الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1351 - 12 شعبان 1440 هـ - الموافق 18 نيسان 2019م
الإمام المهديّ (ع) أمل المستضعفين

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



محاور الخطبة
- خطّ الضلالة وخطّ الهداية عبر التاريخ
- وعد المستضعفين بوراثة الأرض
- الاعتقاد بالمهدويّة اعتقاد ثابت وراسخ
- الاعتقاد بالرابطة بين الله وعباده (الوحي) يلازم الاعتقاد بالإمام
- ميلاد الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف)
- دعاء الحجّة

مطلع الخطبة
قال الله -تعالى- في محكم كتابه: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}[1].

خطّ الضلالة وخطّ الهداية عبر التاريخ
أيّها الأحبّة،
منذ فجر التاريخ البشريّ، وُجد خطّان متناقضان؛ خطّ الهداية والخير، وخطّ الضلالة والشرّ. أمّا الخطّ الأوّل، فهو الذي تجسّد بحركة الأنبياء والأولياء والمرسلين، الذين بذلوا قصارى جهدهم بعون الله -تعالى- أن يأخذوا بيد البشريّة إلى ما فيه صلاح دينها ودنياها وآخرتها؛ أمّا الخطّ الثاني، فهو خطّ أعوان الشيطان من المستبدّين والمستكبرين والطغاة، الذي طغَوا وتجبّروا على الناس، فجعلوهم عبيداً لهم طوال أزمنة طويلة، إلى أن جاء الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ليختم حركة الأنبياء والرسل برسالة خاتمة أرادها الله -تعالى- أن تكون الصراط الذي ينبغي للبشريّة السير عليها.

ولكنّ ذاك الخطّ، أي خطّ الشرّ والضلالة ما زال موجودًا، وما زال له أهله وأصحابه، وما زالوا يعمدون إلى الإفساد في الأرض بأشكال الإفساد كلّها، من إفساد للأخلاق، وإفساد للمال إلى إفساد لنعم الله -تعالى-، وما زال الظلم مستشرياً هنا وهناك، وأشدّه قبحاً ظلم بعض الأنظمة التي تحكم بلدان العالم، إمّا بالقوّة العسكريّة حيناً، وإمّا بالقوّة الماليّة والاقتصاديّة حيناً آخر، وبين هذا وذاك ظلمٌ واحتكار وقتل ودمار واستكبار واستغلال لثروات الناس بإذلالهم وإخضاعهم لهيمنتهم.

ولنا أن نأخذ مثالاً على استغلال الدول الاستكباريّة ومطامعها، ما يجري في منطقتنا التي أسمَوها الشرق الأوسط، وكذلك القارّة الأفريقيّة التي ينهبون ثروات شعوبها ومواردها الوفيرة، وإبقاء شعوبها فقيرةً جائعةً؛ كي لا يكون لهم قدرة على النهوض بوجه استكبارهم. وما زالت بعض الدول حتّى الآن، من تلك الدول الاستعماريّة، توجب عليهم دفع الجزية -الضرائب- على استعمارهم لها منذ عقود!
 
وعد المستضعفين بوراثة الأرض
ولأنّ الله لا يرضى بالظلم، فقد وعد المستضعفين بالنصر، والمؤمنين به بالتمكين في الأرض، فلا يصيبهم بهذا الوعد اليأس والإحباط، ولا التخاذل والخنوع أمام المتجبّرين، وأنّ لهم قائداً سيخرج بإذن الله -تعالى- ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظلماً وجوراً فقال -سبحانه وتعالى-: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}.

وقال -سبحانه- : {ولقد كتبنا في الزَبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصَالحون}[2].

وقال: {هو الذي أرسل رسُولهُ بالهدى ودين الحقّ ليُظهرهُ على الدين كُلّه ولو كره المشركون}[3].

ومن هنا، تنشأ لدينا عقيدة المهدويّة، والتي من خلالها نزرع الأمل في قلوب المستضعفين، بأنّ لهم من سيأتي، ليرفع يد الظالمين والمستبدّين عنهم، ويحلّ العدل والأمن والسلام في العالم كلّه.
 
الاعتقاد بالمهدويّة اعتقاد ثابت وراسخ
أيّها الأحبّة،
إنّ الاعتقاد بالإمام المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف)، اعتقاد ثابت لا ريب فيه ولا شكّ، وهو ممّا تسالمت عليه جميع أطياف الأمّة الإسلاميّة، بجميع مذاهبها، علاوةً على ما أشار إليه الكتاب العزيز من وعد بوراثة الأرض للمؤمنين.

وقد ورد العديد من الروايات التي تؤكد لنا أصل هذا الاعتقاد، وكذلك العديد من تفاصيل ما يتعلّق به، أكان ما يخصّ شخص الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف)، أو ما يخصّ حقيقة غيبته وظهوره والظروف التي تحيطه عند ظهوره.

ومن تلك الأحاديث نورد الآتي:
- عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "لا تذهب الدنيا حتّى يقوم رجل من وُلد الحسين، يملؤها عدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً"[4].

عن عبد الله بن عمر، قال: "سمعت الحسين بن عليّ (عليهما السلام) يقول: لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد، لطوّل الله -عزّ وجلّ- ذلك اليوم، حتّى يخرج رجل من وُلدي، فيملأها عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً، كذلك سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول"[5].

- وعنه (صلّى اللّه عليه وآله): "أبشروا بالمهديّ -قالها ثلاثاً- يخرج على حين اختلاف من الناس، و زلزال شديد، يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما مُلئت ظلماً و جوراً، يملأ قلوب عباده عبادة، و يسعهم عدله"[6].

- عنه أيضاً (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "إن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إمام أمّتي، وخليفتي عليها من بعدي، ومن وُلده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً، والذي بعثني بالحقّ بشيراً، إنّ الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعزّ من الكبريت الأحمر".

فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاريّ، فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي وربّي، وليمحّص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، يا جابر إنّ هذا الأمر (أمر) من أمر الله، وسرّ من سرّ الله، مطويّ عن عباد الله، فإيّاك والشكّ فيه؛ فإنّ الشكّ في أمر الله -عزّ وجلّ- كفر"[7].
 
الاعتقاد بالرابطة بين الله وعباده (الوحي) يلازم الاعتقاد بالإمام
إنّ الاعتقاد بالإمام المهديّ وغيبته وظهوره، إنّما يرتبط بالاعتقاد الراسخ بوجود العلاقة والارتباط بين السماء والأرض، أو بين الله -تعالى- وعباده في الأرض. وأنّه -سبحانه- لا يترك الأرض دون حجّة له فيها، وهذا ما أشارت إليه بعض الأحاديث كما عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "اللّهم بلى، لا تخلو الأرض من قائم بحجّة ظاهر (مشهور)، أو باطن مغمور؛ لئلّا تبطل حجج الله وبيّناته"[8].

وبخصوص المعصومين فقد ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "لا تخلو الأرض من حجّة منهم في كلّ عصر وزمان، وفي كلّ وقت وأوان، وهم العروة الوثقى، وأئمّة الهدى، والحجّة على أهل الدنيا، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكلّ من خالفهم ضالٌّ مُضلٌّ، تاركٌ للحقّ والهدى، وهم المعبّرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول (صلّى الله عليه وآله)، من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهليّة، ودينهم الورع، والعفّة، والصدق، والصلاح، والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البرّ والفاجر، وطول السجود، وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن الصحبة، وحسن الجوار"[9].

مولد الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف)
من الجميل أيّها الأحبّة، أن نُورد ما رواه الشيخ الصدوق في كتابه "إكمال الدين"، ما رواه في ولادة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) بإسناده: عن حكيمة (بنت الإمام الجواد عليه السلام) قالت: "بعث إليّ أبو محمّد الحسن بن عليّ (عليه السلام)، فقال: يا عمّة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا؛ فإنّها ليلة النصف من شعبان، وإنّ الله -تبارك وتعالى- سيظهر في هذه الليلة الحجّة، وهو حجّته في أرضه، وفي رواية: فإنّه سيولد الليلة المولود الكريم على الله -عزّ وجلّ-، الذي يحيي الله -عزّ وجلّ- به الأرض بعد موتها.
قالت (حكيمة): فقلت: ومن أمّه؟
قال لي: نرجس.
قالت له: جعلني الله فداك، ما بها أثر!
فقال: هو ما أقول لك.
قالت: فجئت، فلمّا سلّمت وجلست، جاءت (نرجس) تنزع خفّيَّ، وقالت لي: يا سيّدتي وسيّدة أهلي، كيف أمسيت؟
فقلت: بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي.
فأنكرت قولي، وقالت: ما هذا يا عمّة؟
فسمع أبو محمّد -العسكريّ- (عليه السلام) ذلك، فقال: جزاك الله -يا عمّة- خيراً.
قالت حكيمة: فقلت لها: يا بنيّة، إنّ الله سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة.
فجلست نرجس واستحيت، فلمّا أن فرغتُ من صلاة العشاء، أفطرتُ وأخذتُ مضجعي فرقدت، فلمّا كان في جوف الليل، قمت إلى الصلاة، ففرغت من صلاتي، وهي (أي نرجس) نائمةً ليس بها حادث، فجلست معقّبة، ثمّ اضطجعت، ثمّ انتبهت فزعةً وهي راقدة، ثمّ قامت فصلّت.
فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام) من المجلس؛ أي من حجرته التي كان جالساً فيها: لا تعجلي يا عمّة، فإنّ الأمر قد قرب.

وفي رواية:
فاستحييت من أبي محمّد وممّا وقع في قلبي، ورجعت إلي البيت وأنا خجلة، فإذا هي -أي نرجس- قد قطعت الصلاة، وخرجت فزعة، فلقيتها على باب البيت، فقلت لها: هل تحسّين شيئاً ممّا قلت لك؟
قالت: نعم يا عمّة، إنّي أجد أمراً شديداً.
قلت: اسم الله عليكِ، اجمعي نفسك، واجمعي قلبك، فهو ما قلت لك، لا خوف عليك -إن شاء الله- فأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت، وأجلستها عليها، ثمّ أنّت أنّة وتشهّدت، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام) وقال: اقرئي عليها: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}، فأقبلت أقرأ عليها كما أمرني، فأجابني الجنين من بطنها، يقرأ كما أقرأ، ففزعت لمّا سمعت، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام): لا تعجبي من أمر الله -عزّ وجلّ-؛ إنّ الله -تبارك وتعالى- ينطقنا بالحكمة صغاراً، ويجعلنا حجّة في أرضه كباراً، فلم يستتمّ الكلام حتّى غُيّبت عنّي نرجس، فلم أرها، كأنّه ضُرب بيني وبينها حجاب[10].

دعاء الحجّة
اللَّهُمَّ، كُنْ لِوَلِيِّكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ (صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه) فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً، حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فِيْها طَوِيلاً.
والحمد لله ربّ العالمين

[1]  سورة القصص، الآية 5.
[2]  سورة الأنبياء، الآية 105.
[3]  سورة التوبة، الآية 33.
[4]  الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج2، ص71.
[5]  الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص 318.
[6]  الشيخ الطوسيّ، الغيبة، ص179.
[7]  الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص288.
[8]  المصدر نفسه، ص293.
[9]  الشيخ الصدوق، الخصال، ص 479.
[10]  انظر: الشيخ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص 424.

18-04-2019 | 12-12 د | 2204 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net