الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1169- 08 محرم 1437هـ - 22 تشرين الأول 2015م
دور ثورة كربلاء في صناعة عزة النفس في المجتمع

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

دور ثورة كربلاء في صناعة عزة النفس في المجتمع

الهدف:

التعرّف على معنى العزة في القرآن، ومعالم تربية المجتمع العزيز من مدرسة الإمام الحسين(عليه السلام)

محاور الموضوع:
- العزة لغة واصطلاحاً
- معنى العزة في القرآن
- كيف نتربّى على العزة
- مدرسة العزة الحسينية

تصدير:
قال الله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر: 10]

العزة لغة واصطلاحاً:
العزة عند علماء اللغة هي القوة والشدة، والرفعة والامتناع والمغالبة والممانعة. وكذا في قوله تعالى (فعززنا بثالث) أي قوينا وشددنا ظهورهما برسول ثالث.

معنى العزة في القرآن:
من أوصاف الله تعالى وأسمائه [الْعَزِيزُ] أي: الغالب القوي الذي لا يغلبه شيء وهو أيضاً المعز الذي يهب العزة لمن يشاء من عباده. والإيمان بهذا الاسم يعطي المسلم شجاعةً وثقةً كبيرةً به, لأن معناه: أن ربه لا يمانع ولا يرد أمره وأنه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الناس.

* وقد تكرر وصف الله تعالى بوصف [الْعَزِيزُ] في القرآن ما يقرب من تسعين مرة.

* وقد أشار الله في كتابه المجيد إلى أن العزة خُلق من أخلاق المؤمنين التي يجب أن يتحلوا بها ويحرصوا عليها فقال: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ، وقال عن عباده الأخيار: ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ" وقال: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ والشدة على الكافرين تستلزم العزة، وقال: ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وهذا يقتضي أن يكونوا أعزاء، وهذه الآية الأخيرة تُفهِّمُنا أن كتاب الله يعلم المؤمنين إباء الضيم وهو خلقٌ يفيد معنى الاستمساك بالعزة والقوة، والثورة على المذلةِ والهوان.

كيف نتربّى على العزة:
أكثر من آية حصرت العزة لله وحده وأنه هو الذي يملك العزة وهو ربها قال تعالى: ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [يونس: 65].

﴿فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) [النساء: 139].

فإننا نرى الآيات القرآنية تحصر العزة بالله سبحانه وتعالى، ولا يحق لأحد أن يدعيها من دونه. والعزة ما دامت مأخوذة من الصلابة والقوة والقهر، وهذه أمور ترجع إلى المولى فالعزة كذلك.

ولما كانت العزة لله جميعا وصفة من صفاته فمن المستحيل حينئذ أن تجتمع العزة مع الظلم والاستبداد والاعتداء على الآخرين وهضم حقوقهم بغير حق فكل ما ينافي العدالة والرحمة ومكارم الأخلاق فهو يتنافى مع العزة الممدوحة.

والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت العزة لله جميعاً وهو مالكها وربها – كما تقدّم- فكيف حينئذ تكون للرسول وللمؤمنين؟ كما في الآية المباركة التالية: ﴿يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ [المنافقون: 8].

فهذه الآية كما تعطي العزة لله كذلك تعطي العزة للرسول وللمؤمنين، بينما الآيات المتقدمة تجعلها لله وحده.

والجواب:
- أن هذا الحق له، وهو مالكه ومتصرف فيه كيف شاء فله أن يعطيه من يشاء من خلقه. قال السيدّ الطباطبائي: ثم إن العزة بمعنى كون الشيء قاهراً غير مقهور أو غالباً غير مغلوب تختص بحقيقة معناها بالله عز وجل إذ غيره تعالى فقير في ذاته ذليل في نفسه لا يملك لنفسه شيئاً إلا أن يرحمه الله ويؤتيه شيئاً من العزة كما فعل ذلك بالمؤمنين به، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8].

- إن صفة العزة ليست صفة مستحيل أن يتصف بها العبد إذا كان برضى من الله ومنة منه.

