الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1381 - 16 ربيع الأول 1441هـ - الموافق 14 تشرين الثاني 2019م
النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) القائد العالميّ

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

محاور الخطبة
- عالميّة الرسالة الإسلاميّة
- شخصيّة النبيّ محمّد القياديّة
- دعواته العالميّة
- نماذج من دعواته المباركة

مطلع الخطبة
قال الله –تعالى- في محكم كتابه: ﴿تَبَارَكَ الذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً﴾[1].

عالميّة الرسالة الإسلاميّة
أيّها الأحبّة،
إنّ الرسالة الإسلاميّة -طبقاً لآيات القرآن الكريم وأحاديث النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله)- لم تكن لفئةٍ من النّاس دون أخرى، أو لقومٍ معيّنين دون غيرهم، إنّما كانت شاملة لجميع أبناء آدم على وجه هذه البسيطة، وهذا ما يُعرف بعالميّة الرسالة الإسلاميّة، وقد قال الله -تعالى- مبيّناً ذلك في آيات عديدة، كما في قوله:
﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً﴾[2].
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾[3].
﴿وأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا﴾[4].

وورد في السنّة ما يشير إلى ذلك، كما ورد عنه (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال مخاطباً أعمامه وأخواله ومَن كانت له به صلة: "والله الّذي لا إله إلاّ هو، إِنّي رسولُ الله إليكم حقّاً خاصّة، وإلى النّاس عامّة"[5].

وقد سار رسول الله في حركته في نشر الرسالة الإلهيّة على أساس عالميّتها، وهذا ما نلاحظه من خلال مكاتبته ومراسلته لزعماء الأمم والأقوام والأديان المختلفة، كَكِسرى مَلِك الفُرس، وقَيْصر مَلِك الرّوم، والمقوقس عظيم القِبْط، والنجاشيّ ملك الحبشة، وغيرهم.

وممّا ورد في ذلك تأثّر قيصر الروم برسالة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، حيث إنّه لم يكتفِ... بالمعلومات التي حصّلها من أبي سفيان حول رسول الإسلام (صلّى اللّه عليه وآله)، بل كتب إلى أحد علماء الروم وأساقفتهم يسألهم عن هذا الأمر.
فأجابه ذلك الأسقف: هذا النبيُّ الذي كنّا ننتظره، بشّرنا به عيسى بن مريم.

فعمد قيصر إلى خطّة ليجسّ بها نبضَ قومه، ويختبرهم ويعرف ما إذا كانوا يرضون بإسلامه أو لا، فجمع عظماءهم في صومعة له بحمص، فقال: يا معشر الروم، هل لكم في الفلاح والرشد، وإن يثبت لكم ملككم وتتّبعون ما قال عيسى بن مريم؟
فقالت الروم: وما ذاك أيّها الملك؟

قال: تتّبعون هذا النبيّ العربيّ.

فثاروا في وجهه، ورفعوا الصليب، فلمّا رأى منهم ذلك يَئِس من إسلامهم، وخافهم على نفسه وملكه، فسكّنهم، ثمّ قال: إنّما قلتُ لكم ما قلتُ، اختبركم لأنظر كيف صلابتكم في دينكم، فقد رأيتُ منكم الذي اُحبّ؛ فسكنوا ورضوا عنه.

ثمّ أمر بإكرام دحية، وكتب جواباً على رسالة النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)، وأرسله مع دحية، وأرسل بهديّة إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله)[6].

وهذا يعني أنّ الرسالة الإسلاميّة كانت تنظر إلى الأقوام والمجتمعات كلّها، وأيضاً إلى تأثّر المرسَل إليهم بدعوات الرسول الأكرم.

 شخصيّة النبيّ محمّد القياديّة
إنّ لقيادة أيّ مجتمع شروطاً عديدة، ومن أسسها هو ما يتعلّق بصفات القائد والمعنيّ بهذا المجتمع أو ذاك، ولا يُنكر أحدٌ أنّ أهمّها هو أن يكون للقائد -بصرف النّظر عن هدفه- مؤثّريّة على من حوله، فلا يكون القائد قائداً ما لم يكن هناك له أتباع، يسمعون كلامه، ويأتمرون بأوامره، وذلك كلّه يرجع إلى قدرته في التأثير على هؤلاء.

فكيف يكون الحال في من سيتحمّل مسؤوليّة الرّسالة الخاتمة، والتي تحتوي مفاهيم ومبادئ يُراد من خلالها إخراج النّاس ممّا هم فيه، من الظلمة والجهل والعادات السيّئة والقبيحة، ومن عبادة الأوثان وقتل النّفس المحترمة وغير ذلك من المساوئ والأباطيل، فإنّه -حتماً- لا بدّ من أن يتحلّى من يتحمّل هكذا رسالة بدرجة عالية من الصفات الحسنة، ما يجعله قائداً وقدوة لمن حوله في التغيير والإرشاد والهداية، سواء أكان من ناحية الأخلاق أم الإدارة أم القيادة العسكريّة وغير ذلك.

