الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:899- 06 رمضان 1431 هـ الموافق 17 آب 2010م
كفالة اليتيم (أبو طالب نموذجاً)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل


محاور الموضوع الرئيسة:
- اليتيم في اللغة والاصطلاح.
- اليتيم في آيات الكتاب الكريم.
- واجبات المسلم تجاه اليتيم.
- منزلة أبو طالب وكفالته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم1.

الهدف:
التعرف على واجبات المسلم تجاه الأيتام، ودور أبو طالب في كفالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورعايته.

تصدير الموضوع:
عن أبي عبد الله قال: "نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا محمد إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: إنّي قد حرّمت النار على صلب أزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، فالصلب صلب أبيك عبد الله بن عبد المطلب، والبطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأمّا حجر كفلك فحجر أبي طالب."2

1- اليتيم في اللغة والاصطلاح:

اليتيم هو: الفرد من كل شيء. يقال: بيت يتيم، وبلد يتيم. ومن الناس من فقد أباه.

ويتفق الفقهاء مع اللغويين بتحديد اليتيم، فهم يرون أنه الطفل الفاقد للأب إلى حد البلوغ الشرعي، أي بلوغ مدارك الرجال. وحينئذٍ، فينتقل من مرحلة الطفولة، وهي مرحلة عدم المسؤولية إلى مرحلة العبء الاجتماعي، والمسؤولية الشرعية التي تفرض على الرجال البالغين.

2- اليتيم في آيات الكتاب الكريم:

ذكر اليتيم في اثنتين وعشرين آية مقسّمة إلى أقسام ثلاثة:
- القسم الأول: تعرّض إلى بيان شمول اللطف الإلهي له في الشرائع السابقة، والايصاء به.
- القسم الثاني: تعرض إلى بيان حقوقه الاجتماعية.
- القسم الثالث: وقد ركّز هذا القسم على بيان حقوقه المالية.

وتناولت بعض الآيات بشكل خاص يتامى آل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم تمييزاً لهم في بعض الحقوق المالية عن بقية اليتامى لأداء بعض ما للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من حق على الناس.

3- واجبات المسلم تجاه اليتيم:

لقد أولت الشريعة الإسلامية اليتيم عناية فائقة، وحثت على رعايته والمحافظة على أمواله، وحذرت من التجاوز على حقوقه. ومن جهة أخرى فقد أهابت بالمحسنين أن يقوموا بتهذيبه وتأديبه كما يراعي الوالد أبنائه، ويمكن اختصار أهم الواجبات التي يجب على المجتمع المسلم مراعاتها والاهتمام بها في رعاية الأيتام بالآتي:

1- رعاية شؤونه المادية وحفظ حقوقه وممتلكاته حتى يبلغ. قال تعالى: ﴿وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا3.
2- الرعاية التربوية والاجتماعية والمعنوية لليتيم.
3- تربيته على متطلّبات الحياة وتأهيله لخوض غمارها بثبات ونجاح وسعادة.
4- احتضانه معنوياً وحفظ حقوقه المعنوية.


وتقع هذه المسؤوليات على المجتمع بمختلف شرائحه ومستوياته الاجتماعية كل بحسب ما يملك من طاقات وامكانيات.

4- منزلة أبو طالب:

إنّ لأبي طالب عليه السلام منزلة عظيمة عند الله عزّ وجلّ، وكفاه فخراً ومنزلة كونه حامياً وناصراً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك هبط جبرائيل على رسول الله عند موته وقال: يا محمد، أخرج من مكّة فليس لك فيها ناصر، على ما رواه الكليني في الكافي4.

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين5.

وفي رواية: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنّ الناس يزعمون أنّ أبا طالب في ضحضاح من نار. فقال: كذبوا ما بهذا نزل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قلت: وبما نزل؟ قال: أتى جبرئيل في بعض ما كان عليه فقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام، ويقول لك إن أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرّتين، وإنّ أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك فآتاه الله أجره مرتين، وما خرج من الدنيا حتى أتته البشارة من الله بالجنة. ثم قال عليه السلام: كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرئيل ليلة مات أبو طالب فقال: يا محمد: أخرج من مكّة فما لك بها من ناصر بعد أبي طالب6.

