محاور الموضوع ألرئيسة:
- احترام الرسول صلى الله عليه واله وسلم للبنات.
- وظيفة الوالدين في تربية البنت ورعايتها.
- احترام البنت والحث على العناية بها.
- وصايا تربوية هامة.
الهدف:
التعرّف على نظرة الإسلام في تربية البنت ووجوب رعايتها.
تصدير الموضوع:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "البنات حسنات والبنون نعمة، فالحسنات يثاب عليها والنعمة يسأل عنها" 1.
مقدمة: عندما جاء الإسلام قضى على كل أشكال الظلم للبنت ولم يكن ذلك ردة فعل لما حصل في الجاهلية فقط، بل لما تشكله البنت في المستقبل من دور فعّال وكبير في بناء المجتمع وصلاحه، بل هي أهم عنصر فيه فهي اليوم بنت وغداً زوجة وبعده أم تربي الأجيال القادمة.
1- احترام الرسول صلى الله عليه واله وسلم للبنات
يوصي الإسلام بضرورة بذل العناية والمحبة والعطف على البنات أن لا تكسر قلوبهن ولا تُجرى دموعهن، وإذا كانت البنت مضطربة أو مصابة بالضجر أو تشعر بعدم الراحة، فيجب تهيئة الأجواء المناسبة لها وتطييب خاطرها، ويُعتبر فعل الرسول في مجال احترام البنات أفضل درس للأمة الإسلامية في كيفية تقديم الرعاية والإحترام للبنات، ويُروى بأنّ رجلاً كان جالساً عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبين أصحابه فأخبروه بأن امرأته وضعت بنتاً، فتغيّر لونه من وقع الخبر، فسأله الرسول صلى الله عليه واله وسلم: ما بك؟ فأخبروه بأن إمرأته وضعت بنتاً، فقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم: "ثقلها على الأرض وتظلّها السماء ورزقها على الله وهي مثل الوردة تُشم رائحتها".
2- وظيفة الوالدين في تربية البنت ورعايتها
الحرص على احترام البنات وتقديرهن وإشعارهن بالمحبة والمودة من قبل الأبوين، وبالأخص من جانب الأب. فينبغي له أن يراعي عواطفها ومزاجها ويجنّبها الغضب، أو ما يضايقها وهذا ما أكدته النصوص الشريفة كما في قولهصلى الله عليه واله وسلم: "ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" 2.
ولهذا حمّل الإسلام الوالدين المسؤولية الكبرى، في تربية الأولاد عموماً والبنات خصوصاً، وأن المسؤولية للوالدين لا تنحصر في الجانب المادي وسدِّ حاجاتهن والإغداق عليهن، بل هذا جزء من المسؤولية وليس هو كل المسؤولية وبقية الأجزاء لا تقل أهمية عن هذا الجزء إن لم يكن أعظم وأهم الأهداف المستقبلية للأولاد والبنات فلهذا ركّز الإسلام على جانب البنات أكثر من جانب الأولاد. فقد ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم قوله: "خير أولادكم البنات" 3.
وعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: "من كان له ثلاث بنات يؤدبهن، ويرحمهن، ويكفلهن، ويزوجهن، وجبت له الجنة البتة. قيل: يا رسول الله، فان كانتا اثنتين قال: وان كانتا اثنتين قال: فرأى بعض القوم أن لو قالوا: واحدة، لقال: واحدة" 4.
3- احترام البنت والحث على العناية بها
هناك الكثير من الروايات في الحثّ على احترام البنات ورعايتهن وتأديبهن، قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم: "من كان له ابنة فأدّبها وأحسن أدبها، وأحسن غذاها، وأسبغ عليها من النعم التي أسبع الله عليه كانت له ميمنة وميسرة من النار إلى الجنّة" 5.
ومن الضروري أن يفعل ما يولد المحبة، فيقسم الهدايا بين أولاده ويبدأ بالبنت، فالذي يدخل السرور على قلب ابنته فكأنما أعتق عبداً، والرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم وفي آخر لحظات عمره الشريف أوصى الناس بالنساء فقال: "اهتموا بهنّ فإنّهن أمانة الله في أيديكم".
