محاور الخطبة
- الموارد الطبيعيّة في القرآن والسنّة
- مبادئ التربية على حفظ البيئة ومورادها
- مفهوم الاستعمار في القرآن الكريم
- ترشيد الاستهلاك
مطلع الخطبة
قال الله –تعالى- في محكم كتابه: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾[1].
أيّها الأحبّة،
إنّ هذه الآيات المباركة ومثيلاتها تبيّن لنا أهميّة البيئة في حياة الإنسان، وأنّها بجميع مكوّناتها، من تراب وماء وهواء ومعادن وأشجار ونباتات، إنّما هي جميعها قد سخَّرها -سبحانه- للإنسان كي يستطيع من خلالها ضمان عيشه، واستمرار حفظ النوع الإنسانيّ، فهي تعتبر أساس كلّ نشاط زراعيّ وصناعيّ في حياته الدنيا، ومن هنا تنشأ ضرورة المحافظة عليها، وحمايتها من الضياع والهدر والتلوّث.
فإذا ما ضاعت مثل هذه الموارد البيئيّة الطبيعيّة، فإنّ تبعات ذلك سوف تكون خطيرة غاية الخطورة على الإنسان والبيئة والاقتصاد في آن معاً.
الموارد الطبيعيّة في القرآن والسنّة
وقد ذكر الله -تعالى- العديد من الموارد الطبيعيّة في محكم كتابه، وهو يرشدنا إلى ضرورتها وأهمّيّتها على حياة الإنسان.
ونضرب لذلك أمثلة ثلاثة منها:
أ- الثروة المائيّة
فقد قال الله -تعالى-: ﴿وَجَعَلنَا مِنَ المَآءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُوْنَ﴾[2].
فإنّ الماء أساس بقاء الكائنات والمخلوقات على وجه هذه الأرض، وإنّ الله -سبحانه- جعله وفيرًا وسهل المنال في كثير من بقاع الأرض، ولو أنّ الماء العذب -كما يدلّنا إلى ذلك خبراء الطبيعة- وُزّع بالتساوي بين سكّان العالم، لكان ذلك كافياً لهم، إلّا أنّ معظم الماء العذب يأخذ طريقه إلى البحر دون الاستفادة منه، كما أنّ كثيراً منه يناله التلوّث بمختلف أشكاله.
كما نبّه الله -سبحانه وتعالى- من أنّ أيّ إفساد في البيئة على وجه العموم، وبيئة الماء على وجه الخصوص، إنّما هو من كسب البشر وتدخّلهم السيّء، الذي أفسد البيئة وأخلّ بأساسها المتوازن، قال -سبحانه وتعالى-: ﴿وَاشْرَبُوا مِنْ رِّزْقِ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ﴾[3]، وقال –عزّ وجلّ-: ﴿ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾[4] .
وقد نهى النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن تلويث الماء الراكد أو الاغتسال فيه، فعن جابر بن عبد الله، قال: "نهى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أن يُبال في الماء الراكد"[5].
وهذا نهي عن شكل من أشكال إفساد الماء، ولم يحدّد الرسول (صلّى الله عليه وآله) جهة استخدام الماء، إنّما أطلق نهيه وعمّمه.
ب- الثروة الحيوانيّة
ومن الموارد الطبيعيّة، هي الموارد الحيوانيّة، فقد ذُكرت في عدد من الآيات القرآنيّة، وهي تشير إلى المنافع التي يمكن للإنسان أن يستفيد منها:
1- أكان للتدفئة
كما في قوله -سبحانه وتعالى-:﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ...﴾[6].
2- أم للغذاء
كما في قوله -عزّ وجلّ-: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ﴾[7] .
3- أم للسكن
كما في قوله -سبحانه-: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ﴾[8].
بل نجد في الأحاديث الواردة عن الأنبياء والأئمّة الأطهار (عليهم السلام) عددًا لا بأس به ممّا يرشدوننا فيه إلى أهمّيّة الثروة الحيوانيّة: عن الإمام الرضا (عليه السلام): "لا ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من ثلاثة، وهنّ عمار البيت: الهرّة والحمَام والديك..."[9].
ومنها ما رُوي عن النبيّ عيسى (عليه السلام)، أنّه لمّا مرّ على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في الماء، فقال له بعض الحواريّين: يا روح الله وكلمته، لِمَ فعلت هذا، وإنّما هو من قوتك؟! فقال: "فعلت هذا لدابّة تأكله من دوابّ الماء، وثوابه عند الله عظيم"[10].
ج- الموارد النباتيّة
أمّا الموارد النباتيّة، فإنّ هناك العديد من الآيات القرآنيّة الكريمة التي تشير إليها من حيث منافعها، كما في قوله –تعالى-: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.[11]
وقوله: ﴿وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [12].
وفي الوقت الذي يأمر به الإسلام بالزراعة[13] والاهتمام بالموارد النباتيّة، فإنّه ينهى عن الإضرار بها، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "لا تقطعوا الثمار (أي الأشجار المثمرة)، فيصبّ الله عليكم العذاب صبّاً"[14].
