الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب العدد 1197- 27 رجب 1437هـ - 05 أيار 2016م
بعثة النبي محمّد(صلى الله عليه وآله) هدى ورحمة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف:
التعرّف على أهداف البعثة النبوية المباركة.

المحاور:
- الوضع العام قبل البعثة النبوية.
- البعثة هدى ورحمة.
- أهداف بعثة النبيّ (صلى الله عليه وآله).

تصدير:
قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ...1.

الوضع العام قبل البعثة النبوية:
بُعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) والناس في ضلالة عمياء، وجاهلية جهلاء، والعالم يموج بألوان مختلفة من الشرك والظلم والتخلف والانحدار، وفي صدارة العالم دولتان دولة الفرس وهم من المجوس ودولة والروم التي حرّفت المسيحية، ومن وراء هؤلاء يهود غضب الله عليهم لضياع الدين بينهم، واتخاذهم أحبارهم أرباباً من دون الله، وهنود يُطبقون على عبادة العجول والأبقار، ولم يكن العرب أحسن حالاً من هذه الأمم...

* أما سياسياً: فقد كانت أحوال القبائل داخل الجزيرة العربية مفكّكة الأوصال، تغلب عليها النزعة القبلية والطبيعة العنصرية..

* وأما أحوال العرب الاجتماعية: فقد كانت في الحضيض، يُغير بعضهم على بعض فيقتل ويسبى، ويخوضون الحروب لأتفه الأسباب، يئدون البنات خشية العار، ويقتلون الأولاد خشية الفقر والافتقار...

* وأما أحوالهم الخلقية: فقد كان فيهم من الدنايا والرذائل ما ينكره العقل السليم، لكنهم حافظوا على جملة من الأخلاق تميّزوا بها عن سائر الأمم حينئذ كالوفاء بالعهد وعزة النفس والشجاعة والكرم..

البعثة هدى ورحمة:
كان النبي (صلى الله عليه وآله) في أواخر العقد الثالث من عمره الشريف يُلقى إليه الوحي عن طريق الإلهام والإلقاء في نفسه، والانكشاف له من خلال الرؤية الصادقة، فكان يرى في المنام الرؤية الصادقة، وهي درجة من درجات الوحي. وجاء في تفسير الدر المنثور: أول ما بدئ به رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الوحي الرؤية الصادقة، فكان لا يرى رؤياً إلاّ جاءت مثل فلق الصبح. ثمّ حبَّبَ الله إليه الخلاء، فكان يخلو بِغار حراء، وهو كهف صغير في أعلى جبل حراء، في مَكَّة، فكان (صلى الله عليه وآله) يتعبّد فيه وحينما بلغ (صلى الله عليه وآله) الأربعين من عمره، عام (13) قبل الهجرة (610 م)، أتاه جبرائيل في غار حراء، فألقى إليه كلمة الوحي، وأبلغه بأنَّه نبي هذه البشرية، والمبعوث إليها.

وتفيد الروايات أنّ أوَّل آيات القرآن الكريم التي قرأها جبرائيل على محمد (صلى الله عليه وآله) هي: (بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ * اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)2.

أهداف بعثة النبيّ:
يحدّد الإمام الخامنئي مجموعة من الأهداف في دراسته للسيرة النبوية نذكر منها ثلاثة أهداف:

1- تعميم مكارم الأخلاق: رُوي عنه (صلى الله عليه وآله)، في حديث مشهور، أنّه قال: "إنّما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق"3، فإنّ البعثة قد وُجدت في هذا العالَم لأجل هذا الهدف، من أجل تعميم المكارم الأخلاقيّة، والفضائل الروحيّة وتكميلها عند النّاس. وطالما أنّ المرء لم يتحلَّ بأفضل المكارم الأخلاقيّة، فإنّ الله تعالى لن يوكل إليه هذا المهمّة العظيمة والخطيرة، ولهذا فإنّ الله سبحانه يُخاطب النبيّ (صلى الله عليه وآله) في أوائل البعثة قائلاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ4؛ أي أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) كان على درجة من الاستعداد تجعله قادرًا على تلقّي الوحي الإلهيّ، وهذا الأمر يعود إلى ما قبل البعثة.

2- بناء المجتمع الإسلامي: إنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) بنى الخلايا الأولى لجسد الأمّة الإسلاميّة بِيَده المقتدرة، في تلك الأيّام العصيبة من تاريخ مكّة. لقد بنى قواعد الأمّة الإسلاميّة ورفع عمادها، فكان المؤمنون الأوائل وأوّل من اعتنق الإسلام وأوّل من كانت لديهم تلك المعرفة والشجاعة والنورانية الّتي مكنتهم من الوقوف على حقيقة الرسالة النبويّة والإيمان بها، ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ5.
فلم يكن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يُعلّمهم القوانين والأحكام فحسب، بل كان يُعلّمهم الحكمة أيضًا، وكان يفتح عيونهم على حقائق الوجود. وهكذا سار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيهم لمدّة عشر سنوات. فمن ناحية كان اهتمامه منصبًّا على السّياسة وإدارة الحكومة والدّفاع عن كيان المجتمع الإسلاميّ ونشر الإسلام وفتح المجال أمام تلك الجماعات الّتي كانت تعيش خارج المدينة أن يدخلوا السّاحة النورانيّة للإسلام وللمعارف الإسلاميّة؛ ومن ناحيةٍ أخرى كان يعمل على تربية أفراد المجتمع. وهذان الأمران لا يُمكن فصل أحدهما عن الآخر.