قال السيّد الطباطبائي: ( وبذلك يظهر أن قوله: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ليس بمسوق لبيان اختصاص العزة بالله بحيث لا ينالها غيره وأن من أرادها فقد طلب محالاً وأراد ما لا يكون، بل المعنى من كان يريد العزة فليطلبها منه تعالى لان العزة له جميعاً لا توجد عند غيره بالذات)

مدرسة العزة الحسينية:
تتبلور معالم مدرسة الإمام الحسين في العديد من الأمور، منها:

* عز المؤمن من عز الله: في دعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام: (يا من خصّ نفسه بالسمو والرفعة وأولياؤه بعزة يعتزون، يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطوته خائفون) [إقبال الأعمال، ابن طاووس، ج2، ص 80].

* الثبات والصبر في كربلاء: نتعلّم من مدرسة عاشوراء أن المؤمنين عندما يكونون في معركةٍ مع الكافرين، فالواجب حينئذ –كما كان الإمام الحسين وأصحابه- على كل مؤمن أن يظل عزيزاً قوياً وأن يثبت على مبادئه وعقائده لا يخيفه الألم ولا التعب بل يبذل جهده وطاقته مستخدماً كل ما أعده قبل ذلك من سلاحٍ وعتادٍ واثقاً أنه مربوط الأسباب بالله القوي القادر وإذا شاء الله تعالى له لوناً من ألوان الاختبار والابتلاء تحمله راضياً صابراً محتفظاً بعزته وكرامته وشهامته موقناً بأن احتمال الألم خيرٌ ألف مرةٍ من التخاذل والاستسلام، وذلك انسجاماً مع قوله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُون [البقرة: 155-156].

* العز الموهوم: قال تعالى ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [النساء: 139].
كثير من الناس يطلب العزة من مظاهر القوة والتكنولوجيا الحديث الموجودة عند الكافر، وقد يتخذ ولياً يواليه ويمالئه سواء كان على مستوى أفراد أو دول أو شعوب، وإنما يعمل بعض المسلمين طمعا في العز والنصر من عند الكافرين وهذا ليس إلا الذل والهوان إن عاجلاً أم آجلا فيترك العز من الله ويطلب العز من أعداء الله.

بينما نجد في مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قد رفض بيعة الظالمين وقرّر مواجهتهم، وبهذا يقدّم للأمة أجلى دروس العزة، قال المؤرّخون: إنّ يزيد كتب فور موت أبيه إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ـ وكان والياً على المدينة من قِبَل معاويةـ أن يأخذ على الحسين (عليه السلام) بالبيعة له ولا يرخّص له في التأخّر عن ذلك. وذكرت مصادر تأريخية أخرى أنّه جاء في الرسالة: إذا أتاك كتابي هذا فأحضر الحسين بن عليّ وعبدالله بن الزبير فخذهما بالبيعة... [تأريخ اليعقوبي، 2 / 215].

فأجابه الإمام الحسين (عليه السلام) بصراحة قائلاً: «إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة».

* عزة عاشوراء هي العزة الصادقة: وكما تكون العزة خلقاً كريما ًووصفاً حميداً إذا قامت على الحق والعدل واستمدها صاحبها من حمى ربه لا من سواه: ﴿أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً... تكون العزة الكاذبة أو الضالة خلقاً ذميماً حين تقوم على البغي والفساد ومن ذلك النوع قول الله تعالى: "بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ "فعزة الكافرين تَعزُّزٌ كاذبٌ، ولذلك قيل: "كل عزٍّ ليس بالله فهو ذل" ومن ذلك أيضاً قوله تعالى عن بعض الضالين: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ والعزة هنا مستعارة للحمية الجاهلية والأنفة الذميمة، ومن ذلك أيضا قوله تعالى: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً أي يحاولون التَّمنُعَ به من العذاب وهيهات هيهات.

ولهذا فقول الإمام الحسين (عليه السلام) هيهات منا الذلة؛ ليست شعاراً شكلياً رفعه الإمام الحسين(عليه السلام)، بل نهجاً رسمه للأمة ولكل الأجيال القادمة بأن الذل والخضوع للظالم لا مكان له في قاموس المجاهدين الحسينيين، لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وقوله (عليه السلام): «ألا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة! يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وجدود طابت وحجور طهرت واُنوف حميّة ونفوس أبيّة لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام...»[أعيان الشيعة: 1 / 603] فيه إشارة واضحة إلى تلك العزة الصادقة التي تنتمي إلى الله ورسوله.

23-10-2015 | 14-47 د | 2561 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net