الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1454 25 شعبان 1442 هـ - الموافق 08 نيسان 2021م

استقبال شهر الله

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

عن الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «أيّها النّاس، إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرّحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل الليالي»[1].

أيّها الأحبّة،
ها هي أيّام شهر شعبان تنصرم، مبشِّرةً بقدوم أفضل الشهور عند الله -تعالى-، في أيّامه ولياليه وساعاته، كما أخبرنا بذلك رسوله الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، ليكون محطّة عظمى من المحطّات التي ينبغي للمؤمن العابد أن يغتنمها في سبيل الارتقاء بين يدي الله -سبحانه- أكثر فأكثر؛ ذلك أنّ أجر العمل الصالح في هذا الشهر مضاعف، وأثره أعمق وأنفذ في ثبات الرّوح والقلب على طاعة الله وسلوك طريق الحقّ.

الاستعداد وتهيئة النفس
إنّ العاقل إذا ما أراد استقبال من يحبّ ويرغب، فإنّه يسعى لتهيئة نفسه، كي يكون على قدر من اللّياقة والأدب مع ذاك الطرف الذي يحبّ، وكذلك ينبغي أن يكون الحال في استقبال شهر رمضان، الشهر الذي ينتظره المؤمن بلهفة وشوق، فإنّه يحتاج في ذلك لإعداد العدّة اللّائقة بهذا الضيف الكريم، وأوّل العدّة أن يهيّئ قلبه وجوارحه لاستقبال هذا الضيف الكريم، وذلك من خلال:

1. التوبة الصادقة
لا بدّ من تنقية القلب من خلال التوبة والندم على ما اقترفه المرء من ذنوبٍ تقف حائلاً دون نيل البركة المنشودة، قال -سبحانه-: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[2].
وعن الإمام الرضا (عليه السلام): «... وتُب إلى الله من ذنوبك، ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلِص لله -عزّ وجلّ-، ولا تدعنّ أمانة في عنقك إلّا أدّيتها، وفي قلبك حقداً على مؤمن إلّا نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلّا أقلعت عنه، واتّقِ الله وتوكّل عليه، في سرّ أمرك وعلانيتك...»[3].

2. إخلاص النيّة
الإخلاص روح الطاعات، ومفتاح القَبول، وسبب المعونة والتوفيق، وقد أمرنا الله -جلّ جلاله- بإخلاص العمل له وحده دون سواه، فقال: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾[4].

3. العمل الصالح
إنّ من أراد التقرّب إلى الله فعلاً، فعليه أن يستعدّ لذلك باندفاعٍ تامّ نحو العمل الصالح، وأداء ما عليه في هذا الشهر المبارك، قال -سبحانه-: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا﴾[5].

4. التكافل والمواساة
كذلك أيضاً، لأنّ هذا الشهر شهر الرّحمة والخير، فهو شهرُ النظر في أوضاع المساكين والمحتاجين، والشعور بأحوال الجائعين الذين لا يجدون قوت يومهم، فلا بدّ حينها من أن يشمّر المؤمن عن ساعديه، للسعي في قضاء حوائج الناس، ومساعدة الفقراء منهم على قدر ما يستطيع.

عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «ومن أكرم فيه يتيماً، أكرمه الله يوم يلقاه»[6].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «قال الله -عزّ وجلّ-: الخلق عيالي، فأحبّهم إليّ ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم»[7].
 
في الختام، ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في استقبال شهر رمضان: «كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إذا أهلّ هلال شهر رمضان، استقبل القبلة ورفع يديه، فقال: اللّهمّ، أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والعافية المجللّة والرزق الواسع ودفع الأسقام. اللّهمّ، ارزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه. اللّهمّ، سلّمه لنا وتسلّمه منّا وسلّمنا فيه»[8].


 [1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج93، ص356.
[2] سورة النور، الآية 31.
[3]  ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج1، ص42.
[4] سورة البيّنة، الآية 5.
[5] سورة الكهف، الآية 110.
[6] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص154.
[7] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص200.
[8] المصدر نفسه، ج4، ص71.

07-04-2021 | 23-45 د | 1141 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net