محاور الموضوع ألرئيسة:
1- نظرة بائسة.
2- اختارها الله لك.
3- البنت ستر من النار.
4- فاطمة بضعة مني.
الهدف:
إنّ للبنت ميزة خاصة، لا تقل عن الصبي، بل تفوقه، فهي ريحانة من الجنة وهي حسنة يثاب عليها، وخير بنات العالمين فاطمة.
تصدير الموضوع:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم الولد البنات المخدّرات، من كانت عنده واحدة جعلها الله ستراً له من النار".1
نظرة بائسة:
إنّ تمييز الذكر عن الأنثى تفضيلاً له عليها، كان منذ القدم واقعاً قائماً، ولكنه لم يكن يوماً أمراً مشروعاً من قبل أهل المنطق السليم، ولا من قبل أصحاب المشاعر الإنسانية الصافية، ولم يكن كذلك مقبولاً من قبل الخالق الذي خلق ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾.
الإنسان الصبي والإنسان البنت على حدٍّ سواء، من دون أية ميزة تفضيلية للصبي على البنت. وتحدث سبحانه في كتابه الحكيم بازدراء وتقريع عن أولئك الذين يستاؤون إذا ما رُزقوا الأنثى.
فقال سبحانه: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ﴾.2
وفي الكافي أنه أُتى رجل عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأُخبر بمولود فتغيّر وجهه، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: مالك؟ فقال: خير. فقال: قل. فقال: خرجتُ والمرأة تمخض فأُخبرت أنها ولدت جارية. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الأرض تقلّها، والسماء تظلّها، والله يرزقها، وهي ريحانة تشمها".3
فما الذي جعلك تغتمّ ويتملّكك الغمّ، ولو رُزقت الصبي لتهلّل وجهك وانفرجت أساريرك، وعققت عنه ووزّعت الحلوى ونذرت له النذور. والحال أنّ ثقلها كثقلك تحمله الأرض، ورزقها كرزقك في السماء. والأهم من ذلك كله أنها وردة من رياض الجنة، تشمّ فيها طيب الفردوس".
اختارها الله لك:
ألا يكفي المرء قناعةً، بل فخراً، أن تكون البنت عطاءاً من الله، واختياراً منه تعالى، حباه الله به، حتى يكون راضياً بهذه الهدية. حافظاً لها.
عن الإمام الصادق عليه السلام: "عندما أتاه رجل متسخّطاً من جارية ولدت له، قال: أرأيت لو أنّ الله تبارك وتعالى أوحى إليك أنْ أختار لك أو تختار لنفسك، ما كنت تقول؟ قال: كنت أقول: يا ربّ، تختار لي. قال: فإنّ الله قد اختار لك".4
البنت ستر من النار:
لقد أمرنا الله سبحانه أنْ نؤمن الأجواء الملائمة لأبنائنا ونسائنا من أجل التزام الحكم الشرعي والبعد عن المعاصي، من أجل حمايتهم من نار جهنم في يوم الحشر، وبذلك نكون قد حمينا أنفسنا أيضاً، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾5 ولكن الله سبحانه جعل البنت الواحدة التي نحسن أدبها ونربيها تربية صالحة وقاية لنا وستراً من النار، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "من كانت عنده ابنة فأدّبها وأحسن أدبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعةً وستراً من النار".6
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم في حديث آخر: "نعم الولد البنات المخدّرات، من كانت عنده واحدة جعلها الله ستراً له من النار".7
وقد يكفي المرء أن لا يميز بين أبنائه في التعامل، فيُشعر ابنته بالمساواة مع إخوتها الذكور، حتى ينال أجر أهل الجنة.
فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من ولدت له ابنة فلم يؤذها ولم يُهنها ولم يؤثر ولده عليها- يعني الذكور-، أدخله الله بها الجنة".8
ولقد كفى الله عباده أمر البنات، فيكفي المرء التربية الصالحة وأنْ يكون قدوة حسنة لها. بخلاف الصبيان الذين يحتاج المرء معهم- مضافاً إلى ما مرّ- مؤونة زائدة، حيث ورد في الحديث عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: "البنون نعيم والبنات حسنات، والله يسأل عن النعيم ويثيب على الحسنات".9
فاطمة بضعة مني:
ويكفي النساء فخراً أن تكون منهن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، التي جعلها الله سيدة النساء في العالمين من الأولين والآخرين.
"فعن الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، وأمهما أفضل نساء أهل الأرض".10
وعن زياد بن العطار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، أسيّدة نساء عالمها؟ قال: ذاك مريم، وفاطمة سيدة أهل الجنة من الأولين والآخرين".11
ـ عن سعد بن أبي وقاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "فاطمة بضعة مني، من سرها فقد سرّني، ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعزّ الناس عليّ".12
وفي حديث سعيد بن المسيب، عن ابن عباس قال في حديث طويل: إنّ رسول الله الله صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً ذات يوم، وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
ثم التفت إلى علي عليه السلام، فقال: "يا علي، إنّ فاطمة بضعة مني، وهي نور عيني وثمرة فؤادي، يسوؤني ما ساءها ويسرّني ما سرّها، وإنها أول من يلحق بي من أهل بيتي...".13
هذا بعض ما يمكن إيراده في هذه العجالة عن وجه العلاقة المتميزة بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابنته فاطمة الزهراء عليها السلام. لكن، أسفٌ على فاطمة وما جرى لها بعد أبيها، وقد أوذي فيها وفي ذريتها حتى "ما أوذي نبي في ذريته كما أوذي".
1- مكارم الأخلاق، ج1، ص472، ح1613.
2- سورة النحل، الآيتان: 58- 59.
3- الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني، ج6، ص5، ح6.
4- الكافي، ج6، ص6، ح11.
5- سورة التحريم، الآية: 6.
6- كنز العمال للمتقي الهندي، الحديث رقم 45391.
7- مكارم الأخلاق، ج1، ص472، ح1613
8- كنز العمال، ح45400.
9- الكافي، ج6، ص7، ح12.
10- عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق، ج2، ص62، ح252.
11- أمالي الشيخ الصدوق، ص187، مجلس 26، ح7.
12- مجالس الشيخ المفيد، ص259، مجلس 3، ح2، وأمالي الشيخ الطوسي، ص24، مجلس 1، ح3.
13- أمالي الصدوق، ص574، مجلس 73، ح18.