الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:925- 10ربيع أول 1432 هـ الموافق 15 شباط 2011م
الخُلق النبوي (وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع ألرئيسة:
- جامع مكارم الأخلاق.
- عينات من الخلق العظيم.

الهدف:
الإضاءة على الأخلاق النبوية وتقديمه قدوة.

تصدير الموضوع:
﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
1.

تختصر الآية الشريفة كل مديح لأخلاق الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من لدن باعثه وبارئه.

خلقه القرآن:

وقد ورد الكثير من الأخبار التي تؤكد مضمون هذه الآية، حيث كان في أخلاقه ترجماناً للقرآن الكريم، وتجسيداً لخلقه القويم، وقد ورد في حديث مستفيض مشهور عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "أدبني ربي فأحسن تأديبي"2.

وسئلت مرة إحدى نسائه عن وصف أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: "كان خُلقه القرآن".

جمع مكارم الأخلاق

وقد جمع صلى الله عليه وآله وسلم الأدب والأخلاق من أطرافهما، حتى كان تمامها، وقد ورد عن إسحاق بن جعفر عن أخيه موسى الكاظم، عن آبائه، عن علي عليه السلام، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "بُعثتُ بمكارم الأخلاق ومحاسنها"3.

وعن الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بمكارم الأخلاق، فإنّ الله بعثني بها. وإن من مكارم الأخلاق أنْ يعفو الرجل عمّن ظلمه ويصل من قطعه، وأن يعود من لا يعوده"4.

وفي حديث عن الإمام الصادق عليه السلام، قال: إنّ الله تعالى خصّ رسوله بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم، فاحمدوا الله عزَّ وجلَّ وارغبوا إليه في الزيادة منها. فذكرها عشرة ـ أخلاق ـ: "اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم، وحسن الخُلق، والسخاء، والغيرة، والشجاعة والمروّة"5.

وإنّ من نافل القول: إنّ هذه المكارم وهذه الشمائل كانت سلوكاً ومواقف ومعاملات وخصالاً تظهر في تصرّفاته صلى الله عليه وآله وسلم، ولم تكن مجرّد كلمات ومواعظ ونصائح تتردّد على لسانه صلى الله عليه وآله وسلم. وإليك بعضاً مما روي في مشاهدات المعصومين عليهم السلام، ومما رواه بعض أصحابه صلى الله عليه وآله وسلم:

1 ـ في زهده صلى الله عليه وآله وسلم:
عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أتاني ملك فقال: يا محمد، إنّ ربك يقرئك السلام، ويقول: إنْ شِئْتَ جعلت بطحاء مكة ذهباً! قال: فرفع رأسه إلى السماء، وقال: يا ربّ، أشبعُ يوماً فأحمدك، وأجوع يوماً فأسألك"6.

ـ وعن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يورّث ديناراً ولا درهماً، ولا عبداً، ولا وليدة، ولا شاةً ولا بعيراً. ولقد قُبض صلى الله عليه وآله وسلم وإنّ درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة بعشرين صاعاً من شعير، استسلفها نفقةً لعياله"7.

ـ وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما مَثَلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يومٍ صائفٍ، فاستظلّ تحت شجرة ساعةً من نهار ثم راح وتركها"8.

2 ـ في تواضعه صلى الله عليه وآله وسلم:
ـ عن أبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجلس بين ظهراني أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيّهم هو متى يسأل. فطلبنا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنْ يجعل مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دُكّاناً من طين، وكان يجلس عليه ونجلس بجانبيه"9.

ـ وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأكل أكل العبد، ويجلس جلوس العبد، ويعلم أنه عبد"10.

ـ وعنه عليه السلام: "مرّت امرأة بذيّة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يأكل وهو جالس على الحضيض، فقالت: يا محمد، والله، إنك لتأكل أكل العبد، وتجلس جلوسه! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ويحك، وأيُّ عبدٍ أعبدُ مني؟!"11.

3 ـ في حيائه صلى الله عليه وآله وسلم:
ـ عن أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشدّ حياءاً من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه"12.

ـ وعنه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حييّاً لا يُسأل شيئاً إلا أعطاه"13.

4 ـ في رحمته صلى الله عليه وآله وسلم:
قال تعالى:﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ14.

ـ وعن أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإنْ كان غائباً دعاله، وإنْ كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عادة15.

5 ـ في صبره صلى الله عليه وآله وسلم:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لقد أوذيتُ في الله وما يؤذى أحدٌ، وأُخفتُ في الله وما يُخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثلاثون من يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبدٍ إلا شيء يواريه إبْطُ بلال"16.

ـ وعن إسماعيل بن عيّاش: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصبرَ الناس على أوزار الناس"17.

ـ عن الباقر عليه السلام لمحمد بن مسلم: يا محمد، لعلك ترى أنه يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ شبع من خبز البُرّ ثلاثة أيام متوالية من أنْ بعثه الله إلى أن قبضه؟! ثم ردّ على نفسه؟! ثم قال: لا والله، ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ بعثه الله إلى أنّ قبضه، أما إني لا أقول إنه كان لا يجد، لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل. فلو أراد أن يأكل لأكل"18.

6ـ في شجاعته صلى الله عليه وآله وسلم:
ـ الإمام علي عليه السلام: "لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشدّ الناس يومئذٍ بأساً"19.

ـ وعنه عليه السلام: "كنا إذا محي البأس ولَقِيَ القوم القوم اتّقينا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما يكون منّا أحدٌ أقرب إلى العدو منه"20.

الخاتمة:

ولقد أجمل ابن شهرآشوب خُلقَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخصاله حيث قال: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل المبعث موصوفاً بعشرين خصلة من خصال الأنبياء، لو انفرد واحد بأحدها لدلّ على جلاله، فكيف من اجتمعت فيه؟! كان نبياً أميناً، صادقاً، حاذقاً، أصيلاً، نبيلاً، مكيناً، فصيحاً، نصيحاً عاقلاً، فاضلاً، عابداً، زاهداً، سخيّاً، كميّاً، قانعاً، متواضعاً، حليماً، رحيماً غيوراً، صبوراً، موافقاً، مرافقاً،لم يخالط منجمّاً ولا كاهناً ولا عيَّافاً" ولعله عرّافاً21.


1- سورة القلم، الآية: 4.
2- بحار الأنوار، للمجلسي، ج16، ص210.
3- أمالي الطوسي، ج2، ص209، فقه الرضا عليه السلام، ص353.
4- أمالي الطوسي، ج2، ص92.
5- الكليني في الكافي، ج2، ص56، من لا يحضره الفقيه الصدوق، ج3، ص554.
6- عيون أخبار الرضا، ص199.
7- الحميري في قرب الإسناد، ص91، ح304.
8- الطبرسي في مكارم الأخلاق، ج1، ص64 ـ 65.
9- مكارم الأخلاق، ج1، ص48، ح8.
10- محاسن البرقي، ص456.
11- المحاسن، ح1759.
12- الطبقات الكبرى لابن سعد، ج1، ص368.
13- مكارم الأخلاق، ج1، ص50، ح15.
14- سورة التوبة، الآية: 128.
15- مكارم الأخلاق، ج1، ص55، ص34.
16- كنز العمال، ح16682.
17- الطبقات الكبرى، ج1، ص378.
18- الكافي، ج8، ص130، ح10.
19- مكارم الأخلاق، ج1، ص53، ح25.
20- كنز العمال، للمتقي الهندي، ح35463.
21- المناقب لابن شهرآشوب، ج1، ص123.

17-02-2011 | 00-42 د | 4232 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net