الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرجمراقباتمراقباتيجب أن نكون من أهل البصائر ومن الصابرين كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على مؤتمر إحياء ذكرى شهداء محافظة أصفهانفَمَا وَهَنُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا

العدد 1646 08 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 10 كانون الأول 2024 م

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1296 - 11 رجب 1439هـ - الموافق 29 آذار 2018م
نحن وعلي عليه السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الهدف: التعرُّف على جوانب من سيرة الإمام علي والاقتداء به (ع)

مطلع الخِطبة
لا شكّ ولا ريب أنّ ولاية النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأهل بيته فريضـةٌ ثابتةٌ من الله تعالى على عباده؛ بمعنى متابعتهم والائتمامِ بهم، وأنّها شرط في صحّة الأعمال وقبولها؛ فلا يصحّ عمل أحد من المكلّفين، ولا يقبله الله إلاّ بها، ولكن تصرّح النّصوص بأنّ ولاية أهل البيت عليهم السّلام لا تتحقّق إلاّ بطاعة الله، ولا تُنال إلاّ بالورع عن محارم الله، وإنّ المطيع لله هو الوليّ لهم، والعاصي لله ليس لهم بوليّ.

ورد عن أبي جعفر عليه السلام، قال: «لا تذهب بكم المذاهب، فوالله ما شيعتنا إلاّ من أطاع الله عزّ وجلّ»(1). وعنه في حديثٍ طويل، قال فيه: «يا جابر! والله ما نتقرّب إلى الله تبارك وتعالى إلاّ بالطاعة، وما معنا براءة من النّار، ولا على الله لأحد من حجّة، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ، وما تُنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع»[1].

كيف نُطيع علياً (ع)؟
نُطيع عليّاً ونكون من شيعته عندما نتّخذ عليّاً قدوة وأُسوة ونسير على هديِه وخُطاه، فهو وليّ المؤمنين بنصّ رسول الله(ص).

1. علي وليّ المؤمنين:
أخذ النّبي (ص) بِيَد عليّ يوم الغدير فرفعها حتّى يراه النّاس كلّهم فسأل الرّسول(ص) الحضور "أيُّها الناس؛ أَلستُ أَولى بكم من أنفُسكم؟، فأجابوا: "نعم يا رسول الله"[2]. فقال: "إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولَى بهم من أنفُسهم "، ثمّ قال: "فمن كنت مولاه فعليٌّ مولاه" يقولها ثلاث مرات، ثمّ قال "الّلهم والِ من والاه وعادِ من عاداه؛ وانصُر من نصرَه واخذُل من خذلَه " ثمّ خاطَب الناس: "يا أيّها النّاس، ألا فليبلّغ الشّاهد الغائب"[3].

2. عليٌّ العابد:
قال (ع): إلهي كفا بي عزّاً أن تكون لي ربّاً وكفاني فخراً أن أكون لكَ عبداً.

وعنه (ع): “ما عبدتُك خوفاً من نارِك ولا طمعاً في جنّتك..." [4].

وفي دعاءِ كُميل ذكَر أرقى عبارات التذلّل والعبودية: ”... وأنا عبدك الضّعيف الذّليل الحقير المسكين المستكين... إلهي وسيّدي ومولاي ومالِك رقّي يا من بيده ناصيتي... يا عليماً بضرّي ومسكنتي... [5].

وقد ورد عن الإمام علي (ع) ذاته: ((.. وإنّما هي نفسي أروِّضها بالتّقوى لتأتي آمنةً يوم الخوف الأكبر)) [6]. وفي حديث ضرار بن ضمرة لمعاوية بن أبي سفيان حول شخصيّة الإمام (ع)؛ تجسيدٌ لهذه الحقيقة، فمّما جاء في حديثه ((.. كان والله صوّاماً بالنّهار قوّاماً بالّليل..)) [7].

3. الشجاعة في ميزان عليّ:
الشّجاعة هي الصّبر والثّبات والإقدام على الأمور النّافعة تحصيلاً وعلى الأمور السيئة دفعاً، وتكون في الأقوال والأفعال، والتغلّب على رهبة الموقف، قال الإمام علي عليه السّلام: “الشّجاعة صبرُ ساعة”[8].

