الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1201- 26 شعبان 1437هـ - 02 حزيران 2016م
فيض شهر الله تعالى على لسان السجاد عليه السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

  المحاور:
- شهر رمضان سبيل الإحسان
- كيف نوفق للإستزادة؟
- الدخول إلى مضمار المتاجرة مع الله.
- مكانة الشهر في نفوس المؤمنين.
 
الهدف:
التعريف بمنزلة شهر رمضان والفرص التي يتيحها للمؤمنين، وذلك قبل الولوج فيه.
 
تصدير الموضوع:
"السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات، ويا خير شهر في الأيام والساعات"[1].
 
1- شهر رمضان سبيل الإحسان:
كل الزمان بسنيّه وشهوره وأيامه هي سُبُل وأبواب ليدخل من خلالها المؤمن مداخل الطاعة وليتقرّب بالأعمال الصالحة إلى الله عزّ وجلّ. ولكن شهر رمضان زمن مخصوص عن تلك الأزمنة كلّها، محفوف بالبركات، مترع بالفيوضات الربانية، التي أعدّهما الله تعالى.

ورد في الدعاء الرابع والأربعين من الصحيفة: "والحمد لله الذي جعل من تلك السبل –سبل الإحسان- شهره رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور وشهر التمحيص، وشهر القيام ﴿..الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ[2].[3].

وهذا ما افتتح به النبي (صلى الله عليه وآله) خطبته الشهيرة في استقبال شهر الله: "أيها الناس، أنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي"[4].
 
2- كيف نوفق للإستزادة؟
يعلم المؤمن أنّ فعل الخير والتزام طريق الطاعة، واجتناب المعاصي، والبعد عن الرذائل، والادبار عن خطوات الشيطان، كلّ ذلك، إنما يكون بالتوفيق من الله عز وجل، لا سيما إذا طمع العبد أن يكون ذلك بنية خالصة لوجه الله الكريم. يقول الدعاء على لسان الإمام السجاد عليه السلام: "اللهمّ صلّ على محمد وآله وألهمنا معرفة فضله وإجلال حرمته، والتحفّظ مما حظرت فيه، وأعنّا على صيامه بكفّ الجوارح عن معاصيك، واستعمالها فيه بما يرضيك"[5].

وقد ورد في الحديث عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: "إذا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سمعك وبصرك وشعرك وجلدك. وعدّد أشياء غير هذا، وقال: لا يكن يوم صومك كيوم فطرك"[6].

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): "يقول الله عز وجل: من لم تصم جوارحه عن محارمي فلا حاجة لي في أن يدع طعامه وشرابه من أجلي"[7].

ويمكن لك أن تعثر على طائفة كبيرة من الأحاديث حول صوم العباد عن الأغيار، قبل صوم البدن. يرشد الإمام السجاد عليه السلام إلى ذلك، وأنّ مظانّ تحصيله هي طلب التوفيق والاستعانة. ثم يقول عليه السلام في الدلالة على سبب هذا الدعاء: "حتى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو، ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو؛ وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور. وحتى لا تعي بطوننا إلا ما أحللت ولا تنطق ألسنتنا إلا بما مثّلت، ولا نتكلّف إلا بما يدني من ثوابك، ولا نتعاطى إلا الذي يقي من عقابك"[8].
ثمّ لا يفوت الإمام عليه السلام أنّ تحقيق الإخلاص من النيّات والبعد عن الرياء لا يكون بغير معونة منه تعالى فيقول: "ثمّ خلّص ذلك كله من رياء المرائين وسمعة المسمعين لا تشرك فيه أحداً دونك، ولا تبتغي فيه مراداً سواك"[9].
 
3-  الدخول إلى مضمار المتاجرة مع الله:
ينبّه الكثير من النصوص إلى الأخذ بالمعادلة التي يطرحها ربّ العباد لعباده الذين لا حول لهم ولا قوّة كلّ ذلك في سبيل التحفيز على العمل، والنظر إلى ما يقابله الله عزّ وجلّ به من ثواب.

يقول عليه السلام: "وأنت الذي زدت في السوم على نفسك، لعبادك، تريد ربحهم في متاجرتهم لك، وفوزهم بالوفادة عليك، والزيادة منك. فقلت تبارك اسمك وتعالى: ﴿مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَ[10]... وقلت: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[11]. وقلت: ﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً[12].[13].

