الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1647 15 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 17 كانون الأول 2024 م

السيّدة الزهراء (عليها السلام) نصيرة الحقّ

وَهِيَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِيَّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع مختلف فئات الشعب بشأن التطوّرات في المنطقةانتظار الفرجمراقباتمراقباتيجب أن نكون من أهل البصائر ومن الصابرين كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على مؤتمر إحياء ذكرى شهداء محافظة أصفهانفَمَا وَهَنُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا

العدد 1646 08 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 10 كانون الأول 2024 م

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1321 - 10 محرم 1440 هـ - الموافق 20 أيلول 2018م

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تصدير الخِطبة
﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ[[1].

واقع شبه الجزيرة العربيّة قبل مجيء الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)
لو أرَدْنا المقارنة، وباختصار، بين الحال الذي كان يعيشُهُ أبناء الجزيرة العربيّة قبل الإسلام وبعده، فسيظهر لدينا العديد من الاختلافات والتغييرات التي طرأَت على هذا المجتمع على أكثر من صعيد.

- من الناحية العقديّة
كانوا يعبدون أصناماً يصنعونها هم بأيديهم، من صخرٍ أو تمرٍ أو طين أو غيرها، ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[[2].

- من الناحية السياسيّة
 كان ولاؤهم يتوزّع بين الروم والفُرس والحبَشة، فلم يكن لديهم هويّة سياسيّة واحدة ومستقلّة، أو بمعنىً آخر كانوا، في أغلب الأحيان، تبَعٌ وليسوا متبوعين.

- من الناحية الأخلاقيّة والمسلكيّة
كانوا يقتلون بعضهم بعضاً لِأَحقر الأسباب وأسخفها، وقد تطول الحروب بينهم لأعوامٍ عديدة، كحرب البَسوس التي دامت ثلاثينَ سنة، وحرب داحس والغبراء وقد دامت أربعين سنة.
كانوا لا يمتنعون عن الخبائث، فيأكلون الميتَةَ ويشربون الدّم.
كانوا يطوفون بالكعبة عُراةً، وكان الزنا بينهم مُنتشرٌ بشكلٍ هائل.
كانوا يقتلون أولادهم بسبب الفقر أو خوف الفقر، ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ[[3].
بل كان بعضهم يدفن بناته ويئدهنّ خشية وقوعهنّ في الأسْر وجلْب العار وهُنَّ أحياء. قال تعالى: (وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت)[4]. 
أمّا في معاملاتهم، فقد كانت مبنيّة على الربا، والأنصاب والأزلام، بل كان منهم من يَرْهَن زوجته أو ابنته أو أُخته في مقابل بضاعة تجاريّة ما.
وكانوا يحرمون المرأة من حقّها في الميراث، إضافة للكثير من الممارسات الجاهليّة التي يصعُب ذِكْرها جميعاً في هذه العُجالة .
 
في عَهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)
عَمِل رسول الله(ص) في مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة مدّة ثلاث وعشرين سنة؛ ثلاث عشرة سنة في مكّة، ثمّ عشر سنوات في المدينة المنوّرة، أخرجهم فيها من ظلمات الجهل والغيّ إلى نور الهداية والمعرفة والحقّ...

في الرواية: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا ذُكر رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، قال: بأبي وأمّي وقومي وعشيرتي، عجبٌ للعرب كيف لا تحملنا على رؤوسها! والله - عزّ وجلّ - يقول في كتابه: ﴿وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَ[، فبرسول الله (صلّى الله عليه وآله) أُنقذوا.

وفي خِطبة السيّدة الزهراء(عليها السلام)، وهي تبيّن حالهم وكيف أنّ الله أنقذهم بنبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله)، تقول: "وكنتم على شفَا حُفرة من النارِ، مَذْقَةَ الشَّارب، ونُهْرةَ الطامع، وقَبْسَةَ العَجْلان، ومَوْطِئ الأقدام، تَشْربُون الطَّرْقَ، وتَقْتاتُون القَدَّ، أذِلَّةً خاشعين، يَتخطَّفكم الناسُ مِن حولِكم، فأنقذكم اللهُ بنبيّه (صلّى الله عليه وآله)، بعد اللَّتيَّا والَّتي، وبَعْدَ مَا مُنيَ بِبُهَمِ الرِّجال، وذُؤْبانِ العرب، ومردة أهل الكتاب...".

مودّة أهل البيت أجْر الرسالة
﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى[
فإنّ في مودّتهم ومحبّتهم نفْعٌ للأمّة، وضمان لبقاء الدين واستمراره، فهم وعاء السنّة وحفَظَةِ الرسالة؛ وإنّ هذه المودّة، لهم بنفسها، ترتبط بقضيّة الولاية وقبول قيادة الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) من آل الرسول، والتي تعدُّ استمراراً لقيادة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) واستمراراً للولاية الإلهيّة. وممّا لا شكّ فيه ولا ريب، أنّ قبول هذه الولاية والقيادة كقبول نبوّة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله)، وأنّها ستكون سبباً لسعادة البشريّة نفسها، وستعود نتائجها إليها.