يقول الإمام عليّ عليه السّلام: “الشّجاعة عزٌّ حاضر والجُبن ذلٌّ ظاهر“[9]، وقد أوصى أمير المؤمنين مالك الأشتر أن لا يستشير أحداً من الجبناء لئلاّ يصاب بالضّعف فقال عليه السّلام: ”لا تدخلنّ في مشورتك... جباناً يُضعفك عن الأمور”[10]. ولا يمكن أن يجتمع الإيمان مع الجُبن؛ كما أكّد الإمام الباقر عليه السّلام بقوله:” لا يكون المؤمن جباناً ولا حريصاً ولا شحيحاً ”[11].

4. عليٌّ ميزانُ الحقّ والعدل:
من المعروف تاريخيّاً أن تمسُّكَه (عليه السّلام) بالحق، وصرامتِه في تطبيقه، قد جَعَلَ كثيراً من سادة قريش وزعماء العرب يُعادونه، ويلتحقون بصفوف معاوية.وقد ضاقوا كثيراً منه عليه السّلام خصوصاً بالتّسوية في القِسمة بينهم وبين العامّة وهم الرّؤساء، وقد كان واعياً بذلك ولكنه لم يتنازل قَيد أَنْمُلَةٍ، فقال (عليه السّلام) عنهم: (وَقد عَرفُوا العدلَ وَرَأوهُ، وسَمعُوه وَوَعَوْهُ، وعَلِمُوا أن الناس عندنا في الحَقِّ أسوَة (سواء) فَهَربُوا إلى الأثرة، فَبُعداً لهم وَسُحقاً) [12].

ورُوي عن ابن عبّاس أنّ عليّاً عليه السّلام خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة فقال: (ألا إنَّ كل قِطعة أقطعها عثمان، وكلَّ مالٍ أعطاه من مالِ الله، فهو مَردُودٌ في بيت المال، فإن الحقَّ القديم لا يُبطله شيء، واللهِ لو وَجَدتُه وقد تُزُوِّج به النساء، وفُرِّق في البلدان لَرَدَدتُه إلى حاَلِهِ فإن في العَدلِ سِعَة، ومن ضاق عنه الحقُّ فالجورُ عليه أَضْيَق) [13].

وقد أرسى الإمام علي عليه السلام مبدأ التّكافل الاجتماعي على قاعدة أنّ الحقوق المفروضة في أموال الأغنياء لصالح الفقراء كافيةٌ لِرَفعِ الحاجة في المجتمع؛ فيقول عليه السّلام: (إِنَّ الله سبحانهُ فَرضَ في أموالِ الأغنياءِ أقواتُ الفقراء، فما جَاعَ فقيرٌ إلا بما مَتَّع به غَني، أو بما مَنِعَ منه غَني، واللهُ تَعالى سَائِلُهُم عن ذلك) [14].

ودخل عليه تلميذه عبد الله بن عباس يوماً فوجده يخصِف نعلَه، فعجِب ابن عباس من أنّ يخصف أمير المؤمنين (عليه السلام) نعلَه بنفسه، وهو يحكم مناطق شاسعة من العالم القديم، فقال (عليه السّلام) لابن عباس: ما قيمة هذه - مشيراً إلى نعله - ؟ قال ابن عباس: لا قيمة لها.فقال عليه السلام: (والله لَهِيَ أحبُّ إليَّ من إِمرتكم، إلّا أن أُقيم حقّاً أو أَدفَع باطلاً) [15].

5. عليٌّ صاحِب الخُلق العظيم:
لقد كان الزُّهد معلَماً بارزاً من معالم شخصيّة الإمام علي (ع)، وسِمة مميّزة زيَّنه الله تعالى به؛ فعن عمّار بن ياسر (رض) قال: قال رسول الله (ص) لعلي: ((إنّ الله قد زيّنك بزينةٍ لم يزيّن العباد بزينةٍ أحبّ منها، هي زينة الأبرار عند الله: الزُّهد في الدّنيا، فجعلك لا ترزأ ـ تعيب ـ من الدّنيا ولا ترزأ الدّنيا منك شيئاً، ووهبك حبّ المساكين، فجعلك ترضى بهم أتباعاً، ويرضَون بِكَ إماماً)) [16].

ولقد زهِد الإمام (ع) بالدّنيا وزُخرفها زُهداً تامّاً وصادقاً. فلقد عاش في بيتٍ متواضع لا يختلف عمّا يسكنه الفقراء من الأمّة، وكان يأكل الشّعير، تطحنه امرأته أو يطحنه بنفسه، قبل خلافته، وكان يُحرّم على نفسه الأكل من بيت المال.. ويرقع مدرّعته حتى يستحي من راقعها مجسّداً بذلك أرفع شعار للزاهدين: ((.. فوالله ما كنزتُ من دُنياكم تِبراً، ولا ادّخرت من غنائمها وفراً، ولا أعددتُ لبالي ثوب طمراً، ولا حُزتُ من أرضها شبراً، ولا أخذتُ منه كقوت أتان دبرة، ولَهي في عيني أوهى وأوهن من عفصة مقرة)) [17].

