محاور الموضوع الرئيسة:
- الخوف شيمة المؤمنين.
- ضرورة اعتدال الرجاء و الخوف.
- الخوف ومعرفة الله.
- من آثار الخوف على سلوك الإنسان.
الهدف:
التعرّف على كيفية تربية النفس على الخوف والرجاء في العلاقة بالله تعالى.
تصدير الموضوع:
روي عن الإمام الصادق عليه السلام لإسحاق: "خف الله كأنّك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حدّ أهون الناظرين إليك"1.
1- الخوف شيمة المؤمنين: الخوف من الله تعالى نوع من الخضوع والخشية والتألّم أمام عظمة الله تعالى، وهو من خصائص المؤمنين وسمات المتقين، قال الإمام علي عليه السلام: "الخشية من عذاب الله شيمة المتّقين"2.
وقال الإمام الصادق عليه السلام "ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفاً كأنّه يشرف على النار..."3.
2- ضرورة اعتدال الرجاء والخوف: يجب أن يربّي المؤمن نفسه على الخوف من الله تعالى ليكون باعثاً له على الطاعة ومنفراً له من الذنب والمعصية، قال الإمام علي عليه السلام في وصيته لإبنه الحسن عليه السلام: "أوصيك بخشية الله في سرّ أمرك وعلانيتك"4.
وينبغي أن يتّسم بالقصد والإعتدال فلا إفراط ولا تفريط في الخوف، لأن الإفراط يؤذي النفس ويجعلها في حالة اليأس من الرجاء والأمل، والتفريط باعث على الإهمال والتقصير والتمرّد على طاعة الله تعالى، قال الإمام علي عليه السلام: "خير الأعمال إعتدال الرجاء والخوف"5.
3- الخوف بقدر المعرفة بالله تعالى: كلما ازداد علم المرء بأسرار الحياة، ونواميس الكون وعظمة الخالق، كلما زاد خشوعه نتيجة معرفته هذه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان بالله أعرف كان من الله أخوف"6.
ومثله ما عن الإمام علي عليه السلام: "أعلم الناس بالله سبحانه أخوفهم منه"7.
4- المؤمن بين مخافتين: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إنّ المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجلٍ قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وبين أجلٍ قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته، وفي الشيبة قبل الكبر، وفي الحياة قبل الممات فوالذي نفس محمّد بيده، ما بعد الدنيا من مستعتب، وما بعدها من دار إلاّ الجنّة أو النار"8.
وقال الإمام الصادق عليه السلام: "المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلاّ خائفاً ولا يصلحه إلاّ الخوف"9.
5- علامات الخائف: قال الإمام علي عليه السلام: "إن لله عباداً كسرت قلوبهم خشية الله، فاستكفوا عن المنطق، وإنّهم لفُصحاء عُقلاء ألبّاء نبلاء، يسبقون إليه بالأعمال الزاكية، لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون له القليل، يرون أنفسهم أنّهم شرار، وأنّهم الأكياس الأبرار"10.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "الخائف من لم تدعْ له الرهبة لساناً ينطق به"11.
6- التحذير من مخافة غير الله تعالى: قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾12. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "طوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس"13.
7- آثار الخوف على الإنسان: للخوف الكثير من التأثيرات على سلوك الإنسان منها:
- أنّه ينظِّم المشاعر والأحاسيس تجاه الخالق عزّ وجلّ.
- أنّه يعوّد النفس على التصاغر والتواضع أمام الله تعالى.
- أنّه يشعر النفس بتقصيرها الدائم ولا يرضى بالقليل من العمل.
- أنّه يعوّد النفس على طلب الأعمال التي تقرّبه من الله تعالى.
- أنّه يحاسب نفسه دائماً.
ومن نتائج الخوف كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: "قال الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين، فإذا أمِنَنَي في الدنيا أخَفْتَه يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة"14. وقال الإمام علي عليه السلام: "خف تأّمن ولا تأمن فتخف"15.
وفي الختتام:
قال بعض الحكماء:
"مسكين إبن آدم، لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعاً، ولو رغب في الجنة كما رغب في الدنيا لقاربهما جميعاً، ولو خاف الله في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر لسعد في الدارين جميعاً".
1- بحار الأنوار، ج70.
2- غرر الحكم 1757.
3- نور الثقلين، 4/ 45
4- بحار الأنوار، ج42.
5- غرر الحكم، 5055
6- بحار الأنوار، ج70.
7- غرر الحكم، 3121
8- الكافي: 2، 70.
9- الكافي: 2، 70.
10- البحار، 69/286.
11- البحار، 78.
12- آل عمران، 175.
13- بحار الأنوار، 77.
14- بحار الأنوار، 70.
15- غرر الحكم، 5054.