الهدف: التعرُّف على جوانب من بركات زيارة الحسين(ع)
المحاور
- من هو المؤمن؟
- علامات المؤمن
- التّضحية والشّهادة على درب الحسين(ع)
تصدير: عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري
عليه السّلام أنّه قال: "علامات المؤمن خمْس: صلاة الخمسين، وزيارة الأربعين،
والتّختُّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرّحمن الرّحيم"[1].
من هو المؤمن؟
المؤمن هو من آمن بالله ورسوله وكُتبه واليوم الآخر، وجاء بجميع الواجبات وانتهى عن
جميع المحرّمات، وقد كثُرت الرّوايات التي تصف المؤمن وتتحدّث عن صفاته وسلوكه
ومؤهّلاته، نشير إلى نموذج منها:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله:" ألا أُنبئكم لم سُمّي المؤمن مؤمنًا؟ لإيمانه
النّاس على أنفسهم وأموالهم، وفي الحديث: إنّ أدنى ما يكون العبد به مؤمنًا، قال
عليه السّلام: يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله؛ ويقرّ بالطّاعة؛
ويعرف إمام زمانه؛ فإذا فعل ذلك فهو مؤمن"[2].
وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في تعريف المؤمن: بِشرُه في وجهه، وحُزنه في
قلبه، أوسع شيء صدراً وأذلّ شيء نفسا، يكرهُ الرّفعة ويشنأُ السّمعة، طويلٌ غمّه
بعيدٌ همّه، كثيرٌ صمته، مشغولٌ وقته، شكورٌ صبور، مغمورٌ بفكرته، ظنينٌ بخلّته،
سهلُ الخليقة، ليّن العريكة، نفسه أصلب من الصّلد، وهو أذلّ من العبد[3].
روي عن الإمام الصّادق عليه السّلام أنّه قال: "ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان
خصال: وقورٌ عند الهزائز، صبورٌ عند البلاء، شكورٌ عند الرّخاء، قانعٌ بما رزقه
الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامَل للأصدقاء، بدنُه منهُ في تعب، والنّاسُ منه في
راحة"[4].
علامات المؤمن
العلامات الأساسيّة الّتي يتميّز بها المؤمن عن غيره كثيرة منها،
العلائم العباديّة، والنفسيّة، والاجتماعيّة، والأخلاقيّة، والولائيّة وغيرها،
نكتفي هنا بالإشارة إلى نوعين منها، وهما:
أولاً: علائم عباديّة:
العبادة هي: التّجسيد الحقيقي للاِيمان؛ وتحتلّ مركز الصّدارة في الكشف
عن حقيقة إيمان الانسان، فمَن آمَن بالله تعالى حقًّا؛ عليه أن يتقرّب إليه بطقوسٍ
عباديّة تكشِف عن عبوديّته، وتُعبِّر عن شُكره وحمدِه لخالقِه، وخيرُ كاشفٍ عن
مصداقيّة الاِيمان؛ هو أداء الانسان لـِما افترضه الله عليه من صلاة وصيام وحجّ
البيت الحرام؛ وما إلى ذلك من فرائض عباديّة. يقول أمير المؤمنين عليه السّلام: "..
لا عبادة كأداء الفرائض"[5]، وعن أبي عبد الله عليه السّلام قال: "نزل جبرئيل على
النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا محمّد.. ما تقرّب إليَّ عبدي المؤمن
بمثل أداء الفرائض، وإنّه ليتنفَّل لي حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سَمعه الذي يَسمع
به، وبصرُه الذي يُبصر به، ويَده التي يبطش بها.." [6].
يبقى أن نشير إلى أنّ العبادة لا ينحصر مصداقها في الصّلاة والصّيام وما إلى ذلك من
الفرائض العباديّة، بل توجد لها مصاديق أعلى، تكشف لنا عن علائم المؤمن كالفِكر
والذِّكر، فعن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّ: "التّفكُّر في آلاء الله نعم
العبادة"[7]، وعنه أيضاً أنّ: "التّفكُّر في ملكوت السّماوات والارض عبادة
المـُخلصين"[8].
