الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرجمراقباتمراقباتيجب أن نكون من أهل البصائر ومن الصابرين كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على مؤتمر إحياء ذكرى شهداء محافظة أصفهانفَمَا وَهَنُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا

العدد 1646 08 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 10 كانون الأول 2024 م

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1298- 25 رجب 1439 هـ - الموافق 12 نيسان 2018م
البِعثة النبويّة المباركة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

البِعثة النبويّة المباركة

الهدف: التعرُّف على معنى وفضل وأعمال ليلة المبعث النبويّ ويومِه.

مَطلَع الخِطبة
البِعثة مصطلحٌ يشير إلى حادثة تنصيب الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله) لمقام الرسالة وتبليغ الإسلام لهداية الناس. وقد كانت بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله) في غار حِراء الواقع في جبل النور القريب من مكّة، وذلك في اليوم السابع والعشرين من رجب، للسنة الثالثة عشرة قبل الهجرة؛ طِبقاً لـِما هو مشهورٌ عند الإمامية. وكان الرسول (صلى الله عليه وآله) في الأربعينَ من عمرهِ في ذلك الوقت. وتُعتبر ذكرى المبعث النبويّ عيداً من أعياد الشيعة، وتُشتَهر بعيدِ المبعث.

معاني البِعثة
- البِعثة لغةً: أصل كلمة البِعثة من «بعَث»، وهي بمعنى الإرسال والتوجيه[1].
- البِعثة في الاصطلاح: بمعنى إرسال شخص من قبل الله تعالى إلى الناس ليدعوهم إلى دينه. والبعثة عند المسلمين بمعنى بعثة النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.

البِعثة في القرآن
البِعثة في مفهومها القرآني بمعنى السير والوصول إلى مرحلة خاصّة من التكامل مع تطوّر وتحوّل، ولذا استعمل لبعث الأموات يوم الحشر؛ لأنّه بداية تحوّل عظيم ودخول في أجواء جديدة وهي عالم الآخرة، قال تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ)[2]، وإن كان يغلب على استخدام هذا المصطلح لبِعثة الأنبياء وإرسالِهم لهداية الناس، قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[3].

فلسفة البِعثة:
القرآن الكريم في جميع الموارد يَنسِب البَعث إلى الله، أي: بعثُ الموتى والتقنين الخاص لعالم الوجود وإرسال الرسل، فهذه القضايا بأَسْرها تكشِف عن إرادة الله المـُطلقة في إدارة الكون وعالمِ الوجود.

والمـُلفت في بِعثة الأنبياء هي منَّةُ الله تعالى على الناس، قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ)[4]، فهذه المنَّةُ هي:
أولاً - للهدايةِ والإرشاد.
وثانياً- أنّ الله أرسل الرسل وبعثَ الأنبياء من بين الناس ومن جِنسِهم. وإن كانت بِعثة الأنبياء من بين الناس قد تسبّبت باستهزائهم وإنكارهم من قبل المشركين والمتكبّرين والمعاندين، قال تعالى: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً)[5]، لكنّها لا تخلو عن حكمةٍ كامنة؛ إذ أنّ الأنبياء - كما ورد في القرآن - هم الأُسوة والنموذج الأعلى. فلو بعثوا من غير نوع البشر؛ ما تمكّنوا أن يكونوا أُسوةً للناس، فهذه سنَّةٌ من سِنن الله تبارك وتعالى أن بعثَ لكلّ قسمٍ من الخلْقِ رسولاً من أنفسِهم لتكونَ الحجَّةُ البالغةُ لله تعالى. (لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ)[6].

بعثة النّبي (صلى الله عليه وآله)
في الأربعين من عمره بُعث النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم للرسالة، وقيل - وهو مخالف للمشهور - أنّه بعث في الثالث والأربعين من عمره، ويرجع سبب هذا الاختلاف إلى مفهوم البِعثة، فهل البِعثة بدأت بنزول الآيات الأولى للقرآن، أو لا، أنّها بدأت بالإعلان الرسميّ لها؟

فعندما كان النبي الأكرم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم في غار حِراء وفي جبل النور يعبُد الله، ويتفكَّرُ في خلق السمواتِ والأرضِ؛ نزلَت عليه الآياتُ الأولى من سورة العلق ﴿اقرأ باسم ربِّك الذي خلَق[7]، وبذلك بدأت دعوته، واستمرّت هذه الدعوة بنزول الآيات الأولى من سورة المدّثر.

النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم في بداية رسالته أخبَر زوجتَهُ خديجة وابنُ عمِّه عليّ (عليه السلام) بذلك. وبنزول آية ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ[8]، قام النبي بدعوة أهلهِ وعشيرتهِ وبذلك دخلت دعوته في مرحلةٍ جديدة، وفي نفسِ السنة وبنزولِ آية ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ[9]، ففي سوقِ عُكاظ - المكان الذي يجمتعُ فيه الناس للتجارة؛ كما أنّ في بعض مرتفعاتِه يتحكّمون فيه أفضل شِعْرهم - للمرّة الأولى؛ وبعد أن دَعى الناس إلى إخفاء دينهم أعلنَ عن رسالتِه.