وعن الإمام الصّادق (ع) يقول: ((كان أمير المؤمنين أشبه النّاس طعمة برسول الله (ص) يأكل الخبز والخلّ والزّيت ويُطعم النّاس الخبز والّلحم)) [18].

وعن سويد بن غفلة قال: دخلت على عليّ (ع) بالكوفة، وبين يديه رغيف من شعير، وقدحٌ من لبن، والرّغيف يابس. فشقّ عليَّ ذلك. فقلت لجارية له يقال لها فضّة: ألا ترحمين هذا الشيخ، وتنخُلين له هذا الشّعير. فقالت:... إنّه عهِد إلينا ألّا ننخل له طعاماً قطُّ.. ! فالتفتَ الإمام إليّ وقال: ما تقول لها يا ابن غفلة، فأخبرته... وقلت: يا أمير المؤمنين ارفِق بنفسك. فقال لي: ويحكَ يا سويد؟ ما شبع رسول الله (ص) وأهله من خبز بُرٍّ ثلاثاً تباعاً حتى لقي الله، ولا نخل له طعام قطّ...)) [19].

6. عليّ الزّوجُ الحنون:
قال أمير المؤمنين علي (ع) حول علاقته بزوجته فاطمة الزهراء(ع):
- “فوالله ما أغضبتُها ولا أكرهتُها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّ وجلّ،
- ولا أَغضبَتني ولا عَصت لي أمراً
- ولقد كنت أنظُر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان.

وفي الرّواية عن أبي جعفر(ع) قال: (إنّ فاطمة ضَمِنت لعليّ(ع) عمَل البيت والعجين والخبز وقمّ البيت، وضمن لها عليٌ ما كان خلف الباب: نقل الحطب وأن يجيء بالطعام فقال لها يوماً: يا فاطمة هل عندك شيء؟ قالت: والذي عظّم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيّام شيء نقريك به قال: أفلا أخبرتني؟ قالت: كان رسول الله(ص) نهاني أن أسألك شيئاً فقال: لا تسألين ابن عمك شيئاً إن جاءك بشيء (عفو) وإلّا فلا تسأليه)[20].

- عليٌّ يبكي فاطمة: وقف الإمام علي(ع) عند قبر الزهراء بَعد دفنها مخاطباً النّبي محمّد (ص) قائلاً: “السّلام عليك من ابنتكَ وحبيبتكَ وقرّة عينكَ وزائرتكَ والبائتة في الثّرى ببقعتك، ... قلّ يا رسول عن صفيّتك صبري، أمّا حُزني فسرمد، وأما ليلي فمسهّد، وهمٌ لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، وإلى الله يا رسول الله المشتكى، وفيك يا رسول الله أحسن العزاء..”[21].

[1] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 73.
[2] صحـيح ابن ماجة باب فـضائـل أصحاب رسـول الله، باب فـضائل علي بن ابي طالب، ج 1 ص 43، (الحديث رقم 116). مـسنــد احمـد، ج 4، ص 281. مستدرك الصحيحين، ج 3، ص 109 (مع الاختلاف في اللفظ).
[3] الشيخ الكليني، الكافي، ج 1، ص 289. کشف الغمة، ج 1، ص 50.
[4] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 67، ص 186.
[5] الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد وسلاح المتعبد، ج2، ص 847.
[6] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص 417.
[7] ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب (ع)، ج2، ص 103.
[8] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 78، ص 11.
[9] التميمي الآمدي، غرر الحكم ودرر الكلم، ص 38.
[10] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص 430.
[11] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 72، ص 301.
[12] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص 461.
[13] راجع: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 269.
[14] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص 533.
[15] المصدر نفسه، ص 76.
[16] أبو جعفر أحمد الطبري، الرياض النضرة في مناقب العشرة، ج3، ص 210.
[17] نهج البلاغة، تحقيق صبحي الصالح، ص 417.
[18] الشيخ الكليني، الكافي، ج6، ص 328.
[19] السيد المرعشي، شرح إحقاق الحق، ج17، ص 599.
[20] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج14، ص 197.
[21] الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص 459.

28-03-2018 | 14-18 د | 2147 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net