الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1188- 23 جمادى الأولى 1437هـ - 03 آذار2016م
بين الكماليات والأولويات الشرعية

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف:
التعرّف على نظرة الإسلام إلى الكماليات وكيفية التعامل معها.

المحاور:
- ما هي الكماليات
- ترشيد الاستفادة من الكماليات
- الموقف من الكماليات
- العلاج بالعودة إلى الشريعة الإسلامية

تصدير:
عن رسول الله (ص): "إن الله يحب إذا أنعم على عبد أن يرى أثر نعمته عليه".

ما هي الكماليات؟
عندما نتأمّل في النصوص الدينية نجد مجموعة منها تدعو إلى التجمّل والاستفادة من نعم الله تعالى في هذه الدنيا. ومن ذلك قوله تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين * قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة... ". ويذكر الله سبحانه عباده بما أنعم عليهم من نعم يستخرجونها من البحر فيقول: "وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها".

وروي عن الإمام الصادق (ع) قوله: "إن الله عز وجل يحب الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتبؤّس/ والتباؤس"

بل ورد عن رسول الله (ص) ما يدعو إلى إظهار النعم في قوله(ص): "إن الله يحب إذا أنعم على عبد أن يرى أثر نعمته عليه،. إلى غير ذلك من الآيات والروايات التي يستفاد منها عدم وجود موقف سلبيّ من كل من ينطبق عليه مفهوم الزيادة على الحاجة أو الكماليات بحسب ما يفهم من بعض التشخيصات العرفية.

ترشيد الاستفادة من الكماليات:
حدّدت الشريعة الإسلامية مجموعة من التشريعات لترشيد الاستفادة من الكماليات منها:

تقييد ملكيّة الإنسان: يبدو أن وجهة النظر الاقتصادية الإسلامية تبتني على أساس الاعتراف بالملكية وتسلّط الناس على أموالهم، ولكن في الوقت عينه تقوم على عمود آخر هو أن ملكيّة الإنسان ليست ملكية مطلقة، فكما أنّ الله وضع مجموعة من القيود يجب على الإنسان أن يسعى في تحصيل رزقه تحت سقفها، كذلك وضع له سقفاً لا يجوز تجاوزه في إنفاق ما حصّله واكتسبه. ومن أهم قيود الكسب ما يأتي:

أ‌- تبادل الأموال بالرضا: وذلك لما يقتضيه قوله تعالى: "لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلاّ أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم"، بل ويجب أن يكون الرضا كاملاً غير معيب، فقد يرضى الإنسان تحت ضغط الحاجة بالتنازل عن شيء من ماله ولو بدفعه رباً، فأتت الشريعة وألغت هذا الرضا، ومنعت الترابي حتى لو كان عن تراض، لأنه رضاً معيب غير كامل "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحلّ الله البيع وحرم الربا".

ب‌- المنع من غير الحاجة: ورد في بعض النصوص عن رسول الله (ص) النهي عن منع ما يزيد عن الحاجة من الماء، ليتوصل به الإنسان إلى منع ما يزيد عن حاجته من الكلأ (العشب لرعي الحيوانات) والنهي عن منع النار، وما شابه مما يحتاجه الناس في تسيير أمور حياتهم.

فإن الإنسان المستخلف على ما أعطاه الله من أموال "وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه "، يدعو بشكل طبيعي إلى تقبّل وضع القيود على الإنفاق في ما زاد على الحاجة من مصارف، تبعاً لما يطرأ على الاستهلاك من عناوين.

ت‌- ترتيب الأولويات: وتتجلى في مجموعة القواعد الفقهية وعلى رأسها مبدأ التزاحم. وحاصله أنه إذا تعارض تكليفان يجب تقديم الأهم منهما على المهم. ويمكن توسعة هذا المبدأ وتعميمه إلى التعارض في إدارة النفقات. ويساعد هذا التعميم التحذير الشرعي من بعض الصدقات غير المحسوبة بحسب القاعدة الشرعية التي تقول "لا صدقة وذو رحم محتاج". ولعلّ هذا الأمر يسري على ترتيب النفقات الشخصية إذ نرى أن الإنفاق على الكماليات في بعض الحالات يكون على حساب بعض الحاجيّات الضرورية.

الموقف من الكماليات:
الإخلال بسويّة الحياة الفردية والأسرية: من أهم الآثار السلبية التي تترتّب على ظاهرة التعلّق بالكماليات والجنوح المفرط نحوها اختلال الحياة الاقتصادية للفرد والأسرة، ففي كثير من الحالات يجنح بعض الناس كما نشاهد نحو غير الضروري على حساب الضروري أحياناً. فتجد المرء يقتر في الضروريات لتأمين مخارج الكماليات. ما يفضي بالإنسان إلى التورّط في مهالك القروض الربوية وغير الربوية...

الإخلال بسوية الحياة الاجتماعية: يسعى الإسلام في كثير من تشريعاته إلى كسر حدّة التفاوت الطبقي والجنوح المفرط نحو الكماليّات؛ لأنه لأمر طبيعي فطريّ عندما تسود القارونية في المجتمع أن يتمنى الحالمون أن يؤتوا ما أوتي قارون، وبالتالي سيبتلي المجتمع والناس بالأمراض الفتّاكة التي تهدّم أركان الأسرة والمجتمع.

