الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1515 09 ذو القعدة 1443 هـ - الموافق 09 حزيران2022م

جوانب من شخصيّة الإمام الرضا (عليه السلام)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

نبارك للإمام المهديّ المنتظر (عجّل الله فرجه) وللإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) وللأمّة الإسلاميّة جمعاء، ذكرى ولادة الإمام الثامن من الأئمّة الأطهار، الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام).

هو الإمام عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام). 
كُنيته: أبو الحسن، أبو عليّ.
ألقابه: الرضا، الصابر، الرضيّ، الوفيّ، الفاضل، وغيرها.
وُلد (عليه السلام) في الحادي عشر من ذي القعدة، من العام 148 للهجرة.

فضل الإمام (عليه السلام)
إنّ للإمام الرضا (عليه السلام) فضلاً عظيماً ومقاماً رفيعاً، كحال آبائه الأطهار الذين اتّصفوا بصفات جليلة، جعلت منهم المرجعيّة الأولى لأبناء الأمّة الإسلاميّة في زمان حياتهم وبعد وفاتهم، في الدين والعلم والأخلاق والإدارة والسمات الطيّبة والحسنة.
وقد رُوي في فضل الإمام الرضا (عليه السلام) العديد من الشواهد الواضحة في بيان شخصيّته الكريمة والمباركة، منها ما عن المفضّل بن عمر أنّه قال: دخلتُ على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، وعليّ ابنه في حجره، وهو يقبّله [...]، ويضعه على عاتقه، ويضمّه إليه، ويقول: «بأبي أنت! ما أطيب ريحك، وأطهر خلقك، وأبين فضلك!»، قلتُ: جُعِلتُ فداك! لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودّة ما لم يقع لأحد إلّا لك، فقال لي: «يا مفضّل، هو منّي بمنزلتي من أبي (عليه السلام)، ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾».

قال: قلتُ: هو صاحب هذا الأمر من بعدك؟ قال: «نعم، من أطاعه رشد»[1].

عاش الإمام الرضا طفولته في كنف والده، فنهل من آدابه وأخلاقه وعلمه، حتّى قال فيه مبيّناً فضله: «عليّ ابني أكبر ولدي، وأسمعهم لقولي، وأطوعهم لأمري، ينظر معي في كتاب الجفر والجامعة، وليس ينظر فيه إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ»[2].

إنّ الحديث عن الإمام الرضا (عليه السلام) يطول ويتشعّب لكثرة الجهات التي تميّزت بها شخصيّته المباركة، وجعلت منه قبلةً للمريدين والتوّاقين لسلوك طريق الحقّ والمعرفة، حتّى التفّ حوله الناس من جميع أطيافهم، واتّخذوه مرجعهم ومرشدهم وقدوتهم.

أمّا علمه
وهو من أبرز ما تميّز به (عليه السلام)، إذ ذاع صيته في زمانه، وكان مقصد التائقين لتلقّي العلم والمعرفة، وممّا يدلّل على وفرة علمه (عليه السلام) كثرة مناظراته وحواراته مع رؤساء الطوائف المختلفة، ومعرفته الثاقبة بمفاصل معتقداتهم، والشبهات التي تدور حولها، وردّها ونقضها، وقدرته الفائقة في إقناع خصومه.

رُوي العديد من الأحاديث الواردة في فضل علمه (عليه السلام)، منها ما عن الإمام الكاظم (عليه السلام) يقول لبنيه: «هذا أخوكم عليّ بن موسى، عالم آل محمّد، فاسألوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمّد (عليهما السلام) غير مرّة يقول لي: إنّ عالم آل محمّد لفي صلبك، وليتني أدركته، فإنّه سَمِيّ أمير المؤمنين عليّ»[3].

وعن الفضل بن العبّاس، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهرويّ، قال: «ما رأيت أعلم من عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام)، ولا رآه عالم إلّا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد علماء الأديان، وفقهاء الشريعة والمتكلّمين، فغلبهم عن آخرهم، حتّى ما بقي أحد منهم إلّا أقرّ له بالفضل، وأقرّ على نفسه بالقصور»[4].