مكانة المبعث النبويّ بين المسلمين
لبِعثة النبي (صلى الله عليه وآله) مكانةٌ متميزةٌ بين المسلمين، وتُعتبر بداية الشرعيّة الإسلاميّة. تلك الشرعيّة التي بدأت بأتباعٍ قليلة وفي ظروفٍ صعبة، ثم انتشر في أنحاء العالم حتى أصحبت تهواها القلوب، كما أنّها بدايةُ تطوّر عظيم؛ ومنعطفٍ تاريخيٍّ في حياة الإنسان.
بناءً على ما نقله المؤرِّخون أنّ هذا الحدث العظيم وقَع في يوم الإثنين 27 شهر رجب في سنة الأربعين بعد عام الفيل؛ الموافق لسنة العشرين من حكومة خسرو برويز الملك الإيراني. هناك أخبار أخرى تتحدّث عن أنّ البعثة النبوية كانت في 17 أو 18 من شهر رمضان، وقيل أنّها حدثت في بداية شهر ربيع الأوّل وأيّامها الأولى، وقد اختارت الشيعة الرأي الأول[10]. اتّخذت الفِرَق الإسلاميّة يومَ المبعث عيداً عظيماً في جميع البلاد الإسلاميّة.

أعمال المبعَث النبويّ الشريف
- الّليلة السابعة والعشرون: هي ليلة المبعث وهي من الليالي المباركة وفيها أعمال:

الأول: قال الشيخ في (المصباح): رُوِي عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) قال: "إنّ في رجب ليلة هي خيرٌ للناس ممـّا طلعت عليه الشمس، وهي ليلة السابع والعشرين منه نُبِّىء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا مثلُ أجرِ عملِ ستّين سنة.
قيل: وما العمل فيها؟ قال: إذا صلّيت العشاء ثمّ أخذت مضجعك ثمّ استيقظت أيّ ساعةٍ من ساعات الليل كانت قبل منتصفه؛ صلّيت اثنتَي عشرة ركعة تقرأ في كلّ ركعة الحمد؛ وسورة خفيفة من المفصّل، والمفصّل سورة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى آخر القرآن، وتسلّم بين كلّ ركعتين، فإذا فرغت من الصلوات جلست بعد السلام وقرأتَ الحمد سبعاً والمعوّذتين سبعاً وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون كلاً منها سبعاً؛ وإنّا أنزلناه وآية الكرسيّ كلاًّ منها سبعاً وتقول بعد ذلك كلّه: ((الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلى أَرْكانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الاَعْلى الاَعْلى الاَعْلى وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ)). ثمّ ادعُ بما شِئت. ويستحبُّ الغُسل في هذه الليلة.

الثاني: زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي أفضل أعمال هذه الليلة.
زيارةٌ أوردها الشّيخ المفيد والسّيد والشّهيد بهذه الكيفيّة، إذا أردت زيارة الامير (عليه السلام) في ليلة المبعث أو يَومِه؛ فقِف على باب القُبّة الشّريفة مُقابل قبره (عليه السلام) وقُل:
أشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ،وأشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأنَّ عَلِيَّ بْنَ أبي طالِب أميرَ الْمُؤمِنينَ عَبْدُ اللهِ، وَأخُو رَسُولِهِ، وَأنَّ الْأئِمَّةَ الطّاهِرينَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ، ثمّ ادخُل وقِف عند القبر مُستقبلاً القبر والقبلة بين كتفَيك وكبّر الله مائة مرّة وقُل:
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ خَليفَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوح صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّد سَيِّدِ رُسُلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ، ... ثمّ قبّل الضّريح وضع خدّك الأيمن عليه ثمّ الايسر ومِل إلى القبلة وصلّ صلاة الزّيارة وادعُ بما بدا لك بعدها.

الثالث: قال الكفعمي في كتاب (البلد الامين)، أدعُ في ليلة المبعث بهذا الدعاء:
((اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَجَلِّي الأَعْظَمِ فِي هذِهِ اللَيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ المُعَظَّمِ وَالمُرْسَلِ المُكَرَّمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَغْفِرْ لَنا ما أَنْتَ بِهِ مِنَّا أَعْلَمُ يامَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ، اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي لَيْلَتِنا هذِهِ الَّتِي بِشَرَفِ الرِّسالَةِ فَضَّلْتَها وَبِكَرامَتِكَ أَجْلَلْتَها وَبِالمَحَلِّ الشَّرِيفِ أَحْلَلْتَها اللّهُمَّ فَإَنَّا نَسأَلُكَ بِالمَبْعَثِ الشَّرِيفِ وَالسَيِّدِ اللَّطِيفِ وَالعُنْصُرِ العَفِيفِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَجْعَلْ أَعْمالَنا فِي هذِهِ اللَيْلّةَ وَفِي سائِرِ اللَيالِي مَقْبُولَةً وَذُنُوبَنا مَغْفُورَةً وَحَسَناتِنا مَشْكُورَةً وَسيِّئاتِنا مَسْتُورَةً وَقُلُوبَنا بِحُسْنِ القَوْلِ مَسْرُورَةً ...
ثم ارفع رأسك من السجود وقل: ((اللّهُمَّ إِنِّي قَصَدْتُكَ بِحاجَتِي وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتِي وَتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِأَئِمَّتِي وَسادَتِي، اللّهُمَّ انْفّعْنا بِحُبِّهِمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُمْ وَأَدْخِلْنا الجَنَّةَ فِي زُمْرَتِهمْ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ)).
وقد ذكَر السيّد هذا الدعاء ليوم المبعث.