ولعمري، فإنّ الصائم لو أصاخ بسمع قلبه إلى هذا النداء الربّاني في شهر الله، لتعافى بدنه وتعالى جدّه في سبيل تحصيل مقامات القرب. وَلَانبعثَ نشيطاً قد ألقى عن همّته ثوبَ الخمول وجلباب التقاعس، وَلَأقََبَلَ على الأعمال الأكثر نفعاً والأشدّ أجراً.

ولا ينفكّ الإمام عليه السلام يبثّ روح العزيمة في النفوس، وينفض عن القلوب غبار الغفلة. يقول عليه السلام: "وأنت الذي دللتهم بقولك من غيبك وترغيبك الذي فيه حظهم على ما لو سترته عنهم لم تدركه أبصارهم، ولم تعه أسماعهم، ولم تلحقه أوهامهم، فقلت: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ[14]. وقلت: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ[15]. وقلت: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ[16].[17].

ثمّ إنه عليه السلام يوضح أن انبعاث المؤمنين إلى ما يقربهم من الله ونيلهم رضاه، إنما كان بتوفيق منه عزّ وجل: "فسمّيت دعاءك عبادة، وتركه استكباراً، وتوعّدت على تركه دخول جهنم داخرين. فذكروك بمنّك، وشكروك بفضلك، ودعوك بأمرك، وتصدّقوا لك طلباً لمزيدك، وفيها كانت نجاتهم من غضبك وفوزهم برضاك"[18].
 
4- مكانة الشهر في نفوس المؤمنين:
إنّ البركات التي يجزيها الله تعالى لعباده في هذا الشهر العظيم أجلّ من أن يحصيها العباد فـ"أيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات"[19].

ويكفي أنّ فيه ليلة التعبّد لله فيها خير من التعبّد في ألف شهر ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ[20].

من هنا، كانت لهذا الشهر منزلة خاصة في قلوب المؤمنين. ينطق الإمام السجاد عليه السلام بما يمكن أن نعتبره لسان حال المؤمنين جميعاً، حيث يقول محيياً الشهر الشريف:
"السلام عليك، ما أكثر عتقاء الله فيك! وما أسعد من رعى حرمتك بك!
السلام عليك، ما كان أمحاك للذنوب، وأسترك لأنواع العيوب!
السلام عليك، ما كان أطولك على المجرمين، وأهيبك في صدور المؤمنين!
السلام عليك، من شهر لا تنافسه الأيام!
السلام عليك من شهر هو من كلّ أمر سلام!
السلام عليك غير كريه المصاحبة، ولا ذميم الملابسة.
السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات، وغسلت عنا دنس الخطيئات"
[21].

أوصى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف بقراءة دعاء وداع شهر رمضان لاستشراف المعاني السامية التي يحملها هذا الشهر العظيم، والاستفادة ممّا تؤشر إليه كلمات الإمام السجاد عليه السلام من دلالات قد لا يلتفت إليها معظم المسلمين، بل والكثير من المؤمنين.

حاولنا تسليط الضوء على تلك المعاني بما يتناسب مع استقبال الشهر الشريف، غاضين النظر عن المعاني العظيمة التي يحملها الدعاء، لكنّها تأتي في سياق وداع هذا الشهر.


[1] - الدعاء 45 من الصحيفة السجادية
[2] - سورة البقرة:185
[3] - الدعاء 44 من الصحيفة السجادية في استقبال شهر رمضان
[4] - عيون أخبار الرضا عليه السلام، للشيخ الصدوق
[5] - الدعاء 44 من الصحيفة السجادية/م.ن
[6] - الكافي للكليني/ج4، ص87، م1
[7] - الفردوس/ ج5، ص242، م8075
[8] - الدعاء 44 الصحيفة السجادية
[9] - ن.م
[10] - سورة الأنعام:160
[11] - سورة البقرة:261
[12] - سورة البقرة:245
[13] - الدعاء 45 من الصحيفة السجادية في وداع شهر رمضان
[14] - سورة  البقرة:152
[15] - سورة إبراهيم:7
[16] - سورة غافر:60
[17] - ن.م.
[18] - ن.م.
[19] - خطبة النبي في إستقبال شهر رمضان/م.س.
[20] - سورة القدر:3
[21] - الدعاء 45 من الصحيفة السجادية/م.س.

02-06-2016 | 17-12 د | 2915 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net