوة الثانية. فلو كنّا نتحدّث عن احترام الوالدين، ينبغي أن يكون الدليل بشكل يجعل المخاطب مستسلماً لما نقول وأن يشعر بلذة احترام الوالدين وأن يدرك القيمة المعنويّة لذلك. شرح القرآن الكريم عظمة احترام الأمّ وذكر الدليل على ذلك ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا30. تؤكّد الآية على احترام الأمّ وتجعل ذلك أعلى من حقّ الوالد. فقد تمّ توضيح مسألة الإحسان إلى الوالد والوالدة بشكل كلّيّ، ثمّ ذكر الأمّ بشكل مستقلّ وهي التي تحمّلت آلام الحمل والولادة31.

ـ النقطة الثانية: الاصرار على الدليل

ينبغي الاعتماد على أكثر الأدلة قوة. والأقوى هنا نسبيّ؛ أي يجب الاختيار بناءً على أوضاع المخاطبين. وهنا يجب أن يتركّز الجهد على اختيار الدليل القوليّ. لا تتصوّروا أنّ تقديم الكثير من الأدلة يؤدّي إلى اقتناع المخاطب. لأنه لو كان مؤيّداً لكم فإنّ ذكر الكثير من الأدلّة سيحمل إليه التعب وإذا كان مخالفاً فسيهبّ للمعارضة بسبب سرعة استحضار الأدلّة وعدم الاهتمام بدقائقها. يقول الإمام الكاظم عليه السلام: "من محا طرائف حكمته بفضول كلامه فكأنّما أعان هواه على هدم عقله"32.

لو انتقلنا إلى القرآن الكريم لشاهدناه يقدّم الأدلّة بأسلوب خاصّ. جاء في إحدى الآيات الشريفة حول حرمة التجسّس والغيبة: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ33.

توضح الآية الشريفة، ما تؤدّي إليه الغيبة من أضرار وذلك ببيان جميل وتشبيه جذّاب، إنّ هذه الصفة غير المقبولة تؤدّي إلى إفساد أفراد المجتمع وتقضي على الألفة والأنس بينهم وترفع من حالة الخوف، وهذا لا يتلاءم مع أساس المجتمع الإسلامي الذي جاء فيه ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ. والغيبة كالميت، لأنّ الميت يفقد القدرة على الإجابة عن ما يقال عنه فهو غائب34.

الواضح أنّ على المبلّغين الواعين أن يجعلوا كلام الوحيّ نصب أعينهم للاستفادة منه في ما ينفع ويضرّ المخاطبين. هنا يمكن أن يكون كلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أفضل نموذج لكلامنا وعباراتنا. يقول الإمام عليه السلام: "أيّها المؤمنون إنّه من رأى عدواناً يُعمل به ومنكراً يُدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبريء، ومن أنكره بلسانه فقد أُجر وهو أفضل من صاحبه. ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونوّر في قلبه اليقين"35.

من هنا يجب العمل لتقديم دليل واضح وشفّاف وقويّ ومتين والتقدّم في الخطوة الثالثة وبالتالي القدرة على ترغيب المخاطب نحو عمل أو أمر ما. في الختام يمكننا أن نجد خلاصة كلامنا في عبارات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الذي يقول: "إذا ازدحم الجواب خفي الصواب"36.

* من كتاب روضة المبلغين (3)، سلسلة روضة المبلغين، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.


1- سورة إبراهيم، الآية: 4.
2- سورة إبراهيم، الآية: 7.
3- نهج البلاغة، فيض الإسلام، الحكمة 87.
4- قواعد الخطابة، ديل كارنغي، ص128، بتصرف.
5- جاء ذكر الأصول العشرة في مجلة "مبلغان" العدد 18، ص28. وهي عبارة عن:
1 ـ المواضيع التي يحتاج إليها المخاطب ويشتاقها.
2 ـ قدرة المخاطبين.
3 ـ الصدق والتصميم.
4 ـ التصوير من خلال الكلمات.
5 ـ البساطة والسهولة.
6 ـ الأسلوب الصحفي.
7 ـ الحدود في الموضوع.
8 ـ التقييم والاختيار.
9 ـ معرفة الثقافة واللغة والرؤية.
10 ـ رسالة الاحترام.
6- تجارب المبلغين الماهرين، ص113 و114.
7- غرر الحكم، ص42.
8- الذي، أين، مَن، ماذا، لماذا، كيف.
9- نهج البلاغة، فيض الإسلام، الحكمة 89.
10- قصص الأبرار، ج2، ص103.
11- سورة الزمر، الآية: 53.
12- نهج البلاغة، فيض الإسلام، الحكمة 291.
13- ترجمة آية الله مكارم الشيرازي، 255.
14- سورة إبراهيم، الآية: 5.
15- تجارب المبلغين الماهرين، ص116.
16- سورة الأنعام، الآية: 151.
17- ألف مسألة ومسألة من القرآن، ص435 نقلاً عن المنار، ج8، ص185.
18- سورة الإسراء، الأيتان: 23 ـ 24.
19- نور الثقلين، ج3، ص149.
20- سورة الحجر، الآية: 88.
21- نهج البلاغة، فيض الإسلام، الحكمة 129/1151.
22- سورة إبراهيم، الآية:25.
23- سورة القمر، الآية: 17.
24- سورة الأحزاب، الأيتان: 45 ـ 46.
25- سورة آل عمران، الآية: 61.
26- تجارب المبلغين الماهرين، ص98، بتصرف.
27- المصدر نفسه، ص123، بتصرف.
28- سورة هود، الآية: 88.
29- نهج البلاغة، صبحي الصالح، ص503.
30- سورة الأحقاف، الآية: 15.
31- الاستعانة بالتفسير الكبير، ج28، ص14؛ ألف مسألة ومسألة من القرآن، ص437.
32- أصول الكافي، ج1، ص17.
33- سورة الحجرات، الآية: 12.
34- اقتباس من تفسير الميزان، ج18، ص323.
35- نهج البلاغة، فيض الإسلام، الحكمة 365، ص1262 ـ 1263.
36- المصدر نفسه، الحكمة 235، ص1194.

01-06-2015 | 15-08 د | 4169 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net