الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة فضل الدعاء وآدابه

العدد 1642 09 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 12 تشرين الثاني 2024 م

جهاد المرأة ودورها في الأحداث والوقائع

مراقبات
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:933-8 جمادى الاولى 1432 هـ الموافق 12 نيسان 2011م
مما يساعد على اكتساب الخُلُق الحسن

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل


محاور الموضوع ألرئيسة:
1- معنى حُسن الخلق.
2- منزلة حُسن الخلق.
3- ما يساعد على حُسن الخُلق.

الهدف:

التنبيه إلى منزلة حسن الخلق في الدنيا والآخرة، والإرشاد إلى ما يُعين على ذلك إيجاداً وتثبيتاً.

تصدير الموضوع:
ـ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله تبارك وتعالى ليُعطي العبد من الثواب على حُسن الخُلُق كما يُعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح".

أ- معنى حسن الخلق:

ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام: "حُسن الخُلق في ثلاث: اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسّع على العيال" 1.

ـ وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إنما تفسير حُسْن الخُلق: ما أصاب الدنيا يرضى، وإنْ لم يُصبه لم يسخط"2 .

ـ وسُئل الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، عن حدّ حُسْن الخُلق، فأجاب: "تُليّن جانبك، وتُطيّب كلامك، وتلقى أخاك ببشْر حَسَن" 3.

ـ وفي تنبيه الخواطر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "أَحاسِنُكم أخلاقاً: الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويُؤلفون"4 .

نستخلص أنّ حُسن الخُلق يتقوّم في جهتين:
1- الأولى: وهي واجبة، وهي اجتناب الحرام وطلب الحلال.
2- الثانية، وهي خصال تظهر عند أهل الإيمان.

ب- منزلة حُسْن الخُلق:

إنِ المكانة التي يضع حُسْنُ الخُلق صاحبها فيها، تجعل من إهماله وتركه أمراً منافياً للدين والإيمان، وتوقع المرء في حيْفٍ وحسرة لا يدركهما إلا بعد فوات الأوان.

وإنّ تعاهد حسن الخُلق ورعايته من موجبات سعادة الدارين.

فإنّ صاحبه كالمجاهد في سبيل الله، عن الصادق عليه السلام: "إنّ الله تبارك وتعالى ليُعطي العبد من الثواب على حُسن الخُلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح" 5.

وإنه يُثقل الميزان يوم القيامة. فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخُلق" 6.

ويكفي صاحب حُسن الخُلق شرفاً وفخراً أنْ يكون الأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقد ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ أحبَكم إليّ وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً أحسنُكم خُلقاً وأشدُّكم تواضعاً"7 .

حتى أولئك الذين لا يؤمنون بيوم القيامة، ولا يعني عندهم الثواب والعقاب شيئاً، ولكنهم من ذوي المنطق والهمة العالية يبدون اهتماماً عالياً بمكارم الأخلاق. فقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام: "فَهَبْ أنه لا ثواب يُرجى ولا عقاب تبقّى، أفتزهدون في مكارم الأخلاق"8 .

ج- مما يساعد على حسن الخلق:

إذا تبين لنا منزلة حُسن الخُلق على الصعيد الإسلامي والإيماني ومكانة صاحبه عند الله عزَّ وجلَّ وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، بل على الصعيد الإنساني العام، حيث هو ليس مما يُزهد فيه. فإنّ الأحرى والأجدر أنْ يُبحث عما يساعد في تحصيل هذه الملكات، وفي تثبيتها وترسيخها إذا كانت قائمة فعلاً. ومما يساعد على تقوية الخُلق الحسن وخَلقه في النفس:

1- تقوية الخصال الحميدة الموجودة فعلاً في نفس المرء، فإنّ محامد الخصال يولّد بعضها بعضاً، ويقوّي بعضها بعضاً، ويجاور بعضها بعضاً، فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: " إذا كان في رجل خَلّةٌ رائقة فانتظروا أخواتها"9 .

وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ خصال المكارم، بعضها مقيّد ببعض" 10.