يَنقل أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة: "لمّا نزلت: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى[، قالوا : يا رسول الله، ومَنْ قرابتك؟ مَنْ هؤلاء الذين وجَبَت علينا مودّتهم؟ قال: "عليّ وفاطمة وابناهما"، وقالها ثلاثا".

وعن الإمام أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى[، قال : "هم الأئمّة".

تخاذُل الأُمّة
- مع أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)
لم تفِ الأمّة بعهدها لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)، بل عمَدت إلى نقضها لوصيّته، وهو على المـُغتسل، فغدرت به في سقيفة بَني ساعدة، وانقلب الناسُ على البيعة في غدير خمّ لأمير المؤمنين (عليه السلام)، ولم يجد له ناصراً ولا مُعيناً، حتى قال: "لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم".

وفي تأريخ اليعقوبيّ: إنّ أصحابه الذين كانوا يجتمعون إليه طالَبوه بمناهضة القوم وتعهّدوا بالنُصرة، وكأنّهم ظنّوا أن قد بلغوا العدد المطلوب (40 ذوي عزم)، فقال لهم: اغدوا على هذا محلّقي الرؤوس، وهو إنّما يريد أن يُريهم أنّهم لم يبلغوا المنزِلة التي تُقام بها الحُجّة، فلم يَعُدْ عليه إلّا ثلاثة نفَر.

- مع الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
ولم يكن الإمام المجتبى أوفر حظّاً من أبيه (عليهما السلام)، حيث غدَر به قادة جيشه، وتواطؤوا مع معاوية ومنهم عبيد الله بن العبّاس، قائد الطليعة العسكريّة، وخانه زعماء القبائل في الكوفة، حيث أغدق عليهم معاوية الأموال، فأعلنوا له الولاء والطاعة، وعاهدوه على تسليم الإمام الحسن (عليه السلام) له.

كما تعرّض الإمام (عليه السلام) لمحاولة اغتيال ثلاث مرّات، وكان بعضهم يسلّم عليه قائلاً: السلام عليك يا مُذلّ المؤمنين!!

- مع الإمام الحسين (عليه السلام)
أمّا فاجعة كربلاء؛ فهي خيرُ شاهدٍ ودليل على تخاذُل هذه الأُمّة وغدرها برسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وخيانتها لعَهده ووصيّته... والخُلاصة تكمُن في قول الإمام السجّاد (عليه السلام): "ما بمكّة والمدينة عشرون رجلاً يحبّنا".
 
دور الأمّة في هذا الزمن
ها أهل الكوفة دعوا إمام زمانهم، ثمّ غدروا به، وها إنّنا نحن الآن ننتظر إمام زمانِنا صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجهم الشريف)، والسؤال هنا؛ هل يكفي أن ندعوا بتعجيل فرجه، أم أنّ لانتظاره شروطاً أُخرى يا ترى؟!

 إنّ حقيقة الأمر تكمن أوّلاً في الثبات والالتزام والوفاء، وليس مجرّد الدعاء والطلب والرجاء.

إنّ دعوة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن محصورة في إطارٍ زمنيّ معيّن، فكلامُه لبني هاشم: "إنّه من لحق بي استُشهد، ومن تخلّف عنّي لم يبلُغ الفتح، والسلام"، هو كلامٌ لكلّ حرّ وأبيّ في العالم.

وإنّنا في كلّ زمن يمكننا اللحاق بأبي عبدالله (عليه السلام)، وذلك من خلال رفض الظلم والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...

وإنّ نداءه "ألا من ناصرٍ ينصُرنا"، لم يكن في إطار جغرافيّ محدّد، بل إنّ نصرتهم تكون في كلّ زمان ومكان، بحِفظ الإسلام المحمّديّ الأصيل والزوْدِ عنه والسعْي لإعلاء كلمة الحقّ.

إنّ الأمّة في ذلك الزمن لم تستجب لنداء الحسين (عليه السلام)، فابتُليت بما ابتُليت به على مرّ العصور، مِنْ تسلُّط الظالمين على رقابهم وإذلالهم... وهذا الأمر سُنّة إلهيّة في الأرض، فمن أراد العزّة والكرامة، عليه أن يلتزم نهجَ محمّد وآل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين).

[1] سورة الحجرات، الآية 14.
[2] سورة يونس، الآية 18.
[3] سورة الأنعام، الآية 151.
[4] سورة التكوير، الآية 9.

19-09-2018 | 11-12 د | 1668 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net