الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1230 - 22 ربيع الأول 1438 هـ - الموافق 22 كانون الأول 2016 م
النبي عيسى (ع) في القرآن

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف:
 التعرّف على السيد المسيح وأمه مريم في القرآن الكريم.
 
المحاور:
المسيح عليه السلام وأمّه في القرآن الكريم
البشرى بولادة المسيح
نشأة النبي عيسى (ع) والتبشير بنبي الإسلام
مَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ
كيف وصف القرآن الكريم المسيح عليه السلام واُمّه
جهاد يسوع المسيح
 
تصدير:
 قال تعالى: (وَاذْكُرْ‌ فِي الْكِتَابِ مَرْ‌يَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْ‌قِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهَا رُ‌وحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرً‌ا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّ‌حْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَ‌سُولُ رَ‌بِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ‌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَ‌بُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَ‌حْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرً‌ا مَّقْضِيًّا)[1].
 
المسيح عليه السلام وأمّه في القرآن الكريم
يحكي القرآن الكريم قصة المسيح عليه السلام وأمّه بشكل مختلف عمّا نقلته كتب العهد الجديد، فالقرآن يبدء القصّة بذكر امرأة عمران - والدة مريم - فيذكر قصّة حملها بمريم ونذر ما في بطنها ليكون خادماً للمسجد فقال تعالى: (إِذْ قَالَتِ امْرَ‌أَتُ عِمْرَ‌انَ رَ‌بِّ إِنِّي نَذَرْ‌تُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّ‌رً‌ا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَ‌بِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ‌ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْ‌يَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّ‌يَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّ‌جِيمِ)[2]، فتقبّل الله سبحانه وتعالى نذرها هذا، وبعد ولادتها أتت بها إلى المعبد وسلّمتها للكهنة وكان بينهم زكريّا عليه السلام فاختلفوا فيما بينهم أيّهم يكفّلها، فاتّفقوا على القرعة، فكانت من نصيب النبي زكريّا عليه السلام فكفّلها حتّى إذا نبتت وبلغت ضرب لها من دونهم حجاباً تعبد الله سبحانه، لا يدخل عليها المحراب إلّا زكريّا فيقول سبحانه: (فَتَقَبَّلَهَا رَ‌بُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِ‌يَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِ‌يَّا الْمِحْرَ‌ابَ وَجَدَ عِندَهَا رِ‌زْقًا قَالَ يَا مَرْ‌يَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَرْ‌زُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ)[3].
 
البشرى بولادة المسيح:
ثمّ إنّ الله تعالى بشّرها بولادة عيسى المسيح عليه السلام حيث أرسل الملاك إليها وهي محتجبة وقد تمثّل لها بشراً فبلغها البشارة بأنّ الله سبحانه يهب لها طفلاً مباركاً يكون رسولاً إلى بني إسرائيل وأخبرها بمنزلته العظيمة عند الله، ثمّ نفخ فيها فحملت مريم عليها السلام بالمسيح عليه السلام حمل المرأة بولدها والقصّة كما يذكرها القرآن هي:

(وَاذْكُرْ‌ فِي الْكِتَابِ مَرْ‌يَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْ‌قِيًّا)... ثمّ حان موعد الولادة المباركة فجاءها المخاض إلى جذع النخلة وهناك وضعت عيسى عليه السلام ويذكر القرآن أوّل معاجزه عليه السلام حيث كلّم والدته في أوّل يوم ولادته حيث يذكر القرآن قصّة الولادة بقوله تعالى: (فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * أَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَ‌بُّكِ تَحْتَكِ سَرِ‌يًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُ‌طَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَ‌بِي وَقَرِّ‌ي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَ‌يِنَّ مِنَ الْبَشَرِ‌ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْ‌تُ لِلرَّ‌حْمَـٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا)[4].

ثمّ يقص القرآن كيف أنّ مريم العذراء عليها السلام جاءت بالمسيح عليه السلام إلى قومها فلمّا رأوها والطفل معها ثاروا عليها بالطعن واللوم فسكتت وأشارت إليه عليه السلام أن كلّموه فتعجّبوا من ذلك إذ كيف يمكن التكلّم مع طفل ما زال في المهد فنطق الطفل المعجزة بكلام رائع إذ يحكي القرآن هذا الموقف بقوله تعالى: فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْ‌يَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِ‌يًّا * يَا أُخْتَ هَارُ‌ونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَ‌أَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَ‌تْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَ‌كًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّ‌ا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارً‌ا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)[5].
 