كفالة أبي طالب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم:

توفي أبو النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن عبد المطلب, وكان النبي حملاً في بطن أمه آمنه، وبعد ولادته تكفّله جدّه عبد المطلب (واسمه شيبة الحمد) بن هاشم، وعند ما حضرت وفاة عبد المطلب أوصى ولده أبا طالب برعايته الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتكفّله والحفاظ عليه، وكان عمره الشريف ثماني سنين. ولم يكن أبو طالب أكبر ولد عبد المطلب ولا ميسور الحال ولكن توسّم فيه خصال الرعاية الوافية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكان رغم فقره أبذل إخوته وأسخاهم وأعلاهم مكانة اجتماعية في قريش.

فتكفّله أبو طالب ورعاه رعاية بالغة خاصة فاقت رعاية أولاده، وكان يحبّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم حبّاً شديداً، وإذا رآه يبكي وهو طفل يقول: "إذا رأيته ذكرت أخي عبد الله"، وكان عبد الله، أبو النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخاه لأبويه. وكان ينيمه جنبه، ويخرجه معه حفاظاً عليه، ويختصّه بالطعام، وهذا حال زوجته فاطمة بنت أسد معه.

ولقد استسقى أبو طالب عمّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وهو صغير فهطل المطر بعد تراكم من هنا وهناك، وأغدق فأخصبت الأرض، وقد تحمّل أبو طالب عليه السلام في سبيل الرسالة والحفاظ عليها وعلى الرسول الأذى الكثير من قومه دفاعاً عنهما، فلم يصل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قومه ذلك السوء مدة بقاء عمّه أبي طالب عليه السلام، ولقد كان يتظاهر بنصرة ابن أخيه تقية, فهو مؤمن قريش عليه السلام.

إنّ أبا طالب لم يتخلى عن حماية ونصرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى آخر لحظات عمره الشريف، بحيث أوصى أقاربه وأصحابه بأن يدافعوا عنه وينصروه، ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب أبا طالب ويثني عليه طيلة حياته، ولما سمع بموته حزن عليه حزناً شديداً، ثم قال لعلي عليه السلام : "أمضِ فتولّى غسله، فإذا رفعته على سريره فأعلمني"، ففعل فاعترضه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو محمولٌ على رؤوس الرجال، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "يا عم جزيت خيراً، فلقد ربيّت وكفلت صغيراً ونصرت وآزرت كبيراً، أما والله لأستغفرنّ لك ولأشفعنّ فيك شفاعةً يعجب لها الثقلان".7 ثم دفن في مقبرة الحجون.

وفي وصيته عند مماته يقول: "يا معشر بني هاشم أطيعوا محمداً وصدّقوه تُفلحوا وترشدوا، يا معشر قريش كونوا له ولاة ولحزبه حُماة، والله لا يسلك أحدٌ منكم سبيله إلا رشدَ ولا يأخذ أحدٌ بهديه إلا سَعِد".8


1- الكافي: 1/ 446/ ح21.
2- سورة البقرة: آية (83، 177، 215، 230). وسورة النساء: آية ( 2 ـ 3، 6، 8، 10، 36، 137). وسورة الأنعام: آية (153)، وسورة الانفال آية (41) وسورة الاسراء آية: (17) وسورة الكهف: آية (82)، وسورة الحشر: آية (7) وسورة الإنسان: آية (8) وسورة الفجر: آية (17) وسورة البلد: آية (15) وسورة الضحى آية (6، 9) وسورة الماعون آية (2).
3- النساء: 2.
4- الكافي: 1/ 449/ ح31، وانظر شرح نهج البلاغة: 1/ 29.
5- الكافي: 1/ 448 ح28، الحجّة: 341.
6- البحار، 35/11 ح43.
7- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، من كتابٍ له إلى معاوية.
8- السيرة الحلبية 1: 292.

23-08-2010 | 01-48 د | 3417 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net