ولو أردنا أن نأخذ جانباً واحداً ممّا تحلّى به النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، ألا وهو الجانب الأخلاقيّ، لطال بنا المقام، ولكن نذكر باختصار صفة من صفاته الرفيعة، ألا وهي صفة الخُلق الحسن والعظيم، والتي تعتبر أمراً ضروريّاً في القائد المثاليّ؛ ذلك أنّها منبعٌ للسلوك والمواقف الحسنة.

فقد وصفه الله –تعالى- بأنّه على خُلق عظيم، فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[7].

وهذا الوصف لم يرد من جهة عاديّة، إنّما من الله –تعالى-، وهذا يدلّ بنفسه على عظمة ما كان عليه النبيّ من خُلق حسن.

وكذلك يصفه الإمام عليّ (عليه السلام) قائلاً: "أكرم الناس عشرة، وألينهم عريكة، وأجودهم كفّاً، مَن خالطه بمعرفة أحبّه، ومَن رآه بديهة هابه"[8].

ويقول (عليه السلام) في تواضعه (صلّى الله عليه وآله): «ولَقَدْ كَانَ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ، ويَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ، ويَخْصِفُ بِيَدِهِ نَعْلَهُ، ويَرْقَعُ بِيَدِهِ ثَوْبَهُ، ويَرْكَبُ الْحِمَارَ الْعَارِيَ، ويُرْدِفُ خَلْفَهُ...»[9].

دعواته العالميّة
إنّ ما ينبغي تسليط الضوء عليه في شخصيّة وحركة الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في قيادته، أنّه كان رافعاً لشعارات يشترك في همّها وحملها جميع أبناء البشر، وهي نداءات إعلاء كلمة الحقّ والمبادئ الإنسانيّة، من عدلٍ وقسطٍ وتآخٍ وحفظٍ للرّوح الإنسانيّة، ومن مناهضةٍ للظلم والاستبداد والاستعلاء وغيرها الكثير ممّا يتلاقى فيه النّاس على اختلاف مشاربهم وأديانهم.

وبذلك، فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وبالإضافة إلى تلك الدعوات، فإنّه كان يدعو إلى عبادة الباري -سبحانه وتعالى- وإطاعته والالتزام بأوامره، وذلك كلّه يجعله في حقيقة الأمر قائداً عالميّاً، ينبغي للنّاس جميعهم اتّباعه والانصياع لرسالته السمحاء التي لا تأتي إلّا بكلّ خير.

نماذج من دعواته المباركة
1- مساندة الفقراء:
 عنه (صلّى الله عليه وآله): "إنّ الله فرض على الأغنياء ما يكفي الفقراء، فإن جاع الفقراء كان حقيقاً على الله أن يحاسب أغنياءهم، ويكبّهم في نار جهنّم على وجوههم"[10].

2 التواضع مع الفقراء:
عنه (صلّى الله عليه وآله): "سائلوا العلماء، وخاطبوا الحكماء، وجالسوا الفقراء[11].
وعنه أيضاً: "وجالس المساكين، وعدهم إذا مرضوا، وصلِّ عليهم إذا ماتوا، واجعل ذلك مخلصاً"[12].

3- التواضع في العيش:
عنه (صلّى الله عليه وآله): "خمس لا أدعهنّ حتّى الممات: الأكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكّفاً، وحلبي العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان، لتكون سنّة من بعدي"[13].

4- مناهضة الظلم:
عنه (صلّى الله عليه وآله): "وإيّاكم والظلم! فإنّ الظلم عند الله، هو الظلمات يوم القيامة"[14].
وعنه أيضاً: "اتّقوا الظلم؛ فإنّه ظلمات يوم القيامة"[15].

5- مناصرة المظلوم:
عنه (صلّى الله عليه وآله): "ومن أخذ للمظلوم من الظالم، كان معي في الجنّة مصاحباً"[16].

[1]  سورة الفرقان، الآية 1.
[2]  سورة الأعراف، الآية 158.
[3]  سورة سبأ، الآية 28.
[4]  سورة النساء، الآية 79.
[5]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج18، ص197.
[6]  انظر: ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1، ص 259.
[7]  سورة القلم، الآية 4.
[8]  الشيخ الطوسيّ، الأمالي، ص 341.
[9]  نهج البلاغة، ج2، ص59.
[10] اليعقوبيّ، تاريخ اليعقوبيّ، ج1، ص416.
[11] ابن شعبة، تحف العقول، ص41.
[12] النوريّ، مستدرك الوسائل، ج2، ص78.
[13]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج16، ص99.
[14] الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج9، ص42.
[15] الكليني، الكافي، ج2، ص 332.
[16]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج72، ص359.

13-11-2019 | 16-16 د | 1356 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net