محاور الموضوع الرئيسيّة:
أفضل الأعمال في شهر رمضان
معرفة خصائص شهر رمضان المبارك وأسراره وأهمها
معرفة خصوصية العبادة في شهر الله والاستفادة منه
الهدف:
التعرّف على خصوصية شهر الله، وأفضل الأعمال فيه.
تصدير الموضوع:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لجابر بن عبدالله الأنصاريّ :يا جابر، هذا شهر رمضان، مَن صام نهاره، وقام وِرْداً مِن ليله، وعفّ بطنَه وفَرْجَه، وكفَّ لسانَه، خرج مِن ذنوبه كخروجه مِن الشهر.فقال جابر: يا رسول الله، ما أحسنَ هذا الحديث! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا جابر، وما أشدَّ هذه الشروط!1
مقدمة
إن الاستفادة الواعية من شهر الله تقتضي القراءة الواعية لفلسفة الصوم وحكمه، ومداليله الإيمانية والتربوية والاجتماعية، استجابة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته في استقبال شهر رمضان حيث قالصلى الله عليه وآله وسلم:أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله تعالى بالبركة والرحمة والمغفرة.. وهو شهر قد دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله.. فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة ؛وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه،فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر.2
أفضل الأعمال في شهر رمضان: سأل أمير المؤمنين علي عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فأجابه صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل الأعمال الورع عن محارم الله، على قاعدة أن خطابه هذا موجّه إلى أمته من خلال أمير المؤمنين علي عليه السلام. والورع عن محارم الله إضافة إلى ترك جميع أنواع المحرمات والمخالفات الشرعية، يحتاج ولاسيما في شهر الله إلى عنصرين هامين، يمكن إيجازهما بالآتي:
الأول: معرفة خصائص شهر رمضان المبارك وأسراره
وأهمها:
1- أنه شهر القرآن والهداية
قال الله تعالى: ﴿... شَهْرُ رمَضانَ الّذي أُنْزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنّاسِ وبيّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرقان﴾3
2- التكريم بالتكليف
قال الإمام الصادق عليه السّلام: إنّما فرَضَ اللهُ صيامَ شهر رمضانَ على الأنبياء دون الأُمم، ففضّل اللهُ به هذه الأُمّة، وجعل صيامَه فرضاً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى أُمّته4.
3- أنه شهر البركة والرحمة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّها الناس، إنّه قد أقبلَ إليكُم شهرُ اللهِ بالبركةِ والرحمة والمغفرة، شهرٌ هو عندَ اللهِ أفضلُ الشهور، وأيّامُه أفضلُ الأيّام، ولياليه أفضلُ الليالي، وساعاتُه أفضلُ الساعات..5
4- أنه فرصة الخيرات والكرامات
قال الإمام الصادق عليه السلام: إذ دخل شهر رمضان، فاجهدوا أنفسَكم. فإنّ فيه تُقسّم الأرزاق، وتُكتب الآجال، وفيه يُكتَب وفدُ الله الذين يَفِدون إليه، وفيه ليلةٌ العملُ فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر6.
5- شهر تثبيت الإخلاص
قالت مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام: فرَضَ اللهُ الصيامَ تثبيتاً للإخلاص7.
6- شهر الصيام زكاة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لكلّ شيء زكاة، وزكاة الأبدان الصيام8.