ثانياً: علائمٌ ولائيّة
وهي عديدة يمكن إيجازها إجمالاً في الموارد الآتية:
1. زيارة الإمام الحسين(ع): وقد وردت روايات
كثيرة في الحثّ عليها وبيان ثوابها، منها:
- مَن زاره عليه السّلام ماشيًا: عن الإمام الصّادق عليه السّلام قال: إنّ الرّجل
ليخرج إلى قبر الحسين عليه السّلام فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرةُ ذنوبه،
ثم لم يزل يُقدَّس بكلّ خطوة حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال: عبدي
سَلْني أُعطك، أُدعني أُجبك، أُطلب منّي أُعطك، سَلْني حاجةً أقضِها لك، قال: وقال
أبو عبد الله عليه السّلام: وحقّ على الله أن يعطي ما بذل[9].
وعن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: قلتُ له: جعلت فداك ما
أدنى ما لزائر قبر الحسين عليه السّلام فقال لي: يا عبد الله؛ إنّ أدنى ما يكون له
أن يحفظه في نفسه وأهله حتّى يردّه إلى أهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ
له [10].
-كرامة الله لزوّار الحسين عليه السّلام: عن عبد الله الطّحان، عن أبي عبد الله
عليه السّلام قال: سمعته وهو يقول: ما من أَحدٍ يوم القيامة إلّا وهو يتمنّى أنّه
من زوّار الحسين لـِما يرى ممّا يُصنع بزوّار الحسين عليه السّلام من كرامتهم على
الله تعالى[11].
- زائر الحسين عليه السّلام يدخل الجنّة قبل النّاس:عن عبد الله بن زرارة قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السّلام يقول: إنّ لزوّار الحسين بن علي عليه السّلام يوم
القيامة فضلًا على النّاس، قلتُ: وما فضلهم؟ قال: يدخلون الجنّة قبل النّاس بأربعين
عامًا وسائر النّاس في الحساب والموقف[12].
2. الحسين (ع) من دعائم الدّين: ورد في زيارة
الأربعين لأبي عبدالله (ع): وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مِنْ دَعآئِمِ الدّينِ وَاَرْكانِ
الْمُسْلِمينَ... [13].
الدّعائم: جمع الدّعامة بكسر الدّال، وهي عماد البيت الذي يقوم عليه ، ودعامة القوم
سيّدهم؛ وكلّ ما يستند عليه الحائط إذا مال يَمنع السّقوط، فإنّ البيت لا يُستحكم
بناءه إلّا بالدّعامة والأساس[14]، ومنه قوله عليه السّلام: "دعامة الإنسان
العقل"[15] لتوقّف تحقّق الإنسانيّة على العقل.
والمراد بالدّين: هو الإسلام لقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ
الْإِسْلَامُ) [16]، وقوله: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن
يُقْبَلَ مِنْهُ) [17].
و(مِن) تبعيضيّة أي من جملة الأئمّة الّذين هم دعائم الدّين؛ هو الحسين عليه
السّلام.
والأركان: جمع رُكن، وهو لغةً؛ جانب البيت، وكثيرًا ما يُستعمل في معنى الأسطوانة
والدّعامة فيُستعار أيضًا فيما أشَرنا إليه.
وفي الكلام إشارةٌ إلى أنّ الدّين لا يكمل إلّا بولاية الإمام، والإيمان لا يتحقّق
إلّا بمحبّة ذريّة سيّد الأنام، وقد تواتر بذلك الأخبار من النّبي صلّى الله عليه
وآله وعترته المعصومين الكِرام، ففي بعضها عن الرّضا عليه السّلام: "أنّ الإمامة
زمام الدّين ونظام المسلمين، وصلاح الدّنيا وعزّ المؤمنين، أنّ الإمامة أُسّ
الإسلام النّامي وضِرعه السّامي، بالإمام تمام الصّلاة والزّكاة والصّيام والحجّ
والجهاد وتوفير الفيء والصّدقات؛ وإمضاء الحدود والأحكام"[18].