وورد أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال للإمام عليّ (عليه السلام): "اخرج يا عليّ، فقل عن الله لا عن الرسول: لعن الله من يقطع السدر"[15].
وعنه أيضاً (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "ما من نبت إلّا ويحفّه ملك موكّل به حتّى يحصده، فأيّما امرئ وطئ ذلك النبت، يلعنه ذلك الملك"[16].
كما وأكّدت بعض الروايات على عدم قطع بعض أنواع الأشجار التي كان تواجدها نادرًا؛ وما ذلك إلّا للحفاظ على الثروة النباتيّة، ولا سيّما في المناطق الصحراويّة التي تكافح دولها اليوم لتحويلها إلى مناطق خضراء، بتكاليف باهظة، ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إنّما يكره قطع السدر بالبادية؛ لأنَّه بها قليل"[17].
مبادئ التربية على حفظ البيئة ومورادها
أيّها الأحبّة،
إنّ ما ينبغي لفت النظر إليه، أنّ الإسلام دعا من خلال كتابه العزيز، ومن خلال أحاديث الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) والأئمّة الأطهار من أهل بيته (عليهم السلام) إلى ضرورة الحفاظ على الموارد الطبيعيّة التي تشكّل البيئة بمجملها.
وإنّ دعوة الإسلام للحفاظ على البيئة من الضياع ومن الهدر والتلوّث، إنّما بُنيت على مبادئ متينة، تحرّك الإنسان وتدفعه إلى احترام هذه الموارد بدافع ذاتيّ داخليّ، ولنا أن نذكر أربع مبادئ تفيدنا في هذا المقام:
أولاً: مبدأ التسخير
قال -سبحانه-: ﴿اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ﴾[18].
نلاحظ في هذه الآيات المباركة، كيف أن كلمة "سَخَّرَ" قد تكرّرت أربعة مرّات، وتكرّر ضمير المخاطب في "لَكُمُ" أيضاً عدّة مرّات، فإنّ كلمة "التسخير" وإن كانت تحمل مفهوماً شاملاً في الذهن، إلّا أنّها تختلف من شيء إلى آخر، ولكنّ الأساس في ذلك هو أنّ جميع الموارد الطبيعيّة مسخّرة للإنسان، ومن هنا ينبغي الاستفادة من هذه النعم الإلهيّة بما هو أحسن، وإلّا فسيؤول إلى كفران النعمة.
ثانياً: الاستخلاف
والمبدأ الثاني الذي تُبنى عليه التربية البيئيّة هو مبدأ الاستخلاف؛ أي إنّ الله -تعالى- استخلف الإنسان على هذه البيئة، كما في قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾[19]، وقوله-أيضاً-: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[20].
ولكن ما هو الاستخلاف المقصود به ها هنا أي بالبيئة؟
إنّه بمعنى الوصاية؛ أي إنّ الإنسان وصيّ هذه البيئة، والوصيّ في الأصل يتصرّف طبقاً لما أُوصيَ به، لا مالكاً لها ليطلق يده في التصرّف فيها كيف يشاء، بل لا بدّ -بناءً على وصايته- أن يتحمّل أعباء هذه الأمانة بكلّ حرص، مراعياً في تعامله معها أحكام الله، فلا سيادة له عليها، وإنّما غاية الاستخلاف هي الاختبار والابتلاء في أداء الأمانة تلك، فإن أحسن التعامل معها؛ صلح حال دنياه وآخرته، وإن أساء فيها؛ خسر دنياه وآخرته.
ثالثاً: الأمر الإلهيّ بعمارة الأرض
المبدأ الثالث هو أمر الله -تعالى- بعمارة الأرض، قال -سبحانه-:﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾[21].
مفهوم الاستعمار في القرآن الكريم
والاستعمار -حسب مفهوم القرآن الكريم- يختلف عمّا درج على ألسنة الشعوب التي احتُلّت بلادها من قبل الدول الاستكباريّة على مرّ القرون، فيقولون مثلًا: "الاستعمار الفرنسيّ للبنان"! أو "الاستعمار الإيطاليّ لليبيا"! وهكذا، وهذا في الواقع ليس إلّا تنميقاً لما كان يفعله المحتلّون بهذه البلاد، وهو أقرب للدمار من العمارة، أمّا الاستعمار في القرآن فهو كما عن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في معرض حديثه عن معايش الخلق: "إنّ معايش الخلق خمسة: الإمارة، والعمارة، والتجارة، والإجارة، والصدقات [...] وأمّا وجه العمارة فقوله -تعالى-: ﴿هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيه﴾، فأعلمنا -سبحانه- أنّه قد أمرهم بالعمارة؛ ليكون ذلك سببًا لمعايشهم بما يخرج من الأرض من الحبّ والثمرات وما شاكل، ممّا جعله الله معايش للخلق"[22].