3- بناء النّظام النموذجيّ للحكم: إنّ سيرة النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) في مرحلة السنوات العشر لحاكميّة الإسلام في المدينة، تُعدّ من ألمع عهود الحكم طيلة التاريخ البشريّ، ولا نقول ذلك جزافًا، وإنّما يجب التعرّف إلى هذا العهد القصير والمليء بالنشاط والّذي له تأثيرٌ خارقٌ على تاريخ البشريّة. إنّ المرحلة المدنيّة هي الفصل الثاني من عصر رسالة النبيّ، الّذي امتدّ لـ 23 سنة. الفصل الأوّل، الّذي كان مقدّمةً للفصل الثاني، كان عبارة عن 13 سنة في مكّة. أمّا السنوات العشر الّتي قضاها النبيّ (صلى الله عليه وآله) في المدينة فهي تُمثّل سنيّ إرساء قواعد النّظام الإسلاميّ وبناء أنموذج الحكم الإسلاميّ لجميع أبناء البشريّة على مرّ التاريخ الإنسانيّ في مختلف الأعصار والأمصار. وهذا الأنموذج الكامل، لا نجد له نظيرًا في أيّ حقبة أخرى. وبمقدورنا من خلال إلقاء نظرة على هذا الأنموذج الكامل تحديد المعالم الّتي بها ينبغي للبشر وللمسلمين الحكم على الأنظمة وعلى النّاس.

فالنبيّ (صلى الله عليه وآله) يبني النّموذج ويُقدّمه للبشريّة والتّاريخ. والنّظام الّذي شيّده النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان له الكثير من المعالم، أبرزها وأهمّها سبعة:

1- الإيمان: فالدّافع الحقيقيّ للنّظام النّبويّ إلى الأمام هو الإيمان المنبثق من قلوب النّاس وعقولهم والذي يأخذ بأيديهم وكلّ كيانهم نحو طريق الصّواب. إذًا، المعلم الأوّل يتمثّل في نفخ روح الإيمان وتقويته وترسيخه وتغذية أبناء الأمّة بالمعتقد والفكر السليمين، وهذا ما باشره النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في مكّة ورفع رايته في المدينة بكلّ اقتدار.

2- العدل والقسط: فمنطلق العمل كان يقوم على أساس العدل والقسط وإعطاء كلّ ذي حقّ حقّه من دون أدنى مداهنة.

3- العلم والمعرفة: فأساس كلّ شيء في النّظام النبويّ هو العلم والمعرفة والوعي واليقظة، فهو لا يُحرّك أحدًا في اتّجاهٍ معيّن حركةً عمياء، بل يحوّل الأمّة عن طريق الوعي والمعرفة والقدرة على التشخيص إلى قوّة فعّالة لا منفعلة.

4- الصفاء والأخوّة: فالنّظام النبويّ ينبذ الصّراعات التي تُغذّيها الدّوافع الخُرافيّة والشّخصيّة والمصلحيّة والنّفعيّة ويُحاربها. فالأجواء هي أجواء تتّسم بالصّدق والأخوّة والتآلف والحميميّة.

5- الصّلاح الأخلاقيّ والسلوكيّ: فهو يُزكّي النّاس ويُطهّرهم من رذائل الأخلاق وأدرانها، ويصنع إنسانًا خلوقًا ومزكّىً ﴿وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ6، فالتّزكية هي أحد المرتكزات الأساس. أي إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كان يعمل على أبناء الأمّة فردًا فردًا على أساس التّربية وبناء الإنسان.

6- الاقتدار والعزّة: فالمجتمع والنّظام النبويّ لا يتّسمان بالمذلّة والتسوّل ومدّ يد الحاجة إلى هذا وذاك، بل يتميّزان بعزّتهما واقتدارههما وعزمهما؛ فهما متى ما شخّصا موطن صلاحهما سعيا إليه وشقّا طريقهما إلى الأمام.

7- العمل والنّشاط والتّقدّم المطّرد: فلا مجال للتّوقّف في النّظام النبويّ، بل الحركة والعمل والتقدّم بنحوٍ منظّم. ولا يحدث أن يقول أبناؤه إنّ كلّ شيء قد تمّ، فلنركن إلى الدّعة والرّاحة! وهذا العمل ــ بطبيعة الحال ــ مبعث لذّة وسرور وليس مدعاة للكسل والملل والإرهاق، بل هو عمل يمنح الإنسان النّشاط والطّاقة والاندفاع.


1- سورة الجمعة، آية 2.
2- سورة العلق.
3- مجمع البيان، ج10، ص 86.
4- سورة القلم، الآية 4.
5- ـسورة الأنعام، الآية 125.
6- سورة آل عمران، الآية 164.

06-05-2016 | 11-43 د | 2359 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net