وفي بعضها يا محمّد: "لو أنّ عبدًا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي؛ ثمّ أتاني
جاحداً لولايتهم لم أدخله جنّتي ولا أظلّه تحت عرشي"[19].
وفي بعضها: عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السّلام قال: قلت: أصلحك الله؛ أيّ شيءٍ
إذا عملته استكملتَ حقيقة الإيمان؟ قال: "توالي أولياء الله محمّد صلّى الله عليه
وآله؛ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين عليهم السّلام؛ ثمّ انتهى الأمر
إلينا؛ ثمّ ابني جعفر وأومأ إلى جعفر وهو جالس؛ فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء
الله، وكان مع الصّادقين كما أمره الله"[20].
وفي الزّيارة الجامعة: "... سَعد من والاكم، وهَلك من عاداكم، وخاب من جحدكم، وضلّ
من فارقكم، وفاز من تمسّك بكم، وأَمِن من لجأ إليكم، وسَلِم من صدّقكم، وهَدي من
اعتصم بكم، من اتّبعكم فالجنّة مأواه، ومن خالفَكُم فالنّار مثواه"[21].
3. الحسين وليّ الله: وردَ في زيارة الأربعين
اَللّهُمَّ اِنّي اُشْهِدُكَ اَنّي وَلِيٌّ لِمَنْ والاهُ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ
اشْهِد: يعن إنّي أُشهد الله تعالى على إنّني خاشع وخاضع لمن والاه؛ وقيل أيّ محبّ
وصديق وناصر ومتابع بالقلب والّلسان.
وبالجملة: إنّي مظهر محبّتي وولايتي لمن تولّاه الحسين عليه السّلام، وعدوّ لمن
عاداه بالقلب والّلسان واليد واتبرّء منه. والسّرُّ في ذلك؛ أنّ الله تعالى هو
الآمر بموالاتهم ومحبّتهم والاعتصام بهم وبمن والاه الحسين عليه السلام؛ وعدوّ لمن
عاداه فالموالي لهم موالٍ له تعالى.
فعن أمير المؤمنين عليه السّلام سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: "أنا
سيّد ولد آدم وأنت يا علي والأئمة من بعدك سادات أُمّتي؛ من أحبّنا فقد أحبّ الله
ومن أبغضنا فقد أبغض الله ومن والانا فقد والى الله ومن عادانا فقد عادى الله ومن
أطاعتنا فقد أطاع الله ومن عصانا فقد عصى الله"[22].
وعن أبي جعفر عليه السّلام في تفسير (وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا)[23]؛ أن جعل
فيهم أئمّة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله فهذا ملك عظيم [24].
وفي الحديث عن الكافي: "أمّا لو أنّ رجلًا قام ليلَهُ وصام نهاره وتصدّق بجميع
ماله، وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي لله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته
إليه؛ ما كان له على الله حقّ في ثوابه؛ ولا كان من أهل الإيمان"[25].
وقد ورد في الزّيارة الجامعة: "مَنْ والاكُمْ فَقَدْ والَى اللهَ، وَمَنْ عاداكُمْ
فَقَدْ عادَ اللهَ وَمَنْ اَحَبَّكُمْ فَقَدْ اَحَبَّ اللهَ، وَمَنْ اَبْغَضَكُمْ
فَقَدْ اَبْغَضَ اللهَ"[26].