نشأة النبي عيسى (ع) والتبشير بنبي الإسلام:
ثمّ نشأ عيسى عليه السلام وشب وكان وأمّه على العادة الجارية في الحياة الدنيويّة الطبيعيّة للبشر، يأكلان ويشربان وفيهما ما في سائر الناس من عوارض الوجود إلى آخر عمرهما. ثمّ أنّ عيسى عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيل فقام يدعوهم إلى دين التوحيد، وكان يدعوهم إلى الشريعة الجديدة المطابقة لشريعة موسى عليه السلام إلّا أنّه نسخ بعض ما حرّم في التوراة تشديداً على اليهود، ثمّ إنّه من خلال دعوته بشر بالنبي الخاتم الرسول الأكرم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم إذ ينقل البشارة عن لسان عيسى عليه السلام بقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْ‌يَمَ يَا بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ إِنِّي رَ‌سُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَ‌اةِ وَمُبَشِّرً‌ا بِرَ‌سُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ‌ مُّبِينٌ[6].
 
مَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ:
ثمّ إنّ أحبار اليهود وعلمائهم ثاروا عليه يريدون قتله، فرفعه الله سبحانه إليه، وشبّه لليهود أنّهم قتلوه وصلبوه فيقول تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ رَ‌سُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّ‌فَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)[7]، فهذه مجمل ما قصّه القرآن في المسيح عليه السلام وأمّه القدّيسة مريم.
 
كيف وصف القرآن الكريم المسيح عليه السلام واُمّه:
إنّ القارئ للقرآن الكريم يجد أنّ هذا الكتاب الإلهي ذكر صفات للمسيح عليه السلام وأمّه، قل ما ذكرها لأحد الأنبياء والنساء، فقد ذكر لهذا النبي المكرّم خصال رفع بها قدره، وكذلك الحال بالنسبة لأمّه الطاهرة. ونكتفي هنا بذكر بعض هذه الصفات لهذا النبي وأمّه في القرآن.

ولنبدأ أوّلاً بذكر ما ورد في القرآن عن الصدّيقة مريم العذراء، ونستطيع القول بأنّها المرأة الوحيدة التي قصّ القرآن قصّتها بالتفصيل فينقل القرآن عنها: ... إنّ الله قد اصطفاها وطهّرها واصطفاها على نساء العالمين كما في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَ‌كِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)[8].

كانت عليها السلام مقبولة عند الله وقد تكفّل الله سبحانه تربيتها وإنباتها كما في قوله تعالى: (فَتَقَبَّلَهَا رَ‌بُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا...)[9].

كانت محدّثة حدّثتها الملائكة «وهي الوحيدة من النساء اللاتي ذكر القرآن أن الملائكة قد حدّثتها» كما في قوله تعالى: (إذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُ‌كِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْ‌يَمَ...)[10].

وأما ما جاء في القرآن الكريم عن السيّد المسيح عليه السلام فيمكن القول بأنّها من المقامات الرفيعة التي خصّ بها هذا النبي المقرّب ونلخصها بما يلي:
كان عليه السلام عبداً لله وكان نبيّاً كما في قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)[11].
وكان واحداً من الخمسة أولي العزم صاحب شرع وكتاب وهو الإنجيل كما في قوله تعالى (شَرَ‌عَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَ‌اهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ...)[12].
وكان عليه السلام قد سمّاه الله سبحانه بالمسيح عيسى وكان وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين كما في قوله تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْ‌يَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُ‌كِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْ‌يَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ‌ةِ وَمِنَ الْمُقَرَّ‌بِينَ)[13].
وكان عليه السلام مباركاً أينما كان وكان زكيّا باراً بوالدته كما في قوله تعالى: (وَجَعَلَنِي مُبَارَ‌كًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّ‌ا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارً‌ا شَقِيًّا)[14].
وكان عليه السلام ممّن علّمه الله الكتاب والحكمة كما في قوله تعالى: (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَ‌اةَ وَالْإِنجِيلَ)[15].


[1] مريم آية ١٦ ـ ٢١.
[2]  سورة آل عمران آية ٣٦.
[3] آل عمران آية ٣٧.
[4] مريم آية ٢٢ ـ ٢٦.
[5] مريم آية ٢٧ ـ ٣٣.
[6] الصف آية ٦.
[7] النساء ١٥٧ ـ ١٥٨.
[8] آل عمران آية ٤٢.
[9] آل عمران آية ٣٧.
[10] آل عمران آية ٤٥.
[11] مريم آية ٣٠.
[12]  الشورى آية ١٣.
[13]  آل عمران آية ٤٥.
[14]  سورة مريم آية ٣١ ـ ٣٢.
[15]  سورة آل عمران آية ٤٨.

22-12-2016 | 14-48 د | 2468 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net