محاور الموضوع الرئيسيّة:
- المسجد بيت الله تعالى.
- المسجد خير كله.
- الدور العلمي و الثقافي والجهادي للمسجد.
- آداب المساجد وأحكامها الفقهية.
الهدف:
تفعيل العلاقة العبادية والروحية والعلمية بالمسجد.
تصدير الموضوع:
روي عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم إن اللّه سبحانه قال: "ألا إن بيوتي في الأرض المساجد تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض"1
مقدمة
المسجد هو المكان الطبيعي لعبادة الله تعالى، ولنشر القيم الإسلامية، وغرس الآداب والأخلاق الحميدة، وتوفير الطمأنينة النفسية والروحية، التي تخفّف عن الناس أعباءَ الحياةِ وآلامها، وتكبحُ فيهم جموح الغرائز وشهواتها، وترسّخ أواصر المحبة، قال الإمام الصادق عليه السلام: "من مشى إلى المسجد لم يضع رجلاً على رطب ولا يابس إلاّ سبحت له الأرض إلى الارضين السابعة"2
1- المسجد بيت الله تعالى
لقد عَظَّم الإسلامُ المسجد وأعلى مكانتَه، ورسَّخَ في النفوس قدسيتَه، فأضافه اللَّهُ تعالى إليه إضافةَ تشريفٍ وتكريم فقال تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾3. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "في التوراة مكتوب أنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثم زارني في بيتي، ألا إن على المزور كرامة الزائر ألا بشّر المشّائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة".4.
2- ثواب بناء المساجد
وعد باني المسجد بالجزاء الأكبر عند الله، لقول الإمام الصادق عليه السلام:"من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة" 5 فهو العنصر الأساسي في حياة المسلمين، وكل العبادات التي يزاولونها بين جدرانه، ترفع من شأنهم، وتقوي عقيدتهم، وتعلي كلمتهم.
3- المسجد خير كله
وهي بيوت الصلاة والدعاء، كما ورد عن الصادق عليه السلام حيث قال: "عليكم بإتيان المساجد فإنّها بيوت الله في الأرض، ومن أتاها متطهّراً طهّره الله من ذنوبه، وكتب من زواره، فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء" 6 وكما جاء في العديد من الروايات فإن الذهاب إلى المجلس إضافة للعبادة وفضلها لا يخلو من فائدة تعود على صاحبها بالخير في الدنيا أو الآخرة، عن الإمام علي عليه السلام: "من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخاً مستفاداً في الله، أو آية محكمة، أو رحمة منتظرة أو كلمة ترّده عن ردى،أو يسمع كلمة تدلّه على هدى،أو يترك ذنبا خشية أو حياءً".7
4- شكوى المساجد
الواضح أن العناية الخاصة بجيران المسجد في الروايات، وأنه لا صلاة لهم كاملة إلا في المسجد، تعبر عن اهتمام خاص بهم، وهي علامة إيجابية لهم لأنها تحرص على أن يحصّل جار المسجد كامل الثواب والأجر والفائدة التي لا تتوفّر لغيره ممن هم ليسوا جيراناً للمسجد، وقد أوضح الإمام علي عليه السلام المراد من ذلك فقال:لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد، إلا أن يكون له عذر أو به علة، فقيل: ومن جار المسجد يا أمير المؤمنين ؟ قال من سمع النداء 8، وفي رواية أخرى: "... والجوار أربعون داراً من أربعة جوانبها". 9
ويروى عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: "شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحي الله عز وجل إليها: وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ولا أظهر لهم في الناس عدالة ولا نالتهم رحمتي ولا جاورني في جنتي"10.
5- الدور العلمي والثقافي والجهادي للمسجد
لا يقتصر دور المسجد على الجانب العبادي فقط بل المسجد مدرسه متكاملة له دوره البارز في تثقيف الأمـة وبث الوعي فيها وتنمية الجانب العلمي والثقافي، ويظهر ذلك جليا من خلال تأسيس النبي لمسجده في المدينة فمنه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقود الأمة ويحرّك الجيوش الإسلامية وفيه يتلقى الوحي الإلهي والتنزيل القرآني وفيه يبث الأحكام الإلهية والتعاليم الدينية..وقد أكّدت الروايات على تلاوة القرآن وطلب العلم في المسجد:
- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: "ما جلس قوم في مسجد من مساجد اللّه تعالى يتلون كتاب اللّه يتدارسونه بينهم إلاّ تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم اللّه فيمن عنده" وورد في كتب حديث أهل السنة إن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من غدا أو راح إلى المسجد لا يريد غيره ليعلم خيراً أو يعلمه ثم رجع إلى بيته الذي خرج منه كان كالمجاهد في سبيل اللّه رجع غانماً" 11 وقيل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج من منزله يوماً، فرأى في المسجد مجلسين، أحدهما يتداول أمور الدين، والآخر منهمك في الدعاء، فقال: "كلا المجلسين إلى خير،أما هؤلاء فيدعون اللّه، وأما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل، هؤلاء أفضل. بالتعليم أرسلت"12
6- الأحكام الشرعية للمساجد
- حرمة تنجيسها: يحرم تنجيس المساجد وبنائها، وسائر آلاتها، وكذلك فراشها، وإذا تنجس شيء منها وجب المبادرة إلى تطهيره.
- عدم فعل ما يلزم منه هتك حرمة المسجد.
- عدم فعل كل ما يؤدي إلى خراب المساجد، أو تلف تجهيزاته.
- مراعاة الأحكام الخاصة بالمحدث بالحدث الأكبر، وفق تفاصيلها.
1- مستدرك الوسائل 3: 313.
2- وسائل الشيعة 3: 480.
3- سورة الجن، آية 18
4- البحار، 83، 373، 37
5- أمالي الصدوق 293، 8.
6- الكافي، 3، 368، 1
7- أمالي الصدوق 318، 16.
8 - بحار الأنوار، ج80،ص380
9- وسائل الشيعة، 3، 487، باب2.
10- وسائل الشيعة، ج5، ص196.
11-.كنز العمال، ج1، 544.
12- منية المريد، ص 106.