4. التّضحية والشّهادة على درب الحسين(ع)
إنّ للتّضحيات ألوانًا كثيرة؛ يأتي في الذّروة منها التّضحية بالنَّفس, وبذْل
الرّوح رخيصةً في سبيل الله لِدحر أعداء الله ونَصر دين الله, وهذا ما جسّده شهداء
المقاومة الإسلامية من المجاهدين والقادة على امتداد سنوات الجهاد وسَوْحه، ولاسيما
القائد الجهادي الكبير ( الحاج رضوان)، وسيّد شهداء المقاومة السّيد عبّاس الموسوي،
وشيخ شهدائها الشّيخ راغب حرب، حيث أغلى التّضحيات في أشرف السّاحات دفاعًا عن أشرف
النّاس، ولأن الجهاد –في ثقافتهم- بابٌ فتحه الله لخاصّة أوليائه، ولأنّ الله يحب
الّذين يقاتلون في سبيله، ولأنّ الشّهادة حياة كما حفظوا جيّداً من كتابهم، حيث قال
تعالى: "ولا تحسبّن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءً عند ربّهم
يُرزقون"[27]. وقال تعالى:" ولا تقولوا لـِمَن يُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء
ولكن لا تشعرون"[28]. كان سرّ الانتصار بشهادتهم ودمائهم الزّكية.
يقول[29] الشّيخ راغب حرب (قدّه): إنّنا اخترنا بتوفيق الله تبارك وتعالى طريقنا؛
وكنّا نَعي من أوّل الأمر أنّه طريق صعبٌ مُستصعب لا يسلكُه إلّا رجل امتحنَ الله
قلبه بالإيمان ولا يُنال إلّا بالتّقوى... اخترنا طريقنا وكنّا نعي أنّ هذا
الاختيار يُرشّحنا لأَمرَين؛ للنّصر أو للشّهادة أو يرشّحنا للأَمرين معًا، يرشّح
كلّ دمائنا لِأن تُراق وكلّ بيوتنا لِأن تُهدم وكلّ أموالنا لِأن تزول، ولكنّه
يرشّحنا لأن نتلقّى نصر الله الأكيد الذي لا يؤتاه إلا الصّابرون، اخترنا طريقنا
طريق الإسلام ونحن على علم باختيارنا لذلك لا يتصورنَّ متصوّر أنّه إنْ فقدنا
شهيداً مهمًّا كان عزيزاً على القلب؛ فلا يتصورنَّ متصوّر أنّ فقدان شهيد سيشعرنا
بالنّدم، لكنّنا سنقول ما قالت زينب يوم الطّف: الّلهم تقبّل منّا هذا القربان.
الشّهادة كما يراها الشّهداء: لقد تحدّث العديد من الشّهداء عن مفهوم الشّهادة،
وقيمتها ودلالاتها وفلسفتها، وقد عبّروا بذلك عن مكنونات فكرهم، وميّزوا بدقّة
غايات الشّهادة المقدّسة على هَدي رسول الله (ص) وآله الطّاهرين، عن غيرها من ألوان
الموت وحالاته، وهذا ما جعل الشّهادة عندهم أحلى من العسل – كما يعبّر الشهيد رباح
سامي زين في وصيته- “اعلموا أن الشّهادة عندي أحلى وأطيب من العسل، هذه الشّهادة
التي تنقلني من دار العذاب والتّعب والفناء إلى دار البقاء والرّاحة والسّعادة
والرّخاء، إنّني كلّما فكّرت بتلك الدّار دار الله الواسعة ولقاء الأحبّة يضيق صدري
من هذه الحياة الدّنيا؛ لم أعد أُطيق الانتظار فالانتظار صعب خاصّة انتظار
السّعادة؛ وكيف إذا كانت هذه السّعادة هي السّعادة الأبدية؛ الّتي لا سعادة بعدها
حيث يصل الإنسان إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فكّرت فيها
كثيرًا وحلُمت بها كثيرًا لهذه السّعادة؛ ولكن أحبّ أن أعيش أحبّ أن أحضنها أحبّ أن
ألتقيها. اعلموا يا أخوتي؛ أن لا سعادة للإنسان المؤمن إلاّ بلقاء ربه وهو راضٍ
عنه...".
