محاور الموضوع ألرئيسة:
1- تميّز المرأة.
2- الفئات التي يجب الاحتجاب عنها.
3- مقدار ما يجب ستره.
4- مواصفات الحجاب الإسلامي الشرعي.
4- الفئات التي يجب الاحتجاب عنها.
5- تحذير.
الهدف:
بيان وجوب التستر على المرأة، ومقدار ما يجب ستره، وكذلك عمن يجب ذلكن ومواصفات هذا الستر الشرعية.
تصدير الموضوع:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهنّ كَأَسْنَمة البُخْت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها..".1
بدنية وصفات جسدية من الرقة والنعومة، جعلها عنصراً يختلف في جوانب متعددة عن الرجل، مع الإقرار بتساويهما في الإنسانية من جهة، حيث جعل معيار القرب والكرامة عنده التقوى، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.2
ولكن، من جهة أخرى جعل المرأة في حصن من الفتنة والفساد، والضلال والإضلال، فأمرها أن تخفي تلك المفاتن، حماية لنفسها وللمجتمع. فقال تعالى: ﴿أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾3. وأمرها بالتالي أن تستر بدنها. لكن، عمّن يجب عليها أن تستر بدنها؟
الفئات التي يجب الاحتجاب عنها:
قال تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء﴾4.
نخلص إلى أنه لا يجوز للمرأة إظهار مفاتنها وكشف أجزاء بدنها على غير هذه الفئات المذكورة في الآية الكريمة.
مقدار ما يجب ستره:
بحسب الآية الكريمة، يقول تعالى: وليضربن بخمرهن على جيوبهن، المقصود بالخمار هو الستر الذي تستر به المرأة رأسها ورقبتها ونحرها. والجيوب هي الصدور، حيث كانت النساء يسدلن خمرهنّ من الخلف فتبدو آذانهنّ وأقراطهنّ ونحورهنّ وصدورهنّ. فجاء الحكم في الآية أن يُستخدم القسم الذي يُسدل إلى الخلف من الخمار لتغطية ما كان مكشوفاً5.
وقد أجمل الإمام الصادق عليه السلام ما يجوز كشفه فعن أبي عبد الله عليه السلام بعد أن سُئل عما تظهر المرأة، قال عليه السلام: "الوجه والكفين"6 و معنى "جلابيبهن" في الآية 59 في الأحزاب "ثوب تشتمل به المرأة فيغطي جميع بدنها"7.
موصفات الحجاب الإسلامي الشرعي:
إنّ ما يجب ستره من البدن لا يكفي حجبه بأيّ شكل كان، بل، لا بد للساتر أن يحوز على مجموعة من المواصفات الخاصة، والتي ذكرتها الروايات والأحاديث، وهي مذكورة في كتب الاستفتاءات والرسائل العملية للفقهاء العظام أعلى شأنهم، ويمكن تلخيص هذه المواصفات بما يلي:
1- أن يكون ساتراً لكل البدن عدا الوجه والكفين.
2- أن يكون واسعاً فضفاضاً، لا يظهر منه بشكل واضح شكل وحجم الجزء الذي يستره.
3- أن لا يكون شفافاً، يحكي الجزء الذي يستره، بل لا يستره. وكذلك الأمر بالنسبة لجوارب القدمين.
في المقابل، نهت الرسائل العملية واستفتاءات المراجع العظام أن كون الحجاب الذي تستتر به المرأة المسلمة مشتملاً على بعض الصفات، منها:
1- أن لا يكون بألوان فاقعة وصارخة بحيث يصبح ملفتاً للأنظار، وتنشأ من ذلك مفسدة.
2- أن لا يكون زينة في نفسه، بحيث يكون مزخرفاً أو مخرّماً.
3- أن لا يكون فيه ترويج للثقافة المعادية، التي تذوب معها أوتضعف معها الهوية الإسلامية.
4- لا يجوز للمرأة أن تتشبّه في لباسها بالرجالن بحيث تلبس السروال مع ربطة العنق مثلاً.
5- أن لا تكتفي بلبس السروال في الجزء السفلي من بدنها أمام الأجنبي.
6- عدم الخروج من المنزل بدون الجوارب، وعدم كشف رجليها (قدميها) امام الأجنبي أبداً.
7- أن لا يكون من نوع لباس الشهرة.
ولباس الشهرة هو الذي لا يتوقع منها أن ترتديه، بسبب لونه، أو كيفية تفصيله وخياطته، أو بسبب كونه خَلِقَاً بالياً، بحيث يصبح ارتداؤه مدعاةً إلى جلب الأنظار، حتى مع تجرّده من أية زينة.
تحذير:
لقد نبّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من أنواع الحجاب التي يتم ترويجها في هذه الأيام، والتي هي أبعد ما تكون عن مواصفات اللباس الشرعي، والتي يضيع معها الهدف من الحجاب ومن تشريعه.
فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهنّ كَأَسْنمةَ البُخْت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها. وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"8.
وقد نهى الإسلام المرأة أن تتزين لغير زوجها، حفظاً لها وللمجتمع، ففي حديث المناهي، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:" نهى أن تتزّين لغير زوجها فإن فعلت كان حقاً على الله أن يحرقها بالنار"9. كل هذا، عدا التطيب، والسلوك الخاص والدلال وحركات الغنج والتمايل. فذلك كله محرم.
1- صحيح مسلم / ج 2128
2- الحجرات/ 13
3- الأحزاب / 59.
4- النور/ 31
5- مسألة الحجاب، الشهيد مرتضى مطهر، عن سسن أبي داوود ص 383 ج2.
6- قرب الإسناد للحميري / ص 40
7- تفسير الميزان للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي / في تفسير سورة الأحزاب.
8- صحيح مسلم/ 2 2128.
9- أمالي الصدوق/ ص 5.