محاور الموضوع الرئيسة:
-عظمة القرآن الكريم ومنزلته.
- خصائص القرآن.
- التركيز على التعليم والتعلم والحفظ والتدبر وحلقات التلاوة في المساجد والبيوت.
- عظمة القرآن في الروايات.
الهدف:
التعرف على بعض جوانب عظمة القرآن الكريم.
تصدير الموضوع:
روي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قوله: "فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه"1.
1- عظمة القرآن الكريم ومنزلته
لا شك أن القرآن هو جوهرة البعثة النبويّة الشريفة وكونه المصدر الأول للشريعة المقدّسة، وهو الحجّة القاطعة بيننا وبين الله تعالى، وأنّ ما بين الدفتين والمتداول بين المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم لم يزد فيه ولم ينقص منه، وكما يقول العلامة حسن زاده آملي "واعلم أن الحق المحقّق المبرهن بالبراهين القطعية من العقلية والنقلية أن ما في أيدي الناس من القرآن الكريم هو جميع ما أنزل الله تعالى على رسوله خاتم النبيين محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم وما تطرّق إليه زيادة ونقصان أصلاً" ومن المتفّق عليه أن هذا القرآن لم ينزل على الرسول صلى الله عليه واله وسلم دفعة واحدة في ليلة القدر، بل إنه تنزّل عليه منجَّماً في حوالي ثلاث وعشرين سنة، فاقتضت حكمة الله تعالى ألاّ ينزل القرآن على رسوله صلى الله عليه واله وسلم جملة واحدة كما نزلت الكتب السماوية الأخرى السابقة، وإنما نزل متدرِّجاً ومفرَّقاً حسب الحوادث والوقائع ومقتضيات التشريع بعد نزوله على قلب النبي صلى الله عليه واله وسلم مرة واحدة، ولهذا الأمر فلسفة خاصة ليس هنا محلُّ بحثها.
2- خصائص الكتاب
للكتاب العزيز خصائص عديدة أهمها:
- إن القرآن هو أدلّ المصادر التشريعية وأهمّها على الإطلاق، فلقد اشتمل القرآن على آيات تضمّنت القواعد العامة في التشريع وبعض الأحكام الشرعية. قال الله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ 2، وقال تعالى: ﴿ما فرّطنا في الكتاب من شيء﴾3 , وهذا لا يعني أنه يحيط بكل جزئيّات الوقائع والحوادث ونصّ على تفاصيل أحكامها، بل هو تبيان لكل شيء من حيث أنه أحاط بجميع الأصول والقواعد والكليات، التي لا بدّ منها في كل قانون أو نظام، كوجوب العدل والمساواة، ورعاية الحقوق.وقد ورد عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه السلامقوله: "إنّ الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كلّ شيء حتى - والله- ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا أُنزل في القرآن، إلاّ وقد أنزل الله فيه"4.
- إن القرآن الكريم نزل باللغة العربية قال الله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً﴾5. وفيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم، كما جاء عن عليعليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول:" كتاب الله فيه خبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل..."6.
- إن القرآن الكريم نقل إلينا بطريق التواتر، كتابة في المصاحف وحفظاً في الصدور، فقد نقله عن النبي صلى الله عليه واله وسلم جموع غفيرة يستحيل تواطؤهم على الكذب أو الوهم أو الخطأ، أبرزهم الإمام عليعليه السلامومجموعة من الصحابة الأخيار، بالإضافة إلى مجموعة من العلماء والفقهاء وصولاً إلى عصرنا حيث وصل إلينا مكتوباً في المصاحف.
3- فضل القرآن الكريم وضرورة تعلّمه وتدبّر آياته
إن القرآن الكريم هو الحبل الممدود من السماء إلى الأرض وهو الثقل الأكبر الذي تركه سيّدنا ونبيّنا محمد صلى الله عليه واله وسلم أمانة في أعناقنا إلى يوم القيامة، قال النبي محمد: "فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه"7.
ويمكن الإشارة إلى بعض جوانب فضله باختصار من خلال
- فضل تلاوة القرآن: قال النبي صلى الله عليه واله وسلم:" أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن"8. "إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد فقيل: يا رسول الله وما جلاؤها؟ فقال "قراءة القرآن وذكر الموت"9. وهي كفارة للذنوب: "عليك بقراءة القرآن، فإنّ قرائته كفّارة للذنوب وستر في النار وأمان من العذاب"10.
إحياء للقلوب: "لا تغفل عن قراءة القرآن فإنّ القرآن يحيي القلب وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي"11.
- فضيلة تعلّم القرآن وتعليمه: وجاء في الحديث النبوّي الشريف:"إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلّموا من مأدبته ما استطعتم" 12، "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه"13 ، "من علّم عبداً آيةً من كتاب الله فهو مولاه لا ينبغي أن يخذله ولا يستأثر عليه فإن هو فعله قسم عروة من عرى الإسلام"14.
ويقول الإمام علي عليه السلام: "حقّ الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلّمه القرآن"15.
- الإصغاء والإنصات إلى القراءة: جاء في الحديث النبوّي الشريف: "ألا من اشتاق إلى الله فليستمع كلام الله"16. "من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلا آية من كتاب الله كانت له نوراً يوم القيامة"17. "يدفع عن قارئ القرآن بلاء الدنيا ويدفع عن مستمع القرآن بلاء الآخرة"18.
4- عظمة القرآن في الأخبار
- قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "القرآن هدى من الضلال وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار"19.
- وذكر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الفتنة يوماً فقلنا: "يا رسول الله كيف الخلاص منها؟" فقال صلى الله عليه واله وسلم: "بكتاب الله، فيه نبأ من كان قبلكم، ونبأ من كان بعدكم، وحكم ما كان بينكم، وهو الفصل وليس بالهزل، ما تركه جبار إلاّ قصم الله ظهره، ومن طلب الهداية بغير القرآن ضل"20.
- ويقول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في صفة القرآن: "ثم أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه، وسراجاً لا يخبو توقده، وبحراً لا يدرك قعره، ومنهاجاً لا يضل نهجه، وشعاعاً لا يظلم ضوءه، وفرقاناً لا يخمد برهانه، وتبياناً لا تهدم أركانه...."21.
وقال عليه السلام: "إن الله سبحانه لم يعظ أحداً بمثل القرآن، فإنه حبل الله المتين وسببه الأمين، وفيه ربيع القلوب، وينابيع العلم، وما للقلب جلاء غيره"22.
1- بحار الأنوار ج 89 ص 19 باب1 ح 18.
2-النحل: 89.
3- الأنعام: 31.
4- أصول الكافي / 1/ 59/ ح1.
5- يوسف: 2.
6-مصنف إبن أبي شيبة، ج7، ص164.
7-بحار الأنوار، ج89، ص17، ب1.
8- سنن الدرامي ج2.
9-احياء علوم الدين، كتاب آداب ، مستدرك الوسائل، ج2، ص104.
10- بحار الأنوار، ج89، ص17، ب1.
11- كنزل العمال، خ4032.
12-كنز العمال، ج1، ص526، خ2356.
13-كنز العمال، خ2439.
14- المصدر نفسه، خ 2351.
15- نهج البلاغة، الحكمة 399.
16- كنز العمال، خ2472.
17- المصدر نفسه، خ 1316.
18- المصدر نفسه، خ 4031.
19-الكافي ج2 ص600 ح 8
20- مستدرك الوسائل ج4 ص239 باب2 ح4595.
21- نهج البلاغة.
22- بحار الأنوار ج2 ص312 باب34 ح76