ويعتبر الشّهيد نزار صالح بأن الشّهادة موت الشّرفاء، ولا قيمة لشهادتنا أمام شهادة
أبي عبدالله الحسين (ع) فيقول في وصيته: "مادام الموت حقّ على المرء فلماذا لا نموت
شرفاء مقتدين بسيّد الشّهداء سبط الرسول الإمام الحسين (ع) مُردّدين معه "هيهات
منّا الذّلة" ومجيبين إمام الأمّة لبّيك يا خميني، صارخين في وجه "إسرائيل" وأمريكا
وروسيا وجميع قوى الاستكبار العالمي بأن والله لا نعطيكم بأيدينا إعطاء الأذلّاء
ولا نُقرّ لكم إقرار العبيد".
ويُكمل قائلاً: قارنوا شهادتي بشهادة أبي عبدالله الحسين(ع) وبشهادة أبي الفضل (ع)
وسائر الأئمّة (ع) والشّهداء؛ ولِتعملوا أن شهادتي ليست شيء أمام شهادتهم وموتي ليس
شيء أمام مصيبتهم...، ويعيش الشّهيد الّذي يَعي قيمة الجهاد والشّهادة، وموقعهما في
المنظومة الإيمانيّة والعقائديّة، حالة القوّة والثّبات في جهاد العدو، وحالة
الغبطة للمجاهدين حتى بعد استشهاده، وهذا ما يعبّر عن أعلى درجات الوعي والتّضحية،
فهذا الشّهيد جلال رمّال يخاطب إخوانه المجاهدين قائلاً: “إخواني في المقاومة
الإسلاميّة: إنْ منّ الله عليّ بالشّهادة سأدعوه أن أقاتل بجنبكم ولو بثوب
الشّهادة، فإنّي أعشق أن أُذلّ الصّهاينة، وألقى الأسى بقرع جماجِمَهم فلكأنّ ذلك
أحبُّ إليّ من الجنّة، إن كنتم تغبطوني على الشّهادة فسأبقى أغبطكم على نعمة
الجهاد".
وهذا ما أكّد عليه أيضًا الشّهيد احمد فضل الله بقوله: “... وكم تمنّيت أن تكون
شهادتي قريبة لأنّني لا أعرف كيف أعيش في هذه الدّنيا، لا أحسُّ يومًا من الأيّام
بطعم لها أو لذّةً فيها في كلّ يوم أزداد شوقًا إلى ذلك الّلقاء إلى تلك الشّهادة
الّتي أتمنّى والله من كلّ قلبي أن تكون خالصةً لوجه الله تعالى حتى ألتقي بالنّبي
“ص" وهو مسرور منّي ويقبلني، ويا الله ما أجمله من لقاء... ولن تنالوا الشّهادة
إلاّ بشقّ الأنفس ولا يلقاها إلاّ ذو حظ عظيم...".
[1] الشيخ الطّوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص52.
[2] الشيخ الصّدوق، معاني الأخبار، ص393.
[3] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص533.
[4] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص230-231.
[5] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص488.
[6] الشيخ الحسين بن سعيد الكوفي، المؤمن، ص ۳۲.
[7] الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص29.
[8] المصدر نفسه، ص 53.
[9] ابن قولويه القمي، كامل الزيارات، ص 152.
[10] المصدر نفسه، ص 133.
[11] المصدر نفسه، ص 135.
[12] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 98، ص26.
[13] الشيخ الطوسي، تهذيب الاحكام، ج6، ص114.
[14] المنجد في اللغة، ص ٢١٦، مادة دعا.
[15] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص25.
[16] سورة آل عمران، الآية ١٩.
[17] سورة آل عمران، الآية 85.
[18] الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج1، ص 218.
[19] المصدر نفسه، ج1، ص58.
[20] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 27، ص 57.
[21] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص613.
[22] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 27، ص 88.
[23] سورة النساء، الآية 54.
[24] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 23، ص 291.
[25] الشيخ الكليني، الكافي، ج3، ص56.
[26]الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص613.
[27] سورة آل عمران، الآية 169.
[28] سورة البقرة، الآية 154.
[29] هذه الفقرة هي بمناسبة يوم الشهيد.