الإفراط في ملاحقة الجديد: عندما ننظر إلى ما يعيشه الكثير من الناس في التعامل مع الكماليات؛ من وسائل الاتصال وأدواته، إلى وسائط النقل ووسائله، وما بينهما من الملبس والمأكل وغير ذلك مما هو معروف من ملاحقة كل جديد، ما يحوّل المجتمع الإسلامي إلى مجتمع مستهلك يتصل بما لا يصنع، ويشاهد من الأفلام ما لا ينتج وهكذا. فالمجتمع الذي يغرق في الاستهلاك يتبلّد ولا يجد لديه متسعاً من الوقت ليؤمّن ما يحتاجه بنفسه ما دام غيره قد أشبع له حاجته إلى الاستهلاك.

وحول هذا يقول الإمام الخامنئي (دام ظله): "النزوع نحو الكماليات، ومراقبة الآخرين والنظر إليهم وتقليدهم، والإفراط في الاستهلاك من قبل ربّ الأسرة وربتها، ومن قبل الشباب والإنفاق المبالغ فيه على الأمور غير الضرورية، هذه الأمور كلها ينطبق عليها عنوان الإسراف... ووسائل الزينة والأثاث الفاخر التي نصرف عليها الكثير من الأموال التي يمكن أن نستثمرها في الإنتاج بطريقة تدفع بلدنا إلى الأمام، أو يمكن أن نصرفها على الفقراء والمحتاجين، أو تنمية الثروة الوطنية... وهذا الكلام وهذه التوصيات ليست توصيات شخصية بل هي توصيات الدين وأوامره ونواهيه وأوامر أئمة الدين ونواهيهم.

العلاج بالعودة إلى الشريعة الإسلامية:
لقد حدّدت الشريعة الإسلامية مجموعة من التشريعات تحدّد الأولويات للإنسان المسلم في حياته الفردية والأسرية والاجتماعية، نوجزها بالآتي:

الإيمان والعمل الصالح:
أكّدت الشريعة الإسلامية على ضرورة أن يكون المسلم مواظباً على مجموعة من البرامج الإيمانية والعبادية، إلى جانب التزامه بالواجبات منها:

- الاهتمام بالقرآن الكريم: عن رسول الله (ص): "إنّ أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميّين، ما خلا النبيّين، والمرسلين، فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم؛ فإنّ لهم من الله العزيز الجبّار مكانة عليا".

- المحافظة على الأجواء الإيمانيّة: للأجواء تأثير كبير في التربية الإيمانيّة وغيرها على الإنسان، لهذا ينبغي على المؤمن أن يقصد الأجواء الإيمانيّة، لكي يتأثر بها، ويستزيد. وإن المسجد والمشاهد المشرفة من أهمّ الأجواء الإيمانيّة التي تساهم في الرقيّ الروحيّ للمؤمن.

جاء عن الإمام عليّ (ع): "من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى ثمان: أخاً مستفاداً في الله، أو علماً مستطرفاً، أو آية محكمة، أو يسمع كلمة تدلّ على هدى، أو رحمة منتظرة، أو كلمة ترده عن ردى، أو يترك ذنباً خشية أو رجاء".

وورد في الحثّ على زيارة الأئمّة (ع): "إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه، وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالتعهد زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه كانوا أئمّتهم شفعاؤهم يوم القيامة".

وعلى المستوى التربوي لا بد من مراعاة أمور أخرى في هذا المجال، مثل الصدقة، والإنفاق السرّي، وأن يصون لسانه عن الكذب، والغيبة، والثرثرة، وأن تكون قاعدته الصمت إلا في موارد الحجة والضرورة، وأن يتعلَّم الصوم المستحب، فهو من أروع العبادات الإسلاميّة، التي تربط الإنسان بالله - تعالى-، وتنمّي الإرادة، وتصعد من ملكة الصبر.

ورد عن أبي الحسن علي الرضا (ع) قال: "ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم، فإن عمل حسناً استزاد الله، وإن عمل سيئاً استغفر الله منه، وتاب إليه".

- قيام الليل: ورد الحث الشديد – كتاباً وسنةً – على صلاة الليل. عن النبيّ محمّد (ص): "شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزُّ المؤمن كفّه عن أعراض الناس".

- ذكر الله كثيراً: عن الإمام الصادق (ع): "شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيراً".

وعن رسول الله (ص): "من أكثر من ذكر الله (عز وجل) أحبّه الله، ومن ذكر الله كثيراً كتبت له براءتان، براءة من النار، وبراءة من النفاق".

- المحافظة على صلاة جماعة والصلواة المستحبة: يقول الإمام الخميني (قده): "إن الله (سبحانه وتعالى) يحب أن يرى العبد منقطعاً ومتضرعاً إليه حين حلول وقت الذكر (الصلاة)، مخلصاً له في ذلك".

- المحافظة على الرواتب اليوميّة والصلوات المستحبة: الواردة في الكتب الفقهيّة، من سنن الأنبياء والأوّلياء والصالحين.

- الأدعية اليوميّة والأسبوعيّة والزيارات والتعقيبات اليوميّة: الأدعية المباركة والتعقيبات تساهم في بناء الإنسان وتوجيهه لما فيها من نكت لا مثيل لها، فهي تفكُّ أسر الإنسان من قيد العبودية لغير الله - تعالى-، وتحرِّره من قيد شياطين الجن والإنس؛ ليدخل في العبودية لله وحده.

03-03-2016 | 16-13 د | 2402 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net