ومن اللافت لنظر القارئ في حياة الأئمّة الأطهار، ومنهم الإمام الرضا (عليه السلام)، أنّهم كانوا لا يألون جهداً في سبيل تعليم الناس وتعريفهم المفاهيم الحقّة وإرشادهم إليها وحثّهم على ملازمتها، ويرجع ذلك إلى اقتران سيرتهم بتعاليم القرآن الكريم، إذ دعا إلى إنفاق كلّ ما استُخلِف عليه الإنسان في هذه الحياة، ومنها العلم وهو أجلّها، قال سبحانه: ﴿وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾[5].

عنه (عليه السلام): «كنت أجلس في الروضة، والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة، أشاروا إليّ بأجمعهم، وبعثوا إليّ بالمسائل، فأجيب عنها»[6].

أخلاقه وأدبه
كانت الأخلاق الحسنة والآداب الطيّبة قد امتزجت بشخصيّته المباركة، حتّى ظهرت في سلوكه وتصرّفاته، عن إبراهيم بن العبّاس، قال: ما رأيتُ أبا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا أحداً بكلمة قطّ، ولا رأيتُه قطع على أحدٍ كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مدّ رجله بين يدي جليسٍ له قطّ، ولا اتّكأ بين يدي جليسٍ قطّ، ولا رأيتُه شتم أحداً من مواليه ومماليكه قطّ، ولا رأيتُه تفل، ولا رأيتُه يقهقه في ضحكةٍ قطّ، بل كان ضحكُه التبسّم، وإذا خلا ونصب مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البوّاب السائس، وكان (عليه السلام) قليل النوم بالليل، كثير السهر، يُحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح، وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشهر، ويقول: ذلك صوم الدهر، وكان (عليه السلام) كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّق[7].

تواضعه
ومن صفاته الطيّبة التي برزت في شخصيّته صفة التواضع، عن عبد الله بن الصلت، عن رجلٍ من أهل بلخ، قال: كنتُ مع الرضا (عليه السلام) في سفره إلى خراسان، فدعا يوماً بمائدة له، فجمع عليها مواليه -أي الخدم-[...] وغيرهم، فقلتُ: جُعِلتُ فداك! لو عزلت لهؤلاء مائدة، فقال: «مَهْ! إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد، والأمّ واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال»[8].

الولاية للإمام الرضا (عليه السلام)
إنّ الموالي للإمام الرضا (عليه السلام) إنّما يتّخذ الإمام أسوةً له وقدوةً في جميع جهات حياته، في علاقته بالله والناس والحياة عامّةً، وبذلك يُحيي أمره وأمر الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) بالفعل كما القول، عن الإمام الصادق (عليه السلام): «فأحيوا أمرنا [...]، فرحم الله من أحيا أمرنا!»[9].

وصيّته
أمّا وصيّته لشيعته فهي بليغة المضامين، واضحة المعالم، وقد أشار فيها إلى العديد من السمات التي ينبغي لكلّ موالٍ أن يتحلّى بها، وأن يتخلّى عن كلّ ما فيه سوء، قال (عليه السلام): «يا عبدَ العظيم، أبلغ عنّي أوليائي السلام، وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً، ومُرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة، ومُرهم بالسكوت وتركِ الجدال في ما لا يعنيهم، وإقبال بعضهم على بعض، والمزاورة، فإنّ ذلك قربةٌ إليّ. ولا يشتغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً، فإنّي آليت على نفسي، أنّه من فعل ذلك وأسخط وليّاً من أوليائي دعوتُ الله ليعذّبه في الدنيا أشدّ العذاب، وكان في الآخرة من الخاسرين، وعرِّفهم أنّ الله قد غفر لمُحسِنهم وتجاوز عن مُسيئهم، إلّا من أشرك به أو آذى وليّاً من أوليائي، أو أضمر له سوءاً، فإنّ الله لا يغفر له حتّى يرجع عنه، فإن رجع وإلّا نزع روح الإيمان عن قلبه، وخرج عن ولايتي، ولم يكن له نصيباً»[10].


[1]  الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج1، ص40.
[2]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج49، ص20.
[3]  المصدر نفسه، ج49، ص100.
[4]  المصدر نفسه، ج49، ص100.
[5]  سورة الحديد، الآية 7.
[6]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج49، ص100.
[7]  الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص198.
[8]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج8، ص230.
[9]  الشيخ الصدوق، مصادقة الإخوان، ص32.
[10]  الشيخ المفيد، الاختصاص، ص247.

09-06-2022 | 14-14 د | 939 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net