2- ومما يساعد على حُسن الخُلق إيجاداً وتثبيتاً، أن يوطّن المرء نفسه على اجتناب المحارم، والإعراض عن كثير من شهوات الدنيا، وأن يعمل على مجاهدة نفسه وترويضها.
ـ فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "المكارم بالمكاره، الثواب بالمشقة" 11.
ـ وعنه عليه السلام "إبذل في المكارم جُهدَك تَخلص من المآثم، وتحرز المكارم" 12.
ـ وعنه عليه السلام: "إذا رغبت في المكارم، فاجتنب المحارم" 13.

فمن أجل إحراز مكارم الأخلاق وتحصيل الثواب، يجب الابتعاد عن المحرّمات وتوطين النفس على تحملّ المشاق.

3- ويجب على المكلّف أنْ يحمل نفسه على محاسن الأخلاق ويعوّدها على ذلك، فإنّ مع التكرار والوقت تألف ذلك.
ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام: "عوّد نفسك السماح، وتخيّر لها من كلّ خُلقٍ أحسنه، فإنّ الخير عادة" 14.

4- الاهتمام بصحة البدن وسلامة أجهزته وتوازن تركيبه الغذائي. فعن الإمام الصادق عليه السلام: "اللحم ينبت اللحم، ومن ترك اللحم أربعين يوماً، ساء خُلقه"15 .

5- حُسن اختيار الصحبة: باختيار أولي الفضائل، واجتناب الأشرار وذوي الخُلق السيّئ. فإنّ الصحبة أقوى باعث على الإتّصاف بأوصاف الصاحب.
وقد ورد النهي عن مصاحبة بعض الأصحاب، لخصال سيئةٍ فيهم.
ـ من ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "لا تقارن ولا تؤاخِ أربعة: الأحمق، والبخيل، والجبان، والكذاب" 16.
ـ وعنه عليه السلام: "ينبغي للمسلم أن يتجنّب مؤاخاة ثلاثة: الماجن الفاجر، والأحمق والكذاب" 17.

وفي المقابل هناك إخوان يتحلّون بصفات وخصال حميدة، ورد الحث على مصاحبتهم. من ذلك، قول أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ أخاك حقاً من غفر زلّتك، وسدّ خلّتك، وقَبل عذرك، وستر عورتك، ونفى وَجَلَك، وحقَق أملك" 18.

ـ وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "خير إخوانك من أعانك على طاعة الله، وصدّك عن معاصيه، وأمرك برضاه" 19.

وفي هذا المجال، الأحاديث أكثر من أنْ يتسع لها هذا المجال.

6- اتباع أخلاق القرآن الكريم والاقتداء بالنبي وأهل بيته الأطهار عليهم السلام.
ـ عن أمير المؤمنين عليه السلام: "إذا دعاك القرآن إلى خَلّة جميلة، فَخُذْ نفسك بأمثالها" 20.
ـ وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً21 .
ـ وقال تعالى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ22 .
وقال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ 23.


1- بحار الأنوار للشيخ محمد باقر المجلسي، ج71، ص394، ح63.
2- كنز العمال للمتقي الهندي، ح5229.
3- معاني الأخبار للشيخ الصدوق، ص253، ح1.
4- بحار الأنوار، ج71، 393، ح63.
5- الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني، ج2، ص101، ح12.
6- عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق، ج2، ص37، ح98.
7- البحار، ج71، ص385، ح26.
8- غرر الحكم ودرر الكلم للقاضي الآمدي،الحكمة 6278.
9- نهج البلاغة، الحكمة 445 من الحكم القصار.
10- الأمالي للشيخ الطوسي، ص301، ح597.
11- غرر الحكم، الحكمة 43، 44.
12- نفس المصدر، الحكمة 9989.
13- نفس المصدر، الحكمة 4069.
14- البحار، ج77، ص213، ح1.
15- الكافي، ج6، ص309، ح1.
16- الخصال للشيخ الصدوق، ص244، ح100.
17- الكافي، ج2، ص639، ح1.
18- غرر الحكم، الحكمة 3645.
19- تنبيه الخواطر، ج2، ص123.
20- غرر الحكم، الحكمة 4143.
21- سورة الأحزاب، الآية: 21.
22- سورة القلم، الآية: 4.
23- سورة آل عمران، الآية: 159.

22-04-2011 | 03-39 د | 3775 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net