7- أنه شهر الصبر
قال الله عزّ وجل: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾9 وورد في الحديث القدسي أن الله عزّ وجل قال: كل أعمال ابن آدم بعشرة أضعاف إلى سبع مئة ضعف إلاّ الصبر فإنه لي وأنا أجزي به، والصبر، الصوم10
الثاني: معرفة خصوصية العبادة في شهر الله والاستفادة منه
1- شهر القيام: في دعائه المبارك إذا دخل شهر رمضان.. قال الإمام السجّاد عليه السّلام: الحمد لله الذي جعل مِن تلك السبل شهرَه شهرَ رمضان، شهرَ الصيام، وشهر الإسلام، وشهرَ الطَّهُور، وشهرَ التمحيص، وشهرَ القيام..11
2- شهر التطوع بالصلاة والذكر: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن تطوّع فيه بصلاةٍ كتَبَ اللهُ له براءةً مِن النار، ومَن أدّى فرضاً كان له ثوابُ مَن أدّى سبعين فريضةً فيما سواه من الشهور..12
3- شهر تقييد الشيطان: روي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لأصحابه: ألا أُخبركم بشيءٍ إن فعلتموه تَباعَدَ الشيطان منكم كما تباعد المشرق مِن المغرب ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الصوم يسوّد وجهه، والصدقة تكسر ظهرَه، والحبُّ في الله والموازرة على العمل الصالح تقطع دابرَه، والاستغفار يقطع وتينَه.. الكافي للكلينيّ 62:4 / ح 2باب فضل الصوم
4- الصوم يورث اليقين: في حديث المعراج، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا ربّ، ما أوّل العبادة ؟ قال: أوّل العبادة الصمت والصوم. قال: يا ربّ وما ميراث الصوم ؟ قال: الصوم يُورث الحكمة، والحكمة تُورث المعرفة، والمعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح: بعسر، أم بيُسر..13
5- الصوم وقاية: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:عليك بالصوم، فإنّه جُنّه مِن النار..14
6- ختامه جنّة: قال الله تعالى في الحديث القدسيّ الشريف: والصائم يفرح بفرحتين: حين يُفطر فيَطعَم ويشرب، وحين يلقاني فأُدخله الجنّة.15
وفيما يلي إشارة موجزة إلى بعض العبادات وأهميتها:
- قيام الليل: ورد الحث الشديد كتاباً وسنةً على صلاة الليل قال تعالى: ﴿يا أيّها المزمِّل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتِّل القرآن ترتيلا﴾16
وفي الحديث: "جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: إني حرمت الصلاة بالليل، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنت رجل قد قيّدتك ذنوبك".
- ذكر الله كثيراً: وهو المعايشة الشعوريّة، والذهنيّة لعقيدة الإيمان بالله تعالى، وهذا هو الأصل في الذكر.إضافة إلى ذكر الله تعالى باللسان كتسبيحه، وتحميده، واستغفاره، وتهليله، وتكبيره.
–المحافظة على صلاة جماعة والصلوات المستحبة: هي قربان كل مؤمن وتقي، وهي معراج المؤمن، ووسيلة الاتصال بين العبد وخالقه، يقول الإمام الخميني : "إن الله (سبحانه وتعالى) يحب أن يرى العبد منقطعاً ومتضرِّعاً إليه حين حلول وقت الذكر (الصلاة)، مخلصاً له في ذلك".ولا بد من المحافظة على الرواتب اليوميّة والصلوات المستحبة الواردة في الكتب الفقهيّة، من سنن الأنبياء والأوّلياء والصالحين.
- المداومة على تلاوة القرآن وقراءة الأدعية اليوميّة والأسبوعيّة والزيارات والتعقيبات اليوميّة.
1- الكافي للكليني 87:4 / ح 2.
2- وسائل الشيعة للحرّ العاملي 227:4 كتاب الصوم.
3- سورة البقرة:185
4- من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق 62:2
5- وسائل الشيعة للحرّ العاملي 227:4 - كتاب الصوم
6- بحار الأنوار للشيخ المجلسي 375:96 - عن أمالي الشيخ الطوسي
7- بحار الأنوار للشيخ المجلسي 368:96
8- بحار الأنوار للشيخ المجلسي 246:96
9- البقرة، 45
10- المصدر نفسه، ص295
11- الصحيفة السجّاديّة المباركة - الدعاء 44
12- وسائل الشيعة للحرّ العاملي 227:4 - كتاب الصوم.
13- بحار الأنوار للشيخ المجلسي 27:77 / ح 6.
14- بحار الأنوار للشيخ المجلسي 258:96، 296.
15- الخصال للشيخ الصدوق 45/ ح 42 ـ
16- المزمل: 1-4