- اليوم السابع والعشرون:
وهو عيدٌ من الأعياد العظيمة وفيه كان بِعثة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهبوط جبرئيل عليه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالرسالة، ومن الأعمال الواردة فيه:

الأول: الغُسل.

الثاني: الصيام، وهذا اليوم أحدُ الأيام الأَرْبعة التي خُصّت بالصيام بين أيام السنة، ويَعدل صوم هذا اليوم صيام سبعين سنة.

الثالث: الإكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد.

الرابع: زيارة النبي وزيارة أمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام.

الخامس: قال الشيخ في (المصباح): روى الرّيان بن الصَّلت قال: صام الجواد (عليه السلام) لما كان ببغداد يوم النصف من رجب ويوم سبع وعشرين منه وصام جميع حشمه؛ وأمرنا أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتا عشرةَ ركعة تقرأ في كلّ ركعة (الحمد) وسورة، فإذا فرغت قرأت (الحمد) أربعاً و(قل هو الله أحد) أربعاً و(المعوّذتين) أربعاً وقلت أربعاً: ((لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، وأربعا: الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وأربعاً: لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً)).

السادس: روى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح (رض) قال: تصلّي في هذا اليوم اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كلّ ركعة (فاتحة) الكتاب؛ وما تيسّر من السور وتتشهّد وتسلِّم وتجلس وتقول بين كلّ ركعتين: ((الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ياعُدَّتِي فِي مُدَّتِي ياصاحِبي فِي شِدَّتِي ياوَلِيِّي فِي نِعْمَتِي ياغِياثِي فِي رَغْبَتِي يانَجاحِي فِي حاجَتِي ياحافِظِي فِي غَيْبَتِي ياكافِيَّ فِي وَحْدَتِي ياأُنْسِي فِي وَحْشَتِي، أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُقِيلُ عَثَرتِي، فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُنْعِشُ صَرْعَتِي فَلَكَ الحَمْدُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِي أَصْحابِ الجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ)).
فإذا فرغت من الصلاة والدعاء قرأت الحمد والاخلاص والمعوّذتين؛ وقل يا أيُّها الكافرون وإنّا أنزلناه وآية الكرسي سبع مرات، ثمّ تقول: ((لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَسُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله) سبع مرات، ثم تقول سبع مرات: ((الله الله رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً))، وتدعو بما أحبَبت.

السابع: في (الإقبال) وفي بعض نسخ (المصباح): أنّه يستحبُّ الدعاء في هذا اليوم بهذا الدعاء:
((يا مَنْ أَمَرَ بِالعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ وَضَمَّنَ نَفْسَهُ العَفْوَ وَالتَّجاوُزَ يا مَنْ عَفا وَتَجاوَزَ اعْفُ عَنِّي وَتَجاوَزْ يا كَرِيمُ، اللّهُمَّ وَقَدْ أَكْدى الطَّلَبُ وَأَعْيَتِ الحِيلَةُ وَالمَذْهَبُ وَدَرَسَتِ الامالُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدّيْكَ مُتْرَعَةً وَأبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَهً ...

الثامن: قال في (الإقبال) قل: (اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتجْلِ الأَعْظَمِ…) الدعاء. وقد مرَّ هذا الدعاء على رواية الكفعمي في دعوات الليلة السابعة والعشرين..
 
[1] الفراهيدي، العين، ج2، ص112. والأصفهاني، الراغب، ص52.
[2] سورة يونس، الآية 45، وراجع: سورة البقرة، الآية 56؛ سورة الحج، الآية 7، وغيرها.
[3] سورة البقرة، الآية 213؛ وراجع: سورة النحل، الآية 36؛ سورة الإسراء، الآية 17.
[4] سورة آل عمران، الآية 164.
[5] سورة الإسراء، الآية 94.
[6] سورة آل عمران، الآية 164.
[7] سورة العلق، الآية 1.
[8] سورة الشعراء، الآية 214.
[9] سورة الحجر، الآية 94.
[10] ينظر: ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص236 ـ 237؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص16؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج2، ص298.

11-04-2018 | 14-52 د | 2301 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net