ومن العمارة هو ما كان سبباً في الرفاهيّة، أو على الأقلّ، في الاكتفاء وتأمين سبل العيش الكريم للإنسان، على صعيد المأكل والمشرب والملبس والمركب وما شاكل، ومن أهمل العمارة هذه وأعرض عنها؛ فسوف يقع في ضيق من العيش وضنك من الحياة.
وفي ذلك يقول أمير المؤمنين فيما رُوي عنه (عليه السلام): "من وجد ماءً وتراباً ثمّ افتقر فأبعده الله"[23]؛ "أي إنّ الشعب الذي يملك ماءً وتراباً للزراعة بمقدار كافٍ، ولا يتصدّى لإدارة المياه وإصلاح الأرض، ولا يستغلّها، ويفتقر لتقاعسه عن العمل أو إساءة التصرّف بها، فهو بعيد عن رحمة الله.
رابعاً: الإيمان بالآخرة
المبدأ الرابع هو الإيمان بالآخرة، قال الله -سبحانه-: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾[24].
الإيمان بالآخرة يعني أنّ الإنسان يحسب لكلّ تصرّف يقوم به في هذه الحياة حساباً يربطه بالآخرة، عقاباً كان أم ثواباً، فيقدم على ما كان فيه ثواب ورضا لله -سبحانه-، ويبتعد عمّا كان فيه عقاب وسخط لله -سبحانه وتعالى-؛ ولهذا فإنّ أيّ تصرّف بالبيئة ينبغي أن ينطلق من هذا المبدأ، أي مبدأ العقاب والثواب، وهو دافع لانطلاق الإنسان نحو ما فيه صلاح دينه ودنياه، وأنّ الحياة في ذلك لم تُخلق عبثاً وجزافًا، إنّما لها ارتباط بعالم آخر، ألا وهو عالم الآخرة، وقد قال -تعالى-: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾[25].
ترشيد الاستهلاك
أيّها الأحبّة،
من خلال ما تقدّم، فإنّ المسؤوليّة تقع على كلّ مؤمن بالله، بأن يعمل على حفظ البيئة من الهدر والضياع والتلوّث، خاصّةً أنّنا في زمن كثُرت فيه مصادر التلوّث بشكل هائل، أكان بما يتعلّق بتلوّث الماء أم الهواء، أم هدر الموارد النباتيّة والحيوانيّة وعدم الاستفادة منها كما ينبغي، وذلك كلّه نتيجة التطوّر الصناعيّ الذي حدث في العالم، ممّا وقف حائلاً دون حماية الطبيعة.
وصار من اللازم العمل على تنشئة أطفالنا وأولادنا على احترام البيئة وحفظها، وعلى كيفيّة ترشيد الاستهلاك، بأن لا نستخدم (قدر استطاعتنا) المواد المضرّة بالبيئة، ومن جميل ما يقوم به البعض الآن هو الحملات التوعويّة على تخفيف استخدام النايلون وأنواع البلاستيك، خاصّةً في ما يتعلّق بالطعام والشراب وما شاكل.
توصيات فرديّة في حفظ البيئة:
- عدم رمي النفايات في المياه العذبة.
- التقليل قدر الإمكان من استخدام النايلون والبلاستيك، واستبدالها بأنواع القماش.
- عدم رمي الزجاج في الأراضي الحرجيّة والزراعيّة.
- فرز النفايات قدر الإمكان للتقليل من مخاطرها والقدرة على إعادة صناعتها.
[1] سورة النحل، الآيات 10-16.
[2] سورة الأنبياء، الآية 30.
[3] سورة البقرة، الآية 60.
[4] سورة الروم، الآية 4.
[5] كنز العمّال، المتّقي الهنديّ، ص 353، ج9.
[6] سورة النحل، الآية 5.
[7] سورة النحل، الآية 66.
[8] سورة النحل، الآية 80.
[9] بحار الأنوار، العلّامة المجلسيّ، ج73، ص 163.
[10] الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج4، ص9.
[11] سورة النحل، الآيتان 10 و11.
[12] سورة النحل، الآية 67.
[13] سُئل الامام الصادق (عليه السلام) عن الفلّاحين، فقال: "هم الزراعون كنوز الله في أرضه، وما في الأعمال شيء أحبّ الى الله من الزراعة، وما بعث الله نبيّا إلّا زارعًا إلّا إدريس فإنّه كان خيّاطا" تهذيب الأحكام، ج6، ص384.
[14] وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج19، ص39.
[15] كنز العمال، المتّقي الهنديّ، ج3، ص905.
[16] المصدر نفسه، ج3، ص 905.
[17] الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج 5، ص 264.
[18] سورة إبراهيم، الآيتان 32 و 33.
[19] سورة البقرة، الآية 30.
[20] سورة الأنعام، الآية 165.
[21] سورة هود، الآية 21.
[22] وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج19، ص35، ح10.
[23] المصدر نفسه، ج17، ص40.
[24] سورة القصص، الآية77.
[25] سورة المؤمنون، الآية 115.