أما الروايات الواردة في تربية البنين فإنها وردت بشكل إجمالي وتوصي بتربية البنات والبنين معاً؛ وحيث تقتضي الضرورة فإن الكفّة ترجح لصالح البنات مثلاً تقول الروايات "أحبوا الصبيان وارحموهم فإذا وعدتموهم فأوفوا لهم" وفي حديث آخر "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يُغفر لكم"6 .
وهنا نرى أنه لا يوجد أي فرق بين البنين والبنات، ولكن الإسلام يحذر في روايات كثيرة من الإساءة إلى البنت وجرح مشاعرها وإدخال الحزن والضجر عليها؛ ويوصي أن تكون هي المقدمة في إعطاء الهدايا، ويوصي باتباع الطرق المناسبة لردعها وعقوبتها عندما يكون إجراء العقوبة ضرورياً فاتباع الطرق الملائمة لردعه.
4- وصايا تربوية هامة
أ - تحذير الوالدين من حمل ولدهما على عقوقهما: كما يجب على الأبناء طاعة آبائهم وبرّهم والإحسان إليهم كذلك يجدر بالآباء أن يسوسوا أبناءهم بالحكمة وباللطف والمداراة، ولا يضطروهم إلى العصيان أو العقوق، في وصية النبي صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام :... "يا علي لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما، يا علي يلزم الوالدين من عقوق ولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما.. يا علي رحم الله والدين حملا ولدهما على برّهما.." 7.
ب- إكرام الأولاد: "أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم" رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
والسبب في ذلك هو: أن الأولاد والصلحاء هم زينة الحياة، وأعز آمال الأسرة وأمانيها، لذلك أثنى عليهم أهل البيت عبيهم السلام: وعن الإمام الصادق عليه السلام : "الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة".
ج- التربية وفق المنهج الإسلامي: يجب تربية الأولاد وفق منهج إسلامي تربوي متكامل، بحكمة الإنسان بين حاجاته الروحية والنفسية والجسدية، حيث تبدأ حقوق الأولاد على الآباء من قبل نشوء حالة الأبوة والبنوة، ومنذ الولادة، وفي المراحل العمرية المختلفة... وذكرها هنا لمساهمتها في رفع العقوق، والحقوق كثيرة، منها:
- حسن اختيار الأم: "اختاروا لنطفكم فإن الخال أحد الضجيعين".
- اختيار التسمية: حق الولد على والده أن يحسن اسمه وأدبه.
- وجوب الإنفاق على الولد.
- التربية والرعاية الدائمة في توجيه الولد.. وهذا من أهم المبادئ والواجبات على الوالد تجاه ولده، وتشمل التربية: البيئة السليمة، المدرسة، البيت، النادي...
ويبقى الأهم هنا هو المربي الحقيقي:بالأصل يجب أن يرسم الوالد الخطوط العامة والنهج الأساسي.. وتقوم الأم بالتربية المباشرة والتفصيلية، وغرس الأخلاق الحميدة، والخصال والثقافة، والإيمان والتديّن.
ولكن هناك عوامل كثيرة تؤثر في الموضوع التربوي للأولاد مثل:الأصدقاء، التلفزيون، البيئة والمحيط والمدرسة، نادي الانترنت، العادات الموجودة في البيت (ثقافة الأهل).فهذه وغيرها كلها عوامل تؤثر إيجاباً أو سلباً في تربية الأولاد، وبالتالي الأولاد أمانة لا بدّ من المحافظة عليها وتربيتها التربية الصالحة.
1- من لا يحضره الفقيه،ج3، ص481.
2- كنز العمال،16،371.
3-مستدرك الوسائل،ج15، 116.
4- مجمع الزوائد،8، 157..
5- المصدر السابق.
6- وسائل الشيعة،ج21، 476.
7-المصدر السابق.