الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1409 - 05 شوال 1441هـ - الموافق 28 أيار 2020م

ماذا بعد الشهر الكريم؟

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

أيّها الأحبة،
ها قد انتهى شهر رمضان المبارك، حيث قضى المؤمنون أيّامه ولياليه ببركاته وفضله، ودأب الكثيرون فيه على المواظبة على أعمال الخير، من عبادة وإحسان وصلة رحم وحلم وكظم للغيظ، وغيرها من مفردات الأخلاق الحسنة.

وقد أرشدنا الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) إلى بعض ما ينبغي للإنسان أن يداوم عليه من الخير، فعنه (صلّى الله عليه وآله): «أمّا المداومة على الخير فيتشعّب منه: ترك الفواحش، والبعد من الطيش، والتحرّج، واليقين، وحبّ النجاة، وطاعة الرحمن [...]، واجتناب الشيطان، والإجابة للعدل، وقول الحقّ، فهذا ما أصاب العاقل بمداومة الخير»[1].

وإن كان المرء قد سارع في مثل تلك الأعمال للتحلّي بها، فحريّ به أن يداوم عليها في قادم أيّامه.

هذا، وقد وردت أحاديث عدّة تحثّ على المداومة في الطاعات وإن قلّت، منها ما رُوي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه كان له حصير، وكان يحجزه بالليل فيصلّي عليه، ويبسطه بالنهار فيجلس عليه، فجعل الناس يثوبون[2] إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فيصلّون بصلاته حتّى كثروا، فأقبل عليهم فقال (صلّى الله عليه وآله): «يا أيّها الناس، خذوا من الأعمال ما تطيقون، [...] إنّ أحبّ الأعمال إلى الله ما دام، وإن قلّ»[3].

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّي أحبّ أن أدومَ على العمل إذا عوّدتني نفسي، وإن فاتني من الليل قضيته من النهار، وإن فاتني من النهار قضيته بالليل، وإنّ أحبّ الأعمال إلى الله ما ديم عليها»[4].       

قيمة الإخلاص في العمل
ولا بدّ في أي عمل عباديّ يقوم به الإنسان، من أن يكون بنيّة صادقة وخالصة لله، فإنّ الله -سبحانه وتعالى- يحبّ من العمل ما كان خالصاً لوجهه، لا يشوبه الرياء؛ ذلك أنّ الرياء درجة من درجات الشرك الخفيّ، عن الإمام الصادق (عليه السلام): «قال الله -عزّ وجلّ-: أنا خير شريك، من أشرك معي غيري في عملٍ عمِلَه لم أقبله، إلّا ما كان لي خالصاً»[5].

وعَنه (عليه السلام) في قَوْلِ اللهِ -تَعالى-:  ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا﴾[6]: «ليس يعني أكثركم عملاً، ولكن أصوبَكم عملاً. وإنّما الإصابة خشية الله والنِّيَّة الصادقة والحسنة، ثمّ قال: الإبقاء على العمل حتّى يَخْلُصَ أشَدُّ من العمل، والعمل الخالص الّذي لا تريد أن يَحْمَدك عليه أحد إلّا الله -تعالى- أفضل من العمل. ألا وإنّ النِّيَّةَ هي العمل، ثمّ تلا قوله -عزّ وجلّ-:  ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ﴾؛ يعني عَلى نِيَّته»[7].

كيف السبيل إلى الإخلاص؟
إنّ أبرز طرق الوصول إلى الإخلاص في العمل العباديّ، هو أن يتخلّص الإنسان من هوى النفس، فإنّ هوى النفس مانع قويّ، يحول دون تحقّق الإخلاص والنيّة الصادقة؛ لذلك ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «كيف يستطيع الإخلاص من يغلبه الهوى؟»[8].

قال -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه: ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾[9].

فإنّ هوى النفس، وهو حبّ النفس واتّباع أوامرها، يدفع الإنسان للإقدام على العمل انسجاماً مع ميولاتها الأمّارة بالسوء، ومنها أن يقع في الرياء الذي يحبط العمل ويبطله مهما كان كبيراً؛ ذلك أنّ المُطاع عند الرياء هو النفس، وليس الله -سبحانه وتعالى-، قال -عزّ وجلّ-: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾[10].


[1]  الحرّانيّ، تحف العقول، ص١٧.
[2]  أي يرجعون إليه.
[3]  الشيخ الريشهريّ، ميزان الحكمة، ج3، ص2125.
[4]  الشيخ النوريّ، مستدرك الوسائل، ج1، ص129.
[5]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص295.
[6]  سورة الملك، الآية 2.
[7]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج 2، ص16.
[8]  الآمديّ، غرر الحكم، ص306.
[9]  سورة ص، الآية 26.
[10]  سورة النازعات، الآيتان 40-41.

28-05-2020 | 01-27 د | 1379 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net